سيول عاصمة كوريا الجنوبية...

سياحة, الايقاعات اليابانية, كوريا الجنوبية, أوراق الأشجار, الأسواق, بلد السياحة

31 أكتوبر 2012

كوريا الجنوبية هذه البلاد المتشبّثة بجذورها وخصوصيتها الثقافية التي تمزج بين الكونفوشسية والروح الكورية والإعتزاز بوطنيتها.
لا يزال فن الحياة القديم يساكن الحياة العصرية من دون قلق النمط العصري المنفلت من عقاله.
ريف رائع يزخرف البلاد ويزنّرها ليؤكد هوية كوريا، فأينما ذهبت وأينما تجوّلت في كوريا تجد سحر الشرق الأقصى ينتظرك لتتعقّبه من دون ملل أو كلل.
للوهلة الأولى تظنّ أن الطائرة التي تحلّق بك قد حطّت خطأً في اليابان، ولكنك تكتشف أنك في كوريا الجنوبية المنافس التاريخي لليابان.
فالوجهة نفسها نحو الشرق الأقصى للكرة الأرضية وما عليك سوى التحليق لتكتشف وتتعرّف إلى أرخبيل صغير يسبح في بحر اليابان، من الغرب الصين ومن الشرق اليابان، الجارتان اللتان ما انكفأتا تحاولان السيطرة عليه. وعلى مدى عصور طويلة يقاوم هذا الأرخبيل سابحًا عكس تيار أطماع جارتيه.

سيول
عصرية وعتيقة أصيلة إلى أقصى حدود. هكذا هي سيول عاصمة كوريا الجنوبية التي نفضت عنها أنقاض الحروب وعادت إلى الحياة في خمسينات القرن الماضي.
تقع في قلب الطرق السريعة مما جعلها في عين الحدث، خبأت المعابد التاريخية، والقصور والمعابد الصينية وحدائق غنّاء معمّرة.
بفضل شبكة المواصلات السهلة وثراء الحياة الثقافية فيها وسهولة الحصول على مكان إقامة، صارت العاصمة وجهة سياحية بامتياز يمضي الزائرون فيها إجازاتهم من ألفها إلى يائها.
يخترق نهر هانغانغ سيول من الشرق إلى الغرب، لتمتد على ضفتيه شوارع وأحياء التجوال فيها يُدخلك في متاهة كورية تتمنى لو أنك لا تخرج منها.
جونغ غو هو الوسط التجاري، فيما جونغنو- غو شمال المدينة يحتوي غالبية المواقع الأثرية، وأتائوان جنوب وسط المدينة تنتشر فيه البوتيكات والنوادي الليلية.
يقال إن سيول ما كانت لتكون بهية لولا القصور المنتشرة فيها. أشهر القصور قصر جيونغبوكغونغ Gyeongbokgung يعود تاريخ إنشائه إلى بدايات السلالة الحاكمة يي YI، وقد دمرت غالبية المعالم الـ 500 خلال الغزو الياباني، وأعيد بناؤها في القرن الحادي عشر، وقد تعرّض القصر للتدمير خلال الحرب الكورية ولكن أعيد ترميمه.
يضم القصر معابد صينية تعد الأروع في البلاد، وصالة فريدة من نوعها للعرش الملكي، ذات طبقتين.
كما يضمّ المتحف الوطني الشعبي. فيما حوّل اليابانيون قصر شانغيونغغونغ Changgyeonggung الذي شُيّد عام 1104 إلى متنزه يحتفظ مع ذلك بتذكارات تعود إلى السلالة المالكة غورييو Goryeo مثل الآلات الفلكية، وحديقة نباتية وجسر من الحجارة. وعلى مسافة خطوات محراب جونغميو الذي يخبئ ألواح الأسلاف لـ 27 ملكًا من سلالة يي yiالحاكمة.
زيارة متنزّه تابغول غرب Changgyeonggung هو دخول في ثرثرة تفيض نوستالجيا التاريخ.
هنا الأصحاب القدامى يدردشون ولا يملّون الكلام عن الزمن الذي مضى. فهنا في هذا المتنزه أعلن استقلال كوريا الجنوبية عام 1919.
وقد اتخذ المتنزه اسمه من المعبد الرخامي الموجود فيه.
وفي وسط متنزّه نامسان ينبثق برج سيول ثالث برج في العالم حيث يبلغ إرتفاعه 240 مترًا، الوقوف عند قمته يوفر مشهدًا رائعًا لسيول. ويضم البرج أكواريم وقاعة لألعاب الفيديو.
أما متحف Memorial of the War «مذكّرات الحرب» فتجد بين خطوط مذكراته تاريخ الحروب التي تعرّضت لها كوريا منذ حقبة الممالك الثلاث حتى حرب فيتنام التي شارك فيها الكوريون مع الأميركيين.
أما نامدايمون Namdaemun أي البوابة الكبرى الجنوبية، البوابة الرئيسية للمدينة، وتقع قرب محطة العبارات النهرية، فهي واحة من الهدوء والأناقة في وسط زحمة السير.
ويحملك لوت وورلد Lotte World جنوب النهر إلى عالم آخر، فهو يضم مركزًا تجاريًا كبيرًا مغلقاً ومدينة الملاهي Lotte World Adventure الموازية لديزني لاند.
وتوفر أحياء جانغ- غو وجوغنو- غو أفضل أسواق التسوّق، ويمكن للسياح تمضية إجازتهم في الحي السياحي إيتائيوون Itaewon حيث تنتشر مقاهي الرصيف التي تقدّم كل خيارات المطبخ العالمي، فضلاً عن النوادي الليلية المجتمعة حول محطة سينشون.

عادات كورية
يستند المجتمع الكوري إلى مبادئ كونفوشيوس الذي ظهر في الصين حوالي عام 500 قبل الميلاد، ومن أهم وصاياه احترام العائلة والتفاني لها، وكذلك الأصدقاء. كما ناضل كونفوشيوس لأجل العدالة والسلام والتعليم.
ويظن معظم الكوريين أن الإنتعاش الإقتصادي الذي تتمتع به كوريا في العقود الأخير يعود إلى احترام مبادئ كونفوشيوس. وفي الحياة المعاصرة تظهر الكونفوشسية في العلاقات بين الناس، فمبدأ العلاقات يلزم بالسلوك الجيد: بين السيد والخاضع، الأب والإبن، الزوج والزوجة، الشيخ والشاب، فإذا لم تدخل في إحدى هذه العلاقات فأنت غير موجود.