نورة الجبر: فارسة استثنائية ورائدة في إحياء تراث الفروسية
DSC01571
"داخل كل فتاة عربية روح فارسة تنتظر أن تُمنح التجربة لتظهر"، بهذه الفكرة وتلك الروح، تمكّنت نورة بنت عبدالله الجبر أن تتحول من فارسة سعودية شغوف ومحترفة إلى مصدر إلهام لآلاف الفتيات من خلال تدريبهنّ ليصبحن فارسات حقيقيات. امتطت الفارسة حصانها في مرحلة الطفولة وتمكنت لاحقاً، بموهبتها من إتقان العديد من المهارات الرياضية والفنون ذات الإرث المتجذّرة في الجزيرة العربية، مثل الرماية بالسّهام والتقاط الأوتاد والمداورة بالسيف وغيرها من المهارات القتالية. قد يبدو للبعض أن نجاح الفارسة السعودية وشهرتها مسألة عادية في ظل انتشارها السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها في الحقيقة وصلت نتيجة موهبتها وشغفها ومثابرتها وتفانيها في تحقيق أحلامها من خلال المشاركة في العديد من البطولات والفعاليات الفروسية المحلية والعربية والعالمية، مثل مشاركتها في بطولة الأمم للفروسية في فرنسا وفوزها ببطولة المملكة للفروسية، وفي دورة الألعاب الآسيوية. ونورة أول امرأة سعودية تحصل على ترخيص تدريب خيول، وتمكّنت من نقل مهاراتها على الخيل وفي المبارزة والرماية إلى الجيل الجديد، حيث تمتطي جوادها بشغف وتنطلق بحرّية لتصيب الأهداف بالقوس والسّهام، ثم تنتقل بحِرفية عالية إلى المبارزة بالسيف.

- من أين جاء حبّك للفروسية؟ وكيف تحوّل الى احتراف للألعاب القتالية؟
أنا فارسة سعودية ومدرّبة في المهارات القتالية مِن على الخيل، درست الإدارة المالية والاقتصاد، لكن شغفي الحقيقي كان دائماً بين الرياضات بكل أنواعها، والآن تأخذ الفروسية والمهارات القتالية الحيّز الأكبر من اهتماماتي. بدأ شغفي بالفروسية في مرحلة الطفولة، كان الخيل بالنسبة إليّ أكثر من مجرد حيوان، كان رمزاً للحرية والقوة. بدأت بركوب الخيل، وتطورت الرحلة تدريجاً إلى الفروسية والمهارات القتالية، الرماية من على ظهر الخيل والتقاط الأوتاد ومهارات السيف. سافرت بها إلى ماضينا وفهمت أن الفروسية ليست فقط مهارة، بل هوية وإرث نعتز به.
- ما هو روتينك اليومي للحفاظ على لياقتك البدنية؟
أمارس يومياً التمارين الرياضية، ما بين رفع الأثقال والفروسية بمعدل 6 أيام في الأسبوع، وأطبّق برنامجاً غذائياً متوازناً يعزّز التوازن الذهني والجسدي، فطبيعة الرياضات التنافسية تفرض نوعاً خاصاً من التحدّي والتدريب للبقاء على جاهزية تامّة في الميدان.
- من فارسة شغوف إلى مدرّبة محترفة
إن حبّ الفروسية لدى نورة لم يتوقف عند حدود البطولات والألقاب، بل انخرطت الفارسة السعودية ببرامج تدريبية لتخريج مدرّبين في مجال الفروسية، وكانت أول مدرّبة للرماية من على ظهر الخيل في المملكة، وكذلك مدرّبة معتمَدة لالتقاط الأوتاد، وأصبحت تنظّم دورات تدريبية لتعليم الفرسان والفارسات على الرياضات القتالية من على ظهر الحصان، وباتت مصدر إلهام وطاقة للفتيات اللواتي يتابعن صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها "رول موديل" حقيقية بالنسبة إليهنّ.
- كيف تجهزين متدرّباتك للبطولات؟ وهل لديك طقوس خاصة؟
عادةً أبدأ الاستعداد مع المتدرّبات من خلال إقامة معسكرات تدريبية مكثّفة قبل موعد البطولة بوقت كافٍ، نركز فيها على المهارات الأساسية للألعاب القتالية. أحاول تصحيح الأخطاء من خلال التدريب المكثّف والملاحظات، إضافة إلى رفع الجاهزية البدنية والنفسية، وتعزيز الانسجام بين الفارسة وخيلها. ولكن الأهم عندي هو التذكير المستمر بالهدف الحقيقي من الرياضة. أذكّرهنّ دائماً بأن الرماية والفروسية ليستا مجرد سباق على المراكز، بل مدرسة لضبط النفس، والسيطرة على المشاعر، وبناء الشخصية القوية المتّزنة. الفوز جميل، لكن الانضباط في السعي، والتصميم أهم وأبقى.

- ما الصعوبات التي واجهتها قبل احتراف هذه الرياضة؟
أكبر صعوبة واجهتها في البداية، كانت ندرة العنصر النسائي في هذا المجال، الذي يصنّفه البعض على أنه للرجال، ولكنني لم أتوقف عند هذا الأمر ولم أرَها عقبة في تحقيق حلمي وممارسة رياضتي المفضلة، بل كانت دافعاً قوياً لي كي أثبت فيه العكس. وكان والداي أكبر داعمين لي، وهما اللذان اكتشفا حبّي للخيل والفروسية وقدّما لي كامل الدعم من خلال الالتحاق بمراكز متخصّصة للتدريب على الفروسية في سنّ مبكرة، إضافة إلى دعم صديقاتي وأفراد في المجتمع كانوا منبهرين بما يقدّم من مهارات جديدة ومميزه في مجال الخيل.
- ما هي إيجابيات هذه الرياضات وسلبياتها بالنسبة الى المرأة؟
إيجابيات هذه الرياضات كثيرة للنساء، أولها أنها تساعد على بناء شخصية قوية واعية، وواثقة، كما تساعد المرأة على استغلال وقتها بما يفيدها ذهنياً وجسدياً ومجتمعياً. أضيفي أنني شخصياً، لا أرى أي تعارض بينها وبين الحجاب، الذي كرّمني الله به، يرفعني ويجمّلني دوماً، ولم يكن عائقاً أبداً في أي مجال رياضي خضته.
- كيف تختارين إطلالاتك الشرقية؟
أعشق تراث الجزيرة العربية، وأحرص دائماً على إظهار هويتي العربية من خلال ملابسي والإكسسوارات التي أختارها، ومن خلال أحاديثي والحوارات التي أُجريها، سواء في المحافل الرسمية أو جلسات التصوير. أحب ارتداء القطع التقليدية وتنسيقها، كما أضيف إليها لمسات عصرية، وأختار الإكسسوارات بعناية كي تليق بكل مشهد من المشاهد التي تُنشر لي. برأيي، هذه الاختيارات تأخذني إلى ذاك الزمن الجميل.
- مواقع التواصل ساهمت في انتشارك، كيف تواجهين التعليقات السيئة عبرها؟
بالنسبة إليّ، مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، والإنسان الواعي يعرف كيف يستغلّه بطريقة هادفة وراقية ومفيدة، بعيداً من أي منافسات أو الدخول في ساحة الردود والنقاشات. لذلك، أتجاهل تماماً أي تعليق سلبي، لأنني مؤمنة بأن الناس الفارغين داخلياً هم الأكثر انتقاداً وسلبية.

- ما الرسالة التي تطمحين بإيصالها الى الفتيات؟
أرى أن في داخل كل فتاة روح فارسة تنتظر أن تُمنح التجربة لتظهر، وبالتالي رسالتي لهنّ هي المواجهة والمثابرة، فمهما كانت التحديات صعبة وقاسية يمكننا تجاوزها بنجاح. والأهم، كوني نفسك، كوني أنتِ، واصنعي لكِ بصمة خاصة لا تشبه أحداً.
- أصبحتِ شخصية مؤثرة، كيف تخطّطين لاستثمار هذا النجاح؟
أعمل الآن على تأسيس مشاريع متكاملة في عالم الفروسية، وأسعى لخلق فرص لسيدات الوطن ليبدعن ليس فقط في مجال الفروسية وفنون الرماية كفارسات، بل أيضاً كمصوّرات ومصمّمات، وسيُكشف عن هذا المشروع قريباً.
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد له بعد...
إطلالات المشاهير
الملكة رانيا العبدالله تتألق بفستان كحلي بتصميم...
إطلالات النجوم
نجمات السعودية ومصر ولبنان وسوريا يتنافسن في...
أخبار النجوم
عبير صبري تدعم شقيقتها في أزمتها مع دينا...
أخبار النجوم
أحمد فهمي يحسم جدل ارتباطه بأسماء جلال (فيديو)
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
