هوس كرة القدم يجتاح عالم الفتيات في سورية
الرياضة, السينما السورية, كرة قدم, مدربة رياضة, النوادي الرياضية, المدرّجات, برنامج صدى الملاعب, هوس كرة القدم, عالم الفتيات, التشجيع, ميادين الرياضة, ماري محمود, المنتخب الوطني السوري, التربية الرياضية, الملاعب العربية
20 يناير 2010 هالة: روح رياضية حقيقية بوجود المشجعات
هالة مدرسة للتربية الرياضية ومتابعة لمباريات كرة القدم وخصوصاً الكرة الأوروبية. حدثتنا عن تجربتها في التشجيع وحبها لكرة القدم: «من حسنات وجود المشجعات داخل الملاعب أنه يقلل من الجو العدائي، ويدفع الكثير من الشباب إلى الانتباه إلى تعابيرهم الخشنة غير اللائقة أحياناً». وترى أن وجود العنصر النسائي يبعد شبح العنف عن الملاعب، فالفتيات يتجنبن إثارة المشاكل والشغب، لذلك تسود دائماً روح الودّ في التشجيع حيث يكنّ حاضرات.
وبتعبير آخر تقول هالة: «تسود الملاعب بوجودهن الروح الرياضية الحقيقة. ويجب علينا كعرب الاعتراف بأن التشجيع في ملاعبنا قد انحرف عن هدفه الرياضي الأول، وأصبح يحمل سلوكيات غير لائقة كما نرى في بعض الملاعب الأوروبية. أما المشجعات فلا يأخذن في الاعتبار أي قضية سابقة للاعب أو المدرب، لذلك تراهن يزددن خوفاً عندما تقترب الكرة من حارس مرمى منتخبهن أو ناديهن، ويغمضن أعينهن عند ضربات الجزاء، ويقفزن فرحاً عند تسجيل لاعب ما اصابة هدفاً تهز شباك الخصم، في حين يؤثر كثيراً الموقف الشخصي من اللاعب عند المشجعين الذكور، فهم يهتمون بلون بشرته، وناديه السابق، ويتذكرون سلوكه عندما كان يلعب في نادٍ منافس لناديهم. وبتعبير أدق، المشجعات أكثر عفوية وتسامحاً من المشجعين.
ربما يعاب على المشجعات ضعف معارفهن الكروية، أو عدم إلمامهن الدقيق بقواعد اللعبة، وهذه النقطة تدفع الكثيرات للانسحاب الى البيوت لمشاهدة المباريات عبر شاشات التلفزيون بدلاً من الحضور إلى الملعب واحتمال التعرض لاستهزاء الشباب».
ولدى سؤالنا من هو الفريق الذي تشجعه أجابت:
«أنا من عشاق الأندية الإيطالية و أتابع أكثر المباريات لتلك الأندية التي تبث عبر بعض الفضائيات. ولا أخفيك سراً أنني أستمتع جداً بتلك المباريات التي أجد فيها سحراً وموسيقى داخل المستطيل الأخضر. أما المباريات التي تجرى هنا في سورية فأكثر الأحيان أتابعها على الطبيعة أي داخل الملعب، لأن مشاهدة المباريات على الطبيعة تختلف عن مشاهدتها عبر التلفزيون».
ماري محمود: لنا طقوسنا الخاصة في التشجيع
عن الحضور المكثف للجنس اللطيف في المدرجات، تقول ماري محمود لاعبة المنتخب الوطني السوري لكرة القدم التي تحضر لدكتوراه عن اللعبة: «نحن السوريات الموجودات في الملعب نحب منتخب بلادنا ونحرص على حضور مبارياته، ولا أعتقد أن الفتاة أقل ولاء لبلدها من الشاب، فنحن نبتهج بالفوز ونكتئب عند الخسارة بدرجة توازي حرص الشبان على تشجيع المنتخب لتحقيق الانتصارات».
وترى ماري أن للمشجعات السوريات طقوساً لا تختلف كثيراً عن مشجعات المنتخبات المنافسة: «نحن لا نختلف كثيراً، لكننا نحرص على ارتداء الزي الأحمر والأبيض وترديد الهتافات التي نعتقد أنها تساهم في تحميس اللاعبين أثناء المباراة. كما نحرص في اللباس وطريقة التشجيع على ألا نقلد المشجعات الغربيات، بل أن تكون لنا طريقة مميزة تتوافق مع خصوصية الفتاة العربية، كما أن حضور العنصر النسائي يقلل من العدائية في الملاعب». وعندما سألنا ماري من هو الفريق الذي تشجعيه ولماذا أجابت: «أشجع منتخب بلدي في المقام الأول، لكن المنتخب الذي أحبه هو المنتخب البرازيلي الذي يلعب كرة رائعة فيها متعة حقيقية. وهو يضم نخبة من اللاعبين المتميزين في العالم». وتتمنى ماري زيارة البرازيل ومشاهدة اللاعبين على أرض الواقع واحتراف كرة القدم واللعب في الخارج.
يحملن علم بلدهن ووجوههن مطلية بألوانه
تعد المشجعات السوريات الأبرز حضوراً، وخصوصاً في مباريات الدوري العام لكرة القدم في سورية، ومباريات المنتخب الوطني سواء داخل البلاد أو خارجها. وهن يحملن العلم السوري، ووجوههن مطلية بألوان علم بلدهن، وكرة القدم التي ظلت طويلاً حكراً على عالم الرجال أصبحت اليوم حلماً للكثير من النساء والفتيات في العالم العربي. وقد فرضت كرة القدم النسائية نفسها على الساحة الرياضية منذ أن بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتنظيم كأس العالم لكرة القدم النسائية رسمياً كل أربع سنوات عام ١٩٩١.
وظلت المشاركة العربية بعيدة تماماً عنها، وبعد أن حاربت النساء في العالم طويلاً لتغيير الآراء المسبقة التي تؤكد أن النساء لا يصلحن للعب كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى، دخلت النساء العربيات المعركة ليؤكدن أن لعب الكرة لن يؤثر على أنوثتهن ولن يقلل من حشمتهن. وانتقلت هذه الرياضة إلى سورية بداية العام ٢٠٠٠ حين شكل اتحاد خاص. فدعم غير محدود وشارك في بطولات عربية وآسيوية. وفي سورية ثلاثة أندية في دمشق وحلب واللاذقية للكرة النسائية، وأصبح الإقبال عليها وتجاوز عدد المنتسبات ١٥٠ لاعبة.
لم تعد ظاهرة الحضور النسائي في ميادين الرياضة لتشجيع المنتخب والنوادي شيئاً جديداً في سورية، لكن اللافت أن أكثر البطولات العربية والدولية أصبحت تحظى بحضور جماهيري «ناعم» غير مسبوق. ويمكن القول إن عوامل عديدة ساهمت في بروز ظاهرة التشجيع النسائي هذا، اذ أدى تطور الإعلام الرياضي وما يضفيه من إثارة على المنافسات الرياضية، خصوصاً كرة القدم إلى التأثير في الثقافة الرياضية لدى النساء، بالإضافة إلى ما تعيشه المنطقة على صعيد وضع المرأة عموماً. ويمكن القول إن كرة القدم لم تعد ساحرة الرجال فقط بل أصبحت معشوقة النساء اللواتي يظهرن من خلالها ما يعجزن على اظهاره في مجالات أخرى.
رانيا سليمان: أطالب بوجود ناد خاص للمشجعات أسوة بالمشجعين الرجال
رانيا سليمان تحرص على متابعة مباريات الدوري السوري، مؤكدة ان «حضور المباريات في الملعب أجمل وأحلى من مشاهدتها عبر التلفزيون. وقالت: «أنا من متابعي مباريات الدوري السوري على الطبيعة، وأحرص دائماً وحسب وقت الفراغ علىأن أحضر بعض المباريات في الملعب خاصة عندما يلتقي فريقان كبيران وتكون في المباراة إثارة أكثر وجمالية رائعة. وأنا لا أتابع الا الدوري السوري وبعض المسابقات العربية كالدوري المصري والسعودي والقطري. وأتمنى أن توجدفي سورية روابط للمشجعين من النساء كالروابط الخاصة بالمشجعين الرجال».
سالي: نتمنى تخصيص مدرجات للنساء
سالي مشجعة دائمة للكرة. تقول: «أنا من متابعي مباريات الدوري الإسباني وخاصة فريق برشلونة صاحب الإنجازات الكبيبرة وكم أتمنى لو أشاهد الفريق على الطبيعة. فإذا كنت تجد المتعة الكروية عبر الشاشة فكيف لو تشاهد اللعبة على الطبيعة مباشرة». واعتبرت سالي ان تخصيص مدرجات للنساء في الملاعب العربية يساعد بشكل كبير في القضاء على ظاهرة التجمعات النسائية في الأسواق والمقاهي لمشاهدة مباريات كرة القدم.