أحدث ثورة في الشارع اللبناني والعربي لدى خروجه من برنامج هواة.
استطاع أن يجمع بين المجدين، مجد الشهرة ومجد الأبوّة، فقد حقّق استقراراً عائلياً ونجاحاً فنّياً يشهد له كل متذوّق للفن.
ينوي الاتجاه صوب الفن الملتزم بعدما وجد فيه رسالة سامية يفتقدها الفن الذي يمارسه حالياً. هو الفنان البسيط والطبيعي والعفوي، «الريّس» كما أطلق عليه، ملحم زين.
يخبرنا في هذا الحوار عن ألبومه الجديد وعن أبوّته وعن نيّته الاتجاه صوب الانشاد الديني، كما يعلمنا عن قراره العودة للاستقرار في القرية كي يربّي أطفاله كما ربّاه والداه، في الطبيعة وعلى البساطة بين الناس الصادقين...

- كم استغرق تحضير ألبومك الأخير»ملحم زين 2012» من الوقت، ومع من تعاونت فيه؟
استغرق تحضيره الكثير من الوقت، إلى أن رسَونا على مجموعة الأغنيات التي صدرت في الألبوم الذي يضم 14 أغنية تعاونت فيها مع الشاعر فارس إسكندر في خمسة أعمال هي «ما عاد بدي إياك» و«كان صديقي» و«عرس الغوالي» و«يا حبيب بيك» و«تاج راسي»، وكلها من ألحان سليم سلامة.
كما تعاونت مع الفنان وسام الأمير في عملين هما «حرقتلي قلبي» و«أوعى تروحي». أما أغنية «أنتِ لي خسرتي» فكتبها الشاعر فادي مرجان ولحّنها فضل سليمان، وأغنية «كل مرة» كلمات وألحان محمد عيسى، وأغنية «عدّاني العيب» كلمات محمد البوغة وألحان محمود الخيامي، وأغنية «قديش بعمري» مع منير بو عساف وهشام بولس، وأغنية «وردة» مع ميشال عويناتي ألحان جهاد فرح، وللشاعر قصي عيسى أغنية «كبد بد» ألحان علي بدر.
إضافة إلى عمل من الفولكلور اللبناني القديم وهو أغنية «يللي دينك من ديني». وهو من انتاج شركة «روتانا».

- لماذا أدرجت أغنيات قديمة في هذا الألبوم؟
بهدف الأرشفة، فبعد أن صدرت كل أغنية منفردة تساءل الجمهور عن كيفية الحصول عليها بالنسخة الأصلية كأغنية ابني علي «يا حبيب بيّك» و»كان صديقي» وغيرهما.

- ألا تعتبر غناءك لوناً جديداً عليك مجازفة؟
يجب أن «يطلع الإنسان من حاله» وألاّ يكرّر نفسه ويغنّي اللون نفسه. فقد رحّب الجمهور بالأغنية المصرية، وأغنية «كل مرّة» التي يختلف لونها عمّا قدّمته في السابق.

- ما هي الأغنية الأولى التي سيتم تصويرها فيديو كليب؟
نتحضّر لتصوير أغنية «ما عاد بدي ياك» مع المخرج فادي حداد. أما الأغنية الثانية فهي «يللي دينك من ديني».

- ما هي الأغنية الأقرب إلى قلبك من ألبوم «إنتِ لي خسرتي»؟
اخترت أغنيات الألبوم بنفسي وأحببتها جميعاً، فحرصت على انتقاء أفضل كلام ولحن. لكن أغنية «يللي دينك من ديني» قريبة منّي أكثر، كوني أجد نفسي في هذا اللون، كما أحبّ «ما عاد بدي ياك» كثيراً.

- هل سبق أن غنّيت أغنية قريبة من قصة عشتها وتأثرت بها؟
اخترت أغنية «نامي عالهدا» لزوجتي وكانت حالة عشناها معاً.

- هل ممكن أن تطلب من شاعر كتابة أغنية تصف تجربة مررت بها، بعد أغنية «يا حبيب بيّك»؟
في الوقت الراهن لا تراودني الفكرة.

ملحم الأب

- هل ما زلت منحازاً إلى علي أكثر من فاطمة؟
طبعاً، فقد مضى على معرفتي بعلي سنتين ونصف، وأحب فاطمة كثيراً، فهما محور حياتي واهتماماتي وأحلامي. وقد قال لي الطبيب إنه عند بلوغ البنت عمر السنة تصبح الأقرب إلى والدها.

- هل بدأ علي يدندن أغنياتك؟
يغنّي لي ويقول: «بدي ياك بدي ياك جديد ملحم زين...» (يضحك وتدمع عيناه).

- هل ممكن أن تشّجعه على الغناء يوماً؟
لن أسمح له بدخول عالم الفن... أريده أن يعيش حياة مستقرّة وأن يتعلّم ويتوظّف، وأن يعيش حياة هادئة ويكون مرتاح البال، وألاّ يعيش كما عشت، في الطائرة وفي قلق دائم... لا أحبّذ احترافه الفن، لكن كما يبدو أن لديه ميولاً فنيّة فأراه يمسك بالغيتار ويعزف عليه ويدندن.

- إلى أي مدى تأثرت عائلتك بالجو الفني الذي تعيشه؟
لم أُدخل أجواء عملي إلى المنزل. عائلتي شبه منعزلة عن الوسط الفني وبالكاد تسمع زوجتي أغنياتي وتبدي رأيها فيها. وحتّى أننا لا نُجمّع المجلات في منزلنا ونعيش حياة بسيطة وهادئة، لا تشبه الحياة الصاخبة التي يعيشها عادةً الفنانون.
كما تتفهّم زوجتي طبيعة عملي كفنان لأني أمارس حياتي الطبيعية بعيداً عن العمل في شكلّ بسيط جداً وأكون دائماً إلى جانبها وإلى جانب عائلتي.

خلاف مع إليسا

- بعد أن تناقشتما في السياسة تقول إليسا اليوم: «هلأ ملحم زين بدو يضارب عليّ!!». ما هو ردّك؟
لا أعتب على إليسا لأنّي أدرك أنّها تحبني، فأنا أحبّها وأكثر ما يعجبني فيها أنّها صريحة ولا تجامل! اتصلت بي لتوضّح ما كُتب، وقالت لي: «سوف تقرأ عن لساني ما لم أقله»، وقصدَت بكلامها أن الفن الذي أقدّمه مختلف عمّا تقدّمه هي، من حيث اللون والموسيقى، ولم تقصد الإساءة أو الاستخفاف بألبومي.

- كيف هي علاقتك بالفنانين اليوم؟
الكل يحبني لأنّي لست مؤذياً لأحد، وقريب من الجميع ومرح الطباع. تربطني صداقة بمن يعتقد الناس أنّي على خلاف أو منافسة معهم كالفنان عاصي الحلاني وفارس كرم ووائل جسار وغيرهم. من الطبيعي أن تحصل بعض الحساسيات البسيطة، لكنّها تصل إلى الناس مضخّمة.

- كيف تقوّم الحالة التي وصل إليها فضل شاكر اليوم؟
أحبّ فضل على الصعيد الشخصي، لكنّه أحرج بلداً بكامله في تصرّفه! شعب المغرب معتدل ولم يسبق أن تكلّم عن أي نظام عربي.
هناك منابر سياسية للكلام في السياسة، لذا أعربت عن أسفي لما فعله في مهرجان «موازين»، وأخذت على عاتقي الرد على أصالة والدفاع عن لبنان، رافضاً أن يتناول اللبنانيين أيّ كان بطريقة «غير لائقة»، وقلت لهم من المعيب أن تحرجوا المغرب.

- ما هي مشكلة أصالة؟
رددت عليها بعدما صرّحت أنّ «ثقتها بلبنان مهزوزة»، كاشفةً إنّها لن تغني فيه مجدداً. أمّا بالنسبة إلى الشأن السوري فهي حرّة! أكّن لها مودّة خاصة هي وزوجها طارق وأحترمهما، لكنّي أقول لها كلمتين: «دورك يا أصالة في هذه المرحلة الدقيقة جداً هو دور المرشدة، سورية تحترق وأنتِ تحرّضين طرفاً على طرف! ليس المطلوب منك أن تكوني مع نظام الرئيس الأسد، بل المطلوب أن تتخّذي الدور التوعوي لا التحريضي».

- ما هو السبب الذي دفع السفارة القطرية إلى رفض منحك تأشيرة دخول؟
أعربت عن أسفي بعد رفضها منحي تأشيرة دخول بسبب مواقفي كما برروا لي. علماً أنه لم يسبق لي أن تكلّمت عن قطر. كأنّ هناك حصاراً فنياً سياسياً يفرضه أحدهم على مجموعة من الفنانين ومن بينهم أنا!

- كيف تلقّيت شائعة وفاتك؟
وصلتني الرسالة النصيّة على هاتفي أثناء لعبي «الورق» في منزل أحد أصدقائي، فقلت: «شباب أنا توفّيت!» (يضحك). كما وصلني بعدها أنّ أشلائي قد وصلت من أستراليا... لم أقصد البلد منذ سنة، ولا أفهم هذه التصرفات المؤذية بحقي. لا أمانع أن ينتقدني الجمهور فنيّاً، لكنّ في مسألة القتل والأشلاء أذيّة.

دويتو مع نجوى كرم

- هل كان لقاؤك الفنانة نجوى كرم في الاستوديو صدفة؟
لم يكن صدفة على الإطلاق!

- إذاً هناك عمل مشترك يجمعكما!؟
لي الشرف أن أغنّي مع نجوى كرم، فأنا من أشدّ المعجبين بصوتها، وأعتقد أن ما ينقص صوت ملحم زين هو صوت نجوى كرم كي يجوهر.

- من قام بالمبادرة لتنفيذ الدويتو، أنتَ أم نجوى؟
تربطني علاقة صداقة قوية بنجوى، فهي إنسانة يُشهد لها بأخلاقها وفنّها ولا أرى نفسي في دويتو إلاّ معها. لذا لا يهمّ من يبادر فكلانا متحمس للعمل الذي لا يزال قيد الدرس.

- كيف وجدت مشاركتها في برنامج Arabs Got Talent؟
نجوى رائعة وأحبّها كثيراً لأن نفسيّتها طيّبة وجوّها جميل وليست مؤذية وتتمنى الخير لغيرها، فهي ببساطة «أخت الرجال».

- الفن مهنة غير مستقرّة وغير مضمونة برأيك، هل مازلت تفكّر في خوض مجال العمل التجاري؟
صحيح، فقد توجّهت منذ فترة إلى المجال التجاري والأمور جيّدة.

- هل تأقلمت مع طبيعة المجال الفني أم أنّك لا تزال تنوي الإعتزال؟
تأقلمت إلى حدٍّ ما. ليست مسألة إعتزال بل توجّه نحو فن آخر، لأنّي أرى أن الفن الذي أقدّمه اليوم سأقدّمه نفسه بعد 15 سنة.
الرسالة الصغيرة التي نقدّمها من خلال أغنياتنا لا تُقارن بالرسالة السامية التي يحملها الفنّ الملتزم. فالناس تحبّني وأحبّها وإن اتجهتُ نحو مكان آخر ستتبعني وتسمعني. لا أحد يعلم متى سأعتزل! يحتمل أن أتوقّف عن الغناء في غضون 10 سنوات أو أقل.

- هل فعلاً تنوي الاتجاه صوب الفن الملتزم (التفرغ للأناشيد والابتهالات الدينيّة)؟
أجزم بأني سأتوجّه إلى الفن الملتزم. النيّة موجودة وهذا هو المسار الذي أتمنّى سلوكه، لكنّ الخطوة مؤجلة وأدرسها حالياً. لن أعتزل وأتراجع عن قراري، وسأتّخذ هذا القرار بكل حزم ومن دون تراجع.

- لمن من الفنانين تستمع؟
أعجبني ألبوم صابر الرباعي «يا عسل»، وأحب كل ما تغنّيه جوليا بطرس.

- هل من تكرار لتجربة أغنية الشارة بعد مسلسل «أهل الراية»؟
سأغنّي أغنية الشارة للمسلسل المصري «الأخوة الأعداء» من بطولة صلاح السعدني وغادة عبد الرازق وأحمد رزق، وهي من ألحان محمود طلعت.

- لكل مرحلة هواجسها وأحلامها. ما هي أحلامك وهواجسك اليوم؟
حقّقت الاستقرار العائلي وخضت تجربة الأبوّة، وهذه أهم خطوة أقدمت عليها في حياتي. كما نجحت في إثبات نفسي فنياً. أصبحت غالبية أحلامي تدور ضمن إطار العائلة والأولاد، وما أحلم به هو أن أتمتّع وكل من حولي بصحّة جيدة.
يصل المال إلى مكان يصبح لا فائدة منه! لا أستعرض حالتي الماديّة، لكنّي أعتقد أن لكل إنسان همومه. أشعر بالاكتفاء، رغم أنّي لم أصل إلى القمّة بعد.

- كيف هي علاقتك بالقرية اليوم؟
أنتظر انتهاء بناء بيتي في بلدتي شمسطار حتّى أنتقل للاستقرار نهائياً هناك. في القرية البساطة والصدق والطبيعة والناس الذين يحبّون ملحم الفقير والغني، المشهور وغير المشهور، هذه الفئة من الناس التي تستحق أن أعيش بينها.