راجاستان 'أرض الملوك'...

قلعة بحرية, الصحراء الرملية, المهندس المعماري, مهرجان الغردقة السياحي, راجاستان

16 فبراير 2012

عند شرق الهند وعلى طول الحدود مع باكستان، ثمة إقليم تتلاعب فيه ألوان الساري الحريري، وعطور البخور، و ناي تتراقص على أنغامه أفعى تخرج من جحرها، وقصور مشيّدة تشبه ما تخيّلته شهرزاد في "ألف ليلة وليلة".
إنها راجاستان أو " أرض الملوك" التي يخترقها نهر شامبال فتفصله عن صحرائها تاهر Tahr في الشمال الغربي على طول الحدود مع باكستان، سلسلة أرافالي في الشمال، مما جعل بوليوود تتفنن في ابتكار قصص تتماهى مع تناقضاتها الطبيعية والإنسانية المحتشدة في مدن تتباهى بجمالها، فتنقلك عدستها إلى جودبور Jodhpur وبيوتها الزرقاء، وجايبور Jaipur التي غمرها اللون الوردي، وجايسالمير Jaisalmer القلعة المشيدة بالرمال الذهبية، وأودايبور Udaipur المشهورة بقصرها الأبيض، وبوشكار المكورة حول بحيرتها المقدّسة. كلها مدن تدخلنا في أخيلة عالم هندي يغمره سحر الشرق الفريد.

جايبور
تفور جايبور عاصمة إقليم راجاستان الوردية بخيوط الشمس لتغري الحواس فتخدّرها وتدخلها في متاهة يصعب الخروج منها. ففي جايبور تحتشد روائع الفن الهندي بفوضى جميلة تحاكي الطبيعة المغرقة بالتناقضات، فقصر المدينة مزيج من فن معماري مغولي وراجستاني.
ففي هذا المجمع المتاهة تكتشف هوا محل Hawa Mahal، وهو معلم هندسي رائع مؤلف من خمس طبقات تعكس موهبة الراجبوت، فيما مرصد جانتار ماتا الذي شُيّد عام 1728 يضم مجموعة من المجسمات العملاقة الغريبة، ومجموعة من الآلات.

أما قلعة ناهارغار Nahargarh المشرفة على شمال المدينة عند مرتفع جبلي فتوفر مشهدًا بانورمايًا مهيبًا.

قلعة جايسالمير
عند قمة هضبة تريكوتا يقف قصر الرمال العملاق جايسالمير، مستحضرًا حكايات الصحراء القديمة وطرق القوافل، فالقلعة هي متاهة من الطرق الضيقة المنحوتة بالحجر الصلصال، والمتعرجة بين القصر والأزمنة، ليكشف جوف القلعة عن معابد الجايين Jains السبعة الرائعة.

بوشكار
تبدو بلدة بوشكار سرابًا ينبثق من طرف الصحراء بفضائها الشبيه بعرق اللؤلؤ ولمعانه، وبقبابها والـ 400 معبد المكورة حول بحيرتها التي تقول الأسطورة إن البراهما ظهر هنا تاركًا زهرة لوتوس تسقط في مياهها.
ويوفر معبد سافيتري الجاثم عند هضبة مشرفة على البحيرة مشهدًا باروناميًا. تشتهر بوشكار بمعرض الجِمال، حيث يجتمع تجار الإبل القادمين من تاهر Thar بعد سير طويل لتتحوّل المدينة إلى زوبعة من الألوان والأصوات والحركة، حيث يمتزج الموسيقيون والكهنة والسياح والسماسرة والجمال.

أودايبور
أودايبور المدينة الأكثر رومانسية في راجاستان، فهي مدينة هادئة وديعة محاطة بالهضاب الوردية، تدللها بروج وقباب قصر المدينة المشرف على بحيرة بيشولا.
وفي باغور- كي- هافلي الذي شُيّد في القرن الثامن عشر تحف جميلة تشهد على العروض المسائية للرقص الفولكلوري الراجستاني.

جودبور Jodhpur
تنفرد المدينة بجموعة من المكعّبات الزرقاء تمتد على طرف صحراء تاهر الكبرى. عند لسان صخري تجثم قلعة ميهيرانغار Meheranghar لتشرف على جودبور المدينة الزرقاء، وقصورها المنبثقة فوق الأسوار السميكة.
تضم القلعة متحفًا يعرض مجموعة رائعة من القطع تعود إلى قبائل المملكة الهندية.

مقاطعة شيكهاواتي Shekhawati وكنوز راجستان المنسية
السفر إلى شيكهاواتي رحلة إلى عالم الخيال، فكل ركن في هذه المقاطعة يكشف كنزًا من كنوز راجاستان المنسية، المغلفة بطلاء فريد في ألوانه.

تبدأ زيارة شيكهاواتي من بلدة مانداوا السياحية لينطلق الزائر نحو قرية بارسورامبورا التي تحضن أعمالاً فنية تعد الأقدم والأجمل في شيكهواتي.

بوندي مغامرة في عالم الأحاسيس الهندي
التجوال في بوندي مغامرة في عالم الأحاسيس الهندي، فهذه البلدة الصغيرة الجميلة ذات الشوارع الضيّقة تصطف فيها بيوت البراهمان الزرقاء، وتنتشر فيها البحيرات، وتزنّرها الهضاب الخصبة لتحضن البازارات والشوارع التي يقف عند كل ركن فيها معبد.

ولعل أجمل معالمها تاراغاره Taragarh الذي يعود إلى سبعة قرون، والتجوال فيه يتطلب عصًا لإبعاد القرود.
أما قصر بوندي ذو الهندسة المعمارية الفريدة فيكشف عن جداريات يطغى عليها الفيروزي والذهبي.