دموع أم

تحقيق, قتل, المجتمع السعودي, سلمى المصري, جريمة, قضية / قضايا إجتماعية, قضية / قضايا إنسانية, روسيا, عبد المجيد محمود, النيابة العامة, أم مصرية, جريمة قتل, النائب العام الروسي, وزارة الخارجية المصرية

09 نوفمبر 2009

رغم أن الجريمة حدثت على بعد آلاف الأميال من أرض الوطن، فإن الأم لم تبرد نيرانها بعد مقتل ابنها الشاب واتهمت زوجته الروسية بقتله  وبالهرب بعد ارتكابها جريمتها.
لم تجد الأم سوى النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود ليبدأ التحقيق من جديد في هذه الجريمة رغم مرور شهور على حدوثها ورغم أنها حدثت بعيداً، لكن النيابة العامة تمتلك أدوات مخاطبة الجهات القضائية في موسكو بغية القبض على الزوجة التي لا تزال هاربة حتى الآن. فما هي تفاصيل لغز مقتل الزوج المصري في روسيا؟

أمام النائب العام تفاصيل القضية المثيرة بطلتها أم مصرية أصابتها صاعقة حينما اكتشفت أن اختفاء ابنها الأكبر في موسكو وراءه جريمة قتل. وشكّت في تورط زوجة ابنها في الحادث الذي انتهى بقتله وتقطيع جثته ووضعها في أكياس بلاستيكية!

طالبت والدة وسيم النائب العام بفتح التحقيق في القضية من جديد، وتقديم الأدلة التي تثبت تورط زوجته الروسية في الجريمة تمهيداً لمخاطبة النائب العام في روسيا للقبض عليها ومحاكمتها.

وفي بلاغ الأم للنائب العام اتهمت والدة وسيم أجهزة الأمن في روسيا بالتراخي في التحقيق والبحث عن القاتل تمهيداً لمحاكمته، وأكدت أن الشرطة الروسية تركت الزوجة تهرب بعد الحادث إلى أسرتها في سيبيريا واختفت أخبارها تماماً دون أن تسعى إلى البحث عنها ومواجهتها باتهامات محددة تثبت تورطها في الجريمة.

 

تهديدات مستمرة!

كل المؤشرات كانت تؤكد أن وسيم كان يتعرض لتهديدات مجهولة قبل مقتله. وقد أخبر والدته بأنه يجهز أوراقه ويستعد للعودة الى مصر بعدما أمضى في روسيا أكثر من ٢٥ سنة، كاشفاً أنه يشعر بعدم الأمان وانتابه خوف لم يستطع أن يفسر لوالدته سببه.

أحست الأم بأن ابنها يواجه خطراً ما وطلبت منه أن يعود سريعاً ولا يحسب حساباً لأية خسائر قد يتعرض لها نتيجة عودته. وانتظرت اللقاء المرتقب بينها وابنها لكن اللقاء لم يتم وانقطعت أخبار الابن!

لم يعد الابن يرد على مكالمات أمه التي انتابها قلق بالغ خاصة حينما تذكرت مكالماته الأخيرة التي كانت تعكس قلقه، فسارعت بالاتصال بشقيقه المقيم في إحدى الدول المجاورة، وطلبت منه السفر فوراً الى موسكو للاطمئنان إلى وسيم.

وكان رد الابن الثاني أن وسيم اختفى منذ أيام وزوجته لم تجد له أي أثر، ولا تعرف مكانه. واندهش عندما اكتشف أن زوجة شقيقه لم تبلغ الشرطة باختفاء زوجها رغم مرور عدة أيام على غيابه من المنزل.

وازدادت دهشة شقيق وسيم عندما اختفت الزوجة وأولادها بعد ساعات من بلاغه باختفاء شقيقه وأدرك أنها سافرت إلى أسرتها في سيبيريا. وتعاظمت شكوك أسرة وسيم في وجود شبهة جنائية وراء اختفاء الابن.

حسمت الأم أمرها، قلبها لم يطاوعها على البقاء في مصر وابنها مختفٍ، سافرت إلى روسيا وطلبت من أجهزة الأمن أن تبذل قصارى جهدها للوصول إليه، وبدأت تتردد على المشرحة لرؤية الجثث المجهولة.

وسارعت الجهات الرسمية في مصر بالتنسيق مع أجهزة الأمن في روسيا لتأخذ القضية منحى جديداً، وحصلت الشرطة على عينة الحامض النووي لابنة وسيم وبدأ الضباط مقارنتها بتحاليل بعض الجثث الممزقة التي تم العثور عليها.

كانت المفاجأة شديدة القسوة على والدة وسيم حينما جاءت نتائج التحاليل بعد أيام من اختفاء ابنها فقد عثرت الشرطة على كيسين فيهما أجزاء آدمية كانت ملقاة على كورنيش الكرملين!

وأكدت التحاليل أن وسيم هو صاحب هذه الجثة الممزقة، وبعد أيام عثرت الشرطة في أحد الأنهار على أكياس فيها باقي الجثة، فالقاتل لم يكتف بذبح وسيم لكنه مزق الجثة ووضعها في أكياس ليخفي معالمها تماماً.

بيّنت التحريات أن وسيم بلا أعداء، ولا يغادر منزله بعد عودته من عمله إلا نادراً. أما الزوجة الروسية فهربت قبل استجوابها ولم تبذل أجهزة الأمن في موسكو جهوداً للقبض عليها.

 

الاختفاء المريب

تقول والدة وسيم: «الشواهد التي توصلت إليها الشرطة تزيد من الشكوك حول تورط الزوجة التي استولت على جميع أوراق ابني واخفت جميع مستنداته، ولم تبلغ الشرطة عن اختفائه المريب. والجيران أكدوا في التحقيقات أن الزوجة حاولت حرق ابني أثناء نومه وتم إنقاذه بإعجوبة، حين اكتشفوا أن النيران تندلع من غرفة وسيم واستمر الحريق ٣ ساعات دون أن تستنجد الزوجة أو تطلب المطافئ، مما اضطر الشرطة ورجال الإطفاء إلى كسر الباب الحديدي للمنزل للسيطرة على الحريق.

وكانت المفاجأة حينما استقبلتهم الزوجة بهدوء وأكدت لهم أن الأمر بسيط، وأن الحريق بدأ بسبب طهوها للكيك الذي احترق داخل الفرن وامتدت النيران إلى باقي غرف المنزل.

تم إنقاذ وسيم بإعجوبة، ورغم عدم اقتناع الجميع بهذا المبرر لحدوث الحريق فإن الموضوع انتهى، لتبدأ سلسلة أخرى من التهديدات التي تلقاها ابني وجعلته يستعد لمغادرة روسيا إلى مصر».

تؤكد الأم أن بعض الجيران شاهدوا وسيم ليلة اختفائه وهو يدخل إلى منزله، وهي المرة الأخيرة التي شوهد فيها، وللأسف فإن الشرطة لم تتحر جيداً ولم تواجه الزوجة بكل هذه الأدلة التي تلقي عليها بظلال الشك، بالإضافة إلى صمتها أكثر من أسبوع بعد اختفاء زوجها عن منزله، مما يؤكد تورطها في الجريمة. وجاء استيلاء الزوجة على أوراق وسيم وهروبها ليؤكد الجريمة من جهة أخرى.

وانتهى كلام الأم، ومازال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود يحقق في البلاغ المثير، ومن المنتظر مخاطبة النائب العام الروسي من خلال وزارة الخارجية المصرية لمعرفة ما تم في التحقيقات السابقة.