منزل من تصميم المهندس جوني بنوت

جوني بنوت, الرفاهية, الهندسة العصرية

15 مايو 2013

على وقع الإنسجام الأنيق وبساطة الرفاهية، تُعزف سمفونية الهندسة العصرية في هذه الشقة السكنية المتوسطة الحجم، والتي أصبحت بفعل مهارة المهندس جوني بنّوت مساحة فسيحة، تحتوي على كلّ عناصر الرفاهية التي يمكن أن تكون في قصرٍ فسيح.

الحواجز التي تشكّل عوائق وضيقاً للمساحة، ألغاها المهندس بنوت، لتنفتح أمام الناظر مساحة واحدة من قاعات الإستقبال التي انقسمت بدورها إلى ثلاثة صالونات، يجمع بينها الطراز نفسه، ولكن لكلّ ركن خصوصيته التي تجعله أنيقاً ولافتاً وجديداً في تصميمه.
أما القاسمُ المشترك بين الصالونات الثلاثة فهو التصاميم الممهورة بتواقيع أشهر الماركات العالمية. وهذا ما زاد الأمور رفاهية وفخامة وعصرية.
حاجز وحيد فاصل بين الصالونات مبتكر في تصميمه، يطالع الزائر مباشرة ما إن يفتح باب الدخول، عبارة عن خزائن من خشب الجوز الفاخر المشغول بتفنّن، وقد تعدّدت استعمالاته، أوّلها أنّه يضفي جمالية ودفئا وتماسكاً بين أجزاء الصالونات، كما أنّه يضمّ خزانة مخصّصة لملابس الزوار بدرفتيها.
وفي الوسط فجوتان اخترقتهما مزهريتان، وأضفت الورود البيض في داخلها لمسة من النضارة والجمالية، وهو ما أعطى الخشب نفحة من الحياة والزهو.

هذه النفحة الزاهية البيضاء استكملت في أوّل صالون من ماركة «فندي» العالمية. هنا مقعد مستطيل طغى عليه الشكل المستدير في تصميمه من القماش اللمّاع الرمادي الفضي. وهذا اللون طغى على الطاولة في الوسط، فاتّسمت بقمةّ الإبتكار والعصرية الخارجة عن المألوف.
الطاولة من جزءين، الجزء الأعلى أكبر حجماً من جزء الكروم الذي يمكن أن يلعب دور مرآة لشدّة لماعيته، أما الجزء الثاني، فطاولته أقلّ عرضاً من الحبال الستينلس المشغولة على شكل ورود.
وضعت على الطاولة العلوية أربعة شمعدانات من الزجاج بالشكل نفسه، إلى جانبها حجارة بحرية لكن من البورسولان المرسوم.
وقبل الإنتقال إلى بقية الصالونات، يستوقفنا الجدار من الحجر الطبيعي البركاني الذي انطبعت فيه أشكال السمك، ويعود إلى عصور تاريخية، ويشبه جدران المدينة الأثرية اللبنانية جبيل.
هذا الجدار إمتدّ من قاعة الجلوس إلى غرفة الطعام، وتوزّعت عليه الرفوف، خصوصاً في أوّل جلسة، حيث علّق جهاز التلفزيون وتحته الخزانة المستطيلة المخصّصة للاغراض الخاصة بالتلفزيون، إلى جانب الرفوف المعلّقة إلى يمين التلفزيون كما على حائط غرفة الطعام. جناح هذا الحائط طغى عليه اللونان البني والبيج.
وأمام جهاز التلفزيون مقعدان منفردان من الجلد البني، وطاولة من الزجاج الشفاف، وقد تكرّر هذا الطراز في الصالون المقابل، وتخلّلت الطاولة نقوش أيضاً باللون الشفاف.

غرفة الطعام بسيطة التصميم، قاعدتها من الخشب ووجهها من الزجاج، ومقاعدها باللون البيج. اللوحة الزيتية على الجدار أضفت حياة على المكان بتعدّد ألوانها وتصاميمها العصرية.
اللوحات الزيتية التي توزّعت على جدران الجلسات كلّها أضفت حيوية ولوناً صارخاً على الألوان الهادئة، منها ما هو بريشة الرسامة زينة عاصي ومنها ما هو من تصميم جويل حجيلي.
الصالون الثالث زاهي اللون أيضاً من القماش البيج، إلى جانب مقعدين منفصلين من لون الموكا. والسمفونية اكتملت مع الأكسسوار العصري، تماشياً مع الجوّ الطاغي، وقد انتقاه المهندس بنوّت من أفخر الغاليريات من الأواني الفاخرية من البورسولان بألوانه وأحجامه المختلفة.

مكان الموقدة الكهربائية استراتيجي، بحيث وضعت على الجدار في وسط الصالونات، بالحجر المعروف بال «tala marron». ويمكن التحكّم في إشعال الموقدة وإطفائها عن بعد، فيستمتع الجالسون بجمال النار المشتعلة ويتنعمّون بدفئها في كل الأرجاء.
هذه الشقة الممتدة على مساحة 260 متراً مربعاً، مؤلّفة من طبقتين، بحيث أنّ الطبقة الأولى تضمّ قاعات الإستقبال وغرف النوم وغرفة الجلوس أيضاً.
أما الطبقة العلوية فمخصّصة للاستجمام والراحة النفسية والجسدية معاً، بحيث أنّ هذه المساحة العلوية من الأجواء اليابانية ضمّت سونا وجاكوزي على مساحة مفتوحة يفصل بينها الزجاج الشفاف، وبلاطها من السيراميك الذي ارتدى الجلد البنيّ المرقّط.
الألوان النضرة والموحّدة عنوان هذا المنزل في كلّ الجلسات من دون استثناء. غرفة الجلوس من المقاعد البيض الوثيرة شكّل فيها اللون الأحمر في الأكسسوار والأرائك واللوحة الزيتية علامة فارقة. كما أنّ اللون الاحمر شغل حمام الضيوف إلى جانب البورسولان الرمادي.

CREDITS

تصوير : جينيا معلوف