الخارج شريك الداخل!

أسياخ شوي خشبية, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, الرخام, مفروشات جلدية, مهندس ديكور, المهندس شادي عبد الساتر, برونز

07 مايو 2009

 

الفضول لمعرفة كيف يقوم كلّ مهندس ديكور بتصميم منزله الخاص يكون عادة أقوى من رؤية المنازل التي يصمّمها للآخرين. ويمكن أن تراودنا أسئلة عدة أبرزها، بم يخصّص منزله وما الذي يبتكره لنفسه لا يستخدمه في منازل الآخرين وأي طراز يعتمد؟

باختصار ما هو المحبّب إليه ويعكس نظرته الهندسية الخاصة؟ قادنا فضولنا إلى شقة المهندس شادي عبد الساتر، فاكتشفنا شغفه بالأعمال العصرية البسيطة وحرصه على أنّ ياخذ الخارج قسماً من هندسة الداخل، وهذه العناصر مجتمعة لا يتردّد لحظة في وضعها في المنازل التي يصمّمها إذا طلب اليه، لكن بأسلوب مختلف مع المحافظة على لمسته الخاصة التي تجمع بين أعماله كلّها وتوقيعه الخاص.

على امتداد ٢٦٠ متراً مربعاً تنعم عائلة عبد الساتر بهدوء وبساطة هندسية تعكسان منظراً بانورامياً آخاذاً. فالمهندس عبد الساتر الذي يعمل في مجال البناء إلى جانب الهندسة الداخلية انتقى لنفسه موقعاً على إحدى التلال شمال العاصمة بيروت يشرف على الساحل اللبناني من شماله إلى جنوبه، لذلك جعل المنزل بمستويات عدّة، بحيث لا تنحجب رؤية الخارج عن أي جلسة من الجلسات الثلاث التي تمتّعت جميعها بهدوء وبساطة لافتة.

فقد أعاد عبد الساتر تصميم البناء الداخلي لشقته، فقسمّ جلساتها بالطريقة التي يريد من دون أن يتقيّد بالهندسة السابقة، كما أعاد تقطيع الجلسات وفصل بينها أحياناً بأعمدة ارتدت حلّة من الخشب.

واللافت أنّ أشكالاً هندسية تكرّرت في المنزل، فمثلاً في قاعة الاستقبال ازدان الجدار المواجه بخشب الـ zebrano المموّج وبفجوات ارتدت حلّة من الحرير باللون الاحمر «rubi» وتخلّله قطعة من الرخام المستطيل، كما ضمّ  الجدار من الخشب باباً يقود إلى المطبخ في كلتا الجلستين وجعل الباب وكأنّه جزء من الحائط الخشب، وميّز الباب مقبض مستطيل من الحديد ظهر كأنه قطعة أكسسوار مستطيلة.

فهذه العناصر الثلاثة من الخشب والحرير والرخام تكررّت على حائط غرفة الطعام، لكن اختلف بينهما الأكسسوار الذي استلقى على الرخام للزينة. وقد أنارت هاتين الفجوتين «سبوتات» من الكروم علّقت فوقهما مباشرة.

وللتأكيد على المنظر البانورامي الجميل الذي يطلّ عليه المنزل وضع المهندس في مواجهة قاعة الاستقبال المستطيلة والتي زيّنت جدارها المواجه لجدار الخشب قطع مستطيلة من الجلد باللون البيج، منظاراً للإستعمال والزينة معا حيث يستمتع عبد الساتر برؤية بيروت من علو كما برؤية حركة البواخر على الشاطىء. 

باب المنزل الرئيسي من خشب الـ zebrano أيضاً وضع في إطار من الخشب الابيض واخترق وسطه البرونز والستينلس.

الحائط من الخشب الذي يطالع الزائر في غرفة الاستقبال يقابله إلى اليمين حائط مماثل لعب دوراً مزدوجاً إذ فصل بين غرفة الجلوس والصالون وغرفة الطعام في المقابل، وعلّق عليه جهاز التلفزيون الكبير دون أن يأخذ مساحة خاصة بل جعل كانّه جزء من الجدار.

يقابل هذا الجدار صالون باللونين الأحمر والجلد البني الذي تكرّر في غرفة الطعام، وافترش الأرض الباركيه الذي جعل وكأنه سجادة حدّدها الرخام البيج الذي عكس شفافية أراد المهندس من خلالها أن يظهر قيمة السجاد القوقازي الذي افترش كلّ المنزل برسومه وألوانه المختلفة. وفي وسط الصالون طاولة متميّزة من الخشب والزجاج والكروم من تصميم عبد الساتر الذي تولى أيضاً تصميم كلّ الأثاث.

مساحة المنزل برزت أكثر من خلال مرآة ضخمة احتلّت طول جدار غرفة الجلوس وعكست الجهة الخلفية ووحّدت بين أجزاء المنزل التي اصبحت على تواصل، إذ يمكن للجالس في أي صالون أن يتواصل مع الجالس في الصالون الآخر. وارتفع إلى جانبي المقعد المستطيل مصباحان تصميمهما لافت بحيث ارتفعا على ركيزة مثلّثة من الكروم كتلك التي ترتفع عليها آلات التصوير، وانبعثت منهما الإنارة التي تضفي جواً رومنسياً على الجلسة.

وتقودنا درجتان إلى الصالون المقابل من القماش باللون البيج ازدان بأرائك سوداء، وغابت عن هذه الجلسة كما عن باقي الجلسات اللوحات الزيتية على الجدران لتفسح في المجال للوحات الطبيعية أن تدخل المنزل. ففي هذا الصالون اخترق الجدار لوح من الزجاج عكس المنظر الخارجي وصمّم الستار لهذا الغرض بسيط التصميم باللون البيج الداكن كما في كلّ المنزل.

المواد المستعملة في المنزل اجتمعت كلّها في غرفة الطعام بالإضافة إلى جلد «الليزار» في الدروسوار الفاصل بينها وبين الصالون كما برز في قاعدة الطاولة من الزجاج التي تميّزت بتقطيعها، وقد غاب عنها الرئيس والمرؤوس بحيث وضعت المقاعد بحجمها الكبير كلّ اثنين جنباً إلى جنب، وهي من القماش البنّي تزيّن ظهرها بأكسسوار من الفضّة. ووضع على «الدروسوار» قطعتان من الرخام المربّع استلقى عليها شمعدانان ووضع الرخام هنا تماشياً مع الرخام الذي اخترق الجدار من الخشب.

وقد أعاد عبد الساتر تقطيع الحمامات وجعل حمام الضيوف من الموزاييك بالألوان البنيّ الداكن والأسود والأبيض. أما المطبخ الذي يمكن الدخول إليه من جهتي قاعة الإستقبال وغرفة الطعام فطغى عليه الأحمر والبيج في الخشب والرخام الابيض وتطعّم بأكسسوار من الستينلس.