تحميل المجلة الاكترونية عدد 1084

بحث

مَن يحب الثرثرة أكثر... دراسة تحسم الجواب بين النساء والرجال

مَن يحب الثرثرة أكثر... دراسة تحسم الجواب بين النساء والرجال

أظهرت دراسة علمية شاملة أُجريت حديثاً أن النساء يملن إلى التحدث أكثر خلال معظم الفترة الوسطى من حياتهن، وهو ما يحسم الجدل التاريخي حول أيٍ من الجنسين هو أكثر حبّاً للكلام، وأكثر حديثاً من الآخر.

ووجدت الدراسة أنه بين سنّ 25 و64 عاماً، تتحدث النساء في المتوسط فيقلن 3275 كلمة أكثر من الرجال يومياً، أو يستغرقن 20 دقيقة أكثر من الحديث، كما أن الأرقام كانت متشابهة تقريباً في الفئات العمرية الأخرى.

ونقل تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" واطّلعت عليه "العربية نت" عن عالِم النفس السريري كولين تيدويل من جامعة أريزونا الأميركية قوله: "هناك افتراض عبر الثقافات بأن النساء يتحدثن أكثر بكثير من الرجال. أردنا أن نرى ما إذا كان هذا الافتراض صحيحاً أم لا عند اختباره تجريبياً".

وأشرك بعض الباحثين أنفسهم في دراسة أُجريت عام 2007 وجدت أن الرجال والنساء يتحدثون بنفس العدد من الكلمات يومياً، وهو 16 ألفاً أو نحو ذلك، لكن هذه المرة، ذهب فريق البحث إلى حجم أكبر، وهو 2197 مشاركاً، وأربع دول، و14 عاماً من جمع البيانات، وتفصيل عبر فئات عمرية مختلفة، حتى خلصوا إلى هذه النتيجة المختلفة.

وتم جمع مقتطفات من المحادثات في أوقات عشوائية باستخدام جهاز تسجيل إلكتروني مصمّم خصيصاً يرتديه المشاركون في حياتهم اليومية. وتم استخدام ما مجموعه 631030 مقطعاً صوتياً محيطياً، وتمت معالجتها من خلال نماذج إحصائية.

وكشفت البيانات الجديدة عن الفروق الدقيقة التي فاتتها دراسة عام 2007، بما في ذلك التناقض في مرحلة البلوغ المبكرة إلى منتصفها. ما لا تظهره البيانات هو سبب هذه الفجوة، لكن الباحثين يعتقدون أن الأمهات اللواتي يتحدثن مع الأطفال قد يكنَّ أحد الأسباب، حيث تتحمل النساء غالباً معظم عبء رعاية الأطفال بسبب الأدوار الجنسانية.

ويقول عالِم النفس ماتياس ميهل من جامعة أريزونا: "إذا كانت العوامل البيولوجية مثل الهورمونات هي السبب الرئيسي، فيجب أن يكون هناك أيضاً اختلاف كبير بين الجنسين بين البالغين الناشئين". ويضيف: "إذا كانت التغيرات المجتمعية الجيلية هي القوة الدافعة، فيجب أن يكون هناك فروق متزايدة تدريجاً بين الجنسين مع المشاركين الأكبر سنّاً. ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك".

وكان هناك اختلاف كبير بين الرجال والنساء عبر الأعمار، حيث لم يتوافق الكثير من الأشخاص المشاركين مع القاعدة الإحصائية، وكان هناك أفراد ثرثارون وصامتون في كلا الجنسين.

وكان المشارك الأقل ثرثرة رجلاً، حيث كان ينطق 62 كلمة فقط في اليوم، أما المشارك الأكثر ثرثرة فكان رجلاً أيضاً، حيث يقول 124134 كلمة في اليوم: بافتراض أنه ينام لمدة ثماني ساعات في كل 24 ساعة، فهذا يعني أنه يقول ما يقرب من 130 كلمة في كل دقيقة من يومه.

وأظهرت البيانات أيضاً أن الناس يتحدثون أقل بمرور الوقت، بغض النظر عن العمر والجنس، وهو ما أرجعه الباحثون إلى زيادة وقت الشاشة.

المجلة الالكترونية

العدد 1084  |  نيسان 2025

المجلة الالكترونية العدد 1084