جيهان ولؤي علامة.. رحلة أمّ وابنها في عالم المجوهرات
جيهان ولؤي علامة
جيهان ولؤي علامة
IMG_5606
في هذا الحوار الشيّق، تأخذنا جيهان ولؤي في رحلة داخل عالم Djihan، العلامة التي وُلدت من قلب العلاقة الخاصة بين أمّ وابنها. تحكي جيهان عن بداية تعبيرها الشخصي من خلال تصاميم تحمل همسات الروح، فيما يشارك لؤي رؤيته التي تمزج بين الماضي والمستقبل، ليشكّلا معاً إرثاً فريداً ينبض بالعاطفة والابتكار. من سرد القصص العاطفية إلى الفخامة الهادئة، نكتشف كيف تتلاقى الذكريات والتفاصيل الرمزية لترسم هوية لا تُنسى، تعبّر عن القوة والرقّة، وتجعل من المجوهرات أكثر من مجرد زينة... بل تجربة حياة تنبض بالأصالة والمعنى.

- بدأت Djihan Jewelry كوسيلة تعبير شخصية. جيهان، ما الذي كنتِ تبحثين عنه في تلك التصاميم الخاصة الأولى؟ ولؤي، متى أدركتَ أنك تريد أن تكون جزءاً من تلك القصة؟
جيهان: في البداية، لم أكن أسعى لإنشاء علامة تجارية. كنت أحاول ببساطة التعبير عن شيء لم أستطع قوله بالكلمات. أردتُ ابتكار قطع مجوهرات تبدو كأنها همسات من الروح، تصاميم أنيقة تحمل طاقة ومعنى وعاطفة. لطالما انجذبتُ إلى التصاميم الغريبة، المشتملة على تفاصيل قد لا تكون واضحة تماماً، لكنها تغيّر شعور الشخص عندما يرتديها.
لؤي: بالنسبة إليّ، الانضمام إلى العلامة التجارية لم يكن بهدف مواصلة شيء ما، وإنما لتخليد تصاميمها وتصاميمي على حد سواء. أردتُ الحفاظ على العاطفة والذكرى واللحظة. تمثّل دوري في دمج الحقبات والاتجاهات، وابتكار شيء يبدو كأنه قديم وجديد في الوقت نفسه. ثمة شيء قوي في التقاط المشاعر التي تمتدّ عبر الأجيال، وأردتُ أن أساعد في إحياء ذلك بطريقة يمكن العالم أن يتواصل معها.
- هل تذكران أول قطعة أثّرت فيكما عاطفياً، سواء في تصميمها أو في طريقة إنجازها؟
جيهان: أول قطعة تركت فيّ أثراً عاطفياً كانت عقدCube الأصلي الذي يحتوي على أربعة مكعّبات مترابطة، وكل واحد منها يمثّل فرداً من عائلتنا. شعرتُ بأنها رمز للوحدة، وكأنها تقول للعالم إنه مهما حدث، سنبقى مرتبطين ببعضنا البعض.
لؤي: تلك القطعة كانت بداية شيء حقيقي. كانت بسيطة وإنما مليئة بالمعاني. لم تكن مجرد تصميم، وإنما رسالة. شعرتُ وكأنها المرة الأولى التي نأخذ فيها شيئاً شخصياً ونحوّله إلى شيء يمكن أن ينتمي الى الآخرين أيضاً، بأسلوبهم الخاص.
- جيهان، كيف كان شعورك عندما بدأت تصاميمك تظهر على السجادات الحمراء وفي المناسبات العامة؟ ولؤي، بمَ شعرت عندما شاهدت تصاميم والدتك تحت الأضواء؟
جيهان: كان شعوراً رائعاً لا يمكن وصفه. لم أصدّق عندما رأيت تصاميمي تنتقل من مكان هادئ وشخصي لتظهر فجأةً على المسارح العالمية. والأهم من كل ذلك، كان التواصل العاطفي للأشخاص مع تلك التصاميم.
لؤي: بالنسبة إليّ، كان شعوراً حقيقياً بالفخر، كأنني كنت أشاهد شخصاً أحبّه يظهر أخيراً بالطريقة التي لطالما رأيته بها. وهذا ما عزّز يقيني: تصاميمها مليئة بالحياة والروح.
- تتحدثان كلاكما عن "الفخامة الهادئة" وسرد القصص العاطفية. ما هو مفهوم الجمال بالنسبة إليكما؟
جيهان: الجمال هو التناغم والقوّة الرفيعة. لا حاجة لأن يكون صاخباً، بل تتجلّى روعته مع مرور الوقت. أصمّم بناءً على الشعور الذي تختبره المرأة عندما ترتدي شيئاً، لا على كيفية ظهوره في الصورة.
لؤي: أعتقد أن الجمال هو العاطفة المتجسّدة في شكل معين، حين يذكّرك شيء ما بشيء آخر بطريقة بدهية. ما نتقاسمه هو الإيمان بأن الجمال يجب أن يكون حميمياً، وليس استعراضياً.
- غالباً ما تحمل المجوهرات بين تفاصيلها ذكريات خاصة. هل تشاركانا قصة عن تصميم لكما ساعد شخصاً في التعبير عن قصته بطريقة غير متوقعة؟
جيهان: كان لدينا عميل لا يريد خاتمَ خطوبةٍ تقليدياً. طلب منا شيئاً مختلفاً وأكثر خصوصية. بالتعاون معه، صمّمنا قطعة مميزة تحتوي على حروف مخفيّة وحجر يحمل ذكرى من رحلتهما الأولى معاً. تحول ذلك التصميم إلى رمز خطوبتهما، ولم أتوقع أبداً أن يُستخدم التصميم في مثل هذه المناسبة.
لؤي: كان رائعاً أن نرى كيف تحوّلت القطعة إلى جزء من قصة حُبّ بطريقة حميمة وفريدة. وهذا هو السحر الحقيقي: نحن نصمّم، لكن المعنى الحقيقي ينبثق من الشخص الذي يرتدي التصميم.
- جيهان، كيف تصمّمين لقلب المرأة وروحها، وليس فقط لمظهرها الخارجي؟ لؤي، كيف شكّل ذلك الحسّ الأنثوي نهجك الخاص في تصميم قطع تلامس القلوب عبر الأجيال؟
جيهان: أصمّم للجانب الذي لا تكشف عنه المرأة كل يوم، أي تلك القوة الهادئة، والرقّة، والثقة الكبيرة في النفس. يجب أن تبدو المجوهرات وكأنها سرّ تختاره المرأة للكشف عنه.
لؤي: رغم أن قطعنا تُصمّم للرجال والنساء على حد سواء، إلا أن ذلك الحسّ الأنثوي، ولا سيما التفاصيل العاطفية والرقّة والغموض، كان له تأثير كبير في طريقة تصميمي للمجوهرات. أريد أن يشعر الناس بشيء عميق وشخصي عندما يرتدون تصاميمنا.

- ما الذي اكتشفته الأم وابنها في بعضهما البعض خلال هذه الرحلة الإبداعية؟
جيهان: لطالما عرفتُ أن لؤي يتمتع بحدس قوي، لكن رؤيته وهو يطبّق ذلك في التصميم، وفي رؤية العلامة التجارية، جعلتني أمّاً فخورة جداً. لديه أيضاً قدرة مدهشة على إنجاز الأمور حين يتردّد الآخرون. طاقته نادرة بالفعل.
لؤي: لطالما تمتّعت أمي بذوق رفيع، لكن أكثر ما يفاجئني فيها هو شجاعتها. لا تخشى خوض المخاطر عندما تؤمن بشيء ما. وهذا علّمني الكثير.
- جيهان، متى أدركتِ أن لؤي لا يواصل إرثك فحسب، بل يعيد تشكيله؟ ولؤي، هل كان من الصعب تطوير العلامة إلى ما يتجاوز الرؤية الأصلية لوالدتك؟
جيهان: عرفتُ دائماً أن لؤي شغوف بهذا العالم، لكن رؤيتي له وهو يسكب شغفه في العلامة ويغذّيها بطاقة جديدة، جعلتني أشعر بفخر لا يوصف. هذا ما تتمناه كل أمّ في العالم: رؤية أولادها يطوّرون ما بدأته إلى آفاق لم تخطر أبداً في بالها. لقد أنجز الكثير من التصاميم الإبداعية خلال السنوات الماضية، وما زال يدهشني ويبهرني كل يوم. أثق به ثقة عمياء.
لؤي: لم أحاول أبداً تغيير رؤية العلامة، بل أضفتُ مفاهيم جديدة إليها. تجسّد العلامة اليوم مشاعر مشتركة بين الأجيال. إنها إرث ومستقبل في الوقت نفسه. لم أسعَ إلى تحديث العلامة بمقدار ما أردتُ تطوير مفهومها.
- كيف تقسّمان المسؤوليات الإبداعية؟ هل هناك عملية منظّمة أم أنه حوار متواصل؟ ومَن منكما يتحدّى الآخر أكثر؟
جيهان: لا نتّبع آلية صارمة في العمل، بل بيننا حوار دائم ومفتوح. أحياناً يصمّم كلٌ منا على حِدة، وفي أحيان أخرى نصمّم مع بعضنا، لكن النتيجة النهائية تحمل دائماً بصمتينا نحن الاثنين.
لؤي: نشجّع بعضنا باستمرار بأفضل الأساليب. أنا أحمل المستقبل، وهي تحمل الروح. وفي تلك المساحة بين الاثنين... يحدث السحر.
- لؤي، لقد تلقيت تدريبك في مجالات متعددة، مثل التصميم والماس والموضة والمال. كيف تؤثّر هذه الخلفيّة الشاملة في طريقة صياغتك للحقبة الجديدة من علامة Djihan؟
لؤي: هذا التنوّع يساعدني على رؤية المجوهرات أكثر من مجرد منتَج. إنها قصة، علامة، عمل فنّي، ومشروع تجاري في آنٍ معاً. تمكّنني خلفيّتي من الموازنة بين الإبداع والبُنية، بين الحدس والمعطيات. لكن في النهاية، أريد أن يشعر الأشخاص بأنهم جزء من شيء حقيقي، شيء خالد ومتجذّر بالعاطفة. المجوهرات المُبتكَرة بالطريقة الصحيحة تتحوّل إلى تجربة ترافقك أينما ذهبت. وهذا بالضبط ما أحاول القيام به.
- عندما تباشران العمل على مجموعة جديدة، ما الذي يخطر في بالكما أولاً؟ وكيف تنسّقان مصادر الإلهام بينكما؟
جيهان: كل شيء يبدأ بشعور أو جوّ عاطفي أريد ترجمته إلى شيء ملموس. قد يكون فصلاً من السنة أو لحظة عشتها وأرغب في إحيائها من جديد.
لؤي: نمزح كثيراً حول هذا الموضوع، لكن كل تصميم أرسمه يكون مرتبطاً عادةً بقصة معينة، حتى لو لم أقصد ذلك في البداية.
- ماذا يعني لكما أن يرتدي أحدهم قطعة منDjihan ، ليس باعتبارها مجوهرات فحسب، بل كشكل من أشكال الهوية أو الذكرى؟
جيهان: الأمر يعني لي الكثير. فالمجوهرات شيء شخصي للغاية، وعندما يختار أحدهم تصميماً من Djihan، فإنه يسعى لأن يجعله جزءاً من حياته، وفصلاً من قصّته، لا من قصّتي فقط.
لؤي: إنها من أكثر اللحظات تفرّداً وتأثيراً. بالنسبة إليّ، الأمر يتعلق بمنح الناس وسيلة ليشعروا أن عواطفهم لها شكل جميل وناعم وأبدي. ليس الهدف أن تبدو القطعة جميلة فحسب، بل أن تُشعر مَن يرتديها بشيء حقيقي.
- جيهان، ماذا علّمتك المجوهرات عن نفسك كامرأة وأمّ وفنانة؟ ولؤي، ماذا علّمك التصميم عن الهشاشة وسرد القصص؟
جيهان: علّمتني أن الجمال لا يحتاج إلى أن يكون صاخباً ليبدو مؤثّراً. كامرأة وأمّ، لطالما سعيت للعطاء والرعاية، والمجوهرات منحتني وسيلة أخرى لتحقيق ذلك من خلال ابتكار أشياء تحمل المعنى بهدوء.
لؤي: التصميم علّمني أن الهشاشة هي شكل من أشكال القوة. لصنع شيء خالد، على الشخص أن يكون منفتحاً وعاطفياً وفنياً. فالرواية من خلال المجوهرات لا تتعلق بالكمال، بل بالحقيقة.
- تتحدثان دوماً عن الرقي الكامن في البساطة والخلود. كيف توازنان بين العمق العاطفي ومتطلبات العالم المعاصر؟
جيهان: البساطة المتأنّية هي شكل من أشكال الأناقة. لستُ مضطرة لقول كل شيء دفعة واحدة. الصيحات تتبدّل وتختفي، أما الشعور فيبقى. أركّز دائماً على الإحساس الذي أريد أن تحمله القطعة.
لؤي: نحاول أن نصمّم قطعاً تنبض بروح جديدة، لكنها متجذّرة في عمق عاطفي. الصدى الشعوري هو أولويتنا دائماً. إذا استطاعت القطعة أن تلامس أحدهم بعد عشر سنوات، نكون قد نجحنا.
- كيف شكّل تراثكما الشرقي مفرداتكما الجمالية، من الرمزية إلى السرد القصصي وصولاً إلى أدق تفاصيل التصميم؟
جيهان: هو حاضر في كل ما نقوم به. الثقافة الشرقية غنية بشكل لا يوصف، مع الكثير من طبقات المعاني والتفاصيل والرموز. هذا الإحساس بالعمق كان دائماً مصدر إلهام لي.
- ما أكثر لحظة عاطفية لكما في هذا العمل؟ شيء ذكّركما بأن هذه العلامة أكثر من مجرد عمل تجاري؟
جيهان: كان ذلك خلال مجموعتنا الأولى التي عملنا عليها معاً. تأثرت كثيراً لرؤية ابني يتولّى دور المصمّم والمدير الإبداعي. شعرتُ فيها وكأنّ الدائرة قد اكتملت بالنسبة إليّ.
لؤي: بالنسبة إليّ، هي كل مرة يتواصل فيها شخص ما مع العلامة من دون أن يعرف أنها ثمرة تعاون أمّ وابنها. هذا يعني أن بنينا شيئاً أكبر منّا، شيئاً يمس الناس لأنه حقيقي.
- جيهان، إذا همستِ برسالة واحدة لكل امرأة ترتدي Djihan، ماذا ستكون؟ ولؤي، ما الإرث الذي تودّ أن يشعر به الرجال والنساء عند تجربتهم للعلامة؟
جيهان: أنتِ أقوى وأكثر جمالاً مما تعتقدين. دعي هذه القطعة تذكّرك بنعومتك وقوّتك.
لؤي: أريد للناس أن يشعروا بأن هذه ليست مجرد مجوهرات، بل جزء من هويتهم. آمل أن تصبح العلامة رمزاً للعاطفة والهوية والذكرى.
شارك
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد له بعد...
إطلالات المشاهير
الملكة رانيا العبدالله تتألق بفستان كحلي بتصميم...
إطلالات النجوم
نجمات السعودية ومصر ولبنان وسوريا يتنافسن في...
أخبار النجوم
عبير صبري تدعم شقيقتها في أزمتها مع دينا...
أخبار النجوم
أحمد فهمي يحسم جدل ارتباطه بأسماء جلال (فيديو)
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
