منح بينالي البندقية للمسرح جائزة الأسد الذهبي لسنة 2008 للمخرج والممثل اللبناني روجيه عساف عن مجمل أعماله. ويشارك عساف مع فريقه المسرحي في بينالي البحر الأبيض المتوسط  الذي انطلق في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ويستمرّ حتى 29 تشرين الثاني/ نوفمبر  2008، ويقدّم ندوة عن تجارب عساف المسرحية تختتم بعرض أحدث مسرحياته وهي بعنوان «بوابة فاطمة». 

من بين الأسباب التي أدت إلى هذا الاختيار اعتبار روجيه عساف أحد أهم المخرجين والممثلين المسرحيين في العالم العربي، وارتباطه بنشأة فن المسرح في لبنان والحفاظ عليه، والتزامه الفني والمواطني الذي يسعى عبره إلى جمع الفنانين الشباب. يحدّد روجيه عساف علاقته بالمسرح كحيز يتيح التعبير عن آثار الحرب، وكفضاء يساهم في حفظ ذاكرة للأحداث تحذر وتنذر من أجل المستقبل.

قبيل اندلاع الحرب الأهلية أسس روجيه عساف سنة 1977 مسرح الحكواتي الذي ساهم في شهرته في بلاده وفي الخارج. استوحت أعمال هذه التجربة أسلوب الحكواتي التراثي الذي ظل حتى أواسط القرن الماضي يسامر رواد المقاهي من خلال سرد مغامرات ومآثر أبطال حكايا الأدب العربي الكلاسيكي. وفي سنة 1999، أسس روجيه عساف الجمعية التعاونية الثقافية لشباب المسرح والسينما شمس، وهي فضاء ثقافي يعنى بالفنانين الشباب الذين كرّسوا حياتهم للإبداع المسرحي والسينمائي، وحيث هناك سعي دائم لتخطي وإلغاء التجزئة الاجتماعية والطائفية التي تطبع المجتمع اللبناني.