black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

Rawan Mahdi... انعكاس لجوهر FRED في القوة والرقة

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس من FRED
● Bodice  وتنورة من NÓRA

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس من FRED ● Bodice وتنورة من NÓRA

● أقراط وخاتم Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED
● فستان من NÓRA

● أقراط وخاتم Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED ● فستان من NÓRA

● أقراط وخاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية، من FRED
● بليزر من Tom Ford

● أقراط وخاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية، من FRED ● بليزر من Tom Ford

● خاتم Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED
● فستان من NÓRA

● خاتم Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED ● فستان من NÓRA

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED
● فستان من NÓRA

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الوردي والماس وحجرة وسطية، خاتم Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس وحجرة وسطية من FRED ● فستان من NÓRA

● أقراط وسوار Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الأبيض والماس من FRED
● توب Magda Butrym

● أقراط وسوار Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الأبيض والماس من FRED ● توب Magda Butrym

● عقد وسوار Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الأبيض والماس من FRED
● فستان من Tory Burch

● عقد وسوار Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الأبيض والماس من FRED ● فستان من Tory Burch

● أقراط Chance Infinie من الذهب الوردي والماس، عقد Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الوردي والماس من FRED
● فستان من NÓRA

● أقراط Chance Infinie من الذهب الوردي والماس، عقد Chance Infinie Crazy 8 من الذهب الوردي والماس من FRED ● فستان من NÓRA

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس من FRED
● Bodice  وتنورة من NÓRA

● أقراط وعقد Chance Infinie من الذهب الأبيض والماس من FRED ● Bodice وتنورة من NÓRA

في زمنٍ باتت فيه الأصوات تتشابه، تظهر بيننا أرواح تحمل فرادتها كوشمٍ لا يُمحى، وتقول لنا: "أنا هنا، لأروي حكاية تختلف". روان مهدي ليست مجرد ممثلة صاعدة أو وجه شاب في عالم الدراما، بل هي حكاية تشكيلٍ داخلي، وصوتٌ وجد طريقه إلى خشبة المسرح، قبل أن يجتاح الشاشات ويصل إلى القلوب.

ابنة بيتٍ ينبض بالفن، تربّت على نغمات الموسيقى، وأحاديث الفلسفة، وقصص الأدب، فكان التمثيل بالنسبة إليها اكتشافاً لا قراراً، وملجأً لفهم الذات لا مجرد وسيلة للتعبير. بين دفء والدٍ يرى في الفن طريقة حياة، وأمّ دفعتها بلطف نحو الضوء، نسجت روان رحلتها بمزيجٍ من الخجل والصلابة، الخوف والإيمان، التجربة والانتصار.

في هذا الحوار، نفتح معها أبواب البدايات، ونُصغي لاعترافات الصدق في مواجهة التحديات، ونُبحر في تفاصيل شخصيتها خلف الكاميرا، من الشغف بالتمثيل، إلى الأزياء، مروراً بالتأملات الإنسانية حول المرأة، الفن، والحياة.


مديرة ابداعية وتنسيق أزياء . Jade Chilton

تصوير . Greg Adamski

مكياج . Sonia Abad

شعر . Ivan Kuz

موقع التصوير . Enso Studios

مجوهرات من FRED



عن البدايات

- روان، كيف بدأت رحلتك مع التمثيل؟ ومتى شعرتِ أن هذا هو طريقك الحقيقي؟

بالنسبة إليّ، التمثيل هو الذي وجدني. كان شيئاً لا بد منه، رغم أنني لم أكن مدركة لذلك في البداية. تخرّجت في الثانوية العامة ولم تكن لدي طموحات واضحة، لكنني نشأتُ في عائلة فنية، فوالدي كان فناناً ومهتماً بالفنون، وكانت هذه الأجواء جزءاً من نمط حياتنا.

والدتي، التي أُحب أن أُسمّيها "الجندي المجهول"، كانت الدافع الحقيقي لي. ورغم أنني كنت خائفة ومدلّلة، هي مَن دفعتني نحو التمثيل. أما والدي فلم يُجبرني على شيء. والدتي نصحتني بالالتحاق بمدرسة التمثيل، فتقدّمت لاختبار القبول ونجحت، لكن أول سنتين كانتا صعبتين جداً. لم أكن أجد نفسي في هذا المجال، والجميع كان يقول إنني لا أصلح أن أكون ممثلة.

بحثتُ عن مجال آخر للدراسة، لكنني رسبت في السنة الثانية. ومع ذلك، كان هناك مَن رأى موهبتي، وحصلت على دور في مسرحية "أوديب" من إخراج يوسف الحربي. فُزت بجائزة عن هذا الدور، وقال لي أحد الأساتذة إنه لم يرَ مشهد انهيار كهذا منذ زمن طويل. عندها، انفتح باب جديد في حياتي، وأصبح التمثيل كل شيء بالنسبة إليّ، وصرتُ واحدة من أفضل الطالبات في المعهد.

- كونك خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ما الذي أضافه لكِ هذا التعليم الأكاديمي؟

التعليم الأكاديمي هو الذي جعلني أكتشف موهبتي في التمثيل. التحدّي والعمل مع محترفين كانا أشبه بعملية تجميل، حيث ساعداني على إعادة تشكيل نفسي كممثلة. من المهم جداً للممثل أن يتعلّم دائماً من التجارب، حتى لو لم يتعلّم التمثيل في الأكاديميات.

الأكاديمية هي كل شيء بالنسبة إليّ، فقد علّمتني الانضباط، الالتزام، وأهمية احترام هذه المهنة، وكذلك التحلّي بالصبر والقدرة على التحمّل. التعليم الأكاديمي والتدريب بشكل عام يساعد الفنان على سماع صوته الداخلي، وهذا ما حدث معي بالفعل.

اكتشفتُ موهبتي بفضل الأستاذ خالد أمين، الذي أصرّ على أن يُسمع صوتي، وبفضله وبفضل أساتذة آخرين تعلّمت الكثير. الأستاذ أمين جعلني أرفع صوتي على خشبة المسرح، وأتعرّف على نفسي، وأثق بها وأواجه الصعاب. هذا سيمنحني بلا شك الخبرة والاحترافية التي تشكّل مسيرتي المهنية. التعليم بالنسبة الى الممثل لا ينبغي أن يتوقف، بل يجب أن يستمر، لأن الحاجة إلى الخبرة، والجانب الإنساني، وورش العمل ستظل دائماً موجودة.

التعليم هو كل شيء بالنسبة إليّ، خاصة بعد ما تعلّمته من والدي.



عن التحدّيات والمنافسة

- ما أبرز التحدّيات التي واجهتكِ في بداية مشواركِ الفني؟ وهل شعرتِ يوماً أنكِ مضطرة لإثبات نفسكِ بشكل مضاعف؟

التحدّي الأكبر بالنسبة إليّ كان الخوف من الشهرة ومن أن أكون معروفة، والخوف من عدم تقبّل الناس لي، ثم الخوف من التلفزيون، لأنني سأكون محور الانتباه. كما واجهت تحدّياً في تنوّع الأدوار، خاصة أن القصص في منطقتنا غالباً ما تكون محدودة، فكان عليّ أن أقدّم مقاربات متعددة من دون مبالغة.

ومن التحديات أيضاً أن هذه المهنة تتطلب جهداً وتركيزاً كبيرين، جسدياً وذهنياً، والانتباه للتفاصيل، والصبر، واللطف، والاعتذار عند الخطأ، والصدق، واحترام الجميع. لكن هذا كان سهلاً نسبياً، لأن الممثل الجاد والحاضر يُحترم دائماً من جانب الفريق.

في البداية، لم أشعر أنني بحاجة لإثبات ذاتي بالقوة، بل على العكس، عملت مع أسماء كبيرة رأت موهبتي واحتضنتها، وجعلتني أتعلّم منها ومن نفسي. لكن بعدما رسّخت اسمي، شعرت أن هناك تحدّياً أكبر لإثبات نفسي من جوانب متعددة، مثل الحاجة إلى تطوير ذاتي، والانخراط أكثر، وبذل المزيد لملء المساحة كممثلة. فالأمر أصبح تحدّياً لرفع مستوى عملي، والحفاظ على الجهود التي بذلتها من أجل مكانتي واسمي.

- كيف ترين المنافسة بين الفنانات في الخليج، وخاصة في بيئة درامية مثل الكويت؟ هل هي صحية أم مُرهقة؟

المنافسة في المنطقة، وخاصة في الكويت، قد تكون أحياناً متوترة ولكنها صحية في جوهرها. بالنسبة إليّ، يجب أن تكون المنافسة صحية، لأن لكل واحد منا مكانه في عالم الدراما، وكل ممثل جديد سيجد مكانه، فالمهنة تقوم على العمل الجماعي، وعلى تلاقي الأرواح والقلوب والعقول والجهد معاً.

بشكل عام، يجب تجاوز المنافسات غير الصحية والمتوترة، ولكن أحياناً نلتقي بزملاء تكون لديهم المنافسة صعبة، وقد تؤثر فيّ في بعض المشاريع. لا يمكنني إنكار أن المنافسة تكون متوترة أحياناً، ليس لأنها موجودة، بل لأن هناك تحدّياً إنسانياً داخل الكواليس، حيث يبدأ البعض بالتعاون بطريقة لطيفة وسلسة ولكنها تخلق تحدّيات غير ضرورية قد تؤثر في الأجواء العامة وفي التقاط المشهد، فلا يكون ممتعاً كما يجب، رغم أنه جزء من المتعة، لأن الوعي هو الأهم.

أنا دائماً أدعو إلى السلام في بيئة العمل، وأشعر أن هذه التحدّيات تخلق شيئاً يرفع من مستوى العمل، ويحفّزنا على التعاون أكثر، فحتى الأمور المتوترة قد تولّد مشاهد عظيمة. لكنْ هناك خط رفيع بين التحدي الذي يدفعك الى الأفضل، وبين ما يطفئ الطاقة والروح ويؤدي إلى الإرهاق.

من المهم أن نُذكّر أنفسنا دائمًاً بضرورة أن تكون المنافسة صحية، وأن لكل شخص مكانه، وإذا شعر أحدهم بوجود فجوة أو مشكلة فعليه أن يتحدث، لأن التواصل والشفافية هما ما يجعل سير العمل أفضل.


عن الإلهام والدافع

- ذكرتِ أن والدك، المخرج والكاتب العراقي مهدي الصايغ، كان له تأثير كبير فيكِ. ما أكثر شيء تعلّمتِه منه وكان له دور في تشكيل شخصيتكِ الفنية؟

أتحدّث دائماً عن تأثير والدي في حياتي. هو كاتب وفنان وموسيقي، يحب الموسيقى كثيراً، وحياتنا كانت تتمحور على روتين فني، من الموسيقى إلى الشعر والفلسفة والتأمل وحُبّ الله والناس.

والدي إنسان يعيش من أجل الفن، وله مبادئ راسخة في الحياة. علّمني أن أحب أصغر الأشياء، وأن الحب هو السلاح الأهم في الحياة، ويجبّ عليّ أن أفعل كل شيء بمحبة. علّمني الإحساس الفني بشكل عام من خلال طريقته في تربيتي، من قراءته لي، واستماعه لحديثي، وتواصله معي. منذ طفولتي، كان يساعدني في فهم مشاعري، وفي محاولة فهم نفسي وفهم الحياة.

أهم شيء علّمني إياه هو الإحساس الفني من خلال الموسيقى التي كان يؤلّفها لي، وتنوعها. علّمني كيف أشعر من دون كلمات أو صور أو حديث، وكيف أُحبّ الآخرين، وأقوم بفعل الخير. كل ذلك نابع من حبه للفن، الذي هو الحياة بالنسبة إليه.

بعد ذلك، أدركتُ أن الفن جزء مني، وأن عليّ أن أكون جزءاً منه بطريقتي الخاصة. والدي هو حياتي، وحياته هي الفن. هو أب حنون جداً، يهتم بي ويعرف أدق تفاصيل حياتي، وعلّمني كيف أحب التفاصيل وكيف يمكنها أن تصنع الفارق. تأثيره فيّ عميق جداً ولا يمكن قياسه.


- مَن هم الفنانون أو المخرجون الذين شكّلوا مصدرَ إلهامٍ لكِ، سواء من الوطن العربي أو خارجه؟

تأثرت كثيراً بأنجلينا جولي، خاصة بجانبها الإنساني الذي يلامس القلب. كذلك آل باتشينو وروبرت دي نيرو كان لهما تأثير كبير فيّ، فهما من أعمدة التمثيل الذين يعملون من القلب ويتركون بصمة حقيقية. من ناحية الإخراج، شعرت بارتباط قوي مع أسلوب بياسي لورمنت في سرد القصص، كما تأثرت كثيراً بعمل مارتن، بول توماس أندرسون وديفيد فينشر، فهم من المبدعين الذين يضعون أرواحهم في كل عمل، خصوصاً في التلفزيون.

على مستوى الوطن العربي، هناك أسماء كثيرة ألهمتني، مثل: هند صبري، منى زكي وأحمد حلمي، فهم فنانون يتركون أثراً حقيقياً في النفس. ومن المخرجين الذين تأثّرتُ بأسلوبهم في السرد القصصي، كريم الشناوي ومحمد شاكر خضير، حيث إن أعمالهما تحمل بُعداً إنسانياً وفنياً كبيراً. كل هؤلاء ساهموا في تشكيل رؤيتي الفنية ودفعوني لأكون أكثر صدقاً وإحساساً في عملي.

- هل شعرتِ يوماً أن التمثيل كان ملجأً لفهم نفسك أكثر مما هو وسيلة للتعبير عنها؟

الفن بالنسبة إليّ هو مكان ألجأ إليه، أكثر من كونه وسيلة للتعبير عن نفسي. الفن والتمثيل هما عملية إنسانية، ومن خلالهما يكتشف الإنسان ذاته، ويجرؤ على التعبير عن شخصيته أمام الآخرين.

من خلال التمثيل، أعبّر عن نفسي طوال مسيرتي، ومن الضروري أن أتأثر به أو أن يوقظ فيّ لحظة تذكّر أو تعلّم عن نفسي، أو أن أعيش لحظة شعرت فيها بشيء عميق سيبقى محفوراً في ذاكرتي. هذه اللحظات هي التي تجعل الفن حيّاً، وتمنحه المعنى الحقيقي.

- قلتِ في مقابلة سابقة: "أحب الحياة، لكنها ليست سهلة"... ما الذي يجعلكِ تتمسكين بالأمل رغم صعوبتها؟ وهل كان الفن طريقكِ للتصالح مع الحياة؟

نحن جميعاً نتشارك هذه الفكرة: الفن هو وسيلة للهروب، لكنه أيضاً مساحة للشفاء والنمو. كل شخص، مهما كانت مهنته، هناك دائماً شيء في مسيرته يعطيه الدافع والأمل ليحقق شيئاً، ليس فقط لنفسه، بل ليترك أثراً، أو يصنع اسماً كبيراً.

في لحظة ما، تصبح المسيرة المهنية مكاناً مليئاً بالتحدّيات، وقد يشعر الإنسان بفراغ أو خيبة أمل أو أن الأمور خرجت عن سيطرته، لكن فجأة يشعر بأنه قادر على تقديم المزيد، وسرد قصص أفضل، ولمس قلوب الناس، حتى لو بدا الأمر صعباً. الفن يبدأ كمهرَب، ثم يتحول إلى تحدٍ يمنحك الحياة، ويجعلك تنمو، وتشتاق لتلك اللحظات التي تفقد فيها نفسك داخل المشهد، أو الفريق، أو الماضي، أو الشخصية، وتلك اللحظات المسجّلة تصبح كنوزاً لا تُقدّر بثمن.

أنا أعيش من أجل تلك اللحظات، فهي بسيطة لكنها عظيمة، وأشعر بفخر كبير تجاهها. في الحياة، نحن دائماً نبحث عن السلام مع أنفسنا، وهذا هو جمال الحياة، وفي الوقت نفسه هو قصتها.


عن الذوق وحُبّ المجوهرات

- كيف هي علاقتكِ بالموضة في الحياة اليومية بعيداً من الكاميرا والسجادة الحمراء؟ هل تختارين البساطة أم تحبين أن تكوني جريئة في اختياراتكِ؟

أحب البساطة، وفي الوقت نفسه أُعجب بالأناقة والجرأة، ولكن في الوقت المناسب فقط. أرغب في عقد المزيد من الجلسات الفنية أو بالتصوير الإبداعي لمواقع التواصل الاجتماعي. أعشق التعبير من خلال المجوهرات، وخلق حالة فنية حولها، لكن في حياتي اليومية، أُفضّل دائماً الأسلوب البسيط والأنيق.

أختار الأناقة عندما أشعر بذلك، لكن في حياتي اليومية أُفضّل أن أكون على طبيعتي. في معظم الأيام لا أضع الكثير من المكياج، وأحرص على الظهور كما أنا.

- من الواضح أن ذوقك مميز في الأزياء والمجوهرات. كيف تصفين أسلوبكِ الشخصي؟

أعشق المجوهرات، ولا أعتقد أن هناك فتاة في العالم لا تحبّها. فهي دائماً تمنح شعوراً جميلاً وأنثوياً. أسلوبي الشخصي هو أنني أحب أن أكون كل شيء، أن أُجرّب، أن أُعبّر، لكن في الوقت ذاته أحب أن أكون نفسي، كما أنا.

- هل تهتمين بأن تعكسي شخصيتكِ من خلال أزيائكِ في الفعاليات؟ وهل ترين أن للمجوهرات دوراً في التعبير عن الهوية؟

في أغلب الأوقات، أحب أن أعكس شخصيتي من خلال أسلوبي، وهذا ما أقوم به بالفعل. المجوهرات بالنسبة إليّ هي القطعة الناقصة التي تُكمل الإطلالة. أحب أن أرتدي ما يجعلني أشعر بالراحة ويُبرز جسدي بطريقة أنيقة. لا أمانع في ارتداء المجوهرات البسيطة أو الجريئة، طالما أنها تناسبني وتتماشى مع ما أرتديه.

عندما أشارك في حدث ما أو أمشي على السجادة الحمراء، أحرص دائماً على أن أُبرز ملامحي وجسدي بأسلوب يعكس شخصيتي، ويُظهرني كما أنا، بثقة وأناقة.

- كيف تتعاملين مع التوازن بين الموضة والراحة؟ وهل سبق أن ضحّيتِ بالراحة من أجل إطلالة مثالية؟

بسبب طبيعة عملنا، نحن دائماً في حركة، نرتدي الأزياء، ونضع المكياج لتجسيد الشخصيات. في حياتي اليومية، كما قلت، أكون أكثر بساطةً، وعندما يحين الوقت لأكون أكثر أناقةً أو مختلفة، أفعل.

في الكثير من المناسبات، عليك التضحية بالراحة من أجل الإطلالة، سواء بالكعب العالي أو الفستان الذي يتطلب طريقة معينة في المشي أو الوقوف. لكن في الغالب، أحاول ألاّ أسمح لذلك بأن يحدث.


عن الأعمال والأدوار

- أحياناً الفن لا يكشف فقط عن الشخصيات التي نلعبها، بل عن أجزاء فينا لم نكن نراها. هل مررتِ بهذه اللحظة خلال أدائك لأي دور؟

حتى الآن، لم يحدث أن جعلني دور أكتشف شيئاً جديداً لم أشعر به من قبل، لكن من خلال أداء هذه الأدوار، اكتشفت طاقات في داخلي لم أكن أعلم بوجودها. بعض الأدوار كانت أصعب مما توقعت، وانتابتني مشاعر لم أكن أظنّ أنني سأختبرها، ولم أكن أعلم أنني أستطيع الوصول إلى نبرة صوت عالية معينة، أو أنني قادرة على القيام بردّ فعل معين.

اكتشفت قوة جسدية أكبر في التعبير، وكيف يمكن أن تتنوع المشاعر والحواس والمستويات. في كل دور، أكتشف عمقاً جديداً في الأدوات التي يمكنني الوصول إليها أثناء التمثيل. أصبحتُ أعرف جسدي أكثر، وأتعرف على أنواع مختلفة من التعبير خلف الكاميرا.

تصبح أقوى، لكنك تحتاج إلى التوازن، لأنك قد تكتشف أنك هش تجاه أمر معين، ويجب أن تتعامل مع هذه الهشاشة. القوة تُكتشف أيضاً، وأنا أرغب في اكتشاف المزيد عن نفسي، وهذا ليس بالأمر السهل، لكنه ضروري.

- شخصية "فريدة" في مسلسل "الصفقة" هي لأمّ تكافح وسط مجتمع ذكوري، كيف أثّرت هذه التجربة فيكِ كإنسانة وليس فقط كممثلة؟

الأمومة هي شعور فطري لدى كل امرأة، سواء كانت أمّاً بالفعل أم لا. نشعر بالأمومة تجاه إخوتنا، أهلنا وأصدقائنا. وفي تجربتي مع هذا الدور، شعرت به أكثر من أي دور آخر، لأنه كان واقعياً جداً. الشخصية لامرأة تزوّجت في سنّ صغيرة، وانفصلت عن زوجها مبكراً، وكانت تسعى لتثبت نفسها كامرأة وأمّ، وابنتها كانت كل حياتها. عاشت سنوات لم تكن فيها سعيدة في زواجها، وكانت وحدها مع ابنتها، تواجه تحدّيات الحياة، وصعوبات الطلاق من رجل سامّ وعائلة سامّة، وهذا جعلني أعيش شعور الأمومة، وكان من أصدق وأنبل المشاعر التي ساعدتني في بناء الشخصية.

كان شعوراً جديداً بالنسبة إليّ، جميلاً ومؤلماً في الوقت نفسه، خاصة حين نتحدث عن الدوائر الذكورية التي كانت أكثر صعوبةً في الثمانينيات، لكن التحدّي لا يزال قائماً اليوم، للرجال والنساء على حد سواء، خصوصاً للمرأة التي تسعى لتحقيق التوازن بين عملها وأمومتها، وسط فوضى الحياة اليومية.

وفي الوقت نفسه، ذكّرني الدور بالجوانب الإيجابية والسلبية، لكنني شخصياً لم أشعر أنني واجهتُ تحدّياً من الرجال من حولي، لأنني كنت محظوظة بوجود أب عظيم في حياتي، علّمني أن الرجال يمكنهم العمل مع النساء بانسجام، وأن لكلٍ منهما مكانه في الحياة، وأن طريق الرجل يُكمل طريق المرأة، وإذا وُجد الحُبّ والرغبة في البناء والنمو، يمكن أن يحدث ذلك بتناغم.

كنت مُحاطة بدعم الجميع، من مخرجين وزملاء، وكان الدعم متبادَلاً. أجد الجمال في العمل داخل منظومة فيها دعم، سواء من رجل أو امرأة، لأن الأمر في النهاية يتعلق بالشخص نفسه، بمدى تقبّله، وبنظرته الى الحياة. ورغم أن التحدّيات قائمة للنساء، لكنني شعرت بأنني مسموعة، ومقدَّرة، ومحتضَنة، ومحترَمة. وفي آخر اليوم، الرجل يستطيع أن يحترم المرأة، والإنسانية هي الإنسانية، بغض النظر عن النوع. كل شيء في النهاية يتعلق بالإنسان.

- هل غيّرت هذه الشخصية نظرتكِ الى دور المرأة في المجتمع أو أثّرت في علاقتكِ بذاتك؟

هذا الشعور جعلني أُكنّ احتراماً لجهود النساء عبر السنين. وكما قلت، من الجميل أن تعمل في بيئة تلقى فيها الدعم، خاصة من الشخصيات الذكورية من حولك. ورغم أنني كنت محظوظة بوجود شخصية ذكورية عظيمة مثل والدي، كما ذكرت سابقاً، لا يمكنني إنكار أن الأمر صعب جداً على المرأة، خصوصاً عندما تشعر أن الوقت يضغط عليها لتكون مُقدَّرة، لتكوّن عائلة، لتُنجب، ولتواجه تحديات الحياة والمهنة، وتبحث عن الاستقرار أو الحب المناسب لها، بينما تحاول أن تصنع شيئاً من نفسها.

وحتى عندما تصل المرأة إلى مكانة معينة وتحقق إنجازات، يصبح الأمر أكثر تعقيداً في إيجاد الحب الذي يُكملها. هذا جعلني أُكنّ احتراماً أكبر لجميع النساء، ولي أنا أيضاً. شعرت كم تعبت على نفسي، وكم أن النساء يستحققن التقدير، حتى لو كنت أُقدّرهن مسبقاً، لكن النجاح والمشاعر والتحديات تُظهر لك كم الصراعات الداخلية التي نعيشها.

هذا جعلني أكثر صرامةً في نظرتي لنا كنساء، وأكثر حبّاً وتقبّلاً أيضاً، لأن النتائج قد تكون جميلة، لكن الطريق ليس دائماً سهلاً. شعرت بالحزن أكثر تجاه قوة النساء، وتمنيت أن نكون أكثر اتحاداً، وأكثر دعماً لبعضنا البعض. وهذا ما أحاول دائماً أن أدعو إليه، أن أشارك أخبار الفنانات، أن نتبادل القصص، وأن أعمل مع راويات نساء.

هذه التجربة جعلتني أرغب بالمزيد من العمل مع النساء، ودفعتني للتعبير عن حقوقي كامرأة. كما ذكّرتني بأن أفتخر بنفسي وسط الفوضى، والضجيج، والشك الذاتي، والكراهية الذاتية، وكل التحديات التي أواجهها كامرأة، وكل المخاوف. ساعدتني على الشفاء من أشياء كثيرة، ليس فوراً، لكن هذا هو الجميل في الأمر: أن تجد شيئاً مريحاً وسط المعاناة.


عن المستقبل والطموحات

- بعد نجاحك في "الصفقة" وانتقال الدراما الخليجية الى المنصات العالمية، كيف ترين مسؤوليتكِ كفنانة في تمثيل هوية المنطقة؟ هل تشعرين أنكِ تحملين صوتاً أكبر من شخصكِ؟

عندما نجحت "الصفقة" كقصة، كانت مختلفة وجديدة على منطقتنا، وكنت دائماً أتمنى أن أجد الوقت لتطوير قصص أكثر أصالةً، أو حتى قصص كلاسيكية تنبع من واقعنا المحلي. وعندما جاء هذا التغيير، كان بمثابة نعمة حقيقية. النص، القصة، وكل التفاصيل كانت مميزة، وطبعاً أقدّم تحية كبيرة لنادية أحمد التي شاركت جزءاً من حياتها ورفعت من مستوى الدراما، وسلّطت الضوء على رحلة المرأة الكويتية في القصة، مع الكاتب آدم والفريق بأكمله، و"نتفليكس" وكل مَن عمل على هذا المشروع. كان الأمر نعمة لي ولنا جميعاً.

هذا هو المكان الذي يجب أن نُظهر فيه الدعم، لأننا نُنتج الفن من أجل منطقتنا، حتى يشاهده الناس، ويستمتعوا به، ويشعروا بأنه يمثّلهم... وطبعاً، ليصل إلى قاعدة جماهيرية دولية، كي ترى الثقافات الأخرى قصصنا وإنتاجنا، وهذا هو الفن: نافذة ثقافية يجب أن تُسمع وتُرى.

أعلم أن هناك مسؤولية كبيرة، لكن هذا ما خُلقنا لنفعله. هو شعور غامر وصحيح في الوقت نفسه. وأعتقد أن في إمكان كل شخص أن يحمل الصوت الذي منحه إيّاه الله، مهما بدا الأمر ضخماً، فخطوة بخطوة، حتى لو كان مرهقاً، عندما تصل تشعر أن كل شيء في مكانه، وهذه هي دورة الحياة.

التحديات تصبح أكبر، والخوف يتسلل، والرغبة في الاختفاء تظهر، خاصة عندما تبدأ بالتساؤل: ما الذي سأفعله بعد ذلك؟ كيف سأختار ما أمثّله؟ كيف سأوازن بين حياتي الشخصية والعملية وكل التفاصيل الواقعية التي يجب إدارتها أثناء ممارسة الفن؟ وكلما زاد النجاح، زادت التحديات، وبالنسبة إليّ، كان التحدي دائماً أن أكون مختلفة ومتنوعة، خصوصاً في منطقة لها نمط معين.

لذلك، أعتبرها نعمة، وفي الوقت نفسه مسؤولية يجب أن نأخذها بجدية.

أتمنى أن يتم اختياري لأدوار تكون أصيلة وتعكس واقع منطقتنا وتاريخنا، سواء كانت أعمالاً تاريخية أو حديثة، لأعيد التواصل أكثر مع تراثنا، مع الصحراء، ومع صورة المرأة القوية. هذا ما أركّز عليه اليوم في تمثيل الشخصيات.

- ما هي أحلامكِ؟ وهل ترين نفسكِ في الإخراج أم في الكتابة مستقبلاً؟

بصراحة، اكتشفت أنني أستطيع أن أكون دراماتورج جيدة. أستطيع تعديل النصوص بطريقة بسيطة تجعلها أفضل، وهذا نابع من وجهة نظري كممثلة. كما يمكنني اقتراح نهج كامل للحركة في المشاهد والتعبير، مما يجعل النص أكثر واقعيةً وجاذبية.

اكتشفت أن لدي موهبة في الإنتاج، وأن أكون جزءاً من تقديم عمل فني في مشروع أو مسلسل، وأستطيع أن أخلق رؤية كاملة له بكل تفاصيلها. اكتشفت حبّي لهذا المجال. بدأتُ ألاحظ ذلك في نفسي، والتقيت ببعض الأصدقاء الخبراء الذين قالوا لي: "يجب أن تكوني منتجة، لديكِ الموهبة". هذا منحني الثقة، وأرغب فعلاً بأن أكون البطلة في أعمالي، وهذا يحدث في معظم الأعمال حول العالم، حيث يكون البطل جزءاً من فريق الإنتاج. أشعر بالإلهام لذلك، وأريد أن أروي قصصاً جميلة من خلال إنتاجها.

اكتشفتُ هذه الموهبة في الإنتاج وإدارة العمل الفني، وأرغب في اختيار هذا الطريق عندما لا أجد دوراً كممثلة يستحق التمثيل في النصوص التي تُعرض عليّ في وقت معين. أخذتُ موهبة الكتابة من والدي، ولهذا أنا دراماتورج جيدة. أعتقد أنني أستطيع كتابة حوارات قوية في الأعمال التي أكون مستثمرة فيها أو تخيّلتها بعمق.

لم أفكر يوماً في الإخراج، لكن عندما اجتمعت كل هذه العناصر، من الطبيعي أن أرى نفسي مُخرجة في المستقبل، عندما أحقق المزيد، وأستكشف الإنتاج والإدارة وصناعة العمل، ومن خلال ذلك سأتعلم أكثر.


- ما الرسالة التي تتمنّين إيصالها من خلال أعمالكِ المقبلة؟

أريد أن أُرسل رسالة عن كل الأشياء الجميلة في الحياة: القوة، السلام، الحُبّ، وجمال الأوقات الصعبة، الحزن والنتائج التي تخرج منها، والتي تُجسّد أشخاصاً مرّوا بصراعات ونجوا منها. أريد أن أُشجّع على تقبّل الإنسانية، وتقبّل أن الإنسان يخطئ، وأن لدينا آلية مشاعر علينا التعامل معها باستمرار، وهي جزء من كياننا.

علينا أن نفهم، مهما بلغنا من التعليم أو المعرفة، أن هناك جمالاً في هذا الجانب الذي لا نستطيع إدراكه تماماً عن أنفسنا، وأننا نستطيع أن نكون في مشاعر وظروف مختلفة، وأن علينا أن نكون أنفسنا. يمكنك أن تكون كل شيء، في كل مكان، يمكنك أن تكون أنت، وهذا لا يعني أن تكون شيئاً واحداً فقط.

هذا ما أحبّه في عملي، والأهم من ذلك هو الاستمرار في التقدّم، والمحاولة في أن نتألّق، وأن نقول "لا" للأصوات السلبية والشكوك الداخلية.

تصوير - Greg Adamski

مديرة إبداعية ومنسقة أزياء - Jade Chilton

شعر - Ivan Kuz

مكياج - Sonia Abad

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090