نارسيسو رودريغيز Narciso Rodriguez...

عطور للنساء, نارسيسو رودريغيز

14 يونيو 2012

القدرة على الإبداع هي الأساس، والمبدع قادر على أن يسلك اتجاهات مختلفة في دنيا الإبداع. من الأزياء إلى العطور، قدّم المصمّم الأميركي (من أصل كوبي) نارسيسو رودريغيز بطاقات تعريف متنوّعة إلى نساء العالم، عبر الأزياء التي صمّمها ثم العطور التي تحمل اسمه. في هذا الحوار الخاص معه، يشرح نارسيسو رودريغيز معنى الإبداع ويرسم تفاصيل ابتكاراته المختلفة، خصوصاً عطوره، على ضوء علاقته بالمرأة، ملهمته الأولى.


- كيف ولماذا اتخذتم القرار بابتكار العطور، وكيف يختلف ابتكار العطر (تخيّل رائحة) عن ابتكار فستان؟
القرار بابتكار عطر كان تطوّراً طبيعياً. عرفت في حدسي أن الوقت قد حان. العطر هو التوقيع الأكثر حميمية للمرأة وأردت منح النساء تلك المتعة القصوى. وسواء تمثّل الأمر في ابتكار عطر أو تصميم ملابس أو أحذية، فإن الإلهام والإبداع خلال العملية هما نفسهما، بمعنى أنه مجرّد جانب مختلف مما أفعله. ينبع كل شيء من داخلي وتؤثر كل مجموعة في الأخرى. التصميم الشخصي فعلاً يكون متناغماً مهما كان نوع الابتكار لأنه مشتق من العملية نفسها والحساسية نفسها التي أصبحت جزءاً من طريقة عيشك.

- لماذا يختار معظم مصممي الأزياء ودور الأزياء ابتكار عطور؟
بالنسبة إليّ، إنه منطق بسيط. فبعد تصميم الملابس للاحتفال بالجمال الداخلي للمرأة وجاذبيتها، من المنطقي فعل الشيء نفسه مع العطر. فالعطر هو ذروة الخيال. يستطيع الشخص الانتقال فوراً إلى مكان آخر، أو وقت آخر، أو مزاج آخر. ما من شيء يشبهه.

- ما الذي يعكس هوية المرأة أكثر، العطر أم الفستان؟
العطر هو شيء جذاب جداً، شيء فخم جداً وهو التجربة الحسية القصوى. العطر يحدد امرأة. فهو مهم بقدر أسلوبها في الفساتين وهو جزء من شخصيتها الكاملة. الاثنان يسهمان على حد سواء في طريقة النظر إلى المرأة ونوع الانطباع الذي تتركه.

- كيف انعكست بصمتك فائقة العصرية على عطورك؟
لطالما كانت لديّ رؤية واحدة مركزة جداً، مهما كان الشيء الذي أبتكره. أريد ابتكار جمال عصري سرمدي، كلاسيكي ومبدع. لتبسيط الأمور أكثر: أحب الأشياء المميزة جداً. اليوم، سواء كنت أبتكر الثياب أو العطور أو الأكسسوارات، فإن الأمور يجب أن تكون أكثر فرادة بسبب وجود الكثير من الفوضى والزحمة. والأهم من كل شيء، يجب أن يكون شيئاً يدوم طويلاً.

-هل تؤمن في عطر يلائم كل النساء؟ وبتحديد عطور لها وعطور له، هل تزداد الحدود الفاصلة بين الرجولة والأنوثة؟ 
اختيار العطر هو أمر شخصي جداً. لا أستطيع البدء بالقول من يجب أن يختار ماذا. العطر يجب أن يولد عواطف شخصية ويعكس الشخص  الذي يضعه. في شكله النقي، يكون العطر دون الوعي، سواء في انتقائه أو في تأثيراته. هذا جزء من السحر. عند ابتكار عطور لكلا الجنسين، أستوحي أفكاري من الازدواجات الموجودة عند الرجال والنساء: القوة والضعف، الخشونة والصقل.

- ما الذي يجعل عطر النساء مختلفاً عن عطر الرجال؟ وأي عطر تفضله شخصياً؟
المسك هو قلب عطور الرجال والنساء، لكن كل رائحة مميزة. هناك طبعاً اختلافات بين عطور الرجال والنساء، تماماً مثلما توجد اختلافات بين الرجولة والأنوثة. لكن بطريقة ما، يتم ابتكار العطور لتكمّل بعضها البعض. فهي تحتفل بالطبيعة المعقدة لرجال ونساء اليوم، وتجسد أيضاً الشيء المراوغ في الشخص وكم يمكن أن يكون الاكتشاف عاطفياً. هذا ما يجعل العطور مسببة للإدمان وسهلة المنال في الوقت نفسه.

- هل تظن أنه يجدر بالمستهلك معرفة الاختلافات البسيطة بين عطر الربيع وعطر الشتاء؟
يجدر بالعطور أن تذكر بعواطف شخصية تعكس الشخص الذي يضعها. لا بد أن تكون أيضاً غامضة وسحرية نوعاً ما بحيث تعني شيئاً مميزاً لكل شخص. ويصح الشيء نفسه على التفضيلات الموسمية. الرائحة، سواء كانت مخصصة للصيف أو الشتاء، يجب أن تتحدث إلى كل رجل أو امرأة بطريقة مختلفة- ولهذا السبب تبقى الطبيعة المتنوعة للمسك مصدر إلهام مهماً بالنسبة إليّ. لأن جوهر كل العطور في المجموعة هو المسك وطبيعة المسك متقلبة، فإن بشرة كل شخص تتفاعل معه بطريقة مختلفة. كل عطر يرتبط بالشخص الذي يضعه.

- هل لديكم عطر أكثر ملاءمة لنساء الشرق الأوسط، أم أنّ العطر لغة عالمية؟
لا أؤمن بالحدود حين يتعلق الأمر بالعطر- أو الموضة. فأنا أرى أن العطر شيء شخصي وفردي جداً لأنه عندما أبتكر شيئاً ما، سواء كانت ملابس أم عطور، فإن الابتكار ينبع من مكان حميم جداً. العطر هو جمال نقي، جاذبية بعيدة عن المصطنع وأظن أن هذا ينطبق عالمياً على كل النساء. قد تكون هناك فروق بين الثقافات، لكن النساء في كل أرجاء العالم يعشقن الأشياء الجميلة والمميزة، الأشياء التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر. بصرف النظر عن المكان الذي تأتي منه المرأة أو مكان عيشها، فإن اختيار للعطر شخصي وملكها لها وحدها.

- الرجال والنساء في العالم العربي هم زبائن أوفياء للعطور. هل توافق على ذلك؟ وهل تنوي الوصول إليهم؟
نحن متحمسون جداً لفكرة إطلاق المجموعة في العالم العربي. أظن أن المجموعة تناسب جداً تلك المنطقة لأن العطور، وخصوصاً روائح السرو والمسك الغنية، أدّت على الدوام دوراً مهماً جداً في ثقافة الشرق الأوسط.