يسرا اللوزي: والدي لا يملك نفوذ...

محمود عبد العزيز , عادل إمام, يسرا اللوزي, شخصية , محمد عادل إمام, كريم محمود عبد العزيز, مسلسل

06 ديسمبر 2012

 

عندما رشحها المخرج وائل إحسان لشخصية الصعيدية في فيلم «ساعة ونص»، شعرت بحالة من الرعب, لكنها رفضت الاعتذار، لأنها على حد تعبيرها «ليست جبانة فنياً»، وقبلت التحدي وقدمت للمرة الأولى شخصية صعيدية وسط عدد ضخم من النجوم والنجمات الذين امتلأ بهم الفيلم.
يسرا اللوزي تتحدث إلينا عن حكايتها مع «ساعة ونص»، وإحساسها وهي وسط هذا العدد من الفنانين في فيلم واحد، وتبدي رأيها في أبناء النجوم الذين عملوا معها.
كما تتحدث عن والدها ورفضها لأكثر من بطولة، وسرّ مشاركتها في أفلام بلا أجر، والشائعة الغريبة التي تطاردها، والتصريح الكاذب الذي جعلها تقرر إطلاق موقع إلكتروني خاص بها.


- ما الذي حمّسك لتقديم شخصية «سناء» في فيلم «ساعة ونص»؟
عادة قبل أن أوافق على الشخصية التي أقدمها أحكم على السيناريو بشكل كامل، عكس ممثلين كثيرين يبحثون أولاً عن دورهم وأهميته في الأحداث، فأنا أقرأ السيناريو وكأنني لن أمثل فيه، ولا أركز على الشخصية التي أقدمها.
وفي كثير من الأحيان أطلب من المخرج أن أقرأ السيناريو قبل أن أعرف أي شخصية سأقدمها، حتى أستطيع الحكم ماإن كان السيناريو مناسباً أم لا. وعندما جاءني سيناريو «ساعة ونص» قرأته في جلسة واحدة استغرقت «ساعة ونص» أيضاً، ولا أخفي أنني في بادئ الأمر أصبت بحالة من الرعب، وكان وارداً جداً أن أعتذر وأكون جبانة، لأن الشخصية فيها تحدٍ كبير لي، لكن عندما تحدثت إلى المخرج وائل إحسان طمأنني مؤكداً لي أنني أستطيع تجسيد شخصية «سناء» الدكتورة الصعيدية رغم ملامحي الغربية.
ورغم أن وائل إحسان لم يكن يعرفني قبل هذا الفيلم، ارتاح إلي وتمسك بي رغم قلقي وترددي في تقديم هذه الشخصية.

- وكيف تغلّبت على عامل اللهجة وهي المرة الأولى التي تقدمين شخصية صعيدية على الشاشة؟
كان شرطي الوحيد عندما قبلت الشخصية أن يوفر الإنتاج مصحح لهجة صعيدية محترفاً، على ألا أدخل التصوير إلا عندما أكون جاهزة وأشعر بأنني أتحدث مثل أهل الصعيد، دون أن أفكر إذا ما كنت أتحدث بشكل صحيح أم خطأ.
واشترطت ذلك حتى أركز على الأداء التمثيلي فقط، لا أن أفكر أثناء العمل في درجة إجادتي للهجة الصعيدية، وهو ما تحقق بالفعل، فأنا لم أكتف بأن أحفظ مشاهدي وإنما أصبحت قادرة على التحدث بلغة أهل الصعيد، وهو ما يسهل عليَّ تقديم الأدوار الصعيدية إذا ما رُشّحت لها مستقبلاً.

- هل زواج طبيبة من شخص جاهل لمجرد أنه من أقربائها نموذج ما زال موجوداً في المجتمع؟
هناك زيجات في المجتمع شديدة التنوع، بين أشخاص متعددي الطبقات والثقافات. والحالة التي قدمتها في «ساعة ونص» موجودة بكثرة في صعيد مصر، خاصة نموذج أن تتزوج البنت من ابن عمها، ورغم الفارق في مستوى التعليم بينهما، إلا أنها مرتبطة به جداً وتحبه ولن تتخلى عنه مستقبلاً.

- لماذا اخترت أن تقدمي دوراً بعيداً عن شخصيتك في هذا الفيلم؟
لا أفهم لماذا لا نعطي الممثل فرصة أن يقدم شخصيات متنوعة وجديدة عليه؟ لماذا نحصر كل ممثل في شخصية نجح في تجسيدها؟ في الفن المصري فقط تجد بنت الباشا دائماً تظهر في الشخصية نفسها، ورجل الأعمال لا يظهر إلا رجل أعمال... أتصوّر أن المخرجين يجب أن يتحدوا أنفسهم ويحاولوا أن يقدموا الممثلين في أدوار مختلفة لا أن يحصروهم في أدوار بعينها، وأنا شخصياً تُعرض عليَّ أدوار كثيرة أرفضها لأنها تكون تكراراً لشخصيات قدمتها من قبل.

- وجودك إلى جانب هذا العدد الكبير من النجوم ألم يزعجك؟
بالعكس كانت حالة إيجابية جداً ولم تزعجني على الإطلاق، لأنني مقتنعة بأنه كلما كنت تمثل إلى جانب نجوم تظهر بشكل أفضل ويشاهدك جمهور أكبر، فأنا أتصوّر أن كل مشاهد يذهب الى الفيلم يحبّ على الأقل خمسة ممثلين من الذين يشاركون في بطولته، وهذا إيجابي جداً.

- لماذا كل أدوارك صغيرة؟
الجمهور لم يشاهدني حتى الآن في دور طويل، لأنني لم يعرض عليَّ حتى الآن دور كبير، كما نقول بالبلدي «عليه القيمة»، فأنا كنت أستطيع أن أقدم دور بطولة طويلاً منذ ثماني سنوات، لكني رفضت لأنه لم يكن مناسباً. منذ عام 2004 تُعرض عليَّ أدوار بطولة، لكني رفضتها لأنها لم تكن في مصلحتي، وقبل عامين فقط عرض عليَّ دور الأميرة فتحية في مسلسل «البرنسيسة والأفندي»، لكنني رفضت لأن الشخصية التي أقدمها كانت تظهر بداية من سن 18 وحتى 40 سنة، ورأيت أنه ليس طبيعياً أن أقدم شخصية امرأة في سن الأربعين.
وللسبب نفسه رفضت مسلسل «ليلى مراد». أما مسلسل «زي الورد» فرفضته لأسباب أخرى تتعلّق بضيق الوقت، إذ كنت مشغولة بأعمال أخرى.
أقول ذلك الآن لأبرهن أنني إذا كنت أريد تقديم البطولة المطلقة منذ فترة طويلة لفعلت، لكنني أرفضها لأنها لن تكون في مصلحتي، وأنا أرى أن دوراً جيداً في فيلم «ساعة ونص» يضيف إلى تاريخي أكثر من تقديم شخصية ليلى مراد وهي لا تناسبني.

- إطلاق فيلم على هذه الدرجة من القتامة في هذا التوقيت هل هو مناسب؟
أنا ضد تحديد مواعيد للأفلام حسب تصنيفها جادة أو هزلية، لأن جمهور السينما متنوع، فهناك من يفضل مشاهدة الأفلام الجادة بينما يحب آخرون مشاهدة أفلام كوميدية، كما أن الجمهور الحقيقي للسينما يحب أن يذهب إلى دور العرض ليختار ما يشاهد، لا أن تفرض عليه نوعية معينة من الأفلام، سواء كوميدي أو تراجيدي أو أكشن.

- هل كان هذا الكم من الممثلين الذي تجاوز 25 فناناً يحضر إلى الاستوديو في وقت واحد؟
هذا لم يكن يحدث على الإطلاق، وهنا تكمن صعوبة الفيلم على المخرج والممثلين والإنتاج، فأنا شخصياً لم ألتق سوى أربعة ممثلين طوال التصوير، هم سوسن بدر وآيتن عامر وفتحي عبد الوهاب وإياد نصار، لأن الإنتاج كان يطلب الممثلين حسب المشهد المطلوب تصويره.

- وما تقويمك للفيلم؟
أعرف أن الفيلم سيصيب المشاهد بالكآبة، لكنه سينال إعجابه لأنه مكتوب بشكل جيد، والأداء التمثيلي فيه رفيع المستوى، كما أن الموسيقى التصويرية للموسيقار ياسر عبد الرحمن أكثر من رائعة، والواقع أنني بكيت عندما سمعت موسيقى تيترات الفيلم في العرض الخاص.

- كيف رأيت وجود معظم أبناء الفنانين في الفيلم مثل محمد عادل إمام، وكريم محمود عبد العزيز، وأحمد صلاح السعدني، وأحمد فاروق الفيشاوي، وأحمد فاروق فلوكس، وعمر مصطفى متولي، وآيتن شقيقة وفاء عامر، وأميرة هاني ابنة شقيقة نبيلة عبيد، وناهد السباعي حفيدة فريد شوقي، وأنت ابنة محمود اللوزي؟
والدي دكتور في المسرح في الجامعة الأميركية، وليس له علاقات داخل الوسط الفني حتى يكون واسطة لي، بالعكس عندما يعرض عليه دور في السينما يستشيرني، لذلك لا يجوز وضعي في مقارنة مع كريم محمود عبد العزيز أو محمد عادل إمام على سبيل المثال، فهما ابنا نجمين، عكس والدي الذي لم يشارك في السينما إلا بأدوار قليلة، فهو لا يملك النفوذ الذي يتمتع به عادل إمام أو محمود عبد العزيز ليتم وضعي في هذه القائمة.
أقسم أن والدي لا يعرف أحداً في الوسط الفني، كما أن هذه المقارنة ظالمة لهما، لأنه يستحيل مقارنة أدوار والدي بما قدمه عادل إمام أو محمود عبد العزيز للسينما.
وبعيداً عن شخصي أرى أن الجميع أثبتوا أنفسهم بجدارة، خاصة محمد إمام وأحمد فلوكس اللذين أبهراني عندما شاهدتهما، كما أعجبني جداً عمر ابن الفنان مصطفى متولي.

- ماذا عن فيلمك القصير «كما في المرآة»؟
هو فيلم عن القهر بشكل عام في الدولة البوليسية، ويكشف أن القهر في المجتمعات هو سلسلة لا تنتهي، فالموظف عندما يضايقه رئيسه في العمل يخرج غضبه على زوجته في المنزل، وهذه الزوجة تفرغ غضبها في أبنائها، وهؤلاء الأولاد يحولون هذا الغضب إلى عنف مع أصدقائهم في المدرسة وهكذا، فهي حلقة من القهر لا تنتهي تمتد من السلطة إلى الأطفال.

- لماذا تحرصين على المشاركة في الأفلام القصيرة رغم أنها بلا أجر؟
أتعامل مع كل الأدوار التي تعرض عليَّ بطريقة واحدة، سواء كانت أفلاماً طويلة أو قصيرة أو حتى مسلسلات، فأنا أوافق على العمل عندما يعجبني السيناريو، وليس لأنه يشارك فيه أبطال بعينهم، أو لأن الفيلم إنتاج ضخم.
وأنا أحب المشاركة في السينما المستقلة، حتى إذا كانت بدون أجر، وهي بالفعل بلا أجر لأن أغلبها مشاريع تخرّج أو تجارب لمخرجين شباب.
وبالمناسبة أصور حالياً مع تامر سامي مخرج «كما في المرآة» فيلماً قصيراً آخر وأيضاً بدون أجر.

- هل تفعلين ذلك من باب المساعدة أم أنك تحبين المشاركة في هذه النوعية من الأفلام؟
عندما يكون هناك مخرج شاب لديه فكرة جيدة تستحق المشاركة فيها، ووجودي معه سيدعمه ويفرق معه، فلماذا أرفض؟ كما أنني أصوّر هذه الأفلام في وقت فراغي عندما أكون غير مرتبطة بأعمال أخرى.
وبالمناسبة أنا لا أصور كل الأفلام القصيرة التي تعرض عليَّ، وإنما أختار من بينها ما يعجبني فقط، وأريد أن أقول إنني لا أمثل من أجل المال فقط، فرغم أنها مهنتي إلا أنني في كثير من الأحيان أمثل من أجل المتعة الشخصية وإرضاء الذات، وهذا غالباً يتحقق بشكل كبير في الأفلام المستقلة القصيرة، خاصة أنها تكون بلا حسابات سوق.

- في ما يخص شاشة رمضان شاركت في مسلسلين هما «فيرتيجو» و«خطوط حمراء» رغم أنك أكدت أكثر من مرة أنك لا تشاركين في عملين في وقت واحد؟
هذا اقتناعي حتى الآن، لكني اكتشفت بعد فترة من احترافي التمثيل أن هذه فكرة مستحيلة، لأن هذا يحدث رغماً عني، فأنا عندما أوقع فيلماً يكون هناك اتفاق مع المنتج على أنني سأتفرغ فترة معينة تبدأ في يوم كذا وتنتهي في يوم كذا، وعلى هذا الأساس أتعاقد على عمل آخر بعد هذه المواعيد، لكن لا أحد يلتزم بالمواعيد، خاصة في ظل عدم استقرار السوق.
واكتشفت أنني إذا طبّقت هذه المبادئ حالياً سأرفض أدواراً كثيرة أحب أن أقدمها، لذلك تراجعت عن قراري.

- هناك تعليقات عديدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن حادث وفاة شخصية «سلمى» التي قدمتها في «خطوط حمراء». إلى أي مدى ضايقتك هذه التعليقات، خاصة أنها كانت تصل إلى السخرية في بعض الأحيان؟
لم تضايقني على الإطلاق، بالعكس كنت أتابعها وأضحك مثل الجمهور بالضبط، لأنني نسيت في لحظة أنني هذه الشخصية، لأن الإفيهات التي كتبت كانت بالفعل مضحكة.
حتى عندما نظرت إلى ما كتب بشكل شخصي وجدت أن أحداً لم يتعرّض لي بإهانة أو تطاول، فجميع الإفيهات رغم سخريتها كانت خفيفة ونية كاتبها سليمة، وهذا أسعدني، لأنه دليل على أن الجمهور يحترمني، بالإضافة إلى أنها دليل على نجاح الشخصية.

- كيف ترين العمل في مسلسلات تنسب إلى أبطال معيّنين مثل «خطوط حمراء» لأحمد السقا و«فرتيجو» لهند صبري؟
ضحكت قائلة: ليس لديَّ مشكلة أن أمثل حتى أموت ولا يكون هناك مسلسل باسمي، فأنا لن أوافق على أعمال لا تعجبني، حتى إذا أمضيت حياتي ممثلة أدوار ثانوية.
وأحب أن أؤكد أنني لا أحمل ضغينة لأحد، لأني لا أوافق إلا على الأدوار التي تعجبني وتضيف إلي وتجعل الجمهور يحترمني.
ولا يهمني إذا كانت الأعمال باسمي أو باسم غيري، كما أني مقتنعة بأن الدور الثاني ما هو إلا خطوة في الطريق إلى الدور الأول.

- لماذا أعلنت أنك لا تملكين حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي وتنوين إطلاق موقع إلكتروني؟
فعلت ذلك لأنني كلما ذهبت إلى مكان أجد الإعلام يسألني عن كلام لم أصرح به عن أنني لا أحب الفنانة التركية بيرين سات، التي قدمت شخصية «سمر» في مسلسل «العشق الممنوع»، وبناء على هذه التصريحات الكاذبة بدأت مجموعات على الفيسبوك تهاجمني رغم أنني لم أصرّح بشيء.
وبغض النظر عن أن المشكلة هذه المرة بسيطة لأنها بعيدة عن الدين والسياسة، لكنني قررت أن أؤكد للجميع أن الصفحات التي تتحدث باسمي لا تمثلني، فعلت ذلك قبل أن تكتب هذه الصفحات المزيفة كلاماً يدخلني في أزمات لا أستطيع الخروج منها، لذلك أعمل حالياً على إطلاق موقع إلكتروني مع بداية السنة الجديدة 2013 حتى أنتهي من هذه الشائعات المزعجة.

- هل ما زلت تقيمين حفلة الباليه السنوية في نادي الجزيرة؟
نعم أحرص على إقامتها بشكل سنوي وأحافظ على التمرين يومين في الأسبوع، وكانت معاناة لي أن أوفق بين تصوير مسلسلي «فيرتيجو» و«خطوط حمراء» وبين بروفات الحفلة التي أقيمت في تموز/يوليو الماضي.
وهناك كثيرون لا يعرفون أنني أقيم عرضاً سنوياً، وهذا يحدث لأني أفضله بعيداً عن الإعلام، فلا أدعو أي صحافيين أو إعلاميين، لأن ممارستي للباليه متعة شخصية.

- دائما تطاردك شائعة الحمل خاصة عندما تعتذرين عن عمل؟
ضحكت ساخرة من هذه الشائعة: فعلا أنا حامل منذ ثلاث سنوات ولم أضع مولودي حتى الآن! لا أفهم لماذا هذا الإصرار على إطلاق هذه الشائعة دون أن يكون لدى الصحافي معلومة حقيقية، كما أن الشائعات الشخصية تضايقني جداً.

- متى تصبح يسرا اللوزي أمًّا؟
عندما أكون مستعدة لأن أكون أمًّا لن أتردد في ذلك.