قصر لا تكفي الكلمات لوصفه...

قصر, الديكور, لبنان, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة المدفأة, قاعة /صالة / غرفة الحمام, قاعة /صالة / غرفة نوم, أثاث, بحيرة, الأعمال الخشبية, الإضاءة

07 ديسمبر 2013

من ينظر إلى هذا القصر يخيّل إليه أنّ الكلمات ستخونه في وصفه. فالعمارة المهيبة من الخارج يندر أن تسعف المفردات والصور في الكتابة عنها، لا لضخامتها فحسب، بل لتناسقها وتفنّن أجزائها وفرادة أسلوب هندستها.


كأنها لوحة زيتية أو صورة من خيال أبدعت فيها ريشة رسّام موهوب، حتى سكب فيها عصارة فنّه. المهندس حبيب غدار أبدع في استثمار المساحات الشاسعة، وخصوصاً في الجهة الأمامية الخارجية كما في الداخل الفسيح الممتد على طبقتين.
الحديقة الخارجية هندستها لافتة وتتوسطها مستديرة ضخمة تسمح للسيارات بالإلتفاف حولها يميناً ويساراً، وهي مرصوفة بحجارة صغيرة تعطيها جمالاً فنياً وعراقة تاريخية. وفي الوسط نافورة ماء حجارتها من الموزاييك.
الحديقة الفسيحة منسّقة تتوزع فيها الورود وأشجار الزيتون المعمّر كما العشب المهندس على شكل مربّعات.
وهنا تطالعنا جلسة مميّزة، كناية عن صالون زجاجي في حضن الطبيعة، سقفه قرميد ويمكن التحكّم في أبوابه بحيث تفتح كلّها لتصبح الجلسة طبيعية تماماً. مقاعدها من البامبو والخشب، وضعت عليها أرائك ملوّنة.
الحديقة تألقت بإنارة المصابيح من الحديد الأسود. الجولة في الخارج إكتملت مع حوض السباحة الكبير المزيّن بالشتول الخضر والإنارة الكثيرة.

الجمال الهندسي الخارجي انعكس إبهاراً على الداخل. الباب الرئيسي من الخشب، على ضخامته، جمع الطرازين الكلاسيكي والعصري، كما هو الحال في كلّ التفاصيل الداخلية لهذا القصر الذي ندخله عبر أعمدة شاهقة، كأعمدة هياكل بعلبك، جمعت الطبقتين وأضفت فخامة وعظمة على هذا المسكن.

الداخل فسيح يضجّ بالعراقة، لذا هو يميل إلى الكلاسيكية أكثر منه إلى العصرية. قاعة الإستقبال مزيج من الطرازين مليئة بالتفاصيل الهندسية التي تجعل منها مكاناً صاخباً. الرسوم السود على الرخام الأبيض قابلتها رسوم مذهّبة على ورق أحد الجدران، وفي وسطه مرآة شبه دائرية، إطارها مزخرف، تعلو كونسول من الخشب متناسقا مع الخشب الموشّى للباب من الداخل. هنا، تلعب الردهة دور موزّع، فإما أن ندخل لجهة اليسار مباشرة من دون باب فاصل إلى قاعات الإستقبال، وإما على الدرج صعوداً إلى غرف النوم.
الدرج فسيح شبه دائري إطاره من الزجاج المحجّر المائل إلى الأصفر، وأسفله من الجفصين الأبيض على شكل وردة.

النقوش السود على الرخام الأبيض تقودنا إلى الصالونات الفسيحة والعديدة التي طغت عليها الألوان الترابية.
الجلسة الأولى من طراز لويس السادس عشر من الحرير البيج الموشّى برسوم زهرية. إلى جانب الحرير، استخدم المخمل البوردو في المقعد المستطيل، حيث استراحت مجموعة أرائك من الحرير نفسه المستخدم للمقعدين المنفصلين. وفي الوسط طاولة مربعة من الخشب المتقن، تتوسّطها نقوش ذهبية.

الصالونان الآخران من البيج والبوردو أيضاً، والخشب ظاهر في ركائز المقاعد بأحجامها العديدة. وقد تناثرت هنا قطع السجاد العجمي بالحجمين الصغير والمتوسط.
وشغلت أحد جدران الصالونات مكتبة تربّعت شاشة التلفزيون في وسطها، كأنّها لوحة وضعت داخل إطار من الخشب. وشغلت المدفأة جدار الصالون المقابل، وهي من الحجر، زيّنت وسطها لوحة زيتية توسّطت إطاراً مذهباً. 

السقف مشغول بعناية. في الجزء الأول من الصالونات مرّبع من الخشب في وسطه الزجاج المرسوم والمضاء.
وقد تكرّر استعماله فوق طاولة غرفة الطعام، حيث مربعات من الزجاج المرسوم وضعت داخل إطار من الخشب المستطيل.
وتدلّت من وسطها ثريا أثرية تميّزت ببساطتها، وتكرّرت في صالونين، حيث أصبحت الثريّات الثلاث من التصميم نفسه على مستوى أفقيّ واحد.
أما بقية الأسقف فقد حدّد إطارها فقط بالجفصين الذي تلوّن طرفه بالذهبي المعتق.

غرفة الطعام كلاسيكية الطراز، قوامها الخشب الفاخر اللمّاع بلونه الفاهي الذي تخلّلته الرسوم الناعمة والفائقة الدقة، بخيوط ذهبية لافتة. وحول الطاولة المستطيلة ارتفعت الكراسي الخشب، قماشها مخمل بيج مقلّم بالبوردو.
الدرسوار الفاخر قديم الطراز أيضاً، تعلوه مرآة وضعت داخل إطار عريض من الخشب، وإلى جانبيه لوحتان زيتيتان. كذلك توزّعت اللوحات الكلاسيكية على بعض جدران الصالونات. 

اللمعة العصرية موجودة في غرفة الجلوس، حيث المقعد الوثير من القطن البيج، وهو متّصل الأجزاء، خلفه ورق الجدران بنفحة كلاسيكية كما طراز الطاولة في الوسط.
وفي وسط الجدار، فجوة من الخشب أنارتها ثلاثة مصابيح سلّطت الضوء على ثلاث قطع فنية. وفي السقف مربع من الجفصين تدلّت منه ثريا عصرية متلألئة.

هنا، تصميم الستائر عصري، بحيث تفتح بطريقة تصاعدية مختلفة عن الصالونات، حيث انسدلت الستائر الحرير بألوانها المتعددة، ولكن على النسق نفسه.

ولا بد في هذه الطبقة من التوقف في المطبخ الذي اتّسم بكبر حجمه، والإعتناء بأدقّ التفاصيل، وكأننا أمام جزء من غرف الإستقبال، تحلو فيه الجلسة على المقعد الأبيض الوثير الذي يحيط بالطاولة شبه الدائرية.

وبالوصول إلى غرف النوم السبع، فقد اتّسمت بمعظمها بالعصرية والألوان الفرحة، وقاسمها المشترك رحابة مساحتها والتناسق في قماش الأغطية والستائر.

CREDITS

تصوير : نديم شهوان