Home Page

السفر مع الوالدين...

10 أبريل 2012

أينما أمضت العائلة إجازتها سواء في مدينة أخرى في البلد نفسه أم في بلد أوروبي أو عربي... فإن سفر الأبناء مع والديهم مغامرة فريدة من نوعها، وذكرى جميلة لا يمكن أن ينسوها.

- لماذا يعتبر السفر مع الوالدين تجرية فريدة من نوعها؟
لأنه يعرّف الأبناء على المجهول والصدفة واللامتوقّع برفقة والديهم، وهو يختلف عن المخيّمات الصيفية التي تنظمّها المدرسة أو النادي الكشفي.
فرغم المغامرة التي يخوضها الطفل في المخيم الصيفي والذكريات التي يحملها، فإن السفر مع الوالدين يوثّق الروابط بين أفراد العائلة وتَلاحمهم. ففي السفر يتعرض الجميع لغير المتوقّع، ويتشاركون أمورًا جديدة وبالتالي تصبح لديهم ذكريات مشتركة.

- ماذا تحمل هذه المغامرة العائلية؟
توقظ الأحاسيس وتكسر الروتين اليومي الذي يصيب أفراد العائلة بالملل. فالسفر يسمح لجميع أفراد العائلة بمواجهة أمور جديدة معًا، ويمنح الأبناء نظرة متفائلة إلى العالم والناس، فبالنسبة إليهم كل شيء جديد، ويعيشون دهشة مستمرة من خلال اكتشاف بلد جديد مع والديهم مما يحث مخيلتهم على الإبداع، فتكون تجربة ثرية جدًا.
فالسفر لا يقتصر على فكرة الرحيل إلى مكان مختلف، بل هو أيضًا تغيير للوقت وتركه خالياً من اليوميات وتكرارها، للإنفتاح على عالم جديد مع العائلة.

- ما هو دور السفر في ثقافة الأطفال؟
السفر تجربة غنية لاكتشاف شعب آخر، فبعيدًا عن اليوميات، نكون منفتحين على لقاءات جديدة والتعرّف إلى أشخاص مجهولين، نذهب إليهم لنلتقيهم إنسانيًا.
وهو يساهم في معرفة الذات، فالمسافر لا يلتفت فقط إلى المظاهر، بل يكون لديه الوقت ليفكر، فإكتشاف الآخر يؤثر في إعادة إكتشاف الذات. كما يساهم السفر في إغناء ثقافة الأطفال.

- هل صحيح أن السفر يساهم في نضج الأبناء؟
أجل فهو جزء من نمو الطفل، فمنذ سن الرابعة أو الخامسة يقدّر الطفل هذه التجربة وترسخ في ذاكرته لمدة طويلة. فالتعرّف إلى ثقافة مختلفة وبلاد مختلفة يعزّز عنده مفهوم النسبية، أي ما هو مسموح في المجتمع الذي نشأ فيه يمكن أن يكون ممنوعًا في البلد الذي يزوره فيدرك أن عادات الشعوب وتقاليدها وإقتناعاتها مسائل نسبية، فاكتشاف العالم يجعل الطفل أكثر تسامحًا وانفتاحًا.
وهذا الإنفتاح يسرّع في نموه الفكري والتربوي، فالطفل ينضج أسرع بفضل المواقف التي يتعرض لها، مما يساهم في تكوين شخصيته بشكل كبير.

إرشادات لإجازة عائلية آمنة

  • توزيع المسؤولية بين الوالدين إذا كان عندهما أكثر من ولدين بحيث يتمكن كل منهما من الاهتمام بقسم منهم. ولا يجوز الاستعانة بأحد الأبناء إذا كان لا يزال مراهقاً، فهذا يشعره بالإحباط لأنه يريد الاستمتاع بالسفر مثل أخوته.
  • تعليم الأبناء إرشادات الأمان خصوصاً في السباحة. فمن المعلوم أن الرحلات السياحية تتضمن نشاطات ترفيهية كالسباحة وغيرها من الرياضات المائية التي تسبب حوادث خطيرة قد تؤدي إلى الموت. ومن الضروري أيضاً التأكد من وجود راشد يراقب الأبناء أثناء قيامهم بهذه النشاطات الترفيهية.
  • الذهاب إلى موقع ترفيهي حيث يمكن الوالدين مراقبة أبنائهم خلال وجودهم، والتأكد من أنه مجهز بكل وسائل الأمان. كما يمكنهما تبادل أرقام الهاتف مع المسؤولين عن النشاطات الترفيهية حتى يبقيا على اتصال في حال حصول طارئ.
  • تعليم الأبناء كيفية الاتصال بمركز الطوارئ وطريقة التحدث إلى المسؤولين فيه. والتأكد من أنهم يعرفون جيداً الأسماء والعناوين وأرقام الهاتف، للاستعانة بها في حال حدوث مشكلة.
  • عدم وضع اسم الطفل على ملابسه أو دراجته أو أي شيء يخصه. فقد يستغل خاطف هذا الأمر وينادي الطفل باسمه فيظن أنه يعرفه ويثق به.
  • التأكد أن غرفة الفندق مجهّزة بوسائل الأمان، وأن أقفال الأبواب متينة بحيث لا يستطيع أحد الدخول إلى الغرفة أثناء غياب الوالدين.
  • الاحتفاظ بالمعلومات الحديثة المتعلّقة بالأبناء. كالاحتفاظ بصور جديدة لهم خصوصاً إذا كانوا في سن صغيرة جداً، وبصمات الأصابع والقدمين ومعلومات طبية وشهادة الولادة أو صورة لعلامة خلقية. وكما يمكن التقاط صور خلال الرحلة لأنه سوف يحتاج إليها الوالدان في حال ضياع أحد الأبناء.
  • أن يترك الوالدان دوماً معلومات عن كل تحركاتهما في مكتب استقبال الفندق، متى سيذهبان وإلى أين، وفي أي ساعة سيعودان.
  • التأكد أن المربية التي ترافق العائلة تعرف كل إرشادات الأمان التي يتبعانها، وكيفية طلب المساعدة، وأرقام الهاتف للاتصال بالوالدين في حال حدوث طارئ.
  • التأكد أن حقيبة الإسعافات الأوّلية تتضمن أدوات جديدة وجيّدة.
  • وأخيراً من الضروري أن يكون الوالدان وأطفالهما مستعدين لتمضية إجازة سعيدة في شكل جيد، ولكن لا يجدر أن يشعروا بالخوف.

فبقدر ما يزودونهم المعلومات والإرشادات الصحيحة سوف يتمتّعون بإجازة سعيدة هانئة. لذا على الوالدين أخذ وقتهما في التحضير والطلب من الأبناء مساعدتهما في وضع برنامج رحلة يضمن الحصول على المغامرة والأمان معاً.


مشاركة الأب تربية الاطفال

- كيف يمكنني أن أجعل زوجي يشارك  في تربية أطفالنا؟ كأن يشاركني في  إطعامهم أو تدريسهم أو ملاعبتهم؟
                                                                                                                              فتحية أ. القاهرة
في الماضي كانت الأم تهتم بتربية أطفالها في المنزل والأب يعمل في الخارج طوال النهار. تغيّرت الصورة اليوم وصار الوالدان يعملان من أجل تأمين مستقبل أولادهما.
لكن حتى وإن كانت الأم هي ربة منزل فقط، فإن حاجة الأولاد لعناية والدهم لم تعد تقتصر على الإعالة المادية فقط أو مشاركتهم في اللعب والمرح بل إن الأولاد بحاجة إلى عناية والديهما النفسية والإجتماعية.
تتأثر البنت بوالدتها والولد يتأثر بوالده. والبنت تتعلّم من والدها كيف أن الرجل عليه احترام المرأة في تعامله كذلك الولد يتعلم من أمه. فالوالدان هما الرمز و المثال اللذان يقتدي بهما الأبناء.
لذا فإنهم بحاجة مستمرة إلى اهتمام  الوالدين لدعمهما معنوياً لكي ينموا بشكل بصحيح. ويؤكد علماء الإجتماع أن الأولاد الذين ينشأون في منزل يشارك فيه الأبوان في تربية أولادهما بشكل كامل يكونون أكثر تفاؤلاً وقدرة على النجاح في علاقاتهم الإجتماعية والعملية والزوجية في المستقبل.
وإذا كنت سيدتي تريدين أن تشركي زوجك في مسؤولية تربية الأولاد كوني واضحة معه وحددي الأمور التي تودين منه أن يشاركك فيها, فغالباً لا يدرك الأزواج كيف يمكنهم المساعدة . قولي له مثلاً هل يمكنك أن ترافق ريما إلى الفراش وتقرأ لها قصة، واشكريه على ذلك وقولي له «يسعدني أن تقوم بذلك كل ليلة»، أو أن تسأليه مثلاً أن يتأكد من أن ابنكما قد أنهى واجباته المدرسية أثناء انشغالك في تحضير العشاء، فهذه الأمور تقرّبه من أولادكما وتُشعره بأهمية دوره كوالد لهم.