المصمم جورج حبيقة...

أقمشة مطبّعة, فستان / فساتين, تصاميم راقية, جورج حبيقة, هوت كوتور, ملابس / ثياب جاهزة

05 يناير 2012

كل مجموعة يقدّمها المصمم جورج حبيقة تطرح ثقافةً جديدة وموضوعاً ألهمه فاستوحى منه ليقدم مزيجاً من ألوان وأقمشة جديدة لا تشبه أخرى. لكن في الوقت نفسه، يبدو واضحاً في كل مجموعة له أن المصمم لا يتخلّى عن أسلوب حرص عليه من بداياته وخط مشى فيه فلم يبتعد عنه يوماً. الهدوء والرومانسية من العناصر الحاضرة دوماً في تصاميم جورج حبيقة سواء في مجموعات الهوت كوتور أو في الملابس الجاهزة، فيبرز من خلالها جانباً للمرأة الناعمة المتميزة برقي لا مثيل له. في مجموعة هوت كوتور لخريف وشتاء 2012 استلهم من حكاية الآلهة اليونانية أنتيا فأتت اختياراته من الألوان والأقمشة والتصاميم مدروسة بتأنٍ لتعكس مصدر وحيه هذا، دون أن يتخلّى عن صورة الرومانسية الموجودة دوماً في تصاميمه، مع تشديده على شموليته في التصميم لكي لا يحصر نفسه في إطار معيّن وليلبي تطلّعات كل امرأة على اختلاف شخصيتها.


- يطغى على تصاميمك، في كل مجموعة تقدّمها طابع الرومانسية وكأنها انعكاس لأسلوب تبنيته، هل تمشي في هذا الخط من الهدوء والرومانسية في التصاميم ولا تتخلّى عنه؟
لا شك في أن تصاميمي تتميّز بالأسلوب العصريّ الأنيق. قد تتزيّن بالتطريز والزخارف المدروسة التي لا بدّ أن تتناسب مع نوعيّة القماش ولونه والتصميم المحدّد. فلا أكبّل نفسي ضمن إطار معيّن، إذ أنّ التشبّث بطابع واحد كالرومانسيّ مثلاً، قد لا يناسب امرأة لا تعشق الرومانسيّة والأزهار وألوانها وكلّ رموزها. انطلاقاً من ذلك، يمكنني القول إنّ تصاميمي متنوّعة تختصر في مضمونها شخصيّات جميع النساء، وتتوحّد ضمن إطار بصمتي وأسلوبي.       

- إلى أي مدى تشبه تصاميمك شخصيتك؟
تنبع تصاميمي من ذاتي وتختصر رؤيتي لأناقة المرأة. لكني أطوّع ذلك بما ينسجم مع شخصيّات النساء على اختلاف تطلّعاتهنّ وأذواقهنّ. 

- من أين استوحيت هذه المجموعة؟
استوحيت مجموعة خريف وشتاء 2011-2012 من حكاية الأسطورة اليونانيّة أنتيا.

- يبدو عنوان مجموعة كوتور لخريف وشتاء 2011-2012 واضحاً في التصاميم المتميزة بأسلوبها المستوحى من الحضارة الإغريقية سواء في القصّات أو في نعومة الأقمشة وانسيابها، هل تتعمد الالتزام في كل مجموعة تقدّمها بموضوع معيّن؟
 صحيح أن كلّ مجموعة أطلقها تحمل موضوعاً معيّناً، أعالجه بالتصاميم والأقمشة والألوان والتفاصيل والزخارف والمطرّزات.

- ألا يجعل هذا عملك أكثر صعوبة أو سهولة؟
لا شك أنه أمر صعب جدّاً لأنّه يتطلّب الكثير من الدراسات والأبحاث ليتحقّق كما يجب.

- بعض الألوان التي اخترتها لتصاميم مجموعة خريف وشتاء 2011-2012 تبدو دافئة وتتلاءم مع أجواء الشتاء، فيما تبدو أخرى بعيدة عن الألوان التقليدية التي اعتدنا رؤيتها في أزياء الشتاء، هل أردت بذلك أن تكسر الروتين في ألوان أزياء المرأة؟
جمعت في مجموعة خريف - شتاء 2012 للأزياء الراقية عناصر الطبيعة الخريفيّة التي مزجت بين الظلال والألوان، فبرزت التصاميم بتأثيرات ألوان البنفسجيّ والرماديّ والورديّ. كما استخدمت الدانتيل الناعم وطبقات الأورغنزا والكريب الراقية. أتت هذه الاختيارات مدروسة لجهة الألوان والأقمشة والتصاميم بما يتطابق مع الحقبة التي تعيشها «أنتيا» التي ترمز إليها المجموعة . علماً أنه في عصرنا هذا لا توجد حواجز بين الفصول والألوان، ولا حدود للإبداع ومزج الألوان.

- ما سبب اعتمادك أنواع الأقمشة هذه في مجموعة خريف وشتاء 2011-2012؟
تعكس أقمشة الدانتيل الناعم وطبقات الأورغنزا والكريب الراقية التي استخدمتها، موضوع المجموعة وعنوانها. كما أنّها أقمشة مميّزة من حيث الملمس ومن حيث انسجامها مع جسم المرأة. 

- لأي امرأة صممت مجموعة خريف وشتاء 2011-2012؟
 أحرص في كلّ مجموعة أقدّمها سواء عبر مجموعات الأزياء الراقية أو  عبر مجموعات Signature على تلبية رغبات أكبر عدد ممكن من النساء حول العالم. فتصاميمي عامةً تتوجّه إلى كلّ امرأة تتطلّع إلى الأناقة والتميّز والخصوصيّة. 

 - كيف يمكن للمرأة أن تلتزم بألوان تعكس شخصيتها من جهة وبالألوان التي من الموضة من جهة ثانية؟
 تناسب كلّ الألوان كلّ أنواع البشرة. وبالتّالي، الشرط الوحيد هو أن تعرف المرأة اختيار التدرّج اللونيّ الذي يناسب بشرتها. فعلى سبيل المثال يجب أن تعرف أن تختار بين الأخضر العشبيّ والزيتيّ ما يناسبها أكثر.

- هل تختلف موضة الألوان في تصاميم الهوت كوتور عن ألوان الأزياء الجاهزة؟ وإلى أي مدى يمكن اعتماد الجرأة في تصاميم الهوت كوتور؟
 تليق قائمة الألوان بتنوّعها بأزياء الخياطة الراقية، كما بالأزياء الجاهزة. أما الجرأة فلا تنحصر إطلاقاً بأيّ نهج، بل يمكن اعتمادها بإسهاب في الأزياء الراقية والجاهزة معاً.

- أين تكمن براعة المصمم وكيف يمكن أن يبدع؟
تكمن براعة المصمّم أوّلاً في قدرته على الاستمرار ومواجهة كلّ العوائق، وذلك لا يتحقّق إلاّ بإنتاجاته الناجحة التي تعبّر عنه. فإمّا أن تجعله يستمر في مسيرته، أو تدفعه إلى التراجع، وبالتّالي إلى الفشل. تكون الخطوة الأولى في قدرته على التجدّد، شرط ألاّ يكون هذا التجدّد والابتكار عشوائيّاً بل يجب أن يكون مدروساً بشكل يجذب إليه الأنظار. لا قواعد للإبتكار والابداع، لأنّها تعكس أحاسيس داخليّة تتفاعل وتتراكم مع تقدّم الزمن ومع ثقافة واسعة تساعد في صقلها، إلى جانب وجود مصادر قادرة على أن تصنع الإلهام.         

- هل تعتقد أن على المصمم الالتزام بخط معين ليحافظ على هويته؟
على المصمّم أن يحافظ على أسلوبه وأن يضع بصمته في كلّ ابتكار يقدّمه. بهذه الطريقة يكون قد حدد لنفسه هويّة خاصّة يتميّز بها عن غيره.

- الى أين يصل بك طموحك؟
 لا حدود لطموحي، فهناك العديد من الأحلام التي لم أحقّقها بعد و لا أزال أعمل عليها. وحدها المثابرة كفيلة بإزاحة الستار عنها لتبرز على أرض الواقع.

- إلى أي مدى يهمك لقب «عالمي» في ظل كثرة المصممين الذين تترافق أسماؤهم معه؟
لقب العالميّة مسؤوليّة كبيرة، ولا يتحقّق إلاّ بعد مسيرة طويلة جدّاً.

- هل تشعر أحياناً بأنك وصلت إلى طريق مسدود في الأفكار وأنك قد تقع في خطأ التكرار في التصميم؟ وكيف تتخطى ذلك؟
حتى لا أواجه هذا النوع من المشاكل، أحرص دائماً على تغذية نفسي جيّداً من خلال الإطلاع الدائم على مختلف الحضارات والثقافات. هذه المصادر ضرورية للمصمم، إلى جانب الإلهام. وعلى المصمّم أن يعرف كيف يخطّط ويبني للمستقبل. أضف إلى ذلك، الموهبة التي هي نعمة من الله والتي يمكن صقلها بالدراسة.

- كيف تحرص على التوازن في ما تصممه للمرأة، بين الأناقة والراحة؟
تتطلّع كل امرأة إلى الجمع بين عنصري الراحة والأناقة سواء في يوميّاتها أو في المناسبات، وأنا  آخذ ذلك في الاعتبار في تصاميمي، لا بل أكون شديد الحرص عليه من خلال الدراسة التي أقوم بها قبل إطلاق أيّ تصميم.

- بم يتميّز جورج حبيقة عن بقية المصممين؟
يجمع أسلوبي بين الأناقة والتجدّد. كما يتّجه إلى أعمار مختلفة في إطار بسيط ومتميّز. ويكمن سرّي في أنّني أدرس جيّداً تصميمي بحيث يمكن للمرأة ارتداء تصميم من مجموعة مرّت عليها عشر سنوات في عصرنا اليوم.

- أي ألوان تعشقها أكثر؟
أعشق كلّ الألوان، خصوصاً أنّ لكلّ لون تأثيره ودوره.

- أي امرأة تختار اللون!!!

  • الأحمر: القويّة.
  • الأبيض: الشفّافة.
  • الأصفر: الجريئة.
  • الزهريّ: الرومانسيّة.
  • الأسود: الراقية.
  • الأزرق: الهادئة.

- أي امرأة منهنّ تفضل؟
 لا أفضّل امرأة على أخرى ولا لوناً على آخر.

- ما هو أجمل تصميم لك يبقى دائماً في ذهنك؟
 لا يمكن أن أقدّم تصميماً لا أقتنع به. فلكلّ تصميم خصوصيّته وذكرياته وحكاياته.

- كيف تقارن بين المصمّم جورج حبيقة في بداياته وبين ما وصل إليه الآن، وماذا تغيّر فيك بين البداية واليوم؟
 تطوّرت كثيراً بفضل الخبرة، خصوصاً في المرحلة التي انتقلت فيها إلى باريس. لكن لم يتغيّر شيء في إصراري واستمراري في مسيرتي. فتلبية متطلّبات المرأة والتركيز على التفاعل مع الأقمشة والألوان من الأساسيات التي أحرص عليها من البداية، وهي من صميم شخصيتي ولم يتغيّر ذلك يوماً.