المصمّمة ريم عكرا...

فستان / فساتين, السفارة الباكستانية في بيروت, إيفا لونغوريا, ريم عكرا, جينيفر لوبيز, مصممة أزياء, سيدة أعمال, بوتيك, تايلور سويفت, تراث لبناني

18 نوفمبر 2010

لا تكفّ ريم عكرا عن إبهارك. هي امرأة مميّزة في إبداعها وتصاميمها، قدوة في كفاحها ونضالها، أمثولة في بساطتها وتواضعها، إستثنائية في حيويتها وتفاؤلها. الحوار معها متعة متجدّدة. منذ الحديث الأول الذي أجريته معها قبل عشر سنوات، وريم الإنسانة هي هي، لم تتغيّر ولم تتبدّل رغم نجاحاتها المتضاعفة، وازدياد عدد النجمات اللواتي يعشقن تصاميمها أمثال أنجلينا جولي وهالي بيري وجاين فوندا وغيرهنّ. المصمّمة النيويوركية اللبنانية الأصل تعود اليوم الى بيروت، مسقط رأسها ومرتع طفولتها، لتفتتح بوتيكها الأول في شارع فوش في وسط العاصمة. «مهما بلغ نجاحك العالمي، عليك عندما تعود الى وطنك، أن تفعل ذلك بشكل مميّز، خصوصاً في بيروت حيث توقعات الناس وتقديرهم للموضة والأناقة كبيرة جداً»، تسطّر ريم.

- تعودين الى بيروت كنيويوركية من جذور لبنانية، أم كلبنانية مهاجرة؟
أعتبر نفسي أميركية أصيلة، لكنني في الوقت عينه فخورة بجذوري اللبنانية.

- أيّ شعور ينتابك في كلّ مرة تعودين فيها الى بيروت؟
تشدّني زيارة بيروت. أحبّ المدينة نفسها بنبض شوارعها وحيوية أبنائها. إنها مسقط رأسي ولي فيها ذكريات عاطفية حميمة. من المثير للإهتمام رؤية تطورها الأخير وتألّقها وإشراقها.

- قمت وتقومين بأعمال خيرية عدّة يعود ريعها الى أطفال لبنان، ماذا عنها؟
أؤمن بأن علينا السعي إلى خلق بيئة دافئة وسعيدة للأطفال، لذلك انخرطت للعمل مع مؤسسة فيليب حاتم Philipe Hatem Charity التي تُعنى بالطفولة، وأنا سعيدة جداً بعملي الخيري هذا، وقد ساعدت الجمعية على إيجاد مدرّب رقص عالمي هو بيار دولان لتعليم الأطفال في لبنان الرقص معاً في محبة وانسجام وتناغم، فيكبروا ويزرعوا في مجتمعاتهم رسالة سلام تمحو آثار الحقد والكراهية والحروب المتكررة.

- ما هي أجمل ذكرياتك في لبنان؟
أذكر الأيام التي كنت فيها أقصد وعائلتي الجبال بحثاً عن العنبر، وهي هواية أساسية من هوايات والدي، كذلك سعياً للتمتّع بطقس لبنان الجبليّ الجميل والمنعش. 

- هل تنوين توسيع أعمالك هنا لتشمل مشغلاً خاصاً؟
أعتقد ان افتتاح بوتيك لي في بيروت خطوة أولى مهمّة تمهّد لخطوات تالية أخرى. إنها بداية مبشّرة إن شاء الله.

- عُرف التراث اللبناني بشغل النول والحياكة، هل مازال كذلك برأيك؟
لطالما كان التراث اللبناني متميّزاً بالأشغال اليدوية والزخرفة والحياكة على النول، وما زال.

- ما الذي يميّز أسلوبك عن غيرك من روّاد الألبسة الجاهزة؟
إن تصاميمي الجاهزة تجمع بين اللوك الشبابي العصري والرفاه الكلاسيكي العريق في الوقت عينه، وهو ما يعرف بالأنيق «الكول»  .Chic &Cool  

- بين القصّة الغربية البسيطة والتطريز الشرقيّ المشغول، كيف تحدّدين أسلوبك؟
أسلوبي يجمع بين البساطة الأميركية لجهة القصّة، وعناصر شرقية كالألوان الغنية وتفاصيل التطريز والشكّ. إنه أسلوب يجمع بين الماضي والحاضر، بين الشرق والغرب. لقد نهلتُ في حياتي من حضارات عدّة، بدءاً من نشأتي في لبنان وسط عائلة تعشق الثقافة والتراث والأقمشة والخياطة، إلى دراستي وعملي في أوروبا وأميركا وهونغ كونغ. كلّ ذلك ترجمته في أسلوب خاص بي في الأزياء الجاهزة.

- تعرضين في نيويورك، ولكن هل تحلمين بباريس؟
أنا من المؤمنات كلّ الإيمان بمدينة نيويورك، ولا تنسي أني نيويوركية بامتياز! نيويورك هي مدينة التجدّد والحداثة. ورغم أنها مدينة قاسية مع المصمّمين، لكنها بالنسبة إليّ مثيرة للإهتمام أكثر من باريس نظراً الى حيويتها وطاقتها وحركتها الدائمة التي لا تهدأ.

- ما هي العالمية لك خصوصاً أن مصمّمين كثر باتوا يضيفون قبل أسمائهم لقب: «عالمي»؟
لقب «عالمي» غير موجود إلا في لبنان. يبقى ان رواج اسم المصمّم نفسه أجمل الألقاب على الإطلاق.

- من هي المرأة التي تصمّمين لها؟
أصمّم لنساء واثقات متكلّفات يعرفن خطوط الموضة ويقدّرن الترف. وهنّ أيضاً مثقفات سافرن كثيراً في بلدان وحضارات مختلفة.

- ماذا تعرفين عن أناقة المرأة العربية؟
النساء العربيات جميلات ومثقفات وأنيقات ويعرفن كيف يحافظن على أسلوبهنّ الشخصيّ وسط «عجقة» ما تقدّمه دور الأزياء ومستحضرات التجميل.

- من هي الأقوى داخل ريم عكرا: المرأة المصمّمة أم سيدة أعمال؟
(تبتسم) أنا من المحظوظات لأن دماغي يعمل بشقّيه الأيسر المتخصّص بتحليل الأرقام والأعمال، والأيمن مصدر الإبداع والخيال والعواطف. لذا أجمع في شخصي الإثنتين: المصمّمة وسيدة الأعمال. 

- إنشغالاتك الكثيرة أدّت إلى إهمال حياتك الشخصية. هل فعلت ذلك عمداً أم سهواً؟
لقد خلقت لنفسي الحياة التي أملكها اليوم، وأعيشها بقناعة، وهي حياة هادفة جداً وتروقني.

- هل زواج المرأة عائق أمام تحقيق نجاحها الكبير؟
ليس بالضرورة. بالنسبة إليّ أنا من قرّر سلوك هذا الطريق والذهاب فيه إلى الآخر. أما في ما يتعلق بزواجي، فكل شيء ممكن ولا مكان للمستحيل.

- ما الذي علّمتك إياه مهنة تصميم الأزياء؟
إن عالم صناعة الأزياء هو عالم قاس ومعقّد وفيه الكثير من الخيانات والطعن في الظهر. وقد تعلّمت خلال مسيرتي تلك فنّ البقاء والإستمرار من دون أن يؤثّر ذلك في نوعية الإبداع الذي أقدّمه.

- أيّ رسالة تودّين أن تحملي للنساء العربيات؟
لقد كنتُ أول امرأة مصمّمة عربية تهاجر الى الغرب وتشقّ طريقها بنفسها وتعرف نجاحاً كبيراً. ورسالتي للمرأة العربية المهاجرة تقول ان عليك أن تجتهدي وتناضلي وتكدّي وستصلين، لا بل ان نجاحك مضمون من دون وسائط أو معارف أو أشخاص تتكلين عليهم. يمكنك أن تبدأي من الصفر، وتصلي الى ما تبغين إليه.

- أيّ صورة تحبّين أن تقدّمي عن بيروت؟
أحب أن أقدّم بيروت كمدينة للأنوار والثقافة والحداثة الممزوجة بالتاريخ العريق، إنها باريس البحر الأبيض المتوسط. مدينة جميلة بطاقات هائلة. إنها مسقط رأسي، والمكان الذي صنع ما أنا عليه اليوم. ومن نكر أصله وماضيه، لا قيمة له في المستقبل.

- أخيراً، هل إفتتاحك بوتيكاً في بيروت، يعكس ثقتك بهذه العاصمة، أم هو محض حبّ لها؟
أعتقد أن افتتاح بوتيكي الخاص في وسط بيروت جاء في الوقت والمكان المناسبين. إنه لي بمثابة ولادة جديدة في بيروت، مدينتي الأم.