'ابن بابل'... يحطّ رحاله في لبنان

فيلم قصير, محمد الدراجي, مهرجان أيام بيروت السينمائية

18 أكتوبر 2010

بعد محطته الأخيرة في «مهرجان الفيلم الهولندي» في أوتريخت، وصل الفيلم العراقي الذي جال في الكثير من المهرجانات العالمية إلى لبنان وعُرض لأوّل مرّة في صالة أمبير في سينما صوفيل ضمن مهرجان «أيام بيروت السينمائية» قبل أن يُعرض على باقي شاشات السينما اللبنانية. ويُعدّ فيلم المخرج العراقي- الهولندي محمد الدراجي الفيلم العراقي الأوّل الذي يتمّ توزيعه تجارياً في لبنان، وهذا الأمر لا يُستغرب بالنسبة إلى فيلم أثار الجدل أينما عُرض في العالم. وبالرغم من أنّه صوّر بإمكانات إنتاجية منخفضة نسبياً إلاّ أنّه شارك في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية وحصد العديد من الجوائز، كما رُشّح لجائزة الأوسكار- 2011 عن أفضل فيلم أجنبي ليكون بذلك «ابن بابل» أوّل فيلم عراقي يُرشّح لمثل هذه الجائزة المرموقة في عالم السينما. وتدور قصّة الفيلم حول الطفل الكردي أحمد وجدتّه التي تكتشف بعد أسابيع قليلة على الغزو الأميركي للعراق أنّ ابنها الضابط المفقود على إثر اعتقاله عام 1991 قد يكون على قيد الحياة بعد اكتشاف أحياء من المفقودين في الجنوب العراقي. عندها، تُقرّر الجدّة أن تمضي وحفيدها البالغ من العمر 12 عاماً في رحلة البحث عن ابنها من جبال كردستان وصولاً إلى الجنوب المُتخم بالمقابر الجماعية. وتمرّ المرأة الكردية وحفيدها بالعاصمة بغداد وبابل إلاّ أنّ أصعب ما تواجهه خلال رحلتها تلك هي عجزها عن التواصل مع الأشخاص الذين تُصادفهم لأنها لا تجيد التكلّم بالعربية رغم استعانتها بحفيدها الذي يفهم العربية. وفي طريقها الشاقّ للبحث عن ابنها الذي لم يعد إلى عائلته منذ حرب الخليج الثانية ولم يرَ ابنه منذ ولادته، لا أحد يُرافق «أم ابراهيم» وحفيدها أحمد سوى السائق الذي يوصلها إلى بغداد ليكون الشخصية الحليفة الوحيدة للأم المفجوعة بغياب ولدها والمتأملّة إيجاده بين الأحياء الضائعين بين جثث القتلى المتجاورة.