إلقاء القبض على نصاب

مشكلة / مشاكل إجتماعية, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, نصب وإحتيال

26 يونيو 2009

قضت الغرفة الجنحية التلبسية بمحكمة مراكش الابتدائية أخيراً، بالحبس النافذ سنتين ونصف السنة مع أداء غرامة مالية قدرها 3 آلاف درهم، لتنهي بذلك مسيرة نصاب جديد في عالم المحتالين، كان يوهم ضحاياه من الفتيات برغبته في الزواج، ليسرق أموالهن وحليهن. فقد لجأ كمال إلى عملية النصب والاحتيال بعد توقفه عن العمل، وتطليقه من زوجته، التي لم تعد قادرة على مواصلة العيش معه، بسبب ظروفه المادية الصعبة، اختار الفتيات الراغبات في الزواج لسهولة الإيقاع بهن، بعد إيهامهن برغبته في الزواج وتقديم نفسه على أنه مسؤول كبير بإحدى الشركات الأجنبية، وهو ما سهل عليه طريقة النصب والاحتيال على ضحاياه في عدد من المدن المغربية، خاصة مدينتي وجدة وتاوريرت شرق المغرب.

وثائق مزورة
قرر كمال، المنحدر من مدينة الدار البيضاء، التوجه إلى مدينة مراكش للبحث عن ضحية من الفتيات الراغبات في الزواج، فتعرف إلى نادية لأول مرة في الشركة التي تعمل بها بالحي الصناعي بسيدي غانم، وأكد لها أنه يرغب في اقتناء بعض الكاميرات ولوازمها من الشركة التي تشتغل فيها.
وبعد مرور أسبوع على اللقاء الأول، اتصل كمال هاتفياً بنادية، وحدد معها موعداً لتتناول معه وجبة الغداء بأحد المطاعم بحي جيليز، وعرض عليها فكرة الزواج بها وبعد مغادرتهما للمطعم أخبرها بحصول عطب بهاتفه المحمول فسلمته هاتفها المحمول، وادعى أيضا ضياع حافظة أوراق نقوده فسلّمته مبلغ 150 درهما كسلف وانصرف إلى حال سبيله.
اتصل كمال بنادية وجرى الاتفاق على زيارة أسرتها من أجل خطبتها، وأثناء الزيارة تعرف إلى والدها، قدم له مجموعة من الوثائق عبارة عن نسخ من عقد الازدياد، وشهادة السكنى، وشهادة عمل، وشهادة أجرة، ونسخة من بطاقة الضمان الاجتماعي كلها مزورة وتحمل اسمه الشخصي والعائلي.
وخلال اليوم نفسه، خرجت نادية ووالدتها برفقة كمال من أجل شراء خاتم الخطوبة وبعض الحلي الذهبية، استعدادا لحفل الزواج، وفي المحلات التجارية بباب الملاح اختارت نادية بعض الأساور وسلسلة وخاتم زواج من معدن أصفر، وأثناء تأدية قيمتها المالية ادعى كمال بطريقته الاحتيالية المعهودة أنه ترك النقود في الفندق الذي يقيم فيه، وطلب من التاجر الاحتفاظ بالمشتريات من أجل تسديدها في اليوم الموالي، إلا أن نادية اشترت خاتم الخطوبة من مالها الخاص بقيمة 1200 درهم.
وبعد عودتهما إلى المنزل، حضرت أسرة نادية مأدبة عشاء على شرف كمال، الذي قضى الليلة بمنزل الضحية الراغبة في الزواج بالصالون الخاص بالضيوف، وخلال الصباح تجاذب كمال أطراف الحديث مع نادية بغرفتها، وطلب منها مقارنة خاتم الخطبة مع الأساور (الدمالج) التي سبق لها أن أخبرته بملكيتها، فأخرجت خمسة أساور متوسطة وسوار عريض وخاتمين ذهبيين، كانت تضعها في حقيبتها اليدوية «صامصونيت»، وجرى قياس كل المجوهرات بحضوره، وأرجعت الكل إلى مكانه، ووضعت الحقيبة اليدوية بفناء المنزل.

نصب واختفاء
استغل كمال انشغال أفراد الأسرة بإعداد وجبة الفطور، ودخول نادية إلى غرفة نومها، فاستحوذ على مجوهراتها الذهبية، ومبلغ 1000 درهم كانت بالحقيبة اليدوية وخرج واختفى عن الأنظار.
اكتشفت نادية أنها كانت ضحية نصب واحتيال، فتقدمت بشكوى في الموضوع إلى عناصر الشرطة القضائية لأمن مراكش، التي تأكد لها أثناء مراجعة الرابط الإلكتروني، بناء على صورة شمسية لبطاقة التعريف الوطنية للمتهم بانه من ذوي السوابق القضائية في النصب والاحتيال، ومبحوث عنه بمقتضى مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
تمكنت عناصر الشرطة بعد التحريات التي قامت بها، من اعتقال المتهم إثر الكمين الذي نصب له من طرف إحدى الفتيات بتنسيق مع عناصر الشرطة، ليجري اقتياده إلى مخفر الشرطة القضائية وإخضاعه للتحقيق، فتبين أنه سبق أن احتال على إحدى الضحايا بمدينة وجدة بالطريقة نفسها، بحيث أبدى لها رغبته بالزواج منها فتمكن من سرقة حليها الذهبية، بعد إيهامها برغبته في تغييرها بأفضل منها، كما نصب على إحدى النساء بمدينة تاوريرت بالطريقة ذاتها، بعد أن استغل فرصة زيارته لها بمقر عملها، وسرق مبلغ 300 درهم من حافظة نقودها.
بعد الاستماع إليه من طرف عناصر الشرطة القضائية، وتدوين تصريحاته في محاضر قانونية، أحيل على المحكمة الابتدائية بمراكش، التي قضت غرفتها الجنحية التلبسية في حقه أخيرا، بالحبس والغرامة.