الإستقلالية... 'قصر أحلام' فتاة اليوم

فتاة / فتيات, لبنان, الاستقلالية, عمل المرأة, الزواج

15 ديسمبر 2013

لم تعد الفتاة اللبنانية تنتظر ذلك الفارس القادم على جواد أبيض ليطير بها إلى قصر الأحلام. فالحياة اختلفت ومتطالباتها ازدادت، وأولوياتها كامرأة أصبحت رهن ظروف الحياة المتجددة. طموحها تخطّى العائلة والأسرة والأولاد، فالإستقلالية أحد أهدافها، إلى جانب تكوين الذات والإندماج في المجتمع والوصول إلى مراكز متقدمة. «لها» أجرت حواراً مع فتيات من مختلف الأعمار والإختصاصات الجامعية واطلعت على آرائهن وأولوياتهن.


إكرام: الزواج أولوية مؤجلة

حازت إكرام الشاعر (22 سنة) إجازة في الحقوق الفرنسية واللبنانية، وينصبّ تركيزها الآن على كتابة المقالات التي تهتم بالشؤون القضائية والعدلية والقانونية في صحف محلية، وتشارك في العديد من النشاطات الثقافية والأمسيات الشعرية. كما تتدرج في مكتب للمحاماة وتعمل على بناء مستقبل مهني لها. وهي تعتبر أن مهنة المحاماة تقتضي الكثير من التضحية والتعب، وترى أن الزواج بات أولوية مؤجلة مع أن العائلة تبقى الوحدة الإجتماعية الضرورية والنهائية لكل إنسان. وتضيف: «الأولويات تغيّرت بحسب العمر، مثلاً في مرحلة العشرينات لم يعد الزواج أولوية لأحد تقريباً لأن المرأة تفكر أولاً في الحصول على الأقل على إجازة جامعية، وذلك يترافق مع مفهوم الأهل والمجتمع أيضاً الذين كانوا يفرضون الزواج المبكر وأصبحوا يفرضون حالياً الإجازة الجامعية قبل الزواج، أي أننا لا نزال إلى حد ما نتماهى مع شروط المحيط التي باتت إيجابية، وبالتالي صارت المرأة تفكر بهذا الإتجاه ليس فقط لتكون قادرة على الإنتاج عوناً لشريكها أو لتعيل نفسها إذا لم يتوافر هذا الشريك، وإنما أيضاً لأنها ترى أن لديها كياناً معيناً عليها أن تبنيه، ولكي تستحق شرف أن تنشىء عائلة إذ لم يعد وارداً اليوم أن تكون الأم جاهلة».
وأوضحت أن الزواج لم يعد طموح فتاة في العشرين، بل في الثلاثين.


هبة: «يللي عند أهله عَ مهله»

درست هبة بزي (23 سنة) العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانبة، وتعمل اليوم في القسم الإداري في إحدى الشركات الهندسية، كما أنها عضو في فرقة «107 المسرحية» منذ سنتين ومثّلت في ثلاثة أعمال مسرحية، وتطمح إلى أن تكون ممثلة.
تؤكد هبة أن إحدى أهم أولوياتها في الحياة التطوّر في ميدان العمل وإيصال رسالة توجيهية تثقيفية تغييرية عبر خشبة المسرح. كما تسعى لأن تكون شخصاً مؤثراً في المسرح أو في مجال الإعلام بهدف إفادة المجتمع. وترى أن الزواج لم يعد يشكّل حلم المرأة في هذا الزمن لأنها أصبحت كائناً فعالاً في المجتمع، وفي بعض الأماكن أهم من الرجل، واستقلت مادياً ولم تعد في حاجة إلى الرجل. وبعيداً عن السبب المادي، تعتبر المرأة أن الزواج مسؤولية كبيرة يمكن أن تعيق بعض واجباتها ونشاطاتها الإجتماعية التي تعودت عليها من دون قيود زوجية. وتضيف: «لذلك نجد أن غالبية الفتيات في مجتمعاتنا يؤجّلن مسؤولية الأسرة مستعينات بالمثل القائل «يللي عند بيت أهله، عَ مهله». وتتابع: «نجد أن معظم الرجال مدينون للمصارف بقروض سحبوها من أجل الإقدام على خطوة الزواج. لهذه العوامل كلها لم يعد يمثل فارس الأحلام أولوية عند الفتاة».


مريم: العمل المناسب أولويتي

أنهت مريم نمور (24 سنة) دراستها في هندسة المساحة، وتشير إلى أن الصحة وراحة البال والعمل الذي يؤمن لها حياة مستقرة مادياً وإجتماعياً هي أهدافها، وذلك في وقت فقد المواطن اللبناني قدرته على تأمين لقمة العيش. وتضيف: «في هذه الحالة الزواج لم يعد أولوية بالنسبة إلى الشاب والفتاة على حد سواء، وأهم ما يسعى إليه الطرفان اليوم هو إيجاد عمل مناسب لتأمين مستوى معيشي جيد».


غنى: الزواج من الثانويات

تدرس غنى غدار (20 عاماً) تصميم المجوهرات، وترى أن الزواج كان يعدّ في السابق من أساسيات الحياة عند الفتاة، أما اليوم فقد تغيرت نظرتها خصوصاً بعد انخراطها في المجتمع وإنفتاحها على مختلف المجالات من خلال الدراسة والدخول في ميدان العمل، لذلك لم تعد تقتصر حياتها على الزواج. وصوبت تفكيرها نحو الدراسة والعمل والإستقلالية فيما أصبح الزواج من الأمور الثانوية في حياتها، وخصوصاً إذا كان الزواج يعيق طموحها وتقدمها، بسبب إنغلاق الزوج وعدم تقبله لأن تكون زوجته إمرأة عاملة، أو ربما خوفاً من تقدمها في عملها الأمر الذي يجعله يغار منها.


سوسن: الزواج عملية حسابية

 تعمل سوسن سرحان (27 سنة) محررة ومذيعة في إذاعة «صوت الشعب»، وتقول إنها تريد أن تتطور في مجال الإعلام وتحقق الإستقلالية المادية وتحسن ظروف حياتها لأنها طموحة وتسعى للتغيير والتقدم. وترى أن الزواج لا يزال أولوية لدى أكثرية البنات، ولكن في انتظاره عليهن أن يعززن حضورهن وإثبات أنفسهن. وتعتبر أن الزواج لا يعيق طموح المرأة خاصة إذا كان الطرفان منسجمين فكرياً وعاطفياً ولديهما أهداف مشتركة، علماً أن الشباب باتوا اليوم بحاجة إلى زوجات يشاركنهم أعباء الحياة، حتى أن الأمر قد يصل أحياناً إلى حد الإتكال على الزوجة بشكل أساسي. و«نتيجة الظروف أيضاً قد يكون الزواج عملية حسابية لا أكثر نتيجة مصلحة مشتركة خالية من الحب من جانب أحد الطرفين أو من الإثنين معاً».


منى: من تساعد زوجها تعيسة

 تكمل منى نور الدين (23 سنة) رسالة الماجستير في العلاقات الدولية وتعمل في شركة. تسعى إلى أن تتقدم في وظيفتها أكثر وتحصل على الإستقلالية المادية والإجتماعية، وفي حال الإرتباط فهي لا تفكر بالإرتباط بشخص يكبرها بسنوات عديدة لعدم الإنسجام في مستوى التفكير، على الرغم من عدم وجود شاب في سنها أو أكبر بقليل يستطيع الزواج لعدم حصوله على استقلال مادي بعد، ما يدفعها إلى تأجيل موضوع الزواج أو إنتظار معجزة ما. وتضيف: «في السابق كنت أؤمن بأن المرأة تستطيع أن تساعد الرجل بينما اليوم أرى أن المرأة التي تحاول مساعدة زوجها إنما تبقى تعيسة ومتعبة، فهي تستطيع أن تساعده بقدر محدود فقط». وتلفت إلى أنها قابلت العديد من النساء اللواتي أصبحن معيلات لعائلاتهن وبالتالي وقعت على عاتقهن مسؤوليات تفوق قدراتهن، الأمر الذي انعكس عليهن سلباً من ناحية الإهتمام بشكلهن وبصحتهن، مما دفع رجالهن إلى التقرب من نساء أخريات.



فرح: على الفتاة أن تحقق أهدافها قبل الزواج

تطمح فرح صادق (21 سنة) إلى أن تحصل على شهادة الدكتوراه في إختصاصها. وتشير إلى أن دور المرأة تغير وأصبح أكثر فعالية في المجتمع، وبات عليها أن تثبت قدرتها في العلم والعمل لتحدث تغييراً. وتقول: «لذلك لم يعد أولويات المرأة الزواج، فالحصول على شهادة وعلى عمل تستطيع من خلاله إحداث فرق، أهم».
وعما إذا كان الزواج يعيق طموح المرأة، ترى أن ذلك صحيح نوعاً ما ﻷنه بدلاً من أن تكمل المسار الذي رسمته لتصل إلى هدفها، تترتب عليها مسؤوليات أهم من العلم أو العمل لأنها تتحمل مسؤولية بيت وعائلة. لذلك على الفتاة أن تحقق أهدافها أو على اﻷقل الجزء اﻷكبر منها قبل الزواج.