كمبوديا مملكة متربّعة...

معبد, سفرجل, مصادر الطبيعة, الحرب الأهلية اللبنانية, قارة آسيا, الأساطير, كمبوديا

08 مارس 2012

 

عند جنوب شرق آسيا وعلى امتداد الحدود مع تايلاند وفيتنام ولاوس تمتدّ بلاد جميلة قهرتها الحرب الأهلية ثلاثة عقود، فانتفضت من كبوتها لتعود وتفتح ذراعيها للعالم كاشفة عن روائعها المتناثرة فيها منذ مئات السنين. إنها مملكة كمبوديا التي تعرف كيف تُخضع زائرها للعبة التيه بين أروقة طبيعية تحضن تاريخ تراث إنساني عريق لم تستطع حرب أهلية استمرت أكثر من ثلاثين عامًا، أن تقصيه من عبث الأزمنة التي مرّت عليه.

ومهما يكن فإن مدن كمبوديا وريفها عادت لتستعرض روائعها التاريخية المتماهية مع الطبيعة الخصبة، لتأخذ زائرها إلى عالم يحضن كل سحر الشرق الأقصى.

فنوم بينه Phnom Penh
تقع فنوم بينه العاصمة عند ملتقى ثلاثة أنهر: ميكونغ وباساك وتونليه ساب. وكانت تعد من أروع المدن زمن الهند - الصينية الفرنسية.
عرفت العاصمة أزمنة سيطرة متعاقبة خصوصًا خلال حقبة قبائل الخمير الحمر، ولكنها اليوم تشهد نهضة إنسانية تكشف جمال المدينة وأهلها.
فالأبنية الموجودة فيها تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي، والجادات الرئيسية متجهة من الشمال إلى الجنوب، بمحاذاة جرفي نهري تونليه ساب وباساك.
وتقسم جادة مونيفونغ وسط المدينة العابر بخفة نحو الغرب إلى السوق المركزي حيث يجتمع عدد من الفنادق والمراكز التجارية في القسم الشمالي للجادة.
ويضم المتحف الوطني الذي يعود إلى عام 1920 مجموعة من المجسّمات تعود إلى قبائل الخمير، وتعكس هندسة المتحف المعمارية الأسلوب الصيني في المعمار فضلاً عن أن طلاءه الخارجي باللون الأحمر جعله تحفة مرمية وسط الطبيعة الخضراء.
وعند أقصى الجادة يقع البلاط الملكي وهيكل النقود. أما متحف توول سلينغ Tuol sleng فهو شاهد على بربرية الخمير الحمر.
تضم العاصمة مجموعة كبيرة من النزل وفنادق الأربعة نجوم التي يمكنها توفير غرف مريحة بعشرة يورو لليلة. وفيها العديد من المطاعم ومقاهي الرصيف.

أنغكور Angkor
على مسافة كيلومترات من سيم ربي تقع أنغكور عاصمة الإمبراطورية الخميرية القديمة. وتعد هذه المدينة رائعة من روائع الهندسة المعمارية، مما يجعلها تستحق المكوث فيها خمسة أيام للاستمتاع بالروائع المعمارية المحتشدة فيها والمتماهية مع جمالها الطبيعي.

ولعل معلَم أنغكور فات Angkor vat المهيب وبايون والمدينة المحصّنة أنغكور توم من المعالم الأثرية التي لا يمكن تفويت التجوال بينها.
عند دخول الموقع يجدر الحصول على إذن لتمضية يوم أو ثلاثة أو أسبوع، حيث يمكن المكوث في سيام ريب Siem Reap، وهي بلدة صغيرة مزدهرة تضم مجموعة كبيرة من الفنادق والمقاهي التي يزداد عددها يومًا بعد يوم.
أما السوق المغلق فالتجوال فيه مغامرة جميلة تدخلك في عالم كمبوديا الساحر. يمكن في هذه المدينة استئجار توك- توك أو دراجة نارية صغيرة للتجوال بين المعابد المتناثرة في أرجاء أنغكور.

مدينة سيهانوك Sihanook
بمدينة سيهانوك الشواطئ اللؤلؤية التي تستقطب هواة السمرة من السكان المحليين والسياح. تتميز المدينة بمرفئها والمنتجعات البحرية الممتدة على طول شطآنها. ويعتبر شاطئ أوكشوتيال Occheutual المنبسط عند الشمال- الغربي من أروع الشطآن في البلاد.

أودونغ
على مسافة 40 كيلومترًا شمال العاصمة فنوم بينيه تقع أودونغ التي كانت عاصمة كمبوديا بين القرنين السابع عشر عام 1618 والتاسع عشر عام 1866 وتضم هضبتا المدينة.

فنوم أودونغ مجسمات بوذية جاءت على شكل أهرام، ويقوم عند منخفضها جامع تا سان الموجه نحو مكة الشريفة.

اما الهضبة الثانية فنوم بريه ريش ثروب Phnom Preah Reach Throap وتعني هضبة الثروة الملكية لأنه كما يقال إن أحد ملوك الخمير في القرن السادس عشر خبأ فيها كنزًا.

وتضم الهضبة المدافن الملكية ومجسّمات لبوذا ونصب تذكاري لضحايا الإبادة الجماعية التي تشكل جزءًا من تاريخ كمبوديا.

راتاناكيري Ratanakiri
تعيش في هذه المنطقة الجبلية الواقعة شمال شرق البلاد مجموعة من القبائل التي توفر سياحة بيئية، مما يجعلها مقصد هواة ركوب عربة الثيران Trekking. توفر بانغ لانغ وهي بلدة صغيرة عددًا من أماكن الإقامة والمقاهي، وعلى مسافة خمسة كيلومترات من البلدة تقع المنطقة المحمية ييك لوم Yeak Lom التي تقع فيها بحيرة بركانية تدور حولها الأساطير.

عادات وتقاليد
تتميز تحية الكمبوديين بانحناءة نصفية وكفين مضمومين، أما إذا كانت الإنحناءة شديدة والكفان المضمومان مرتفعين فهذا مؤشر لإحترام كبير. كما من الضروري خلع الحذاء عند دخول أحد منازل الخمير.