تصاميم Jeff Leatham للمناسبات

مهندسة ديكور, ديكور عصري, تجنب الألوان الكثيرة, وردة الجزائرية, طاولات المائدة, ماء الورد

22 يناير 2013

هي الآن ليست مجرد عناصر للزينة لتجميل الأمكنة وإضفاء البهجة والفرح على المناسبات السعيدة والأعياد فحسب، بل أصبحت الأزهار الطبيعية، و بفضل مخيّلة العديد من المبدعين، أدوات تعبير خلاقة، يسطرون من خلالها أجمل التعابير ويكتبون أرق الألفاظ والمفردات ويرسمون من خلال تنسيقاتها البديعة أجمل اللوحات وأكثرها تأثيراً في النفس.
وحين
نقول لوحات، فإن الأمر يتجاوز الحد اللفظي ليتصل بتيارات وأساليب وميول وأمزجة، بمناهج وطرق تجعل من الأزهار عالماً يتسع بإتساع الأحلام ويتمدد بتمدد الرغبات والأماني.
ولعلّ
التحدي الأكبر في عالم الأزهار هذا، يتمثل في التعامل مع آنيته، ليس بمعنى البحث عن حلول فقط لتجاوز عقبة الموقّت والذي تفرضه طبيعة الأزهار الطبيعية وقصر عمرها وهشاشتها، ولكن في كيفية ابتكار أساليب جديدة، تجعل من الذاكرة شريكاً في فاعلية الحضور المستمر لأجواء الفرح والسعادة، بعد أن تغيب عن الأنظار مشاهد التنسيقات الرائعة.
وهكذا
أصبحت الذاكرة تشكل امتداداً حيوياً لمجموعات تنسيقات الأزهار الطبيعية المبتكرة، حيث يتنافس المبدعون في تطوير أساليبهم لتحاكي ليس فقط أذواق الأخرين وأمزجتهم ولكن أيضاً لتتلاءم وأجواء الحياة المعاصرة.

تجدّد
بفضل هذا التنافس تجددت ملامح الأزهار الطبيعية، واكتسبت رشاقة وجاذبية جديدتين، خرجت بهما عن إطار الموائد والأركان، لتقلب المعايير المعروفة في مجال التنسيق، وتخرج عن إطار الباقات التقليدية، وتمنح لنفسها أدواراً جديدة، تقترب بها الى أجواء التحف.
فإذا بها تتمرّد على الأواني الفاخرة، وتتحرر من قيود الكريستال والسيراميك، لتنتشر في فضاءات الأمكنة مثل نسمات ناعمة تلطّف الأجواء وتنثر فيها طلائع الفرح والابتهاج. ولعل الأكثر إثارة في هذه العملية، هو المزج البديع بين أصناف الأزهار والمزاوجة الرائعة بين تنويعاتها الأخاذة.
فنرى الأزهار التقليدية تتجاور مع الأزهار الهجينة وتتآلف مع الأزهار الأكزوتيكية الساحرة، أو تعيش المواجهات السرية البديعة بين أزهار القرطنسية الكبيرة والأوركيديا الناعمة.
أشكال وألوان تعزز حضور الفرح وتدعم أكسسوارات المناسبات، كالشموع والفوانيس وغيرها مما تزخر به أمكنة الاحتفالات.
لقد أصبحت الأزهار البطل في سينوغرافات خاصة، ثرية في تشكيلاتها ومفعمة بجماليات لا تقارن.
تشكيلات غير مسبوقة، لم يكن لها وجود قبل ان يبادر المصمم العالمي الموهوب Jeff Leatham الى تحقيقها. فهو يطرح أسلوباً جديداً من المقاربات الزخرفية والتعابير بواسطة النباتات والأزهار.
أسلوب يكشف رؤية عصرية تتناغم برقتها وشاعريتها ليس فقط مع طبيعة الأزهار، وإنما أيضاً مع طبيعة المناسبة.
وهو لا يتوانى عن ابتكار الكثير من التقنيات لوضعها في خدمة التصميم من أجل تحقيق مزيد من السحر والفتنة.

فثمّة رافعات تستند اليها التنسيقات وأواني الأزهار المربعة الشكل والمستطيلة الكبيرة الزجاجية الشفافة أو الملونة الداكنة والتي تساهم مع أكسسوارات من المرايا العاكسة للأشكال والأضواء وفنون المائدة المصنوعة من البورسلين الراقي والكريستال والفضة في تعزيز المشهد لينبض بإيقاع حيوية مثيرة تتجاوز الوصف والتعبير.

وهنا نتوقف عند العديد من المشاهد التي تتوالد من إنجازات جيف الرائعة والتي يسير فيها التنسيق بأشكال غير محددة وصياغات لا تتكرر من جو إلى آخر، وفيها يترك للطبيعة النباتية التعبير عن ذاتها بأساليب مختلفة من التشكيل حيث تتجمع الباقات أو تنهمر متدفقة مثل شلال ألوان باهر مضيء، أو تتوزع فوق الموائد بإنسجام تام أو تتكدس في أناء شفاف تتوق للانفلات أو تندس بين أغصان النباتات الغريبة لتشارك الزنابق الأرجوانية لعبة الاغواء... سيناريوهات كثيرة، مدهشة تصعّد المشهد الى أعلى مستويات الانفعال العاطفي والحسي والمرئي.
تقترب من الحلم تارة ثم ترتد لتداعب الواقع تارة أخرى، في عملية سرية تستهدف التحالف مع الذاكرة أملاً في تخطي الموقت.

إبداعات المصمم الأميركي جيف لا تتوقف عند حد. فهذا الفنان المبدع، العالمي الانتشار، والذي دخل صدفة عالم تنسيق الأزهار، بعد ان كان يخطط ليكون عارضاً للأزياء، استطاع في فترة قصيرة من ابتكار أولى باقاته أن يحتلّ موقعاً متقدماً كمدير فني لفندق «فور سيزونز» الذي يعدّ أرقى الفنادق الباريسية والأوروبية، خصوصاً أنه ينسّق زينة مداخله وصالاته وموائده الفاخرة بأجمل أنواع الزهور وبأشكال ومواضيع أسبوعية مختلفة.

جيف يدين بنجاحه لحسه الفني الرفيع وموهبته الخلاقة المميزة والقادرة على التعبير بخصوصية ملفتة، فهو لم يدخل يوما مدرسة للتدريب على فن تنسيق الأزهار ولا تدرّب على يد فنان آخر، وانما انطلق بعفوية مثيرة ليبتكر لنفسه نهجا جديدا غير مسبوق في هذا المجال، يخرج فيه عن كل قوانين الموضة وقواعدها ليخلق موضة عصرية بامتياز أصبح الكثيرون من الفنانين العالميين يحاولون تقليدها.
فهو أول من عمل على التشكيلات الكبيرة الحجم والأواني العملاقة والتي تحتضن داخلها باقات مائلة الى جانب الإناء أصبحت اليوم رمزا من رموز أسلوبه، إضافة الى تلك الميكروسينوغرافيا التي ينفذها من خلال تنسيقاته الخاصة بالموائد والتي لا تقلّ سحراً وابداعاً عن تشكيلاته الكبيرة، فهو يختار لها مزيجاً غير منتظر من أنواع الأزهار من التوليب والورد الجوري والزنابق المتعددة الأنواع والألوان والعطور، الى جانب زهرة القرطنسية المفضلة لديه لحجمها الكبير وألوانها المدهشة وقدرتها الواسعة على التغطية والاندماج مع أزهار أخرى، خصوصاً الأزهار الإكزوتيكية والتي يكثر جيف استخدامها لما تبعثه ألوانها الساحرة من أجواء رشيقة ومثيرة، أجواء تزيدها أضواء الشموع واكسسوارات المائدة الفاخرة رونقاً وسحراً جديداً، حصد بفضله الكثير من المشاريع التزيينية على المستوى العالمي الراقي والتي كان من بينها تنسيقه لزينة زفاف ابنة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، إضافة الى العديد من مناسبات نجوم السينما والفن والموضة وشركات العطور ومنازل بعض من نجوم المجتمع المخملي.

وكل ما يهمه في تصميم أي من تلك المشاريع، هو ابتكار حلول أنيقة لتزيين الفضاءات وخلق أجواء فيها تشبه الحلم الذي تحوّله مخيلته البارعة الى حقيقة.