المصمّم إيلي صعب أطلق عطره الأول

عطور للنساء, إيلي صعب, دار إيلي صعب, إمرأة عصرية

21 يونيو 2011

ليست صدفة أن يتضمّن العطر الأول لدار إيلي صعب Elie Saab Le Parfum روائح زهر الليمون والياسمين وخشب الأرز، ويجسّد حبّ هذا المصمّم الإستثنائي للبنان وأرزه الدهري، وما علق في ذاكرته من روائح بساتين الدامور التي طبعت طفولته. وليست صدفة أن يحاط هذا العطر بهالة من النور والشفافية والرقّة، وينسكب في قالب أنثوي عصري أنيق، تماماً مثل تصاميم صاحب دار الأزياء الشهيرة عالمياً. كلّ شيء لدى المصمّم إيلي صعب مدروس، وإن كان له عفوية المرة الأولى وسحرها وروعتها.
كلّ شيء مُعدّ له من قبل على أيدي اختصاصيين عالميين. وقد حرص المصمّم المعروف بمثاليته، على الإشراف على أدقّ التفاصيل، ليصبّ فيه ألق قصّة النجاح العالمي الكبير التي يكتب تفاصيلها صعب موسماً بعد موسم، ويفصّلها أحلاماً جميلة ترتديها نساء يقدّرن الأناقة الراقية والحرفية الرفيعة.


هالة من نور تحيط بالمرأة التي تتدثّر بعطر إيلي صعب Elie Saab Le Parfum! هذا هو الإنطباع الأول الذي خرجنا فيه نحن الصحافيات اللواتي حضرن الى مشغل إيلي صعب ومكاتبه في بيروت، كي يكتشفن العطر للمرة الأولى ويستمعن الى القصّة التي كانت وراءه، قبل إطلاقه في الأسواق. وقد ذهل الحضور بهذا العطر الذي فيه رائحة شمس الشرق وروائح بساتين لبنان وغابات أرزه الخالد، مصدر وحي المصمّم إيلي صعب. ويروي فرانسيس كوركديجيان العطاّر الذي عمل على العطر: «ما وجدته مذهلاً في عملي مع إيلي صعب، كانت فكرة تفسير النور. لم تكن في بالي صورة معيّنة لهذا التفسير. وقد عرفتُ مع صعب مفهوماً جديداً له: إشراقة الشمس والأنوثة المشعّة والتعبير العصري عن الرغبات».

لا شكّ في ان إيلي صعب يملك سحراً خاصاً يدفعه ألا يكتفي بتصميم الأثواب الرائعة، بل يحرص على جعل أحلام النساء الطامحات كي يكنّ سندريللا ليلة واحدة، حقائق مبهرة في مناسبات استثنائية. واليوم يقرّر صعب ان يدخل عالماً جديداً كما يقول، عالم العطور، وهو عالم قائم بحدّ ذاته، له قواعده وأسسه وطموحاته، ويختلف كلّ الإختلاف عن عالم الأزياء، لكنه في الوقت نفسه، مكمّل للحلم الذي ينسجه في مخيّلات النساء.

إضافة الى تركيبة العطر المميزة، تأتي القارورة، جوهرة من شفافية ونور، لتترجم شغف هذا المصمّم المبدع بالهندسة والتصميم. وقد أراد لها صعب تصميماً بسيطاً مستقيماً وغنيّاً في الوقت عينه، يعكس دقّة المكعّب والنور الذي يقطعه، ويتماشى وحركة اليد. وقد أتت القارورة التي صمّمتها سيلفي دو فرانس، فخمة ذات خطوط نقيّة وبريق مذهل، وقد تمّ قطع زجاجها الثقيل مثلما يقطع الكريستال بتماثل الموشور لتحتجز جوانبه النور وتحلّل كلّ شعاع من الضوء وتعكس الخلود الكامن في درجات العطر المبهرة.
النور لصعب هو القوة الخالدة، وهو الألق الذي لا يخبو. وقد أراد لعطره الأول أن يحمل مواصفات النور كي يتألّق فوق عنق امرأة ويحيط بها كهالة خاصّة.

ويقول صعب في مقابلة خاصة أجريتها معه في اليوم الطويل الذي أمضيناه في ضيافة عطره الأول، في مشغله ومكاتبه في وسط بيروت، وقد تخلّلته عروض أفلام تشرح فكرة العطر ومسيرة إنجازه ومكوّناته والتفاصيل التسويقية الأخرى، وكلمات لاختصاصيين فرنسيين ساهموا في ابتكاره، إضافة الى لقاء ودّي  مع المصمّم حرص في أثره على أن يستبقي الكلّ لتذوّق الأطباق المنوّعة التي اختارها للإحتفال بالمناسبة، يقول: «مشروع العطر الخاص بدأ قبل ثماني سنوات، وقد بدأت التحضير له مع شركة أتحفّظ عن ذكر اسمها، ثم شعرت ان مسار العمل على العطر لا يشبه إيلي صعب بشيء، فتوقّف المشروع.

بعد ذلك تلقّيت عروضاً من شركات عطور عدّة لتصميم عطر إيلي صعب، كانت كلّها تجارية هدفها الربح، في وقت كنت أبحث فيه عن شركة تنفّذ مشروعاً يشبه إيلي صعب بإتقان وتأنٍ يتناسب مع ما أقدّمه في تصاميمي من رفاه وحرفية عالية وألق. وكان أن تعرّفت الى دار BPI الفرنسية وهي الدار المعروفة بتصميمها عطور المصمّم جان بول غوتييه ونارسيسو رودريغير وإيسي مياكي، وشعرت باهتمام القيّمين على العمل وحرصهم على إنجاز عطر كلاسيكي فاخر يشبه إيلي صعب، بغضّ النظر عن الجهد والوقت الذي سيتطلبه المشروع. وهكذا بدأنا مسيرة العمل التي استغرقت سنتين من الأخذ والردّ والتفاصيل الأكثر دقّة، حتى التوصّل الى الصيغة النهائية للعطر».

- من هي المرأة التي ألهمتك هذا العطر؟
هي نفسها المرأة التي تلهمني أزيائي وتصاميمي، امرأة مفعمة بالأنوثة والأناقة ببساطة مطلقة. الفرق الوحيد انني أردته عطراً يمكن وضعه صباحاً ومساءً، في المناسبات كما في الأيام العادية.

- لأي امرأة صمّمت عطر Elie Saab Le parfum؟
حرصت في عطري الأول على ألا يحمل هوية معيّنة، فيكون عطراً عالمياً لامرأة عصرية تعشق أسلوب الأناقة الذي يقدّمه إيلي صعب، وتحبّ أن تدخل عالمه هذا. فاليوم يمكن لأي امرأة أن تضع عطراً من توقيع إيلي صعب، حتى لو لم تكن لها قدرة شراء فستان سهرة أو فستان عرس من مجموعات الأزياء الراقية والجاهزة. العطر يقرّب المصمّم أكثر من الجمهور الأوسع الذي يعشق أعماله وأسلوبه، ويساهم مساهمة فاعلة في انتشاره.

- ما هو الإنطباع الذي تتركه امرأة تضع عطر Elie Saab Le Parfum؟
كلّ امرأة تضع العطر بشكل مختلف، وتترك انطباعاً مختلفاً عن أخرى تضع العطر نفسه.

- حرصت على أن يتضمّن عطرك الأول زهر الليمون والياسمين، وهما رائحتان غاليتان على قلبك، متجذّرتان في طفولتك بين ياسمين بيروت وبساتين الليمون في الدامور...
لقد أردت لهذا العطر ان يشبهني، ويحمل روائح بسيطة ترعرعت عليها وبقيت في ذاكرتي. وقد شاءت الأقدار أن تُكمّل هذه الروائح برائحة الورود الجورية البيضاء التي تزيّن حدائق البيوت اللبنانية وخشب الأرز، رمز لبنان الخالد، الأمر الذي أدخل السرور الى قلبي.

- ما هي الروائح الأخرى التي تحبّها؟
أحبّ رائحة التراب بعد المطرة الأولى... رائحة ولا أجمل!

- هل تلاحظ عطر المرأة من إطلالتها الأولى؟
لا أحبّ أن ألاحظ عطر المرأة، بمعنى انني لا أقدّر النساء اللواتي يقتحمنك بعطورهنّ، وأعتبرهنّ مصدر إزعاج لمحيطهنّ. العطر لي مسألة شخصية حميمية، يجب أن تبقى قريبة من الجسم.

- بعدما صار لإيلي صعب عطره النسائي، هل على زوجتك كلودين أن تضعه كلّ يوم؟
(يضحك) الواقع ان كلودين تعشق هذا العطر وتضعه منذ أكثر من سنتين، وقد كانت له حقل التجارب! وأبدت رأيها بكلّ مراحل العطر  والتجارب 179 التي أجريناها خصوصاً ان لها ذوقاً رفيعاً في اختيار العطور. والحقّ يقال انها تحسن اختيار عطورها مذ عرفتها، وهي لم تضع يوماً عطراً أزعجني، خصوصاً انني حسّاس جداً في ما يتعلّق بالروائح والعطور. ويمكن لرائحة مزعجة أن تسبب لي وجع رأس ومعدة...

- هناك دور أزياء انتهت على خشبة العروض لكن عطورها لا تزال تحتلّ المراتب الأولى في أسواق العطور، مثل دار باكو رابان. هل قررت دخول عالم العطور لأن نَفَس العطر طويل، وبالتالي عمره أطول من عمر الموضة؟
إن عطراً مشغولاً وفق الأصول تكون حياته أطول بكثير من فستان يُقدّم في مجموعة معيّنة ويموت فور إطلاق المجموعة التالية. الموضة تحتاج دائماً أن تتجدّد كي تواكب العصر، أما العطر الكلاسيكي فيمكن أن يعيش مئة عام. إنهما عالمان قائمان ولهما قواعدهما الخاصة.

- تطلق اليوم عطرك الأول، وتطلق قريباً المجموعة العطرية المرافقة له؟ هل من مشاريع عطرية أخرى قيد التطوير مع الشركة نفسها؟
عطر Elie Saab Le Parfum هو الخطوة الأولى للدار في عالم العطور الذي دخلناه للتو، وستتبعها مشاريع أخرى.

- هل يمكن أن تطلق  عطراً للرجال أيضاً؟
المشروع في رأسي، وسنبدأ العمل عليه قريباً، وسيكون مكمّلاً لمجموعة أزياء رجالية تحمل توقيعي.