Home Page

'بسمة' جمعية تطوعية أهلية

السينما السورية, مركز سرطان الأطفال, جمعية أهلية, جمعية بسمة

29 أبريل 2009

«بسمة» جمعية تطوعية أهلية تدعم الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم خلال فترة العلاج وتشمل نشاطاتها جميع المحافظات السورية. أبصرت النور أخيراً لترتسم على وجوه متألمة تتوق للإشراق، فولجت دنيا المرض بعد أن تبلورت رسالتها الإنسانية في التصدي لتصدّع عائلة سورية طرق بابها مرض سرطان الأطفال. «لها» إلتقت رئيسة الجمعية ميّا أسعد التي سردت تفاصيل تأسيسية ومجموعة تحديات مادية وإجتماعية وسعي «بسمة» لتخطي عقبة الإمكانات الطبية المحدودة.

- من هي «بسمة»؟
  في نهاية 2003، كنت أقوم بزيارة لإبنة صديقتي في مستشفى الأطفال في قسم أمراض الدم والأورام في الشام، وقد ذهلت من واقع هؤلاء الأطفال المأساوي، وشعرت بالحزن والخوف في عيونهم. ظل يساورني في الأيام اللاحقة شعور يدفعني إلى متابعة أوضاعهم لتحسينها. وكانت فكرة «بسمة»، مشروع جمعية مساندة للأطفال المرضى وعائلاتهم طوّرته بالأبحاث والإستفادة من خبرات مشاريع مماثلة في لبنان والأردن ومصر واليونان وألمانيا. كنت على الدوام أجدني مكبلة اليدين كون مستشفى الأطفال هو الوحيد الذي يشخص ويعالج سرطان الأطفال ويعاني من ضغط هائل. أسسنا فريقاً مع متطوعين كنت أزور معهم لقطاء سوريين وبتنا نزور مستشفى الأطفال أسبوعياً حتى نهاية سنة 2004 للمساندة المعنوية. لكننا أيقنا لاحقاً أن ما نقدّمه لا يكفي. فأطلقنا مشروعنا في ابريل/نيسان 2006 الذي يعدّ خططاً وبرامج إنسانية متكافلة مع هذه العائلات. ولدينا اليوم مجلس إدارة وسبع لجان متخصصة في مجالات عدة وتملك إستقلالية تمكنها من العمل بشكل أوسع.

-ما هي أبرز المعوقات التي تواجه رسالتكم الإنسانية؟
لا مراكز تخصصية تستقبل الأطفال المصابين بمرض السرطان، فمستشفى الأطفال هو مركز عام  وهو الوحيد في سورية الذي يعالج هذا المرض، ومجهّز ب34 سريراً فقط لكل أطفال سورية الذين لا يحصلون على فرصة عادلة في تلقي العلاج. نطالب على الدوام بإنشاء مراكز تخصصية في المحافظات ونتواصل مع الجهات الحكومية المختصة التي تتعاون معنا وتقدّم التسهيلات. هدفنا الكبير والبعيد هو إنشاء مركز تخصصي نموذجي يصار لاحقاً إلى تكرار تجربته في باقي المحافظات، وهذا المركز مشروع كبير بحاجة إلى فريق طبي متخصص، فالطفل السوري يعالج في العيادات عند إختصاصيي سرطان الكبار بينما سرطان الأطفال إختصاص مختلف تماماً. وهذه مشكلة تطرقنا إليها مع أطباء سوريين في الخارج وطالبناهم بالعودة إلى الوطن للإستفادة من خبراتهم وإنقاذ حياة الطفل المصاب بالسرطان الذي يعاني من مرضه ومن تواضع الموارد والإمكانات الطبية، ففي الدول المتطورة نسبة الشفاء  من هذا المرض عالية جداً وتتجاوز الثمانين في المئة.

- كيف تساند «بسمة» الواقع الصحي والإجتماعي والمادي للأطفال المصابين بالسرطان؟
منذ التأسيس أخذنا على عاتقنا تأمين الدواء مجاناً لكل الأطفال، فالمساهمة المجانية الكبيرة التي يقدمها مستشفى الأطفال لا تغطي كلفة الدواء التي تبقى حملاً ثقيلاً على كاهلهم خصوصاً أن البعض  لا يقوى على دفع أجرة الطريق. كما نؤمن السكن للقادمين من محافظات بعيدة الذين يضطرون إلى النوم في الحديقة الخلفية للمستشفى غالباً. وهذا تغطيه التبرعات التي نحصّلها عبر سياسة تمويل واضحة من خلال زيارات نقوم بها إلى رجال أعمال أو المشاركة في المعارض التي نحضرها أو ننظمها، وقد حضرت السيدة الأولى أسماء الأسد أحدها حيث بيعت لوحات رسمها الأطفال أنفسهم من على سرير المرض، إضافة إلى العشاء الخيري الذي نقيمه سنوياً لجمع التبرعات التي نعلن عنها وعن المشاريع التي تمولها لكسب مصداقية المتبرّع والمجتمع. شعار السنة الماضية كان «سرطان الأطفال مرض قابل للشفاء» وكان تصحيحياً للمفهوم الخاطىء (مريض السرطان ينتظر الموت) لإعادة إحتضان هذا الطفل وإنقاذه. وتحمل إستمارة التبرّع عبارة «لا تحزن عليهم، تبرع لتنقذ حياتهم»، وهي توزع في إطار حملة تعطي المتبرع حرية إختيار سبل المساعدة عبر أربعة صناديق : صندوق أصدقاء (التبرع بشكل دوري للصندوق العام)، صندوق كفالة علاج طفل، صندوق دعم الأهالي (تكاليف السكن)، والمعيشة للأهالي الوافدين إلى دمشق). ولدينا حسابات في ثلاثة بنوك (العربي، بيبلوس، عودة). الحملة الكبرى كانت في 15 شباط 2008 من العام الماضي (اليوم العالمي لسرطان الأطفال) وكنا للمرة الأولى في سورية نحتفل بهذه المناسبة، وقد عرّفنا عن أنفسنا أمام الإعلام والمجتمع لإيصال رسالة هؤلاء الأطفال فلا تبقى رسالتهم «مهمّشة». إلى جانب الدعم المادي، نخفف من معاناة الأهل بمؤازرتهم حتى بعد إتمام مرحلة علاج الطفل، وقد وظفنا راعيات لا يفارقن الأطفال حرصاً على راحة الأهل والطفل على حد سواء.

- إلى أي مدى تشددون على تقويم النظرة المجتمعية إلى الطفل المصاب بالسرطان؟
نعمل كثيراً على الجانب التوعوي لكي يتبنى المجتمع هذا المرض، فهناك من يخاف الإقتراب من الطفل المصاب بالسرطان «لئلا تنتقل إليه العدوى». هذا مفهوم خاطىء ومؤذٍ نعمد إلى تقويمه، ففي حقيقة الأمر يجب أن نخشى على هذا الكائن من أنفسنا لأنه ضعيف المناعة. يبذل متطوعونا في لجنة التوعية جهداً في رفع وعي أهل الطفل والمجتمع حول هذا المرض في ظل غياب المعرفة الدقيقة والحقائق حول إنتشاره، وقد أصدرنا مطويات ونشرات عدة لشرح تفاصيل مبسطة ومفيدة عن مؤشرات هذا المرض وكيفية التعامل معه، كما ننظم جلسات توعية ونؤكد عدم إغفال الزيارات الدورية لدى الطبيب. شعارنا لهذه السنة هو «سرطان الأطفال قضية مجتمع... لكل منا دور»، وقد صممنا روزنامة لشهر شباط/فبراير توجهنا بها إلى القطاع الخاص الذي تبنى جمع ريع الأيام ال28، كما سنعرض فيلم رسوم متحركة في  صالات السينما في هذا الشهر يعود ريعه لهؤلاء الأطفال. نحاول إشراك جميع الفئات العمرية في مساعدة هذا الطفل على إجتياز محنته.

- هل وجدتم صعوبة في إثبات وجودكم الإنساني باعتبار أنكم خطوة أولى ووحيدة في مجال نشاطكم؟
  نحاول الوجود في مناسبات عدة للإحتكاك بالصحافة. نظمنا مسيرة في ثلاث محافظات (الشام وحمص وحلب)، كما سافرنا في مارس/أبريل الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث قابلنا الجالية السورية وتم تنظيم عشاء خيري لجمع التبرعات. وقد رحّبت «الجمعية السورية الأميركية الطبية» بنشاطنا وتتواصل معنا عبر تقديم المساعدة والإستشارات. وأود أن أنوّه بأن السيدة الأولى أسماء الأسد تدعم مشروعنا كما تدعم الجمعيات الأهلية الأخرى، وهي تتابع أخبارنا وتطلب رؤيتنا باستمرار، كذلك الحكومة السورية منحتنا أرضاً لتشييد مركز تخصصي نحن بصدد دراسة تفاصيل إنشائه.

- تقرون أن الخدمات الطبية المتوافرة جد متواضعة، ما هي الخطوات والبرامج التي تعملون على إنجازها أو إستقدامها لتسخيرها في خدمة الطفل السوري؟
  نؤمن بأن الحكومة في حاجة إلى المجتمع الأهلي للنهوض على كل الصعد. بدأنا مشروعنا ب12 متطوعاً ونحن اليوم تسعون. نعمل حالياً على تجهيز وحدة جديدة خاصة بأورام الأطفال في مستشفى البيروني الجامعي بسعة 16 سريراً ويتم حالياً إنهاء مراحل التحضير لهذه الوحدة التي شملت إعادة تشكيل البنية الهندسية وتهيئتها بما يتناسب مع حالة الأطفال المرضى. وقد تمكّنا من تمويل هذا المشروع بدعم من شركة Gulf Sands Petroleum، ويتضمن المشروع تأمين الكوادر اللازمة طبية وغير طبية. من جهة أخرى، نتطلّع إلى إخضاع الطفل المصاب بالسرطان لعلاج الموسيقى بمساعدة الدكتور وسيم القطب لما له من اثر إيجابي في خفض هرمون الإكتئاب (كورتيزول)، كما يخفض الشعور بالألم  ويساعد على تنشيط مناعة الجسم، وهو داعم للعلاج الدوائي. وندرس حالياً كيفية إستقدام العلاج بالضحك المطبق في مركز الحسين لأطفال السرطان في الأردن.

- كلمة «بسمة» الأخيرة...
  لا يزال الطريق طويلاً. هناك الكثير من العمل والجهد لا بد أن يبذلا لكي تستمر «بسمة» في تحقيق أهدافها. «بسمة» قامت على المتطوعين والمتبرعين داخل الوطن وخارجه على إختلاف مواقعهم، فهم كانوا ولا يزالون الركيزة الأساسية التي نستند إليها ومعهم يمكننا إحراز المزيد من التقدّم والعطاء الإنساني.

مجلة "لها" توصي بالتبرّع للجمعية على الحسابات التالية:
- البنك العربي/ سوريا (فرع أبو رمانة)- رقم الحساب: 25078
- بنك عودة / سوريا (فرع أبو رمانة)- رقم الحساب: 01869
وجزاكم الله خيراً