أبرز الـLife Coaches وتأثيرهم في الجيل الحالي

حُبّ الذات والثقة بالنفس والطاقة الإيجابية، مصطلحات تتكرر يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب مجموعة من المؤثرين الذين اختاروا هذا المجال. قد يكون التنمّر والتعصّب وتأثير مشاهير السوشيال ميديا السبب الأول في بروز ظاهرة “اللايف كوتش” والمحفّزين الذين يشجّعون على الـ (Self Love) من خلال إعطاء النصائح لتكون سعادتك الشخصية ومشاعرك ورفاهيتك، الأولوية في حياتك. وبالفعل، تمكّن بعض الأشخاص في الوطن العربي من استخدام تلك المنصّات للترويج لأنفسهم وبثّ أفكارهم من خلال تجاربهم الخاصة، وأصبح محتواهم القائم على تعزيز الشخصية وتطوير النفس مرجعاً ونموذجاً لإرادة تغيير الذات وقبول الاختلاف، وبديلاً للطبيب النفساني المختصّ. ويبدو أن الحاجة إلى المؤثّرين و”اللايف كوتش” تزداد يوماً بعد يوم، وبات تأثير كلماتهم يتخطّى تأثير الكثير من الأطباء، وذلك بسبب سرعة الحياة، وسيطرة الذكاء الاصطناعي على أفكار الشباب.

كاريزما أحمد الشقيري وتأثيره في المتابعين

من الإعلام إلى منصات التواصل الاجتماعي، تمكّن الإعلامي السعودي أحمد الشقيري من تحويل أفكاره الى مرجع أساسي لمتابعيه الذين يفوق عددهم الـ 18 مليوناً على تطبيق “إنستغرام” فقط، والذين يتفاعلون مع مقاطعه التي تحاكي دائماً خواطرهم وهواجسهم. ويحرص الشقيري على تصحيح الكثير من المعلومات الغامضة من خلال التجربة الحسّية ورصد أي ظاهرة مختلفة تنتشر في المجتمع والتحدّث عنها بأسلوب ذكي يجذب المشاهدين ويمنحهم القدرة على اتّخاذ القرار الحرّ بين رفض الظاهرة أو تقبّلها. وتمكّن الشاب السعودي من خلال دراسته والكاريزما التي يتمتع بها من جذب عدد كبير من المشاهدين من مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث قدّم فهماً جديداً للإسلام بعيداً من تلك الدعوات المنغلقة التي تحصر الدين بالتراث الفقهي، وهو ما منحه الصدقية والثقة.

ويكشف الشقيري دائماً من خلال تنقّله بين الدول الكثير من التجارب الغريبة والسلوكيات المميّزة والمختلفة، والتي يقدّمها بقالب ذكي ومشوّق ويدعو من خلالها إلى تقبّل الآخر والسلام والإنسانية والانتماء وحُبّ الذات، فأصبح مرجعاً للكثير من الشبان الذين يقلّدون أفكاره ويقتدون به ويعتبرونه مرجعاً مهماً كإعلامي وكصانع محتوى شُجاع يتحدث بحرّية عن الكثير من الأمور الحياتية المهمة من المال والجمال والمرأة والسهر والحياة... ويقدّمها على المسرح ومن خلال السوشيال ميديا بأسلوبه السلس المُتقن لملايين الأشخاص الذين باتوا ينتظرون رأيه ومواقفه في العديد من الأمور والظواهر المنتشرة.

خالد غطاس وتطوير الذات

برز اسم الدكتور خالد غطاس على منصات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، وبات مرجعاً لمحاكاة العقل وتحديد قيمة الإنسان والتحوّلات المجتمعية المتسارعة وتأثيرها في الجيل. يروي خالد من خلال مقاطع البودكاست قصصاً مشوّقة وينقل رسائل عن الحُبّ والكره والثقة وحبّ الذات والتحوّلات التي طرأت على مفهوم الثقة بالنفس والثقة بين الناس، ويُرشد متابعيه إلى طرق التعامل مع التراجع الكبير في قيمة الأشياء المهمة وتأثيراتها في المجتمع والأفراد. وتمكّن الشاب اللبناني الأربعيني بأسلوبه الآسر من اجتذاب ملايين المتابعين على حساباته في السوشيال ميديا، ونجح في إيصال رسائله عن السلوك البشري وعلم النفس الإيجابي بكلمات لبِقة وبلُغة مُحبّبة وقريبة من مختلف الأعمار، فترك أثراً كبيراً في أذهان متابعيه ودفعهم إلى التغيير وتطوير الذات ومراقبة مشاعرهم وأفكارهم من خلال القصص التي يرويها عن الحياة والإنسانية، إضافة إلى تناوله مفاهيم جديدة والضغوط التي يتعرّض لها الجيل الحالي بسبب التجارب والمثالية التي تُنقل على السوشيال ميديا، والتي تعمّق الخوف من الفشل وتزيد من الضغط النفسي، وهذا ما جعله من الوجوه البارزة في الحديث عن الثقة، ليس فقط كقيمة أخلاقية، بل كأساس تُبنى عليه العلاقات الشخصية والمهنية والعائلية.

سارة المدني و”عزيزي النرجسي”

باتت سارة المدني مثالاً للمرأة الإماراتية الطموح والناجحة التي تحدّت كل الصعوبات وكسرت الحواجز وحققت نجاحات مهمة في عالم الأزياء والأعمال. وتمكّنت المصمّمة الخليجية عبر صفحاتها في السوشيال ميديا من تحفيز الأشخاص على حُبّ الذات واستكشافها عن قرب من خلال الكاريزما الخاصة التي تتمتع بها وأسلوبها الصريح في الكلام وطريقتها في نشر الأفكار الإيجابية والرسائل الواضحة لتخطّي التحدّيات الصعبة وتحويلها إلى نجاح. تنقل المدني تجاربها وأفكارها لأكثر من مليوَني متابع من خلال الصور والبودكاستات التي تتحدث فيها بأسلوب سردي منمّق يجذب المتابعين ويساعدهم على التعلّم والبحث عن التغيير ويمنحهم أيضاً المزيد من الأفكار والآراء الإيجابية من دون أن يشعروا بالملل والنفور. وتمنح سارة المدني متابعيها الفرصة لاستكشاف رحلتها الملهمة، وكيف تمكنت من بناء علامتها التجارية “روج كوتور” لتصميم العباءات والتأثير في مجتمع ريادة الأعمال. ونجحت صانعة المحتوى في تطوير موهبة الكلام التي تتمتع بها من الطفولة وحوّلتها إلى كتاب مهم بعنوان “عزيزي النرجسي”، يكشف كل شيء عن النرجسيين وكيفية اكتشافهم والنجاة منهم قبل خوض التجربة والمعاناة معهم. ويصف الكتاب طرق التغلّب على تلاعبهم النفسي والذهني على الشريك، ويحضّ القارئ على تجنّب الوقوع في حُبّ النرجسي، ليكون هذا الكتاب دليل نجاة للرجال والنساء للتعافي من النرجسيين والتخلّص من تأثيرهم السلبي.

زينة جفري وهندسة المشاعر الإنسانية

من فتاة ضعيفة، حزينة وصبورة إلى سيدة مُلهِمة، شُجاعة وقوية. هكذا تُعرّف زينة جفري عن نفسها قبل وبعد خوضها رحلة تطوير الذات ومساعدتها لتجاوز أي مشكلة قد تواجهها. تهتم الشابة السعودية بنشر الوعي عبر منصات السوشيال ميديا، وباتت ‎متخصّصة في فهم الذات وهندسة المشاعر الإنسانية. تحاول “اللايف كوتش” زينة الدخول في أعماق متابعيها من خلال مقاطع صادقة تحضّهم فيها على التغيير نحو الأفضل، جسدياً وعقلياً، وتعمل دائماً على توجيههم من خلال النصائح والمعلومات السريعة التي تهدف الى تنظيم الحياة ليحبّوا أنفسهم ويشعروا بالسعادة والرضا. وتركّز زينة الجفري في رسائلها على أهمية تنمية العقل بكل ما يحتاج إليه من معرفة وغذاء صحي للبدء بعيش واقع أفضل من خلال حُبّ الذات وايجاد مصادر السعادة والقوة الذاتية للوصول إلى الأهداف من دون الحاجة إلى البحث عنها في المحيطين بنا، وهذا ما جعلها مُلهمة للكثير من الفتيات اللواتي يتفاعلن مع مقاطعها ويطبّقن أفكارها.

مقالات ذات صلة

محامية إلهام الفضالة تنفي شائعة مرضها وتطلب الدعاء لها

تطورات جديدة... فضل شاكر يدافع بشراسة عن نفسه

الجيل الحالي مواقع التواصل الاجتماعي تطوير النفس تغيير الذات تعزيز الشخصية الوطن العربي السعادة الشخصية أفكار الشباب الذكاء الاصطناعي