تحميل المجلة الاكترونية عدد 1074

بحث

حسن خرباش: إياكم أن تبتسموا في حلقة النتائج

حسن خرباش لقطات من الكليب لقطات من الكليب راغب علامة حسن الشافعي نانسي عجرم صابر الرباعي حسن خرباش

انطلق حسن خرباش فنياً. قدّم أغنيته المصرية الأولى «أيوه إوعديني». لا يزال بشوشاً ويضحك من قلبه ويبتسم لأسباب هو يحدّدها. أسباب استفزت الفنانة الإماراتية أحلام وهو واقف في منطقة الخطر ينتظر مصيره في برنامج «أراب آيدول».
سألت مذيع البرنامج السابق عبدالله الطليحي دون أن تتوجه إلى حسن مباشرة: «أريد معرفة سر ابتسامة حسن؟ هو في منطقة الخطر. هذه هي قمة الفشلثم تتوجّه إليه: «أنت لا تعي معنى وجودك في منطقة الخطر» (قالتها له بالإنكليزية Risk).
هو من أبرز المواقف التي حصلت في الموسم الأول التي أحزنت البعض، لكن حسن صاحب الشخصية الفريدة والصوت التونسي الذي طال انتظاره منذ الثمانينات بقي مبتسماً ومتفائلاً وعفوياً.
ختم هذا اللقاء بنصيحة لكل المواهب: «إياكم أن تبتسموا في حلقة النتائج»!


- للتو أنهيت لقاء تلفزيونياً. كيف كانت الأجواء؟
قمت ببعض المشاكسات، وأديت أغنية «أيوه إوعديني»، وأغاني من التراث التونسي مثل «البارح نحلم بالغنجة» للفنان التونسي محمد الجموسي خصوصاً أنه يصادف وجودي في لبنان مع عيد الإستقلال التونسي.
أحب أن أستعيد أعمال الكبار من بلدي في لقاءاتي خارج تونس. أديت أيضاً أغنية تركية...

- هل تجيد اللغة التركية؟
نعم، وسر غرامي باللغة التركية ليس المسلسلات التركية بل آلة الSaz أي البزق التركي.
هي شبيهة بالعود إنما أصغر حجماً. أديت أول مرة أغنية صابر الرباعي «ياليلا» ذات اللحن التركي صدرت في ألبوم «أجمل نساء الدنيا».

- كيف هي علاقتك بابن بلدك صابر رباعي؟
لا تواصل بيننا، لم ألتقِه إلاّ حين حل ضيفاً في برنامج «أراب آيدول».

- ما رأيك في حضوره كمدرّب في برنامج المواهب the Voice؟
لفتني بروحه المرحة وتحركاته، كذلك عاصي الحلاني كان عفوياً. كانا الأكثر حضوراً فيthe Voice.

- هل تابعت هذا البرنامج؟
شاهدت بعض حلقاته لأنني كنت مشغولاً بالتحضير لأغنيتي المصرية المنفردة الأولى. لكن دون شك خرّج هذا البرنامج مواهب حقيقية.

- لم يعرف صابر الرباعي النجومية سريعاً وهذا ما لن تختبره كونك لمعت من الإطلالة الأولى لحظة اختبار لجنة «أراب آيدول» لصوتك. ما تعليقك؟
قد يكون صابر اشتهر في سن ال30 بعد 15 عاماً من الغناء و10 ألبومات في تونس. إنما ثمة رابط بين نجاح صابر الرباعي ونجاحي، هو معرفة الشهرة في لبنان.
حين قدم صابر أغنية «سيدي منصور» عام 2000 وكنت في الثانية عشرة من عمري. فللأسف لا حركة فنية تؤمن الإنتشار في تونس التي تفتقر إلى الإنتاج الفني. لكن مذ حضرت إلى لبنان تغيّر الوضع. لبنان كان سبباً لنجاح الكثير من النجوم بعد مصر.

- سبق أن قدّمت أغنية تونسية قبل «أيوه أوعديني»...
قدمت أغنية «أمان أمان» بمناسبة العيد ولم أصورها. رغبت في أن افتتح مسيرتي الغنائية بعمل تونسي لكن خططت لتقديم عمل مصري منفرد ومصوّر للجمهور العربي بما ينسجم مع انطلاقتي العربية.

- ما التفاصيل التي حرصت عليها في انتقاء أغنيتك العربية الأولى؟
الأغنية هي التي اختارتني، سمعت أكثر من عمل. المجموعة الأخيرة ضمت خمس أغانٍ مصرية. لم يكن قراري الغناء باللبنانية أو المصرية بل كانت الصدفة. فاز ملحنها شريف اسماعيل بلقب برنامج «صوت الحياة».
ثم كان تصوير الأغنية، شعرت برهبة الكاميرا رغم أنني وقفت أمامها كثيراً إلاّ أنه كان عملي المصور الأول.

- أديت دوراً رومانسياً...
أعشق الرومانسية وهي ملعبي. لم أمثل الرومانسية في الكليب فهي أجواء أعرفها جيداً. أنا مولود رومانسي وأعرف هذا الدور. هذا طبعي.

- مرّ عام على مشاركتك في برنامج «أراب آيدول»، ما الذي تغيّر في حياتك؟
لم أتغيّر شخصياً، رجعت إلى تونس الشاب نفسه. لم أغيّر مقهى «تاج محل» الذي أجلس فيه. قد تكون المسؤولية هي التي كبرت فقط.
فقد بدأ مشواري الفني للتو ولم أبدأ بمجرد أغنية شبابية أو «سندويش»، بل أغنية ثقيلة موسيقياً. كما أنه بات عندي بعض التحفظات عن تحركاتي السابقة كشاب، السهرات وأماكن الخروج ليلاً.

- هل شاهدت الأغنية المصوّرة لـ»محبوبة العرب» زميلتك في برنامج «أراب آيدول» كارمن سليمان؟
نعم عنوانها «كلام كلام»، أغنية شبابية خفيفة الظل وتصويرها صيفياً بامتياز ومنسجم مع شخصية كارمن الفتاة الرقيقة صاحبة الإبتسامة الجميلة.

- دنيا باطمة ويوسف عرفات أصدرا أعمالاً أيضاً...
نعم، لكنهما لم يحققا الأصداء المنتظرة.

- شبهوا كارمن بسعاد حسني وشادية. من تشبه أكثر؟
لا أحب تشبيهها بأحد، بل أن تبني شخصيتها الفنية المستقلة دون أن تنسب إلى شادية أو أي اسم كبير وله تاريخ عظيم.

- مع من تتواصل من زملائك اليوم؟
كارمن ومحمد طاهر... لكن التواصل تراجع لاحقاً.

- أين محمد طاهر؟
في السعودية (يضحك)!

- كيف تنظر اليوم إلى تجربة «أراب آيدول «؟
المشاركة في الموسم الأول من برنامج ضخم على شاشة mbc فرصة ذهبية. فمواهب الموسم الأول هم الأبقى في ذاكرة المشاهد حتى لو مرّ عشر سنوات.
هذه الإطلالة فتحت لي باباً للإنطلاق فنياً. لو بدأت وحدي كنت سأبذل جهد سنوات طويلة لإبراز اسمي.

- ليلة خروجك من البرنامج ...
بكيت، أتذكر تاريخ الليلة 25 شباط/فبراير 2012. ختمت مشاركتي في البرنامج بأغنية «أتحدى العالم»، بالغت في أدائي لأنني كنت أودّع المسرح.

- هل شعرت بالظلم لناحية توقيت خروجك؟
لا، لم أشعر بالظلم لأنني من اليوم الأول حين دخلت غرفة الإختبار أمام اللجنة في تونس تمنيت المشاركة في «برايم» واحد. كان الأمر كافياً بالنسبة إليّ... أن يتعرف العالم على موهبتي عبر شاشة mbc. راهنت على إطلالة واحدة.

- من ترك الأثر الأكبر في داخلك من أعضاء لجنة التحكيم؟
راغب علامة لأنه أراد منحي بطاقة الإنقاذ، لكن حسن الشافعي وأحلام عارضاه.

- هل كانت فرصتك أكبر في الحصول على بطاقة الإنقاذ لو أن نانسي عجرم كانت موجودة في لجنة الموسم الأول؟
بالتأكيد، لأنني أحبها كثيراً. أظنها كانت لتوافق أن تمنحني البطاقة.

- ألا تحب أحلام؟
أحبها، لكنني معجب بأسلوب غناء نانسي عجرم أكثر. مذ عرفت بأنها ستكون في لجنة الموسم الثاني لقبتها ب Poupéeأراب آيدول. مجنون من يقول بأنه لا يحب نانسي، ما من أحد لا يحبها.

- هل أنت إنسان موضوعي في الحياة؟
نعم. وحكمتي... لا لن أقول، أفضل أن أستخدمها في لقاء تلفزيوني (يضحك). عدم الندم على ما فشلت في الحصول عليه، ما يذهب لغيري قد يكون لخيري.

- هل يمكن أن يكون رأيك في أحلام نابعاً من أسلوب مخاطبتها لك وأنت تضحك في منطقة الخطر قائلة «هذا قمة الفشل»؟
لا، فمن حقها أن تنتقدني وتقوّمني كعضو في لجنة تحكيم. هذا موقعها ودورها، لكنني لم أمتثل لنصيحتها في أن أكون جدياً على المسرح لأنني أنفذ رأي الغالبية. فالمشاهد أحب عفويتي على المسرح، هذه شخصيتي ولا أقوى على تعديلها بقرار من أحلام.

- ما هو أجمل مكان في لبنان؟
كل لبنان، كل ما يطلبه المرء يجده في لبنان وطبيعته... أجواء الغابة والبحر والجبل والثلوج.

- أي إسم تريد أن تصنع في عالم الفن؟
أن يكون حسن خرباش من نجوم الصف الأول، سأبذل في هذه المرحلة جهداً لتحقيق ذلك.

- ما أكثر ما يزعجك اليوم؟
99 % من التونسيين غير راضين عن الحالة التي وصلت إليها البلاد. تغيرت تونس وهذا محزن. واقع تونس تعيشه البلاد التي عرفت الثورات، غلاء المعيشة أولاً.

- هل لا يزال تاريخ الثورة التونسية أكثر ما تتذكره في حياتك أخيراً؟
لا، سأغيّر إجابتي بالتأكيد من 14 كانون الثاني/يناير 2011 إلى 13 آذار/مارس 2013، يوم أطلقت أغنيتي المنفردة الأولى «أيوه إوعديني».

- هل تتابع حلقات الموسم الثاني من برنامج «أراب آيدول»؟
بالتأكيد، نسبة الأصوات الجميلة عالية. لفتني صوت العراقية الكردية برواس.

- ما رأيك في حضور اللجنة؟
أفضل بكثير. لطالما كان راغب cool لكن حسن الشافعي خلع قناع التشدّد وأحلام باتت أجمل. كما أن حضور نانسي عجرم في اللجنة أضفى رونقاً خاصاً على البرنامج. أتوقع أن ينجح البرنامج أكثر بوجودها. لقد تأسفت جداً حين حلت ضيفاً على البرنامج وكنت خارج السباق.

- ما هي أحب أعمالها إلى قلبك؟
«إنت إيه»، فكرة تصوير هذه الأغنية في الحمام مميزة ولها طابع غربي.

- هل تشعر بأن أمامك تحدياً كبيراً لإثبات وجودك الفني مع ولادة المواهب المتواصلة؟
الموهبة المميزة تبرز ولو وجدت بين الملايين، كزهرة وحيدة في حقل من الأعشاب.

- أي من صيغة من برامج المواهب كانت الأنجح برأيك؟
«أراب آيدول»، وليس لأنني شاركت في هذا البرنامج لكن تفاعل المشاهدين والجمهور يؤكد ذلك. وقد لا يكون الأمر متعلقاً بصيغة البرنامج بل بالمواهب المميزة التي جذبت المشاهد و«خذوا قلوب العباد» أكثر من مشاركي the Voice رغم جمال الأصوات. كما التركيز كان على المدربين أكثر من المواهب. المغربي أحمد بوريكي والتونسية يسرى محنوش كانا الأكثر حضوراً.

- هل تعرف يسرى شخصياً؟
أعرفها منذ شاركت في برنامج «سوبر ستار» عام 2007 وللأسف وصلت للمرحلة النهائية لكنها لم تقدم أعمالاً. أرجو ألاّ تخطئ مجدداً وتكتفي بالمشاركة في برامج ضخمة بل أن تستغل تجربتها وتنطلق فنياً.

- هل تشعر بأن ابتعاد النجوم شيرين وكاظم الساهر وعاصي الحلاني وصابر الرباعي عن الجمهور أدى إلى تسليط الضوء على المدربين أكثر من المواهب في برنامج The Voice؟
هذا صحيح، خصوصاً أن المشاهد ينتظر ظهور نجمه المفضل في اللقاءات التلفزيونية التي لا تتجاوز الساعة الواحدة. the Voice كان فرصة للجمهور للإقتراب أكثر من الفنان والتعرف إليه أكثر.

- هل اكتشفت جوانب جديدة في شخصيات مدربي the Voice؟
لم أكتشف جديداً في شخصية كاظم الساهر، فهو كان على الدوام «قليل الكلام وكثير المعاني» كما يقال. لطالما كان رزيناً. اكتشفت مشاكسة عاصي الحلاني وصابر الرباعي وعفويتهما. أما شيرين فكانت كثيرة التفاعل مع المشتركين.

- هل كانت 2012 سنة صابر الرباعي الذهبية فعلاً؟
نعم، كماأنه دخل القفص الذهبي عام 2013. هو عامه الذهبي كذلك لأنه تتوّج بزواجه.

- هل ارتباط النجوم مجدداً في سن الأربعين يجعلك تتريث في اتخاذ خطوة الزواج المبكر؟
أي أنتظر بلوغ الأربعين؟ زواج صابر الرباعي الثاني في الأربعين لن يؤثر على توقيت زواجي. لا علاقة للزواج بالفن أو بحياة الفنان أو انعكاس شهرته عليه كإنسان.
لا يمكن لحياتي الفنية أن تؤثر على توقيت زواجي. أنا لا أتغير، قد تكبر المسؤولية وأتعرف على فن آخر في المنزل، فن المطبخ مثلاً.

- هل تجيد الطبخ؟
أحب المعكرونة بالصلصة الحارة. أحب إعداد الطعام وأتابع قناة «فتافيت» لأنني أتلذذ بتناول الطعام. أحب الشيف الجزائرية منال العالم. تعلمت منها الحلويات وخبز طاجين الذي لم أنجح في إعداده في المرة الأولى. لم أنتظر أن يتخمر الخبز جيداً.

- كيف تمضي نهارك في تونس؟
أتابع دراستي الجامعية في المعهد العالي للموسيقى، اختصاصي هو آلة العود والموسيقى العربية. لا وقت لأي شيء آخر. لكنني أهوى صيد الحمام والحجل، والأرانب ليلاً ...

- ما هي الخطوة التالية ما بعد إصدار الأغنية المنفردة المصوّرة؟
الإهتمام بهذا المولود الجديد، ليصل إلى الجمهور كما ينبغي.

- ما لفتك في الفن أخيراً؟
أغنية «جبران» لرامي عياش أكثر ما لفتني رغم أنه مضى على ذلك بعض الوقت. لكن توزيع داني الحلو لهذه الأغنية كان رائعاً.

- اكشف لنا سراً في شخصيتك؟
أنا خجول رغم أن هذا ما لا يبدو أبداً على ملامحي. أخفي إحراجي وخجلي بالضحك.

- ممَ تخشى؟
طريق الفن صعب ومعقّد.

- من هو آخر مطرب تونسي عرف الشهرة؟
صابر الرباعي، وقبله لطيفة فهي تكبره سناً. لم يبرز نجم تونسي منذ الثمانينات.

- أنتَ النجم التونسي القادم؟
أطمح إلى تحقيق ذلك.

- هل تلطف خفة ظلك جرأة آرائك؟
لا أعبر عن آرائي بأسلوب جارح، بل أعبر بصراحة وبعد تفكير مدروس.

- إذا قلبت الأدوار وأنت في موقع إسداء النصائح إلى لجنة التحكيم، كيف تقوّم حضور أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج «أراب آيدول»؟
أقول لراغب علامة أن يواصل تألقه كقيادي في اللجنة، وكفنان. فهو من منتصف الثمانينات ومن ألبومه الأول «يا ريت» لا يزال رقماً صعباً في الفن. لكنه لم يقدّم جديداً في أغنيته المصرية «ما بهزرش».
لقد اعتدنا على مفاجآت راغب الفنية. لكن بشكل عام، الأغنية جميلة والكليب الذي صوّره في تركيا مميز.

- ماذا تقول للمواهب التي تنتظر تقويم صوتها في كل حلقة من الموسم الثاني من «أراب آيدول»؟
إياكم أن تبتسموا في حلقة النتائج!

المجلة الالكترونية

العدد 1074  |  أيار 2024

المجلة الالكترونية العدد 1074