الدرج منحوتة تزين فضاء الأمكنة..!

جديد الديكور, صالون إستقبال, ديكور عصري, قاعة /صالة / غرفة جلوس, الأدراج, صعود السلالم , الطراز الكلاسيكي, حديد مزخرف, طراز حديث, عمارة معاصرة

18 أغسطس 2009

 كان في البداية، عنواناً للأبهة والفخامة وعلامة للثراء. ثم دخل بعد ذلك الى المنازل والشقق الصغيرة، ليستقر كعنصر أساسي من عناصر العمارة المعاصرة.
ولا تقتصر وظيفة الدرج - كما يتصور البعض - على كونه يوفر لنا التنقل بين الطوابق والدور، بل هو اليوم يشكل عنصراً أساسياً من عناصر العمارة المعاصرة، بالاضافة الى الدور الذي يلعبه في ديكور المنزل. حيث أصبح يستجيب لكل الطرز والأساليب، ويلبي جميع الأذواق والأمزجة.
ومن أجل ذلك انصبت جهود المهندسين والمصممين عليه، لتنتج ابتكارات في غاية الروعة والجمال. وكان لتنوع المواد الجديدة، دور كبير في الدفع باتجاه أشكال وألوان للدرج غير مسبوقة.
بل ان اهتمام بعض مهندسي الديكور بالدرج وصل الى حدّ وضعه في واجهة التنسيق الداخلي، كما فعلت مؤخراً المهندسة العالمية «اندريه بوتمان» في واحد من مشاريعها الرائعة. فجاء الدرج أشبه بالعقد الذي يحلي عنق المكان.
ولأنه العمود الفقري للمنزل، فهو يستأهل كل الانتباه والاهتمام، ليس فقط من خلال اختيار الشكل، وإنما أيضاً من خلال اختيار المواد والألوان، ولن ننسى قبل أي شيء الموقع والمكان.
وبعد أن كانت مادته - ولزمن طويل - هي الأحجار الطبيعية، المقصبة والمنحوتة بأشكال هندسية صارمة، فإن تنوع المواد وتطور الصناعة، فتحا أفاقاً لا حدود لها في هذا المجال. فالدرج يتكوَّن اليوم من الأخشاب والمعادن والزجاج والبلكسي غلاس، ولا ننسى بالطبع الباطون المسلح، أو الباطون مسبق الصب والإعداد.

 ولأن موضوعنا هذا ينحصر في الدرج الداخلي، فإنه مهما تنوعت مواده وأشكاله وألوانه، يبقى وجوده مشروطاً بعدد من الأسس والقواعد التي لا يمكن اهمالها:

 أولاً: الوزن أو الثقل

اليوم تتجه الميول نحو الخفة. و الدرج الضخم  يعيش أيامه الأخيرة بأشكاله الممتلئة والثقيلة. فنحن اليوم نفضل الحرية، الفضاء، الشفافية والضوء. ولأجل هذا، نختار في الغالب الهياكل المعدنية، والدرجات الزجاجية. وال «البلكسي غلاس». فدرج من البلكسي غلاس - مثلاً - هو الشفافية. ومع بنية من الألمنيوم يميل الى الخفة، ومع اضاءة مدمجة في دعائمه، يوفر - في الليل - اضاءة ساحرة. هذا الصنف المميز، نطلبه ونبحث عنه دائماً. درجات من الزجاج مع أنابيب مشعة، أو درجات من الباطون الأملس من دون أن نرى الهيكل، لأن الدرجات بكل بساطة مثبتة فوق دعامات معدنية.

ثانياً: الراحة

نعم، يجب أن يكون الدرج جميلاً، ولكن نريده أيضاً مريحاً. وهذا يخضع - بداية - للمكان الذي ننوي وضعه فيه، ثم وبصيغة حسابية يعرفها كل المعماريين: ارتفاعان للدرجة + عمق = ٦٠ الى ٦٥ سم. الشعور بالراحة يتأتى _ أيضاً -  من عدد الدرجات، عمق وإرتفاع كل درجة. وعمق الدرجة هو بين ١٨-٢٠ سم في المتوسط، وإرتفاعها بين ١٨-٢١ سم.

وإنطلاقاً من هذا يمكن بعدها أن نقوم بما نريد. على أن التأكد من عمق الدرجة ينبغي أن نعطيه الاهتمام الأكبر، فعليه يتوقف الاحساس بالراحة بشكل كامل.

ثالثاً: معايير الأمان

يجب الا ننسى أبداً أن الدرج ينبغي أن يكون محمياً، خصوصاً مع وجود أطفال في المنزل. من أجل ذلك ينبغي أن يكون له «درابزين» بإرتفاع متر على الأقل، وأن تكون المسافة بين القضبان ضيّقة، بحيث لا تتيح للطفل أن يمرر رأسه بينها.

وبشكل عام فإن الدرجات المستقيمة أكثر أماناً من الدرجات اللولبية. وأيضاً، فإن الدرجات التي يتم تثبيت بعض «الحواجز» على حوافها تقي من الانزلاق، وتُصْنَع هذه الحواجز من مواد متعددة، منها الكاوتشوك، أو الألمنيوم، أو «الأينوكس» ويمكن أيضاً لدرجات من الباطون، معالجة بطريقة خاصة أن تقي من التزحلق أو الانزلاق. 

رابعاً: التكلفة أو الأسعار

تكلفة الدرج بشكل عام تراوح بين ١،٥٠٠ الى ٢٠،٠٠٠ دولار. مروحة أسعار بالغة التنوع، تبعاً لخياراتنا. بين درج بسيط، يمكن شراؤه من المحلات الكبيرة، ومعه «خارطة» للتركيب قطعة، قطعة، أو درج أكثر تعقيداً، نطلبه بمقاسات خاصة، مع مواد أصلية. أيضاً يمكن لنا أن نشتري درجاً قديماً، من طراز معين، وأسلوب محدد. وخلافاً لكل تصور، يمكن في أحيان كثيرة أن نجد درجاً قديماً في محلات بيع «الأنتيكة» بسعر أقل مما نجده في المحلات الأخرى. ففي فرنسا - مثلاً - يمكننا شراء درج يعود الى القرن التاسع عشر بمبلغ ١٠٠٠ يورو. بالتأكيد هذا السعر يزداد إرتفاعاً كلما أوغلنا في تواريخ أقدم.

وبعد الأخذ في الحسبان هذه المعايير، يمكننا الأنطلاق مع مخيلتنا بإتجاه العوامل الجمالية التي تضيف الى المكان الكثير مما لا يمكن تصوره. ففي كثير من المساحات الداخلية، يتحول الدرج الى ما يشبه المنحوتة الحديثة التي ترفد الأمكنة بمسحة فنية تبقى تأثيراتها كامنة في النفس أبداً.