برامج تلفزيونية

بعد عامٍ على رحيلها 'وردة' تزهر بأصوات مشاركي Arab Idol2 بغياب الضيف المعتاد

arab idol2, قصي خولي, راغب علامة, نانسي عجرم, أحلام, حسن الشافعي, مشاعل, وردة الجزائرية

18 مايو 2013

اكتفى منظّمو Arab Idol2 بحضور الراحلة وردة الجزائريّة الروحي، مستغنيين عن استضافة نجم عربي لإحياء الحلقة التي تميّزت بحضور الممثّل السوري قصيّ الخولي والفنانة السعودية-اللبنانية مشاعل بين الجمهور.

هكذا أزهرت "وردة" بأصوات المشاركين الـ 10، فكانت تحيّة متواضعة من جيلٍ جديد إلى جيلٍ سبقه ممثّلاً بأميرة الفنّ العربي التي لا تزال رغم غيابها قادرة على إسعادنا لأنها ببساطة تعيش في قلوبنا ونفوسنا وفي تفاصيل حياتنا.

الاحتفاء بوردة كان له وقعٌ خاصّ على أعضاء لجنة التحكيم على ما يبدو، فأرخوا أعصابهم وأعطوا ملاحظاتهم بكثير من الحيادية، مشيدين بتطوّر أداء بعض المشاركين وإصغائهم للنصائح، منتقدين بعضهم الآخر من المُقّصرين فنياً وتقنياً شارحين أهمية الإصغاء إلى النقد الهادف من قِبَل المشاركين في سبيل إحراز المزيد من التطوّر في الأداء، وبالتالي الوصول إلى المراحل النهائية من البرنامج والفوز باللقب.

تكريم الراحلة وردة بأداء نخبةٍ من أجمل أغنياتها كان البداية، أما مسار الحلقة فقد طبع بكثير من المفاجآت السارة التي انتقلت من المسرح إلى الكواليس، كالاحتفال بعيد ميلاد نانسي عجرم وعيد ميلاد المشارك اللبناني زياد خوري واستضافة والدة المشارك المصري أحمد جمال الذي لا شكّ أنه يحقّق أمنيته ويأكل الآن من طبخ يديها. 

وبغضّ النظر عن كل ما رافق الحلقة من طرائف ومفاجآت (تجدونها في الكواليس) يبقى الأهمّ أداء المشاركين الذين لا بدّ من الإشادة بتطوّرهم الملحوظ، سيّما أولئك الذين وُجّهت إليهم النصائح الفنية والتقنية في السابق، فالتزموا بها وطبّقوها على أكمل وجه، ما انعكس على حسن اختياراتهم للأغنيات وأدائهم على المسرح. هكذا جهّز المشاركون الذين يقضون معظم أوقات فراغهم في اللهو على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفايسبوك والردّ على معجبيهم، أنفسهم لتقديم أفضل ما لديهم لأن الخطأ أصبح ممنوعاً في هذه المرحلة من البرنامج.

افتتحت برواس حسين من كردستان العراق الغناء بأغنية "أحبك" لسميرة توفيق، فأشادت اللجنة بأدائها وإحساسها العالي ومزجها بين اللغتين الكردية والعربية في الموال والأغنية، وهو ما اعتبره راغب علامة إحدى اللمسات الإضافية التي تدخلها برواس إلى الأغنيات التي تؤدّيها، وعلى الرغم من أن حسن أصرّ أنها غنّت فقط بـ 70% من مقدراتها الصوتيّة إلا أن أحلام اعتبرتها تلميذة مجتهدة جداً وأثنت نانسي على إصرارها رغم تلعثمها ببعض الكلمات معتبرةً أنها فرح البرنامج.

بدورها غنت يسرى سعوف من المغرب "أنا قلبي إليك ميّال" لـ فايزة احمد، فاعتبر حسن اختيارها موفقاً كأدائها "الذي تستحق عليه 10 على 10". كما أشادت اللجنة بحسن إصغاء يسرى للنصائح ولا سيّما التخفيف من "العُرَب"، وهو ما انعكس إيجاباً على أدائها، وقالت لها أحلام إن في صوتها نجاة الصغيرة.

وبمجموعة من أغنيات وديع الصافي، تألّق زياد خوري من لبنان، ليصفه راغب بأنه "قد تفوّق على نفسه تقنياً عبر مساحات صوته الواسعة وامتلاكه لقوة الصوت مع حنّيته، وهي سمة لا تتوفر لدى كبار المطربين". أما نانسي،التي غنّت له happy birthday احتفالاً بعيد ميلاده، فقد آثرت توجيه ملاحظة نقدية تقنية له تختصر بضرورة التخفيف من استخدام "العُرب" في الأغنيات الإيقاعية، للإمساك بذمام الإيقاع. قابلها حسن باعتبار زياد فنان راقٍ ونجاحه لا يختلف عليه اثنان.

أما عبد الكريم حمدان من سوريا، ففضّل هذه المرة أداء اللون الخليجي عبر أغنية "اللي نساك" لـ عبد الله الرويشد، وهو ما أثنى عليه حسن الشافعي الذي كان قد نصحه في الأسبوع الماضي بضرورة تحديد خياراته الغنائية. بدورها وجّهت أحلام نصيحة فنية إلى عبد الكريم بأهمية "تعشيق المقام"، بمعنى أنه لم يشبّع المقام في "العالي وفي القفلات"، كما انتقدت أحلام طريقة تأديته لهذه الأغنية بأسلوب "العتابا والميجانا" ما أفقدها الطابع والإحساس الخليجي.

لقيت سلمى رشيد من المغرب توافقاً من اللجنة على أدائها المتميز لأغنية "زي العسل"، حيث أثنى راغب على "تشبيعها للمقامات، من المقسوم إلى الحجاز والرصد.. وهي مقامات جمعها بليغ حمدي في أغنية واحدة". أما نانسي فأشادت بتطوّر سلمى فنياً، وهو ما أكّدته أحلام التي شكرت لـ سلمى التزامها بالنصائح التي وُجِّهت إليها في السابق، فابتعدت عن الحدّة في الغناء وأضافت الحنّية إلى صوتها القوي.

وبأغنية من الفلكلور العراقي، أشعل مهند المرسومي من العراق المسرح، لكن ذلك لم يشفع له لدى راغب الذي انتقد فيه ارتباكه في الموّال، ما أثر سلباً على "القفلات"، مؤكّداً أن "إتقان القفلات في الموّال هو ما يشير إلى قوة المطرب وتمكّنه".

ونزولاً عند رغبة راغب غنّى أحمد جمال من مصر أغنية "روح حبيبي"، فنال إشادة اللجنة على تمكّنه من أداء اللهجة اللبنانية التي غالباً ما يجدها الفنانون المصريون صعبةً. كما أشاد حسن، الذي بدا عليه التأثّر الشديد بغناء أحمد، بقوة صوته ودفئه و"حنّيته" لدرجةٍ أنه شخصياً "لا يستمع إليه بداعي التقييم بل بداعي الاستمتاع والسَلطَنة والطرب".

اختيار الغناء للعملاق محمد عبد الوهاب جرأة اختارها فارس المدني من السعودية الذي غنّى "قلّي عملّك ايه"، فنال استحسان راغب الذي وصفه بـ "المطرب الجيد"، وكذلك أحلام التي أشادت بإحساسه العالي وأقامت مقارنة بين صوته وصوت زياد قائلة "صوت زياد يشقّ الأرض، أما صوت فارس فيشقّ القلب". أما حسن فنصحه بمحاولة إيجاد شخصيّته الفنية وهويّته الغنائية الخاصة، فيما إذا أراد أن يُثبّت قدمه في عالم الغناء مستقبلاً.

من جانبها اختارت فرح يوسف من سوريا أن تغني "خارج السرب" بحسب تعليق راغب علامة، فاختارت أغنية شعبية قديمة هي "ناديتك والدنيا ليل". وعلى الرغم من ثناء راغب على غنائها بدون أخطاء، إلا أنه أعرب عن تفضيله لسماعها في الأغنيات الطربية. أما أحلام فقد انتقدت أداء فرح للموّال الذي لم يكن موفّقاً، وغاب عنه الإحساس والأنوثة في "المغنى". وختم حسن الجدل بوصفه صوت فرح بأنه "كبير بقوّته وكريم بإحساسه".

مسك الختام كان مع محمد عساف من فلسطين الذي قدم موالاً للبنان وأغنية "الزينة لبست خلخالا" لـ سمير يزبك، فأشعل المسرح بصوته القوي وأدائه الحماسي وإحساسه العالي، لتتّفق اللجنة بالإجماع على إبداع عساف من حيث الصوت والحضور والأداء. ما دفع حسن إلى وصف صوته بـ "التيونر" أو "المسطرة الموسيقية" التي تُضبط وفقها الآلات الموسيقية! قائلاً "صوتك يشقّ الصخر" ما دفع نانسي إلى التعليق وباللهجة الخليجيّة نزولاً عند رغبة أحلام "صوتك يشقّ القلب ويشقّ الصخر، ويشقّ الأرض".

CREDITS

تصوير : استوديو دافيد عبدالله