يتنقل خالد أثناء قيامه بواجباته المدرسية بين غرف المنزل، فتجده والدته تارة ممدداً على الأرض يكتب فرضه، وتارة أخرى جالساً إلى الطاولة... بينما يبدو مشهد جوّاد أثناء حمله حقيبته المدرسية كمن يحمل كيساً من الحجارة. يسبّب وزن حقيبة المدرسة الثقيل ووضعية جلوس التلميذ الخاطئة خلال قيامه بواجباته المدرسية تقلصات عضلية قد تؤثر سلباً في عموده الفقري. فما هي وضعية الجلوس المثلى آثناء قيام التلميذ بواجباته المدرسية؟ وما هو وزن الحقيبة المدرسية ونوعها المناسبان للتلميذ؟ "لها" التقت المعالجة الفيزيائية لارا معوّض التي أجابت عن هذه الأسئلة وغيدها.

- هل يصاب الطفل بتقلصات عضلية مثل الراشد؟
تبدأ التقلصات العضلية في سن صغيرة، وعادة الأهل لا يتنبهون إلى هذه المشكلة التي تكون أسبابها عديدة مثل طريقة حمل الحقيبة ووزنها. فيحدث التواء في العمود الفقري يظهر في ما بعد على شكل آلام في الظهر والرقبة والكتفين.

- ما هي التدابير التي على الأم القيام بها لتجنيب طفلها التواء العمود الفقري؟
لا يجوز إطلاقاً حمل حقيبة المدرسة من جهة واحدة أي على إحدى الكتفين، بل ينبغي أن تكون من النوع الذي يحمل على الظهر، فيضع الطفل حمالاتها على كتفيه بشكل متوازن مما يخفف من وطأة وزنها على العمود الفقري، كما يجب أن تكون وضعية الظهر مستقيمة أثناء حملها.

وننصح دائماً الأهل والمدرسة بأن لا تكون الحقيبة المدرسية مثقلة بالكتب والدفاتر فكلما خف وزن الحقيبة كان أفضل للعمود الفقري، فإذا كانت حقيبة ظهر ووزنها ثقيل جداً لا بد أن ينحني التلميذ. أما الحقيبة الجرارة فيجب أن تكون قبضتها قابلة للتعديل بحسب طول التلميذ، فالقبضة القصيرة جداً تجعل الطفل يميل كتفه وبالتالي يسبب التواء والقبضة الطويلة تضطر الطفل لرفع كتفه وفي هذه الحالة أيضاً تسبب التواء. إذا الحقيبة الجرارة يجب أن تكون مجهزة بقبضة قابلة للتعديل.

- ما هو وزن الحقيبة المقبول حملها؟
هذا يعود إلى سن التلميذ ووزنه.

- ما هي وضعية الجلوس الصحيحة للتلميذ؟
بداية في صف المدرسة هناك صفوف مجهزة بمقاعد وطاولات ثابتة ومعظمها بينها مسافة لا تناسب حجم التلميذ مما يضطره للجلوس نصف جلسة وكتفاه مائلان، يعني يكون ظهره مقوساً  للأمام ليكون قريباً من الطاولة أثناء الكتابة أو القراءة وعلى المدى الطويل تسبب نصف الجلسة هذه بالتواء عموده الفقري أو احدداب الظهر، ولكن هناك الكثير من المدارس أخذت في الاعتبار هذا الأمر وصار الكرسي والطاولة متحركين مما يتيح للتلميذ تعديلهما حسب حجمه. أما في البيت يجب أن يجلس التلميذ أثناء قيامه بواجباته المدرسية على كرسي وطاولة مناسبين لحجمه. ومن الجلسات المؤذية تمدد التلميذ على بطنه وقيامه بواجباته فهذا يؤذي عمود ه الفقري لأنه ظهره في وضعية التقوس، أما إذا كان التلميذ معتاداً على الدرس في سريره فلا بأس شرط أن يكون ظهره مستنداً إلى مسند السرير. المهم هو أن يجلس التلميذ في شكل يكون فيه ظهره مستقيماً مستلقياً على مسند الكرسي والطاولة على مستوى ارتفاع يديه.  كما من الضروري أن تكون قدماه ثابتتين على الأرض كي يحافظ على توازن الظهر.

- هل من المفضل أن يكون الكرسي مبطناً أو من الخشب؟
لا يؤثر ذلك، المهم ألا يكون الكرسي قاسياً جداً أو طرياً جداً.

- ما هي الرياضات التي تؤثر سلباً في عمود التلميذ الفقري؟
من المؤكد أن حمل الأوزان ممنوع منعاً باتاً. أما باقي الرياضات فمسموح بها شرط أن تكون تحت مراقبة مدرب مختص. وعموماً قبل الست سنوات لا يقوم الطفل بنشاط رياضي محدد لأن عضلاته لم تكتمل بعد.

- ما هي إشارات الإصابة بتمزق عضلي؟
الألم والاحمرار والورم وشعور بانزعاج من أي حركة.

- هل يخضع الطفل للعلاج الفيزيائي نفسه الذي يخضع له الراشد؟
نعم والعلاج الفيزيائي ضروري للطفل لأنه في حالة نمو، والعلاج الفيزيائي يمنع تطور الإصابة.

- ما هي الفترة التي يجب أن يرتاح فيها التلميذ من الجلوس؟
أثناء قيام التلميذ بواجباته من الضروري أن تسمح له الأم بأن يمشي بين الحين والآخر كي يرخي عضلاته .مثل الراشد فالجلوس طويلا يتعب عمود الفقري. يحرك رقبته ويحرك عضلات رقبته. أما الجلوس إلى الكمبيوتر فيجب ألا يتعدى أكثر من الساعة الواحدة وهناك شروط، إذ يجب أن تكون لوحة المفاتيح على مستوى ارتفاع يدي الطفل والشاشة في وجهه مباشرة

- هل صحيح أن المشي حافي القدمين أفضل للظهر؟
ليس هناك دراسة تثبت هذا الأمر.

- نوع الوسادة؟
الوسادة ليس من الضروري أن تكون طرية أو قاسية وتكون تملأ فراغ رقبته ومناسبة لحجمه.