جائزة نوبل للآداب

رومانيا, ألمانيا1, هيرتا مولر, جائزة نوبل للآداب, جائزة الكتاب الألماني, مؤسسة الإتحاد الألماني لتسويق الكتاب

22 أكتوبر 2009

إختارت الأكاديمية السويدية الشهيرة، أكاديمية نوبل للآداب، الكاتبة ذات الشهرة المحدودة هيرتا مولر للفوز بـ «جائزة نوبل للآداب» لعام ٢٠٠٩... رغم أنّ مولر كانت أقلّ المرشحين حظاً للفوز بالجائزة العالمية المرموقة بعدما اتجهت التوقعات صوب الأميركي فيليب روث والإسرائيلي عاموس أوز والشاعر الكوري كون أون إلاّ أنّ اللجنة الحكم علّقت على فوز مولر بأنّه مكافأة على نجاحها في أن تعكس «حياة المحرومين بتركيز الشعر وصراحة النثر» وعلى قدرتها في «إعادة تشكيل مشاهد الهجران والإقتلاع والتخلّي».

صحيح أنّ «جائزة نوبل للآداب» هذه السنة كانت من نصيب إمرأة واحدة إنما تقاسمها بلدان: رومانيا وألمانيا. فالكاتبة رومانية المولد والموطن وألمانية الجنسية واللغة، وُلدت في ١٧ آب/ أغسطس ١٩٥٣ في غرب رومانيا في كنف عائلة من الأقليات الجرمانية الناطقة بالألمانية.

كان والدها في الحرس الخاص التابع للنازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، كما عمد الشيوعيون الرومانيون إلى ترحيل والدتها إلى معسكر اعتقال في الإتحاد السوفياتي بعد الحرب. وعملت مولر كمترجمة وتعرضّت لضغط كبير من قبل شرطة الديكتاتور الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو بعدما رفضت العمل لحسابه، كما عوقِبت بمنع أعمالها الأدبية إلى أن تمّ تهريبها خارج البلاد. وكانت هيرتا مولر قد درست الأدب الروماني والألماني في جامعة «تيموشورا» بين عامي ١٩٧٣ و ١٩٧٦ حين كانت لا تزال عضواً في جمعية الأدباء الشباب من الأقليّات الجرمانية المقهورة في رومانيا لمناهضة الديكتاتورية والمطالبة بالتغيير وحريّة التعبير.

وقبل الإعلان عن فوز مولر ب«جائزة نوبل ٢٠٠٩ » كان قد وصل كتابها الجديد Atemschauel أو «أعرف أنك ستعود» إلى التصفيات النهائية لـ«جائزة الكتاب الألماني» التي تمنحها سنوياً «مؤسسة الإتحاد الألماني لتسويق الكتاب». وفي كتابها الأخير هذا تضع مولر عصارة تجاربها وأفكارها وأدبها للتوغّل في واقع الحياة التي عاشتها وعرفها كلّ الجرمانيين في رومانيا تشاوشيسكو. إنها تصوّر في هذه الرواية حالة القلق والخوف والرعب التي تُحاصر الأقليّة الألمانية في رومانيا والتي ينحدر منها الشاب- البطل الذي تأخذه الإستخبارات الروسية إلى معسكر الإعتقال بعد أن يسمع آخر جملة من جدتّه: «أعرف أنّك ستعود».

وتتميّز كتابات مولر الشعرية والروائية على حدّ سواء بأنها تحمل نبرة إنسانية متمرّدة ومقاومة ضدّّ كلّ شكل من أشكال الظلم أو القمع، كما أنّها تُسلّط الضوء على صفحات مطوية في كتاب أقليات أوروبية مقموعة.

ورغم أنّ أعمال مولر الأدبية لم تُترجم إلى الكثير من اللغات ولم تحظ انتشاراً عالمياً يُذكر، إلاّ أنّ هذه الجائزة ستُؤدي إلى قراءة أعمال مولر بحماسة أكبر باعتبارها حائزة أهم الجوائز الدولية على الإطلاق. مع الإشارة إلى أنّ فوز الكاتبة الرومانية- الألمانية هيرتا مولر يأتي بعد فوز الكاتب الفرنسي المعروف لو كليزيو الذي حصد جائزة نوبل للآداب العام الفائت.