صراع على زوج بعد وفاته!

قضية / قضايا إجتماعية, قضية / قضايا الأسرة, قضية / قضايا الزواج, حادث سير, دعوى تزوير, مجدي المعيد, منى كمال, ضابط المباحث, المحامي أمجد مراد

08 مارس 2010

قضية مثيرة تنظرها محكمة الأسرة: مات المدرّس الجامعي المصري في حادث مؤلم، ولكن القصة لم تنته بموته، فقد بدأ صراع آخر حوله عندما ظهرت امرأة تؤكد أنها كانت زوجته، وقدمت مستنداتها الى المحكمة. غير أن أسرته رفضت الاعتراف بهذا وأكدت أنه لم يكن متزوجاً! وبدأت المحكمة والنيابة تبحثان بعد موته هل كان متزوجاً أم لا؟ القضية تشهد جلساتها أروقة المحكمة، والزوجة تُصرّ على أنها ضحية والد زوجها الذي يتبرأ منها، والأب يؤكد أنها مزوّرة، ولا تعرف الأسرة أي شيء عنها!

هي المرة الأولى التي تجري فيها محاولة إثبات زواج شخص بعد رحيله. فقد نشبت صراعات حول مدرس الجامعة مجدي، وطرح السؤال نفسه: هل كان زوجاً للسيدة منى كمال؟ أكد الأب في بلاغه أنه بعد وفاة ابنه في حادث سيارة تقدمت إحدى السيدات إلى الأسرة، وأكدت أنها زوجته، وقدمت أوراقاً ومستندات تؤكد زواجها، ولكن والد مجدي أوضح أنه كشف على هذه المستندات لدى الجهات المعنية فاكتشف أنها ليست حقيقيةً.



مزورة!

يقول والد مجدي إنه اكتشف أن وثائق الزواج التي قدمتها السيدة منى والصادرة من جهات مختلفة تخص أشخاصاً آخرين، ووجد أن صورة وثيقة الزواج في السجل المدني فيها أرقام مختلفة عن الأرقام الموجودة في الأصل، فشك في صحة الأوراق والمستندات التي قدمتها منى.

يشك الأب أيضاً في صحة بصمة ابنه، وتوقيعه عقد الزواج الذي قدمته زوجته «المزعومة». لذا أقام دعوى تزوير على منى، يطعن فيها في كونها زوجةً لابنه.

في المقابل، كانت الأوراق تحكي قصة منى من وجهة نظرها، اذ تؤكد أنها ضحية أسرة زوجها، رغم أنها عاشت أفضل فترات حياتها مع مجدي المعيد في كلية الهندسة، رغم أنها تكبره بسنوات، وعلما انه زوجها الثاني.


اللقاء الأول

اتهمت منى أسرة زوجها بمحاولة حرمانها الميراث وإنكار زواجها منه، مع أنهم متأكدون تماماً من كونها زوجته. وتحكي منى قصتها من البداية قائلة:

«عشت أسوأ أيام حياتي عندما أرغمتني أسرتي على الزواج من رجل يكبرني بعشر سنوات كاملة. حاولت أن أتخلص من هذه الحياة التعسة، لكن والدي كان يدفعني الى الصبر، ويؤكد لي أنني سأعتاد على الاستقرار مع زوجي، وان الحب سيأتي لاحقاً.

كانت كلمات والدي تضمد جراحي، لكن والدي رحل وبدأت مشاكلي تتفاقم. ازدادت قسوة زوجي في التعامل معي ولم أجد أمامي سوى المطالبة بالطلاق والإصرار على الفوز بحريتي»

تُكمل منى: «حصلت على الطلاق، فتنفست الصعداء وقررت أن أعيش حياتي من جديد. أردت أن أنسى موقتاً فكرة الزواج، وذلك رغم صغر سني. كنت أعرف جيداً أن المجتمع لا يرحم المطلقة، وكنت شديدة الحذر في التعامل مع الناس، لذا أغلقت باب قلبي، رغم أنني واجهت رسائل إعجاب متعددة».

تواصل منى حكايتها قائلةً: «قابلت مجدي في مناسبة عامة، حاولت الهروب من نظراته المفعمة بالإعجاب، رغم أنني شخصياً لم أستطع أن أخفي إعجابي بشخصيته ووسامته ولباقته.

تعددت لقاءاتنا، أعلن لي عن حبه، حاولت أن أهرب منه بسبب فارق السن بيننا، فأنا أكبره بسنوات لكنه أكد لي أن هذا السبب لا يحول بيني وبينه. وتحولت قصة الحب إلى حكاية وردية انتهت النهاية الطبيعية بزواجنا رسمياً».

وتضيف: «عشت معه أياماً سعيدة وابتسمت لنا الدنيا أكثر بعد أن أعلنت الكلية عن استعدادها لإرساله في بعثة علمية الى بروكسل. كانت سعادتنا بلا حدود بعدما توج الله جهوده العلمية، فهذه البعثة ستكون فاتحة خير عليه لأنه سيستكمل دراسته الأكاديمية، وهذا حلم حياته، وأخبرني أنه سيرسل لي بعد وصوله بأسابيع لأشاركه هذا العالم الجديد».


الحلم الكابوس!

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد انقلب الحلم الجميل إلى كابوس. كانت منى تجهّز حقيبة سفر زوجها الذي اتجه إلى طلابه في الجامعة ليودعهم ويلقي عليهم المحاضرة الأخيرة. ويومها بدأت الزوجة تشعر بقلق لأن زوجها تأخر بشكل ملحوظ!

اتصلت به فتصاعد قلقها بعدما اكتشفت أن هاتفه المحمول مغلق، فهو لم يتعود إغلاقه مطلقاً. قررت أن تُجري مجموعة من الاتصالات بزملائه وإدارة الجامعة للسؤال عنه.

دق جرس المنزل، فسارعت منى الى فتح الباب، وانتفضت عندما شاهدت شخصاً أخبرها بأنه قادم من قسم الشرطة وضابط المباحث يريد منها الحضور. أدركت أن مكروهاً أصاب زوجها، طلبت من الشرطي أن يوضح لها الأمر لكنه لم ينطق بكلمة واحدة!

أمام رئيس المباحث عرفت منى الحقيقة المريرة، زوجها أصيب في حادث سيارة، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى. أصيبت منى بصدمة مدوية ولم تصدق نفسها، فزوجها كان معها قبل ساعات يرسم مستقبله وأحلامه وطموحاته، ولكنه الآن لم يعد في عالمنا!

تقول في أوراق قضيتها: «فوجئت بأسرة زوجي تستبعدني من إعلام الوراثة، وتقيم دعوى بطلان زواج وتطعن بالتزوير في كل الأوراق الرسمية التي قدمتها. وسحب الأب إيداعات زوجي من البنوك، وحرمني معاشه.

لم يكتف بهذا بل حرمني الظهور في جميع المناسبات العامة التي تخص الأسرة، وكذلك حين قررت كلية الهندسة تكريم زوجي أصر والده على منعي من حضور التكريم، مؤكداً للجميع أن ابنه لم يكن متزوجاً!

اتهمتني أسرة زوجي بالتسبب بموته، إضافة إلى أنهم لم يكونوا موافقين على زواجي منه».

ويقول وكيل الزوجة المحامي أمجد مراد: «الدعاوى التي أقامتها أسرة الزوج كيدية، وهدفها حرمان الزوجة من الميراث والمعاش الخاص بزوجها. وثيقة زواجها صحيحة، وثابتة بإجماع جهات رسمية منها البحث الجنائي والأدلة الجنائية، ويحق لمنى الحصول على حقوقها كلها».

غير ان والد مجدي متمسك بموقفه، مؤكداً أن القضاء سيثبت أن المدرس الجامعي لم يكن متزوجاً... ويستمر الصراع على مجدي بعد وفاته!