Home Page

الراب والهافي ميتال والتكنو ...

مهرجان الموسيقى العريقة, إدمان, مراهق / مراهقون, عنف أسري, حماسة المراهق, الحبوب, عنف نفسي, المدرسة, الراب, الموسيقى الغربية, عنف ضد الطفل, عنف معنوي, سرار معلوف, الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البح, هافي ميتال, اكستسي

31 يناير 2011

من منا لم يسمع أن موسيقى الهارد روك والهافي ميتال تولّد العنف؟! رغم  أن الصلة بين الموسيقى وشخصية الفرد تبدو مثبتة في بعض الدراسات العلميّة فإنّها  لا تزال موضع جدل لم يحسم بعد. لذا يجب محاذرة الاستنتاجات المتسرّعة. فقد عكف الباحثون على درس الصلة بين الموسيقى المفضلة عند الأشخاص والعدوانية، فجاءت النتائج مفاجئة ومتناقضة.
يبدو أن موسيقى الراب والتكنو والهارد روك صيتها سيئ ومتهمة بأنها تجعل المراهقين عنيفين، وغالبًا ما يدينها الإعلام و البحوث العلمية. والمثال الأخير كان مجزرة مدرسة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية. فقد كان القاتلان المراهقان من المعجبين بمارلين مانسون المعروف بموسيقى الروك ومظهره الغريب الأقرب إلى المعدن... ولكن من الصعب الربط بين العنف وإيقاع الغيتار الكهربائي الصاخب. فهل المراهقون عنيفون لأنهم يستمعون إلى هذا النوع من الموسيقى؟ هل يعجبون بهذا الفريق لأنه عنيف ويلائم شخصيّاتهم؟
«لها» التقت سرار معلوف الاختصاصية في علم النفس في جامعة هايكازيان في بيروت وطرحت عليها هذه الأسئلة وغيرها.

ترى معلوف أن معظم الدراسات التي أجريت حول علاقة الموسيقى وأثرها في الشخصية الإنسانية لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة تؤكد صحة هذه المقولة. وتقول: «تحصل في المجتمع المعاصر تغيرات كبرى وكثير من التقلبات والحوادث العنيفة على كل الأصعدة ، مما جعل الناس يبحثون عن شيء يلقون عليه اللوم ليبرروا عجزهم. وفي ظاهرة العنف عند المراهقين، كانت  الموسيقى لا سيّما الهافي ميتال والتكنو والراب،الشمّاعة التي يضعون عليها وزر العنف عند المراهقين. فيما توجد الكثير من الأمور التي تعزّز العنف كأفلام الرعب والآكشن والخدع التي تكثر فيها مشاهد الدم والعنف بكل وجوهه. فضلاً عن أن العنف الذي يولد عند المراهق له علاقة وطيدة بالبيئة العائلية التي ينمو فيها. فنحن نتناسى أنواع العنف الموجود واقعيًا في مجتمعاتنا والذي يتعرّض له المراهق مثالاَ واختباراَ. مثلاَ: العنف الأسري بجميع فئاته، العنف الاجتماعي من أجل الاستحواذ على القوّة، وتمجيد العنف والقوّة كفضيلة. فالمراهقون يتعلّمون من النموذج المتمثّل أمامهم أكثر من الوعظ».
وتضيف الاختصاصية: «دائمًا ينظر الناس في حالة أو عشر حالات عنف، ويعمّمونها على الملايين، وعلميًا هذا ليس صحيحًا، إذ لا يمكن تعميم حالة خاصة على ظاهرة عامة. فالمراهق الذي يميل إلى الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى ليس بالضرورة أن يصبح تلقائيًا عنيفًا، فإذا نظرنا إلى هواة هذا النوع من الموسيقى نجد أن عددًا ضئيلاً من هذه الفئة قام بأعمال عنف! لذا حبذا لو تجرى دراسة مقارنة بين عدد الهواة ونسبة الذين قاموا بأعمال عنف. وفي المقابل هناك كثر يحبون الموسيقى الكلاسيكية ويكونون أكبر مجرمين، هتلر على سبيل المثال».

- يعني أنت ترين أن موسيقى الهافي ميتال أو التكنو ليست سبب العنف عند المراهقين؟
يمكن أن تكون عاملاً مؤثرًا ولكنها ليست السبب الرئيسي. فهي عامل واحد من مئات العوامل المختلفة، ويمكن أن تؤثّر في شخصية المراهق خصوصًا الذي لديه استعداد نفسي واجتماعي. فمن المعلوم أن الإنسان يولد ويكون لديه بنية جينية تحدّد لون البشرة والشعر والطول ... وتحدد في الوقت نفسه أمورًا كثيرة في شخصيته، مثلاً ما إذا كان طبعه متفائلاً أو متشائمًا. لنقل إن 50% من شخصية الإنسان جينية، ولكن هناك 50% مرتكزة على المحيط والبيئة الاجتماعية والعائلية، وهي التي تكوّن شخصية الإنسان. لنفترض أن طفلاً وُلِد ولديه استعداد جيني للعنف، إذا نشأ في بيئة اجتماعية لم تعطه نموذج العنف، فإن ميله إلى العنف سوف يزول مع الوقت. مما يعني أن للأهل دور كبير إما في تعزيز العنف عند المراهق أو إزالته، كما أن لهم دورًا في جعله يميّز بين الواقع والخيال.
مثلاً إذا كان مراهقان يشاهدان فيلمًا يعلّق أحدهما على أحد المشاهد فيقول مثلاً سوف يقتل، يسأل الآخر كيف عرفت. الذي يسأل ينظر إلى الفيلم كأنه حقيقة، بينما الأول استطاع أن يميز. مثال آخر عندما ظهرت شخصيّة سوبر مان قلده طفلان أو ثلاثة، وسبب ذلك ليس سوبرمان، بل عدم قدرة الأطفال الذين قلّدوه على التمييز بين الواقع والخيال لأن أهلهم لم يعلّموهم. وكذلك الحال مع موسيقى التكنو والهافي ميتال وغيرهما من الموسيقى التي تنتمي إلى هذا النوع.

- ولكن معظم الدراسات النفسية تربط بين موسيقى التكنو والهافي ميتال وتوجه المراهقين إلى الإدمان والعنف؟
يمكن أن يقال عن هذه الموسيقى بالعامية" قامتها لبيسة" بمعنى أن الأهل يلقون عليها اللوم دائمًا من دون أن يتجرأوا على تقويم أسلوبهم التربوي والبيئة الاجتماعية المحيطة بابنهم أو ابنتهم المراهقة. أنا لا أدافع بشكل أعمى عن هذه الموسيقى ، فأنا لا أحبّذ أن يهواها أبنائي، ولكنها ليست سبب العنف. فمن المعلوم أن المراهقة مرحلة التحوّلات الكبرى في حياة الإنسان على الصعيدين النفسي والفيزيولوجي، مما يسبب للمراهق قلقًا مرتبطًا بهويته وشخصيته المستقلة،  فيصبح ثوريًا في بعض تصرفاته وهذا أمر متوقع.
ولكن حين يبالغ في سلوكه الثوري لا يكون هذا النوع من الموسيقى سبب سلوكه، بل لأن لديه مشكلة كبيرة فراح يبحث عن وسيلة يعبّر بها ، وبما أن هذه الموسيقى تساعد في التعبير فيما لا تسمح له بيئته الاجتماعية بذلك ، ينجرف أكثر مع موجة الهافي ميتال والهارد روك... ولكن هناك في الوقت نفسه الكثير من المراهقين يستمعون إلى هذه الموسيقى من أجل المرح ليس أكثر ولا يتأثرون بها. لذا فإن شغف مراهق ما بهذه  الموسيقى وانغماسه الى أقصى الحدود يمكن أن يكونا مؤشّراَ لمشاعر مكبوتة لا يجد متنفسًا لها إلا بهذه الطريقة.
أعود وأكرر ليست هذه الموسيقى السبب ولكن يمكن أن تعزز العنف عند البعض. فمن الملاحظ أن غالبية المراهقين الذي ينجرفون إلى الأخطار إلى أقصى حدود هم الذين يشعرون بأن أحدًا لا يكترث لهم أو لا يتمكنون من إثبات وجودهم في المدرسة أو بين أصدقائهم. بمعنى آخر، يجنح المراهق الذي يشعر بنقص ما ولا يستطيع إثبات نفسه في المجتمع  إلى أمور خطرة وعنيفة.

- ولكن أصحاب هذا اللون الموسيقي يكون لديهم مظهر غريب مثل مارلين مانسون الذي يخيفني شخصيًا؟ ألا يؤثر المظهر في شخصية هواة هذا النوع من الموسيقى؟
للأهل حق أن يخافوا ويقلقوا من هذا المظهر، ولكن لننظر إلى أفلام الرعب والأكشن التي فيها كثير من نماذج العنف. لمَ نلوم الموسيقى وحدها! وهناك الكثير من الأمور ومشاهد العنف يراها المراهق، أنا لا أرفع المسؤولية عن الموسيقى ولكن أقول ليست وحدها المسؤولة عن العنف. لماذا يوجد مراهق يستمع إلى موسيقى مانسون و يرى مظهره ولا يتأثر به ويتصرف مثله فيما آخر يحاكيه في كل شيء! عندما لا نعلّم المراهق احترام النفس، وضبط أهوائه ، والقيم العائليّة والمجتمعيّة، فمن الطبيعي أن يجنح إلى هذا النوع أو غيره من السلوك العنيف، محاكاة لما يراه ويسمعه.

- هناك مراهقون ينشأون في بيئة عائلية صحيحة ومع ذلك يجنحون إلى العنف. لماذا؟
صحيح، ولكن للأسف في بيئاتنا الاجتماعية غالبية الأهل يقومون بدور الرقيب المسيطر والمتسلّط على المراهق ولا يعلمونه كيف يراقب نفسه ويسيطر على أفعاله. وعندما يبدأ التفكير في الأمور المجردة، وتصبح لديه تساؤلات كبرى وقلق على تحديد الهوية تتكوّن لديه قدرة على مناقشة أفكار أهله، لكنه في الوقت نفسه لم يتعلّم ضوابط هذا التفكير، وقد ينجرف مع موجة موسيقى الهافي ميتال والهارد روك والتكنو.
ولكن عندما يعلم الأهل ابنهم المراهق كيف يضع حدودًا لنفسه مبنية على قيم معينة في العائلة يعرف عندها حدوده التي قد يخترقها في بعض الأحيان،  ولكن في النهاية يدرك معنى احترام نفسه، وبالتالي لا يحتاج إلى التعبير عن نفسه عبر الموسيقى، فقد يشعر بالفرح عندما يستمع إلى هذه الموسيقى ولكن لا يتأثر بها ويتقمصها.

- ولكن العصر يتغيّر ولم  يعد في مقدور الأهل ضبط الأمور كما  في الماضي، فهناك أصدقاء المدرسة  والإنترنت ومختلف وسائل الاتصال...
صحيح، أصعب وظيفة في العالم هي وظيفة الأهل وتأخذ وقتًا طويلاً. وفي المجتمع المعاصر الكثير من الأمور غير الموسيقى تحفّز العنف عند المراهق. في البداية عندما يصبح لدى المراهق أصدقاء من الضروري أن يسمح الأهل  بأن يزورونه في المنزل كما يزورهم هو في منازلهم. فهكذا يتعرف الوالدان إلى أصدقاء أبنائهم  ويتحريان شخصياتهم وبيئاتهم الاجتماعية. وعندما يلاحظ الوالد مثلاً أن سلوك صديق ابنه ليس سويًا عليه  تجنب عبارة" لم يعجبني هذا الصديق، لا تسمح له بزيارتك مرة أخرى أو لا تزره.. «بل يمكنه بطريقة غير مباشرة أن يثير انتباه ابنه كأن يقول مثلا ،«التصرف الذي قام به ليس حسنًا أو لبقا» وفي المرة التالية يعلق: «صديقك غريب لا أحبذ أن تتصرف مثله».
المراهق الذي اعتاد احترام نفسه لن يتأثر به حتى لو بقي على صداقته ومع الوقت تزداد حظوظ زوال صداقتهما، ويبقى مع الصديق المناسب لبيئته الاجتماعية وينسجم معها. فمن المعلوم أن المراهق يبدأ بالتفكير المجرّد ويسأل نفسه هل الحق مع أهلي. لذا على الأهل أن يتيحوا لابنهم له حرية الاختيار ضمن ضوابط، فهو صحيح يظهر أنه يريد الخروج من شرنقتهم لكن ليكتشف ثم يعود إليهم،أما إذا ضيّقوا عليه الخناق خوفًا عليه، فسيهرب منهم.

- بعض الأهل نسمعهم يشكون أن الموسيقى الهافي ميتال أو التكنو هي المسؤولة عن إدمان أبنائهم حبوب الأكستسي خصوصًا أثناء حضورهم مهرجانًا لهذا النوع من الموسيقى. فما  رأيك؟
صحيح بعض الأهل يشكون أن الموسيقى التي يستمع إليها أبناؤهم أثناء سهرهم في النوادي الليلية تدفعهم إلى تناول حبوب الأكستسي. أسأل لماذا في الأصل سمحوا لهم بالسهر حتى ساعة متقدّمة من الليل وأحيانًا في شكل شبه يومي وفي سن صغيرة؟ لمَ لا يكون من ضمن الضوابط التي يعلّمونها لأبنائهم المراهقين أنه في إمكانهم السهر مرة في الأسبوع وليس كل أيام الأسبوع؟ لماذا لا يعلّمون ابنهم المراهق ألا يأتي متأخرًا؟ لماذا السهر في النادي الليلي وليس في منزل صديق حيث يكون الأهل موجودين ويكون في الوقت نفسه تحت رقابتهم؟
للأسف هناك عائلات تظن أن عليها اتباع الطرق الحديثة في التربية ومنها الحرية المطلقة من دون تعليم  الأبناء ضوابط  الحرية، ولأنه من الأسهل عليهم ألا يتابعوا أبناءهم ويراقبوا تصرفاتهم. والأهل الذين يقولون المجتمع  المعاصر يفسد الأبناء هم أهل تخلوا عن وظيفتهم.
فهناك بيئات يكثر فيها الإدمان أكثر من غيرها مثل بيئات هوليوود والمراهق يتماهى مع الموضة الرائجة، هنا دور الأهل مراقبة أبنائهم. فالأهل المعاصرون يعرفون بوادر الإدمان وأعراضه ومظاهره ولا يمكن أن يغضّوا النظر ويقولوا شاب ويعيش حياته، بل عليهم أن يسألوه فهو سيكون صريحًا معهم إذا كان يثق بهم ويدرك أنهم يتفهّمونه.
منذ البداية عليهم أن يضعوا قوانين مثلا يمكنه السهر، ولكن لا يحق احتساء الكحول، ممنوع تعاطي المخدرات وعندما يتعرض لضغط من أصدقائه يمكنه الانسحاب ببساطة. 

- إلى أي مدى يجب أن يكون الأهل مواكبين للموسيقى التي يسمعها الأبناء؟
مهمة الأهل صعبة، ولكن إذا وضعوا أبناءهم في أولوياتهم تمر مرحلة الطفولة والمراهقة بسلام. وليس من أولويات الأهل أن يكونوا مواكبين للموسيقى بقدر ما يجب أن تكون تصرفات أبنائهم في أولوياتهم. فمثلاً عندما يجلس المراهق في غرفته فترة طويلة يستمع إلى الموسيقى على الوالد ألا يدخل غرفته عنوة بل عليه  أن يطرق باب غرفته ويستأذن الدخول. فالمراهق يقدّر احترام خصوصيته، وعليه ألاّ يسأله ماذا كنت تفعل وكأنه يوجّه إليه اتهامًا ، بل يقول اشتقنا إليك لماذا لا تأتي للجلوس معنا.
ولنفترض أن الأب استمع إلى الموسيقى يمكنه أن يعلق «لمن هذه الموسيقى وعما تتحدث؟ قد يجيب الابن عن الشيطان والموت، ماذا يقول عنه؟» و لا يعطي أهمية للكلمات، بل يركّز على أن هذه الموسيقى إيقاعها جميل أو هذه الأغنية تؤلم  الرأس وعندها يمكن التعليق «الله يساعدك كيف تسمعها». بهذا التعليق البسيط جعل الأب ابنه يسأل نفسه «صحيح كيف يسمعها؟» ومع الوقت سوف يمل منها.
عند طرح السؤال عن وقع الكلمات وتأثيرها في العنف عند المراهقين، أجابت معلوف:"لا شكّ أن طريقة نطقنا كلماتنا ومضمونها يؤثران في تصرّفاتنا، لكن لا يحدّدانها. في دراسة مقارنة بين ما يسمع المراهقون وما يسمعه الأهل في كلمات الأغنية نفسها، لوحظ تباين واضح: المراهقون إيجابيون في تفسيرهم لكلمات الأغنية أكثر من الأهل. الأهل ينتبهون للكلام البذيء أو الشرّير بينما يرى المراهقون اندفاعاَ وحيويّة إيجابية.

- إذا لم تكن المشكلة سببها الموسيقى، تساءل الباحثون عمّا إذا كان من الممكن أن تكون لكلمات الأغنية أثر في العنف؟
بحسب دراسة أميركية أخرى فإنه يجب وضع اللائمة على مضمون نص الأغنية العنيف. ففي إمكان النص العنيف زيادة المشاعر السلبية، وحتى تبني التصرفات العدوانية، فبحسب هؤلاء الباحثين تؤثر الكلمات كذلك في مجتمع المستمعين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة أجريت على 500 شخص معظمهم من التلامذة، فقد اختبرت الدراسة تداعيات كلمات أغنية عنيفة، وظهرت نتائج تشير إلى أن منسوب العنف يرتفع عند المراهقين بعد استماعهم إلى كلمات مهينة. كما لاحظ الباحثون أن النصوص التي تحتوي عبارات مازحة تزيد العدوانية.
ورغم ذلك يصعب استنتاج أثر العبارات العنيفة على الشخصية على المدى الطويل.

«الموسيقى التي تشبهني»
أجريت الدراسات المستندة إلى هذا الموضوع وحاولت أن تبرهن تفاوت الآثار الهدّامة على المراهقين.
حاولت دراسة أميركية موسّعة في آب / أغسطس 2003 إيجاد رابط بين الذوق الموسيقي وشخصية الإنسان. وهكذا اختبر الباحثون المواصفات الشخصية لأكثر من 3500 طالب، ومن ثم قارنوها باختيارهم لاسطواناتهم الموسيقية. فكانت النتائج الأولى بحسب الباحثين أنه يمكن تصنيف الأذواق الموسيقية أربع فئات
1-
النوع الموسيقي الرزين والعميق مثل  الجاز والكلاسيكي والفولك والبلوز:  تتميز شخصية هاوي هذا النوع من الموسيقى بانفتاحها على التجارب الجديدة، والذكاء وميل إلى السياسة الليبرالية.
2- الموسيقى القوية والثائرة مثل الهارد روك والهيفي ميتال: تتميز شخصة هاوي هذا النوع من الموسيقى بالفضول، والذكاء، والنشاط الجسدي، وليس لديها ميول سياسية محددة.
3- الموسيقى التقليدية والأليفة مثل البوب والكانتروي والترانيم الدينية وموسيقى الأفلام: تتميز شخصية هاوي هذا النوع من الموسيقى بالانفتاح، والجاذبية وتميل إلى السياسة المحافظة، مع فضولية قليلة.
4- الموسيقى الإيقاعية مثل الراب والسول والفانك والرقص:تتميز شخصية هاوي هذه الموسيقى بالجاذبية والانفتاح الاجتماعي، وتميل إلى القليل من التسلّط.
من الواضح أن هذه النتائج لا تقول ما إذا كانت الشخصية هي التي تملي الذوق الموسيقي، أم أن الخيارات الموسيقية هي التي تؤثر في الشخصية. ومع ذلك لاحظ الباحثون تصرفين طاغيين، إذا أن البعض كان يميل إلى اختيار موسيقاهم تبعًا لمزاجهم ونشاطاتهم ، فيما البعض الآخر وتحديدًا المراهقين يستعملون الموسيقى كواجهة، وطريقة لبعث صورة عن محيطهم الاجتماعي. لكنّ هؤلاء الباحثين لم يجدوا صلة بين الميل إلى العنف والتوتر وموسيقى الروك والراب تحديدًا.