غياب نجود بودي أشهر مصممة أزياء كويتية

الكويت, مصممة أزياء, وفاة, نجود بودي

07 سبتمبر 2010

فجع المجتمع الكويتي بوفاة مصممة الأزياء الشابة نجود بودي في أحد مستشفيات لندن بعد صراع  طويل مع مرض السرطان. ونجود  في العقد الثالث من العمر تقيم في شقتها بلندن بشكل دائم منذ عشر سنوات. ولديها دار أزياء ومحل أزياء هناك، ومحل آخر في الكويت بمجمع الصالحية يحمل اسمها. درست تصميم الأزياء في بريطانيا وتخرجت من قسم «فنون الأزياء»، وشاركت  أثناء الدراسة في مسابقات عدة حصلت فيها على الجوائز الأولى التي أعطتها التشجيع والدعم المعنوي الذي انطلقت بعده لإكمال مشوارها بثقة وطموح.
لم تختر نجود بودي  بريطانيا بمزاجها مقراً لعملها ولكن الظروف اضطرتها لذلك. فبعد تخرّجها عادت إلى الكويت لتمارس المهنة التي تعشقها، لكنها صدمت بالواقع الذي أصابها بالاحباط حيث لم تلق أي حماس أو إقبال على أعمالها كمصممة كويتية شابة، ووجدت مجتمعها يفضل الاسم الأجنبي العالمي. فعادت إلى بريطانيا لتبدأ العمل من لندن وتكوّن شهرتها في الخارج. إلى أن نجحت عالمياً ووضعت توقيعها الخاص بها. عندها تقبلها المجتمع الكويتي و العالم العربي واعترف بها.
عام 1995  أقامت أول عرض أزياء وقدمت مجموعة لفتت أنظار كبار مصممي الأزياء، وكانت على الطراز الأندلسي المستوحى من موسيقى أغنية إسبانية. ثم توالت عروضها حول العالم، وان كانت عروضها في السعودية  تحديداً أشعرتها بالسعادة  والفخر، ذلك أن إقبال المرأة السعودية على أفكارها وتصاميمها فاق توقعاتها. حتى أن نجود كانت ترى أن السعودية هي الأكثر جرأة في التجديد مقارنة بالمرأة الخليجية التي تفضل التعامل مع أسماء عالمية محددة ولا تقبل بغيرها بسهولة ولا تميل إلى التغيير، بل تنتظر أن يسبقها أحد الى ارتداء ملابس مختلفة لتصبح لديها الجرأة على اختيارها... ولهذا كانت السعودية بالنسبة إليها أكبر سوق عربي وخليجي.
ومن أهم مجموعاتها التي عرضتها في مدينة الرياض مجموعة «جبال الهملايا» التي اعتمدت على الكشمير الفاخر في طراز قريب من الطرازين الأفغاني والكمبودي. وكانت تتميز بالتطريز اليدوي الدقيق الذي استغرق وضعه على كل قطعة وقتاً طويلاً.
شاركت مع مصممة المجوهرات السعودية مي الجداوي في عرض مشترك مابين الازياء والمجوهرات، ووجدت المجموعة إقبالاً مميزاً.
كانت نجود مفتونة بالطراز الهندي لأنها ترى أن الهند أعمق حضارة، وفي كل مرة زارتها كانت تكتشف شيئاً جديداً. أما التصميم بحد ذاته  فكانت تنظر إليه على أنه مثل قصيدة الشعر التي تبدأ ببيت وتكبر إلى أن تصبح قصة وقصيدة... فقد تأتيها الفكرة في لحظة وهي تقرأ كتاباً أو تزور شخصية أو تتعرف على حضارات البلاد التي تزورها أو حتى من مشاهد الأفلام ومقاطع الموسيقى... كل هذه الأمور كانت توحي لها بأفكار عديدة تتمكن بواسطتها من وضع خط البداية، وبعد تصميم القطعة الأولى تستطيع أن تبني شكل بقية القطع.
ولم تتأثر نجود بودي بأي مصمم أزياء لانها كانت تحرص من البداية على أن تكون مصممة محترفة. ربما تأثرت بمدرسة، أما التأثر بالشكل وطريقة التفكير وما شابه ذلك فاعتبرته سرقة غير مباشرة واستنساخاً لا علاقة له بالإبداع، الا انها مالت الى مدرسة أرماني في الجودة التي يقدمها والدقة في القصات بحيث تشعر بأن كل قطعة هي عمل متميز وخاص بكل تفاصيله دون إهمال أي جانب.
وقدمت الفقيدة عطرها الوحيد «جود» لأنها كانت تعتبر فكرة العطر مكملة للملابس وأغلب دور الأزياء العالمية تقوم بهذه الخطوة... أما مكونات عطر «جود» فقد استوحتها من عطر اشتهرت جدتها باستخدامه حيث كانت تمزج الروائح العطرية المتعارف عليها آنذاك. وعندما حللته في فرنسا وجدت أنه يتكون من الجوري والياسمين والمسك، فاستخدمت هذه المكونات كأساس وأضافت إليها الفواكه والزهور لتقدم عطر «جود».