Home Page

المخيم الصيفي فوائده كثيرة

تلفزيون الآن, تلميذ, المخيّم الصيفي, موقع / مواقع إلكترونية, المخيم الصيفي

07 يوليو 2010

رغم أن العطلة الصيفية تشكل فرصة مهمة للأهل والأبناء ليمضوا وقتًا جميلاً مع بعضهم، فإن المخيّم الصيفي أصبح ضرورة بالنسبة إلى التلميذ لما له من أهمية في تطوير مهارات الطفل الفكرية وتعزيز قدراته في تحمّل المسؤولية وبناء علاقات صداقة خارج إطار أصدقاء المدرسة أو العائلة. فضلاً عن أن المخيّم الصيفي يساهم في ملء فراغ الطفل خلال عطلة صيفية طويلة خصوصًا إذا كان الوالدان يعملان، وبالتالي فعوضًا عن أن تشعر الأم الموظّفة بالذنب لأنها منشغلة عن أبنائها طوال النهار وتترك للتلفزيون أو الإنترنت مهمة ملء أوقات فراغهم وتسليتهم، يكون المخيّم الصيفي الطريقة المثلى التي تجعل إجازة الطفل الصيفية ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه. ولكن يبقى بعض الأهل مترددين في إرسال أبنائهم إلى المخيم الصيفي.


عن المخيم الصيفي يسأل الأهل ويجيب الاختصاصيون

- ما الفائدة من تسجيل التلميذ في المخيم الصيفي؟
من فوائد المخيم الصيفي أنه يساعد الطفل على تطوير علاقاته الاجتماعية والانفتاح على الآخرين. هناك بعض الأمهات يفضلن المخيم المدرسي لأنه يبقى في محيط رفاقه، فإذا لم يكن في إمكان الأهل خلال الفصل المدرسي اصطحاب ابنهم إلى أصدقائه لضيق الوقت، يكون هذا المخيم فرصة لتعرف الطفل إلى زملائه أكثر وتوطيد علاقته بهم. كما أنه يساعد الطفل على القيام بنشاطات بدنية يفرّغ بها كل طاقاته.

- هل يجب استشارة الطفل قبل تسجيله في المخيم الصيفي؟
قبل اتخاذ أي قرار على الأم أن تسأل الطفل هل يحب أن يذهب إلى المخيم أم لا. أما إذا كان الطفل لا يرغب في المشاركة في مخيم صيفي لا يجوز إرغامه لأن العطلة الصيفية مسألة خاصة به. أما إذا كان الوالدان يعملان ويشعران بضرورة وضع ولدهما في مخيم فمن الضروري أن يشرحا له الأمر، وأنه لا يمكنه أن يبقى وحده في المنزل. فالعطلة لا يجوز أن تعني تمضية الوقت في مشاهدة التلفزيون أو الجلوس إلى الكمبيوتر. فهذه الأمور يمكن القيام بها في فترة بعد الظهر ولوقت محدود جداً لأنها تسبب انعزال الطفل عن محيطه، في حين أنه في حاجة إلى الانفتاح على العالم والتعرف إلى من هم في سنه.

- يرفض بعض الأطفال الذهاب إلى المخيم، مما يضطر الأهل للنزول عند رغبتهم رغم أنهم مقتنعون بأن أطفالهم  لا يزالون صغارًا لاتخاذ القرارات الخاصة بهم. ماذا عليهم أن يفعلوا؟
هناك الكثير من الأطفال يرفضون الذهاب إلى المخيّم ويعبّرون عن ذلك بالبكاء أثناء وداع أهلهم. لكن الأهل يعرفون أن طفلهم رغم رفضه للأمر سوف يجد المتعة والمرح مع أترابه. فالنشاطات التي تقام في المخيّم تعلّم الطفل المسؤولية والاستقلالية، وتعزز عنده الثقة بالنفس إضافة إلى المغامرة التي يعيشها مع أترابه، والتي في غالب الأحيان تبقى في باله ذكرى جميلة لا تُنسى. لذا ففي بعض الحالات من الأفضل أن يصرّ الأهل على طفلهم للذهاب إلى المخيّم كأن يقولوا له: «عليك الذهاب إلى المخيّم لأننا متأكدون أنك سوف تحصل على الكثير من المرح». وفي حالات أخرى على الأهل أن يتفهّموا رغبة ابنهم في عدم الذهاب إلى المخيّم وألا يجبروه على ذلك. فإصرار الأهل سوف ينشئ خلافاً حاداً بينهم وبين الابن، وعوضاً عن أن يشعر بالفرح والمتعة أثناء غيابه عن المنزل، سوف يرفض المشاركة في النشاطات التي ينظمها المسؤولون عن المخيّم ويعزل نفسه عن أترابه مما يجعله في المرة المقبلة أكثر تشبثاً بالبقاء في المنزل. لذا على الأهل  منحه المزيد من الوقت لإقناعه وربما تأجيل فكرة المخيّم إلى السنة المقبلة.

- أيهما أفضل: ذهاب الطفل إلى مخيم يكون ضمن المدرسة أم مخيم خاص؟
لا يمكن الفصل في هذا الأمر لأنه يعود إلى حالة التلميذ، فإذا كان لا يحب المدرسة أو ليس لديه أصدقاء فيها فإنه ليس من المستحب إرساله إليها. وإذا كان التلميذ يفضل لقاء أصدقائه واللعب معهم فإنه من الأفضل تسجيله في مخيم المدرسة. أما إذا لم يكن لدى الطفل مشكلة من ناحية العلاقات الاجتماعية فيمكن سؤاله عما إذا كان يرغب في التعرف إلى أناس جدد خصوصاً إذا كان الأهل يفضلون إرساله إلى مخيم قريب من المنزل. وتجدر الإشارة إلى ضرورة أن تقوم الأم وطفلها بزيارة المكان قبل الانتساب إليه ليتعرف إلى الأشخاص ويطمئن.

- ما هي المعايير الأساسية لاختيار المخيّم؟
مرونة البرامج: أي أن يأخذ القائمون على المخيّم في الاعتبار أن لكل طفل حاجات ومتطلبات خاصة ومزاجًا ورغبة مختلفة عن أقرانه، فضلاً عن توافر مروحة كبيرة من الاختيارات التي  يمكن أن يكون اختيارها شاملاً أو جزئيًا.

مدة المخيّم: هناك خيارات عدة، فبعض المخيّمات تراوح مدتها من أسبوعين إلى ثمانية، وهناك مخيّمات تكون مدتها الأسبوعية خمسة أيام في الأسبوع على أن يمضي الطفل عطلته الأسبوعية مع أهله. ويعود اختيار مدة المخيّم إلى الأهل الذين يقدّرون الأمر.

المسافة بين المخيّم و المنزل:  من الضروري الأخذ في الاعتبار المسافة بين المخيّم الصيفي والمنزل، ومن المستحسن أن تكون المسافة قصيرة خصوصًا إذا كان الطفل صغير السن، ففي حال حصول طارئ يكون من السهل على الأم الوصول إلى المخيّم.

رسم الاشتراك في المخيّم: من الضروري التحقق من رسم الاشتراك في المخيم وما إذا كان يتناسب والخدمات التي يوفرّها المخيم من مأكل ورحلات ومواصلات.       

إختبار
ما الذي يمكن الأهل القيام به للتخفيف من وطأة شعور الطفل الذي يذهب إلى مخيم يبيت فيه  للمرة الأولى  بالاشتياق إلى المنزل وجعله يمضي أوقاتاً سعيدة في المخيّم؟

إرسال الطفل في العاشرة إلى مخيّم جبلي أمر جيد. فهذه التجربة سوف تساعده على تنمية قدراته الاجتماعية لأنه سيلتقي أطفالاً جدداً، وتعزز عنده الثقة بنفسه، كما ستنّمي عنده روح المسؤولية. وإذا أراد الأهل  أن يعرفوا ما إذا كان ابنهم  مستعداً لهذه التجربة عليهم  الإجابة عن هذه الأسئلة ووضع معدّل الإجابة من1/5 إلى 5/5 ورقم واحد يعني لا، ورقم 5 يعني دائماً. والأسئلة هي:

  • هل يمضي ابني يومي العطلة عند جدته من دون دموع أو توتر؟
  • هل ابني قادر على طلب مساعدة من الراشدين إذا لم أكن موجودة؟
  • هل ابني على استعداد لأن يأكل وجبة طعام لم أحضّرها أنا؟
  • هل ابني من النوع الذي يقيم علاقات جديدة بسهولة؟
  • هل يستطيع ابني الحصول على أصدقاء بسهولة؟
  • هل ابني من الأطفال الحريصين على أغراضهم كثيابه ونقوده ويقوم بواجباته المدرسية على أكمل وجه؟
  • هل ابني مستعد لخوض تجارب متنوعة؟

إذا كان معدّل الجواب 4/5 على معظم الأسئلة، فالذهاب إلى المخيّم سوف يكون تجربة ممتعة بالنسبة إلى الطفل . وإذا كان واحد أو اثنان من الأجوبة أقل من هذه النسبة فلا داعي للقلق  لأن تجربة المخيّم سوف تمنحه فرصة تطوير قدراته وتعلّمه التقرّب من أترابه بطريقة أسهل. أما إذا كان معدّل معظم الأجوبة 1 أو 2 أو 3 فعلى الأهل  تأجيل فكرة إرساله إلى المخيم إلى السنة المقبلة.
وعلى الأهل  أن يعطوا ابنهم  فكرة مسبقة عن المخيّم كي يحضّروه نفسياً لهذه التجربة الجديدة، كأن يسألوه  مثلاً: «ماذا تفعل إذا اشتقت إلى العودة إلى المنزل؟ إلى من ستلجأ؟». كما عليهم أن يؤكدوا  له أن هناك مسؤولين في المخيّم يمكنهم مساعدته إذا شعر بالوحدة. وعليهم ألا يدفعوه إلى الذهاب إذا شعروا بأنه متردد، فليس جميع الأطفال يحبون الذهاب إلى المخيّم.