شهادات سعودية بعد تفجير بوسطن

تفجير

26 أبريل 2013

حالات الفزع والخوف والقلق اختلطت لدى معظم أفراد الأسر السعودية الذين أرسلوا أبناءهم وبناتهم إلى أميركا للدراسة، بعد أن تداولت القنوات الإخبارية خبر الانفجارات التي وقعت في ماراتون بوسطن في الولايات المتحدة، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى. وكانت الساعات الأولى هي الأصعب قبل الاطمئنان عن الأولاد والأهل والأقارب. أما النصائح التي قدمها الآباء والأمهات، فاقتصرت على أن ألا يخبروا أحداً بجنسيتهم، وأن لا يحاولوا الخروج إلا للضرورة. «لها» التقت مجموعة من الأسر في السعودية وبعض الطلبة والطالبات الموجودين في أميركا فوصفوا لنا المشاعر التي ألمّت بهم في ذلك الوقت.


سارة العتيبي: ضحكات أختي هدّأت خوفي وهلعي

«بحكم عملي الإعلامي ونشري لأخبار الوكالات، كنت أول من علم من أفراد أسرتي بالانفجار». هذا ما بدأت به حديثها الإعلامية سارة العتيبي عضو فريق الخبراء في اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني، وقالت: «وجود أختي وأبنائها في مدينة بوسطن قرب مكان الانفجار أصابني الهلع والخوف، فاتصلت بها للاطمئنان، فأخبرتني بأنها لم تشعر بأي شيء يذكر حين الانفجار، وهدأ روعي عندما سمعت ضحكاتها. وبدأت الاتصالات تتوالى للاطمئنان إلى أختي وأبنائها من جميع أفراد العائلة، مع أنني أخبرت الجميع بأنهم بخير، ولكن لتوترهم أرادوا أن يسمعوا ذلك بأنفسهم».

وتحدثت العتيبي عما نقلته لها شقيقتها يوم الانفجار قائلة: «كانت تنوي أن تذهب إلى الماراثون هي وابنتها، ولكنهما عدلتا عن الفكرة. وحمداً الله أنهما لم تفعلا. تسكن شقيقتي في المبنى القريب من المكان الذي يقيم فيه المصاب السعودي عبدالرحمن الحربي، والذي كان المشتبه الأول. وأحاط رجال الـ إف بي آي بالمبنى وفتشوا البرج، وقاموا بالتحقيق مع العزاب. وكانت إحدى صديقات ابنتي في الشقة المجاورة للمصاب السعودي، فحققوا معها. ولم يتمكن أحد من سكان المبنى من النوم يوم الانفجار لشعورهم بالرعب حتى انتهى الكابوس في اليوم التالي».


جارة الحربي تروي تفاصيل اليومين بعد الانفجار

رفضت الفتاة التي تقطن في الشقة المقابلة لشقة السعودي عبد الرحمن الحربي ذكر اسمها، وروت ما حصل قائلة: «لدى عودتي من جامعتي في ذلك اليوم عشت كابوساً احتجت إلى أيام لأتخلّص منه. فلحظة وصولي منهكة من يوم طويل دراسي، فوجئت بوجود أكثر من 15 شخصاً من الـ «إف بي آي» في الطبقة التي أسكن فيها. شعرت بالخوف ولأن ساقيّ لا تستطيعان حملي. وكانت معظم أسئلتهم تدور حول الشبان السعوديين الذين يسكنون في الشقة 5، وأطلعوني على صورة تجمع الشباب الذين يسكنون هذه الشقة، وهل أعرفهم؟ وهل لاحظت عليهم أشياء غير مألوفة؟ ومنذ متى هم يقيمون هناك؟ وسألوني عن اسمي وعمري ووقت سكني في الشقة ومن يسكن معي». 

وأضافت: «أخلوا المبنى كلياً لمدة يومين، وهو مؤلف من 18 طبقة وفيه 100 شقة،  وحضر خبراء المتفجرات وفتشوها كلها، وأخذوا طروداً من الشقة، وبعدها سمح لنا بالعودة وفي ذلك الوقت فقط شعرت بالراحة والاطمئنان».


 وفاء: اختيار التفجيرات موضوع محادثة في المعهد أمر استغربته

منذ الساعات الأولى لانتشار خبر الانفجار لم تهدأ الاتصالات لدى جميع الطلبة والطالبات السعوديين في أميركا بكل ولاياتها، كما تقول وفاء: «خوف أسرتي كان أمراً طبيعياً بعد خبر الانفجار الذي دوى في جميع القنوات الإخبارية، وكانت الشائعة التي وردت مع الخبر عن الشخص السعودي قبل تكذيبها أكبر محرك للخوف».

وأضافت: «طمأنت أسرتي من خلال ردي على اتصالهم وهدأت روعهم، وأخبرتهم بأنني أقطن في ولاية تبعد أربع ساعات بالطائرة عن مكان التفجير، فأنا أقيم في ولاية فلوريدا مع أسرة تناقشت مع أفرادها في الوضع، وأخبروني بأنهم غير متأثرين بكوني سعودية، ويمكنني البقاء لديهم دون خوف. وأيضاً لا أخاف من وجودي في المعهد حيث أدرس، ولكن خوفنا كان من الأشخاص المتشددين في الشوارع إذا عرفوا أننا سعوديون. ونصحني طلاب وطالبات بعدم الخروج إلا للضرورة حتى تهدأ الأمور».

واستطردت قائلة:» في اليوم التالي ليوم الانفجار خلال محاضرة حرة تتناول مواضيع معينة، استغربت الموضوع الذي اختاره الدكتور للنقاش، وتعمّد توجيه أكثر الأسئلة إلي عن التفجير الذي حصل في بوسطن، وأدخل في النقاش تفجير 11 أيلول/سبتمبر. حاولت أن أكون محايدة في ردودي، وأظهر له أنني قدمت إلى هنا لطلب العلم والدراسة فقط».


هشام الصمداني: استنفار الشعب الأميركي دليل على الفوضى التي عمّت بوسطن

«فوجئت في اليوم التالي للانفجار بجنود يفتّشون حقيبتي داخل محطة القطار»، هكذا بدأ كلامه هشام الصمداني الذي يدرس في بوسطن، مضيفاً: «كانت المدينة في حالة استنفار في اليومين اللذين أعقبا الانفجار، وكان تفتيش الجيش الأميركي لجميع الناس وخاصة السعوديين منهم في القطارات أكبر دليل على الفوضى التي تعمّ أرجاء بوسطن».

وأوضح أنه «بعد انتشار خبر القبض على السعودي في وسائل الإعلام شعرنا بالخوف والقلق، ولكن نحمد الله على تدخل الملحقية وتهدئتها للأمور والأوضاع، وقد نبهتنا بالايميلات إلى كيفية التعامل مع الوضع الراهن، والابتعاد عن وسائل الإعلام والتحدث غلى الأميركيين حتى تهدأ الأمور كلياً. وأقامت معنا تواصلاً دائماً».


أحمد: مصاب بالإحباط ومتخوّف من ضياع أحلامه

ويوافقها الرأي زميلها في المعهد أحمد الذي قال: «وردتني اتصالات عديدة من أفراد الأسرة للاطمئنان بعد الانفجار الذي حصل، ونصحوني بعدم الخروج كثيراً حتى لا أتعرض لأي مشكلة، وأرى أن خوفهم كان في مكانه لأن ثمة أشخاصاً لا يميّزون الأمور بدقة وقد يسببون مشاكل. وأعرف هذه الأمور لأنني موجود في فلوريدا منذ سنة، واختلطت بأشخاص كثر من جميع الأجناس».

ويتخوّف أحمد من ضياع مستقبله وإصابته بالإحباط بعد هذه الأحداث، ويعود ذلك إلى قراره الالتحاق بالجامعة لدراسة الطيران بعد الانتهاء من دراسة اللغة، ويخشى أن يعرقل التفجير وتداعياته طموحه ومستقبله.


هلا خالد: ازدادت مخاوفنا بعدم رد أخي على اتصالاتنا

تقول هلا خالد إن عدم رد أخيها أحمد على الهاتف زاد هلعهم وخوفهم، ووصفت الساعات الأولى بعد التفجير بقولها: «بعد سماعنا أنباء الانفجار لم نتمالك أنفسنا. حاولنا الاتصال بأخي أحمد، ولكن عدم رده زاد مخاوفنا كثيراً، ورحنا نبحث عن أي وسيلة أخرى تطمئننا إليه، فبدأت مع أخوتي نتواصل معه بكل الوسائل الممكنة عبر الواتس اب والبلاك بيري. وفي اللحظة التي أرسل رسالته يخبرنا بها بأنه داخل محاضرة زالت كل همومنا وقلقنا، وطلبنا منه الاتصال بنا وقت خروجه». وأضافت: «حين عاود الاتصال وسمعنا صوته زالت مخاوفنا، وطلبنا منه العودة إلى المنزل والمكوث هناك، بسبب الشائعات التي انتشرت بأن من قام بالتفجير سعودي».