انهيار المتهم وارتياح والدي الضحيتين

تحقيق, ليلى غفران, جرائم, محاكمات

18 مايو 2009

قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله باجماع الآراء بإحالة أوراق محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي (19 عاماًً- حداد) المتهم بقتل هبة العقاد ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين الى فضيلة المفتي مع استمرار حبس المتهم الى حين تنفيذ الحكم.

وحددت المحكمة جلسة 17 حزيران/يونيو المقبل للنطق بحكم الإعدام بحقه عقب ورود رد فضيلة المفتى.

وعقب نطق المحكمة بقرارها تعالت صرخات عدد من أقارب المتهم، وأصيب والده بحالة اغماء تم نقله على اثرها إلى المستشفى، فيما أصيب المتهم بحالة من الصدمة، وطلب من الاعلاميين الذين كانوا موجودين بكثافة بقاعة المحكمة تركه والابتعاد عنه وعدم تصويره.

وتلفظ المتهم بسيل من السباب والشتائم والالفاظ النابية بحق جهات التحقيق والنيابة العامة، مؤكداً أن الاتهامات الموجهة بحقه ملفقة، وانه لم يرتكب جريمة قتل المجني عليهما هبة العقاد، ونادين خالد جمال الدين.

من جانبه، أكد أحمد جمعه، محامي المتهم عزمه التقدم بطعن بالنقض على الحكم عقب الاطلاع على ردود المحكمة على دفاعه التي أبداها خلال جلسات المحاكمة، خاصة في ما يتعلق بالطعن على تزوير محاضر المعاينة التصويرية التي تظهر تمثيل المتهم كيفية ارتكابه لجريمته، معتبرا أن الحكم جاء قاسياً للغاية بحق موكله الذي - بحسب كلامه - يستحق البراءة.

وأعرب خالد جمال الدين والد المجني عليها الأولى نادين عن ارتياحه للحكم، مؤكدا أن اعدام المتهم هو القصاص العادل والجزاء الذي يستحقه، فيما أشار إبراهيم العقاد والد المجني عليها الثانية هبة إلى انه كان مطمئنا من نزاهة وعدالة القضاء، وأن دماء ابنته لن تذهب سدى.

وكانت النيابة العامة قد طالبت ابان المحاكمة التي استغرقت ثماني جلسات، بتطبيق عقوبة الاعدام شنقا بحق المتهم، مشيرة إلى أنه ارتكب جريمة القتل بحق الضحيتين نادين وهبة بركنيها المادي والمعنوي من غير سبق اصرار أو ترصد، مقترنة بالسرقة.

وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قد وافق على إحالة محمود عيساوي المتهم بقتل المجني عليهما هبة ونادين للمحاكمة الجنائية في ضوء اعترافه التفصيلي أمام النيابة بارتكاب الجريمة، وقيامه بتمثيل ارتكابه لجريمته ابان المعاينة التصويرية التي أجرتها النيابة.

وجاء في التحقيقات أن المتهم المذكور اختبأ ثم دخل إلى الفيلا التي كانت الضحيتان موجودتين في داخلها بحي الندى بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر، حيث قام بقتلهما وسرقة تليفوني محمول ومبلغ 400 جنيه.

وأوضحت تحقيقات النيابة العامة في القضية أنه من بين الأدلة المادية على ارتكاب المتهم محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي للجريمة، أن النيابة في بدء مباشرتها للتحقيق مع المتهم تبين لها وجود دماء على ملابس المتهم ، فقامت بتحريزها وإرسالها إلى الطب الشرعي الذي أثبت وجود تلوثات دموية عليها تطابقت مع البصمة الوراثية للمجني عليهما هبة ونادين، وكذلك تلوثات دموية من الخلف تطابقت مع البصمة الوراثية للمتهم إثر لدغه ببرغوث، وهو ما أكد أن هذه الملابس خاصة به وأنه ارتداها أثناء ارتكابه للجريمة.

كما كشف المعمل الجنائي أن عينة الدماء التي عثر عليها على السور الداخلي للحديقة المطلة على الفيلا «مسرح الجريمة» وعلى غصن الشجرة المجاورة للفيلا هي دماء المتهم وليس سواه.

وجاء من بين الأدلة على ارتكاب المتهم للجريمة أيضاً، أن والد نادين كان أبلغ النيابة بأن الهاتف المفقود الخاص بابنته ماركة (نوكيا 1200) فضي اللون، وأن نادين كانت تستخدمه على خط اتصالات «زين» السعودي وأعطى للنيابة الرقم المتسلسل الخاص بالهاتف والذي تم من خلاله تتبع الهاتف حيث تم الكشف عن أن مستخدمه شخص يدعى محمد ضرغام ، وأنه استخدم الشريحة الخاصة برقمه من داخله ، حيث تم القبض عليه واعترف بأنه أخذ الموبايل من المتهم محمود عيساوي مساء يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو يوم ارتكاب الجريمة نفسه.