يقظة شرطة دبي كشفت أن التحرش الجنسي يمتد إلى الرجال

قتل, كأس دبي العالمي, جريمة, تحرّش جنسي, شذوذ جنسي, رجل / رجال أعمال, مساجد

18 سبتمبر 2009

شهدت إمارة دبي ثلاث جرائم قتل متتالية اختلفت فيها شخصيات المجني عليهم والجناة لكن سبب القتل كان واحداً وهو التحرش الجنسي.  ودقت هذه الجرائم ناقوس الخطر مما دعا بشرطة دبي إلى تنظيم حملة أمنية لملاحقة الشاذين جنسياً في المراكز التجارية أو في الأسواق وخلافه. وأسفرت الحملة عن القبض على 46 شخصاً من المتشبهين بالنساء واحالتهم على المحاكمة، كان اغلبهم من الزائرين من جنسيات أسيوية وأوروبية. جرائم القتل التي وقعت لم تكن بالتأكيد مدبرة، ولم يكن هناك علم للجاني بوقوفه في هذا الموقف اللاخلاقي من قبل المجني عليه، ولذلك كان لا بد مع تطور الأمر أن يصل الى حدّ القتل.

وعود بالعمل
الجريمة الأولى التي وقعت في أحد الفنادق الشهيرة في المدينة راح ضحيتها شخص أميركي الجنسية وكان القاتل مصرياً. وتعود تفاصيلها إلى تعرف المجني عليه على الجاني، ووطد علاقته به ووعده بتشغيله معه في الشركة التي يعمل فيها، ثم دعاه ذات ليلة لزيارته في غرفته في الفندق الذي كان يقطن فيه بصفة دائمة، وهناك طلب منه ممارسة الجنس معه، ورفض المصري الطلب إلا أن الآخر كان في حال سكر وألح في طلبه إلى أن تطور الأمر إلى مشادة قام على أثرها الجاني بالحصول على سكين كانت قريبة، وقام بطعن المجني عليه عدة طعنات وفر هاربا. ولكن لسوء حظه التقطت كاميرات الفندق صوراً للقاتل وهو يخرج مهرولاً وعلى ملابسه بقع من الدماء، وفي غضون ساعات تمكنت أجهزة التحريات من القبض عليه، واعترف بجريمته كاملة، وتمت إحالته على المحاكمة وهو حالياً ينفذ عقوبة السجن.

 

«جلسات المساج»
أما الجريمة الثانية فحصلت منذ فترة قصيرة وكان الضحية فيها من الجنسية اليمنية في الستينات من عمره، والقاتل أيضا مصري في العشرينات. وكان اليمنى الذي يعمل بالتجارة يقطن في منطقة «البراحة» بدبي بمفرده في إحدى البنايات، ووفقاً لتفاصيل القضية كان المجني عليه دائم الاستدعاء  للشباب الذين يمارسون «المساج» إلى منزله من اجل الخضوع لجلسات تدليك. وفي يوم الجريمة اطلع على إعلانات الصحف وكان أحدهم يعلن عن نفسه باعتباره متخصصاً في التدليك، واتصل به وتواعدا على الجلسة التي كانت الأخيرة. وبالفعل حضر خبير «المساج» وبدأ ممارسه عمله، إلا ان اليمني استدار فجأة إليه وطلب منه ممارسة الجنس معه، فرفض الشاب طلبه، وحاول تجميع أدواته للخروج إلا أن المجني عليه بدأ بسبِّه ومهاجمته. لكن الآخر تمكن منه وقام بطعنه عدة طعنات، واستدار فوجد حافظة نقود المجني عليه تخرج منها مبالغ نقدية كثيرة فاستولى عليها وهرب، ومن ثم أرسلها إلى ذويه في بلده مع صديق له كان مسافراً. واكتشفت جثة المجني عليه بعد عدة أيام. وكان من الصعوبة الوصول الى الجاني إلا انه بتكثيف عمليات البحث والتحري تم التوصل إليه، وكان يقطن في إحدى البنايات بإمارة الشارقة. وبمجرد القبض عليه اعترف بوقائع الجريمة، وتم إرجاع المبالغ المالية من بلده وهو حالياً أمام محكمة الجنايات.

 

بسكين الفواكه
والجريمة الثالثة وقعت قبل فترة وراح ضحيتها شخص خليجي في العقد الخامس من عمره، كان يقطن في شقة بمفرده في إحدى المدن الجديدة بدبي. وفجأة عثر عليه صديق له مقتولاً في غرفة نومه وباب الشقة مغلق عليه، واستعان برجال الشرطة لفتحه وبالبحث والتحري عن مرتكب الجريمة تبين أن المنطقة الموجودة فيها الشقة خالية تماماً من أي خدمات تسويقية ولا يوجد سوى سوبر ماركت وحيدة تبعد قليلاً عن منزل القتيل. وتبين أن المغدور كان معتاداً الذهاب إليه، وتبين انه استعان بأحد العمال في العشرينات من عمره ليحضر الى بيته للتنظيف.
وفى المرة الثالثة لذهابه وقعت الجريمة. وباستجواب العامل الذي لوحظ وجود جرح في يده اعترف بارتكابه الجريمة لمحاولة المجني عليه التحرش به جنسياً أثناء وجوده في الشقة للتنظيف وقام بجذبه لغرفة نومه، إلا انه حاول التخلص منه فلم يستطع فقام بطعنه بسكين تقطيع الفواكه التي كانت قريبة منه. ومن ثم قام بالبحث عن أية مبالغ نقدية فلم يجد سوى هاتفه النقال، فقام بالاستيلاء عليه وفر هارباً. وأكد انه لم يتوقع أن يتم اكتشافه.

 

تحذير أمني
حذرت شرطة دبي  من استخدام أي عاملين لا يكونون على كفالة المستخدم، كما حذرت من الاستعانة بأشخاص يقومون بالإعلان عن مهنة التدليك عبر الصحف ولا يعملون في أماكن معروفة. وأكدت أن ظاهرة الشذوذ أو التحرش هي ظاهرة دخيلة لم يعرفها مجتمع الإمارات، ولكن كل الأجهزة المعنية تقف في وجهها وتحاربها من خلال تنظيم حملات التوعية للشباب في أماكن التجمعات الشبابية كالمدارس والأندية. كما تضبط كل من يتشبه بالنساء من الرجال وكل من ترد عنه معلومات بممارسته أفعالاً شاذة وفاضحة.