Home Page

حمّالة الطفل

راحة الحلقوم, نمو وتطور الطفل / الأطفال, لوازم وأثاث الطفل / الأطفال, التواء العمود الفقري, الحمّالة المثلى, حمّالة الكانغورو, وضعية الضفدع, مشكلة / مشاكل الحوض, تكوّر الظهر, مشكلة / مشاكل الظهر, مجهود عضلي, الضغط على الكتفين والظهر, الحرية في الحركة

28 يناير 2010

تعتبر نزهة الأم مع طفلها الرضيع متعة تعجز عن وصفها، فتجدها واثقة الخطى تمشي ملكة تحضن طفلها الرضيع في حمّالة إلى صدرها وتتحدث إليه لتعرّفه إلى هذا العالم الذي أتى إليه أخيرًا. وهذا الطفل الذي أمضى تسعة شهور في رحم أمه شعر خلالها بكل حركة قامت بها، وسمع دقات قلبها، فإن حضنه في حمّالة يسمح له باستحضار كل هذه الأمور مما يشعره بالراحة. فهو يشعر بحرارة والدته ويشمّ رائحتها ويسمع نبضات قلبها، مما يجعل الحمّالة  أفضل بكثير من وضعه في عربة لا يرى من خلالها سوى السماء الزرقاء أو غطاء العربة نفسها. فضلاً عن أن حمل الطفل في حمّالة يوفر راحة أكبر من اصطحابه بالعربة، إذ يسهل على الأم صعود الرصيف أو السلالم، وفي الوقت نفسه تشعر بكل ما ينتاب طفلها من مشاعر مما يسمح لها بتلبية متطلباته بسرعة وإيجاد تواصل مباشر معه. كما أن الحمّالة ليست مقتصرة على الأم، بل يمكن أن يستعملها الأب أيضًا وتساعد في توطيد العلاقة بينه وبين طفله. وعن حمّالة الرضيع تسأل الأمّهات:

- ما هي الحمّالة المثلى لطفلي؟
هناك أنواع عدة من الحمّالات في السوق. وعندما يُنصح بالحمّالة لا يعني حمّالة الكانغورو لأنها بحسب البعض لديها سيئات عدة. فالحمالة المريحة هي التي تتيح للطفل وضعية الضفدع، أي أن يكون ظهره مكوّرًا  مما يحمي عموده الفقري، وتحضنه في شكل كبير. فوضعية الضفدع تجنّب مشكلات الحوض وهذا ما لا تسمح به حمّالة الكانغورو التقليدية حيث تكون قدما الطفل متدليتين في الفراغ. فوضعية الضفدع تسمح للطفل بالجلوس على مؤخرته، و انكفاء الحوض الذي يساهم في  تكوّر الظهر، مما يجنّبه مشكلات الظهر، ويسمح للطفل بعدم بذل مجهود عضلي لا طائل منه. فجلوس الطفل في وضع غير مريح يسبب ضغطًا على فقرات عموده الفقري فيما عضلات الرضيع لا تستطيع تعديل هذا الضغط.
وحضن الطفل بشكل قريب جدًا من جسم الأم يخفف الضغط عن كتفيها وظهرها . لذا وقبل أن تشتري الأم الحمالة عليها أن تأخذ في الاعتبار الراحة، والحرية في الحركة والأمان، واحتمال أن ترضع رضيعها أثناء حضنه في الحمّالة.

- ما هو الوضع الفيزيولوجي عندما أحمل طفلي؟
إنه الوضع الذي يأخذه الطفل تلقائيًا حين تحملينه بين ذراعيك. فمن المعلوم أنه غريزيًا  تخفف الأم وزن طفلها عندما تحضنه بيديها ليكون شبه ملتصق بها. فهي تسند بيديها ظهره و مؤخرته وتضع رأسه على صدرها، فيلاحظ من هذه الوضعية أن قدمي الطفل لا تتدليّان في شكل عمودي، ويتوزع وزنه على مساحة كبيرة من جسمه أي المؤخرة والفخذين والركبتين وأسفل الظهر، وهكذا يتكوّر ظهر الطفل بشكل طبيعي إلى أن يبدأ بالحبو على يديه ورجليه.

- كيف يمكن الأم أن تعرف الحمّالة السليمة؟
عند اختيار الأم حمّالة طفلها عليها اختيار تلك التي تؤمن وضعية الضفدع أي الوضعية الطبيعية للطفل. الفخذان منطويان إلى الأعلى، والركبتان مثنيتان بدرجة ٩٠، و الوركان محتكان مباشرة بجسم الأم. والحمّالة يجب أن تشد جسم الطفل وتجعله ملتصقًا بجسم حامله تفاديًا لانزلاق جسمه خصوصًا عندما ينتابه النعاس. أما شرائط الحمالة فيجب أن تكون عريضة محشوة بالإسفنج كي يتوزع الوزن في شكل جيد على كتفي الأم وأن تكون قابلة للتعديل وتسمح بالتصاق جسم الطفل جيدًا بجسم أمّه.

- ما هي ميزات الحمّالة الفيزيولوجية؟
من ميزات الحمّالة الفيزيولوجية أنها سهلة الاستعمال وعملية، يمكن اقتناؤها منذ الشهور الأولى للرضيع و توفر للأم حرية الحركة، فيداها حرتان و يمكنها أن تداعب طفلها طوال الوقت، وتساعد شقيقه الأكبر في ارتداء ملابسه، وتقوم بأعمالها المنزلية اليومية مع البقاء في تواصل مع طفلها الذي يشعر بالأمان، وهي أيضًا. وتسهّل عملية الهضم عند الطفل لأنه في وضعية عمودية، كما تجنبه هذه الحمّالة انبعاثات الغاز التي يصدرها عادم السيارات  أثناء التنزه سيرًا على القدمين، فالطفل في الحمّالة يكون في مستوى مرتفع عن الأرض.

- ما هي نماذج حمّالة الطفل؟
هناك نموذجان من الحمّالات: حمّالة البطن التي تسمح للطفل بالجلوس إما باتجاه الطريق أو باتجاه حامله وهي تناسب الأطفال الرضّع. وحمّالة الظهر وتناسب عمومًا الأطفال الكبار.

- أما معايير شراء حمّالة الطفل فهي:

  • الأخذ في الاعتبار وزن الطفل وأحيانًا طوله تبعًا للنموذج الذي يرغب الأهل في شرائه.
  • أن توفر الحمّالة الوضعية الصحية لظهر الطفل، وتمفصل وركي الطفل وفخذيه وبأنه ثابت تحت ذراعيه كي لا يشعر بالضغط أثناء جلوسه.
  • أن توفر ثبات عنق الطفل.
  • أن يكون ارتداؤها وخلعها سهلاً.
  • أن يكون تعديلها من الأمام.
  • أن تكون مريحة بالنسبة إلى حاملها.
  • أن تكون أحزمتها كبيرة ومريحة مبطنة بإسفنج،أما الحزام الخلفي فيجب أن يريح الظهر.
  • أن تكون خاضعة لمعايير شروط الأمان العامة.

- كما يجب الأخذ في الاعتبار الأمور التالية:

  • إذا كانت الحمالة من النوع التطوّري، فإنها ترافق نمو الطفل.
  • إذا كانت قابلة للغسل آليًا فمن السهل صيانتها.
  • إذا كانت مصدّقة «أوكو تيكس»، فهذا يعني أن النسيج الذي استعمل في صناعتها غير سام.

- وضع الطفل في الحمّالة
قبل أن تضع الأم طفلها في الحمّالة عليها تعديل أحزمة الحمل في شكل مناسب، ولا تتردد في شدّ الطفل جيّدًا نحوها، فهذا أفضل لظهرها وظهره. وعليها التأكد أنه لن ينزلق من فتحتي الحمّالة، كما عليها حمايته من الشمس والبرد لأنه لا يتحرك أثناء حمله. وأخيرًا على الأم ألا تضع طفلها في الحمالة أثناء قيامها بنشاط رياضي قد يعرّضها للسقوط  كالتزلج أو ركوب الدرّجة الهوائية.

- ما هي الحمّالات الفيزيولوجية؟
«الشال الحمّال» أو السلينغ، ولكن بالنسبة إلى الأمّهات اللواتي يجدن ربطها معقدًّا فهناك العديد من الحمّالات الآسيوية البسيطة وسهلة الربط من دون حلقات ومشابك، منها الحمّالة الصينية التي تعرف بـ«ماي تاي» واليابانية «أونبوهيمو» والكورية «بوديجي». ويميل الوالدان من الجيل الجديد إلى هذا النوع من الحمّالات لأنها قابلة التعديل والغسيل وترافق نمو الطفل ومريحة. وفي الأسواق حمّالات طفل أكثر إتقانًا وتشبه الحمّالات الكلاسيكية وتحترم وضعيته الفيزيولوجية أثناء حضنه، ومع ذلك يجب تعديل حزام الشد بطريقة تجعل الطفل ملاصقًا لوالدته.

- ماذا عن عربة الطفل الجرّارة؟
تعتبر العربة أمرًا ضروريًا بالنسبة إلى الأم والطفل معًا. فالأم تجد فيها وسيلة مريحة وآمنة في الوقت نفسه. فهي لن تضطر لحمل طفلها طوال الوقت أثناء التنزه أو التسوّق أو تخاف عليه من التيه. ويختلف حجم عربة الطفل وشكلها ونوعها. فهناك العربة التي يمكن أن تتحوّل إلى كرسي سيارة بمجرد نزع قاعدة العجلات عنها، وهناك الحجم الكبير والحجم الصغير تبعًا لسن الطفل، وهناك العربات التي تحتوي على ستار يقي الطفل من الشمس.
وهناك نوع من العربات يكون الكرسي فيه موجهًا إلى الشارع أي  تكون قبضة الجر خلف الكرسي، وآخر يكون فيه الكرسي موجهًا إلى قبضة الجر فيرى الطفل والدته طوال الوقت أثناء التنزه. وبينت دراسة ميدانية أجريت على عدد كبير من الأطفال ما دون الثلاث سنوات أن ٧٥ % من الأطفال يصطحبهم أهلهم في نزهة على العربة و ٩٠ % منهم ما بين السنة والسنتين، و ٦٢ % منهم  يجلسون في عربات كراسيها موجهة إلى الشارع، بينما ١٣ % منهم يجلسون في عربات كرسيها موجه إلى الشخص الذي يجرهم. ولاحظت الدراسة أن ٥٧ % الأطفال الذين يجلسون في عربات كراسيها موجهة إلى الشارع  صامتون بينما ٣٥ % منهم نائمون، فيما الأهل نادرًا ما يتحدثون إلى أطفالهم أثناء النزهة.