Home Page

الزواج المبكِّر

إرتفاع ضغط الدم, قضية / قضايا الطفل / الأطفال, حماية الطفولة, سن الزواج, زواج مبكر, سرطان عنق الرحم, الولادة المبكرة, طفولة, حقوق الإنسان, مواثيق حقوق الإنسان, زواج القاصرات, د. سامي قواس, رأي الطب, تسمم الحمل, الإجهاض

22 يناير 2010

الدكتور اللبناني سامي قواس، طبيب شرعي وطبيب عائلة،، تحدَّث عن المضاعفات الصحية للحمل المبكر فقال: قد يؤدي الحمل المبكر أي قبل بلوغ سن ال ١٨ إلى إحتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم Cervical Cancer، لأن الرحم لا يزال في طور النمو ولم يمنح نسيجه الوقت الكافي لإتمام عملية التكوّن، وهذا تحديداً ما يجعله عرضة لإلتقاط  فيروس الورم الحليمي البشري HPV - Human papilloma Virus بعد ممارسة النشاط الجنسي. وللأسف رغم الحملة الغربية التي تشجع إعطاء الفتيات في سن مبكرة (١٢-٢٦ عاماً) تلقيحاً مضاداً، ما زلنا نعاني في البلدان العربية من جهل شبه تام لضرورة أخذ هذا الأمر على محمل الجد، لأن هذا التلقيح يغطي أيضاً أنواعاً فرعية من فيروسHPV. والأخير، حين يصل إلى الرحم تنتج عنه إلتهابات قد تتحول مستقبلاً إلى سرطان الرحم ويرتفع إحتمال الخطر كلما كان الرحم أكثر طفولة من جراء النشاط الجنسي بين الرجل والزوجة-الطفلة، وهذا ما أجمعت عليه كل المراجع الطبية مع غياب الإحتياطات والتوعية الجنسية الإجتماعية. أما على صعيد الحمل،  فالطفلة غير مستعدّة نفسياً للإهتمام بنفسها وبطفلها ويمكن أن ترفض مولودها عقب الولادة إثر الإصابة بالكآبة Blues. أما الإستعداد الجسدي، ورغم أن ثمة فتيات يكتمل نموهن في السن السادسة عشرة وأخريات في الحادية والعشرين، فإنّ سن الثامنة عشرة هي الآمنة والمثالية لحصول الحمل الأول. ومن أخطار الحمل المبكر:

الإصابة بـ «تسمم الحمل»Pre-Eclampsia،  أي إرتفاع في ضغط الدم  بسبب تجمع السوائل في كامل الجسم بعد عشرين أسبوعاً من الحمل، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تسبب مشكلات في الشرايين والكبد والكليتين والدماغ والقلب والوذمة الرئوية. وقد يصيب تسمم الحمل الكبار أيضاً لكن القاصرات أكثر عرضة.

الولادة المبكرة Preterm Birth، حيث حجم حوض الطفلة صغير وغير مكتمل تعيق النمو الطبيعي للجنين الذي يعطي إشارة ملتبسة للجسم بأنه حان وقت الولادة حتى لو لم يأخذ الجنين حجمه الطبيعي.

تأخر نمو الجنين IUGR-Intrauterine Growth Restriction ، هنا إذا كتبت الحياة للجنين فأنه سيولد بحجم صغير ووزن غير طبيعي، لأن الفتيات عموماً في عمر ١٤-١٦ يعانون نسبياً من فقر الدم الطبيعي والمقبول بالنسبة إلى سنّهن، لكن حين تتزوج هذه الفتاة وتحمل فهي لا تملك الطاقة الكافية لإمداد الجنين بالغذاء الضروري، كما لا تزال غير مكتملة هرمونياً وأنزيمياً وسيحدث لديها خلل على صعيد الفيتامينات والمعادن.

تشوّه عظمي، من المتعارف عليه أن إكتمال النمو العظمي والغضروفي لا يتم قبل سن الثامنة عشرة، وهناك ما يسمى الإلتحام العظمي بالخلايا الغضروفية. تتعرض الطفلة الحامل لضغوط هائلة في منطقة الحوض والعمود الفقري اللذين يكونان قيد التكوين، وهذا ما يعرض الطفلة لولادة قيصرية خطيرة لصغر حجم الحوض مما يعيق الولادة الطبيعية كما يعرض الطفلة إلى إحتمال الإصابة بتشوه وإلتواء على صعيد الحوض وفقرات الظهر، خصوصاً أن الحامل تكتسب بعض الوزن نتيجة الحمل.

الإجهاض، جسم الطفلة الضعيف قد يكون عاجزاً عن إتمام تسعة أشهر خصوصاً أن من تحمل في سن مبكرة (١٣-١٦) غالباً ما تعيش في بيئة فقيرة ولا تحظَى بمتابعة غذائية وصحية ولا تتقيد بإجراءات حمل آمن، وهنا يمكن القول أن حملها «عالي الخطر».