تحميل المجلة الاكترونية عدد 1083

بحث

عفراء النعيمي... رحلة مُلهمة في الإبداع والثقافة

عفراء النعيمي

عفراء النعيمي

عفراء النعيمي

عفراء النعيمي

عفراء النعيمي، شخصية ملهمة تجمع بين التعليم الأكاديمي العالي والرؤية الإبداعية، مما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات المؤثّرة في القطاع الثقافي وريادة الأعمال في قطر. تحمل عفراء شهادة البكالوريوس في علوم المعلومات من جامعة قطر، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هال، وتتابع حالياً دراسة الدكتوراه في الديبلوماسية الثقافية في جامعة بوكوني في ميلانو. عفراء شغوف بتعزيز التبادل الثقافي، واستثمار العناصر الثقافية في خلق روايات مؤثّرة تُبرز الهوية الوطنية وتبني جسوراً بين الشعوب. من خلال هذه المقابلة، نسلّط الضوء على مسيرتها المهنية، مشاريعها المبتكرة، وتطلعاتها المستقبلية.


- بدأتِ مسيرتك الأكاديمية بدراسة علوم المعلومات، ثم انتقلتِ إلى إدارة الأعمال، والآن تتابعين دراسة الدكتوراه في الديبلوماسية الثقافية. كيف ساهمت هذه التنقلات الأكاديمية في تشكيل رؤيتك المهنية؟

التنقل بين هذه المجالات أكسبني رؤية شاملة ومتعددة الأبعاد. دراسة علوم المعلومات زوّدتني بمهارات التحليل والتفكير المنهجي، فيما ساعدتني إدارة الأعمال على اكتساب الأدوات العملية لإدارة المشاريع وتحقيق الأهداف. أما دراسة الديبلوماسية الثقافية فتعزّز فهمي لدور الثقافة كوسيلة للتواصل والتأثير، مما يدعم شغفي باستخدام الإبداع لخلق جسور ثقافية بين الشعوب.

- حدّثينا عن تجربتك في تأسيس مشاريعك الخاصة مثل "عقول" و"إنكيوبيت" و"أرتيستيك" و"بوتيك عفراء". كيف تتعاملين مع تحدّيات إدارة مشاريع متنوعة في مجالات مختلفة؟

تأسيس هذه المشاريع كان رحلة مليئة بالتحدّيات، من إدارة الوقت إلى تلبية متطلبات كل مشروع. أستند إلى التخطيط الفعّال، وبناء فرق عمل قوية، والاستفادة من التكنولوجيا. تنوّع المشاريع يُثري تجربتي ويمنحني الفرصة لتطبيق خبراتي بطرق مبتكَرة.

- منصة "عقول" تهدف إلى تبادل المعرفة بين الصناعات المختلفة. كيف تقيّمين تأثيرها في المجتمعين القطري والدولي؟

"عقول" أثّرت إيجاباً من خلال خلق مساحة لتبادل الأفكار بين خبراء من مختلف المجالات. التحدّي الأكبر كان جذب جمهور متنوع، ونجحنا عبر تقديم برامج مبتكَرة وتفاعلية تراعي احتياجات الجمهور المختلفة.

- برنامج "عقول للأطفال" يُعدّ خطوة رائعة نحو تعليم الجيل القادم. كيف ترين تأثيره في الأطفال لفهم مواضيع معاصرة مثل الذكاء الاصطناعي؟

ردود الفعل كانت مشجّعة جداً. الأطفال يُظهرون شغفاً بالتعلّم بطريقة مبسّطة، والأهالي يشيدون بالبرنامج لتعزيزه الفضول الفكري لدى أبنائهم. البرنامج يساعد الأطفال على التفكير النقدي وفهم الابتكارات المستقبلية، مما يهيّئهم ليكونوا قادة الغد.

- مبادرة "إنكيوبيت" تقدّم حلولاً مبتكَرة لرواد الأعمال. كيف تساعدينهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة؟

"إنكيوبيت" توفر استشارات متخصّصة ودعماً تدريبياً شاملاً. على سبيل المثال، ساعدنا شاباً قطرياً على تطوير تطبيق ناجح في مجال التكنولوجيا عبر الدعم المستمر الذي قدّمناه في كل مراحل المشروع.

- كيف تساهم مبادرة "أرتيستيك" في تعزيز الهوية الثقافية المحلية؟

الفن هو لغة عالمية تعكس الهوية الثقافية. من خلال "أرتيستيك"، ندعم الحِرفيين الشباب ونُبرز التراث المحلي بأسلوب عصري، مما يعزّز التفاهم الثقافي ويسوّق الإبداع القطري عالمياً.

- ما هي التحدّيات التي تواجه النساء في مجالك؟ وكيف تعملين على مواجهتها؟

التحدّيات تشمل الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية وتخطّي الصور النمطية. أعمل على تقديم برامج تدريبية وورش عمل تدعم النساء في تحقيق أهدافهن، بالإضافة إلى مبادرة "أيدي الزهرة" التي تركز على بناء مساحات آمنة لمناقشة القضايا النسائية.


- كيف توازنين بين عملك في القطاعين الحكومي والخاص ومشاريعك الشخصية؟

التوازن يتطلب إدارة منظّمة للوقت، ووضع أولويات واضحة، وتفويض المهام عند الحاجة. أنصح بالاهتمام بالصحة النفسية وتخصيص وقت للراحة لتجنّب الإرهاق.

- ما هي المشاريع المستقبلية التي تخطّطين لها؟

أسعى لتوسيع مشاريعي الحالية لتشمل مبادرات إبداعية جديدة، مع التركيز على التبادل الثقافي والابتكار. أرى مستقبلاً واعداً للقطاع الثقافي في قطر والمنطقة.

- ما هي اللحظة الأكثر فخراً في مسيرتك؟ وما الدروس التي تعلّمتها؟

من أكثر اللحظات فخراً، نجاح منصة "عقول" في تحقيق أهدافها. تعلّمت أن العمل الجماعي والإصرار هما المفتاح، وأن التحدّيات يمكن أن تتحوّل إلى فرص بالإبداع.

- هل هناك شخص أو حدث ألهمك بشكل خاص في مسيرتك المهنية؟

أستلهم من الشخصيات التي تجمع بين الثقافة والإبداع، كسمو الشيخه موزا بنت ناصر وسعادة الشيخه الميّاسه بنت حمد. ومن أهم الأحداث التي ألهمتني، استضافة قطر لكأس العالم، حيث شعرت بالفخر لدور الثقافة في تعريف العالم بهوّيتنا.

- كيف تحافظين على حماستك وتوازنك الشخصي في ظل مسؤولياتك الكبيرة؟

أخصّص وقتاً للعائلة، وممارسة التأمّل، وقراءة الكتب التي تُلهمني. الحفاظ على التوازن يحتاج إلى تحديد أوقات للراحة وإعادة شحن الطاقة.

- إذا كنتِ ستوجّهين نصيحة واحدة الى الشباب الطموح، ما هي؟

آمن بنفسك، واستثمر في تعليمك، ولا تخف من المحاولة والفشل. النجاح يبدأ من الشغف والإصرار والعمل الجاد.

المجلة الالكترونية

العدد 1083  |  آذار 2025

المجلة الالكترونية العدد 1083