Home Page

شيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب

عمل المرأة, تعدد الزوجات, شيخ الأزهر, جامعة الأزهر, اتحاد النقابات الفنية, د. أحمد الطيب, مجمع البحوث الإسلامية, مهرجان الفضائيات, القوامة, ظاهرة الطلاق, د. محمد سيد طنطاوي, ظلم المرأة, التعقيم, الدعاة الجدد, ختان الإناث, الثقافة الإسلامية

12 أبريل 2010

مع تولي الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر منصب شيخ الأزهر، خلفاً للشيخ الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله، كان لابد أن نلتقيه لنعرف كيف يفكر في الكثير من التحديات والقضايا، خاصة ما يتعلق بالمرأة.
وكان الطيب كعادته صريحاً وجريئاً، وأكد رفضه لكل أشكال ظلم المرأة باسم الدين، وتكلم عن انتشار الطلاق وضرب الزوجات، وحق المرأة في الإفتاء، كما كشف آراءه في معركة النقاب والدعاة الجدد والفضائيات الدينية، وغيرها من القضايا الشائكة.

- ما هي أبرز التحديات التي تشعر بأنها ستواجهك في المرحلة المقبلة بعد تعيينك شيخاً للأزهر؟
هناك تحديات كثيرة أهمها العمل على لم شمل العلماء في الداخل لاستعادة مكانتهم وهيبتهم في نفوس الناس، وأيضاً سأحاول أن تكون الوحدة الوطنية في مقدمة أولوياتي، بالإضافة إلى محاولة توحيد صفوف المسلمين في الخارج، خاصة ما يتعلق بالخلافات المذهبية والسعي للصلح بين القادة العرب وتصفية الأجواء بينهم. ولن أنسى بالطبع مشكلات التعليم الأزهري، حيث سيتم تطوير المناهج كل خمس سنوات لتتواكب مع المتغيرات الجديدة بحيث تجمع المناهج بين الأصالة والمعاصرة.

- باعتباركم نموذجاً وقدوةً، كيف تعامل زوجتك في الوقت الذي تعاني فيه كثير من الزوجات من الضرب والشتائم بحجة أن قوامة الزوج تقتضي ذلك؟
أعامل زوجتي وأهلي كلهم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه الله لنا بقوله تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً». ولم يثبت أن رسولنا ضرب إحدى زوجاته أو أهانها إهانة مادية أو معنوية، بل إنه كان يصحح بعض الأخطاء السلوكية لهن بالحكمة والموعظة الحسنة حتى في أشد المواقف قسوة مثلما هو الحال في حادث «الإفك»، ووضع لنا قاعدة ذهبية هي: «أنه ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم». ووضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة لإصلاح أوضاع الأسرة فقال: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم».

القوامة
- ماذا تعني القوامة التي يراها البعض درجة تمييز للرجل؟
 القوامة تكليف ورعاية ورحمة ورفق وسكن ومودة، وإنفاق بدون تقتير أو تبذير، وتطبيق عملي يجعل الزواج آية من آيات الله كما وصفه سبحانه في قوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (آية 21 سورة الروم). ومن يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيجده في خدمة أهل بيته، وذلك بشهادة زوجاته أنفسهن.

- وصلت المرأة إلى منصب مساعد مفتٍ في بعض الدول إلا أنها في مصر لم تصل إلى ذلك، ما هو السبب؟
لا يوجد مانع شرعي من أن تتولى المرأة الإفتاء إذا بلغت درجة كبيرة من العلم والتأصيل الفقهي، وليس فقط الإفتاء للنساء بل والإفتاء العام، على أن تكون المرأة ضمن هيئة علمية ضماناً لدقة الفتوى، لأنه لا يشترط الذكورة في من يقوم بالإفتاء، ومن هنا تستوي الفتوى سواء كانت من رجل أو امرأة. فالعلم والتأصيل الفقهي أساس الإفتاء، لكن أن تتولى بمفردها الإفتاء العام للدولة هنا لابد من مراعاة العرف، ويفضل أن يكون رجلاً لطبيعة عمله، ولا مانع من استعانة المفتي العام بالنساء كمساعدات له.

- ما هو وصفكم لمن يظلمون المرأة ويهدرون حقوقها باسم الدين؟
هذه جاهلية جديدة حيث يتحدثون عن صيانة الإسلام لحقوق المرأة، وفي الوقت نفسه يسلبونها حقوقها بطرق ماكرة، ويصبح هؤلاء أخطر من الأعداء الظاهرين للإسلام، الذين يشنون حملة ظالمة على الإسلام، ويتخذون من قضايا المرأة فرصةً لتشويه صورته استناداً إلى بعض المواقف المرفوضة ضدها باسم الدين.

الإقناع هو الحل
- ما زالت معارك النقاب مستمرة ليس في مصر فقط بل في العديد من الدول العربية والإسلامية، فما هو القول الفصل فيه؟
أعجبني في تلك القضية ما قاله إمام الدعاة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: «إنه فضيلة وليس فريضةً»، وبالتالي نحن لا نأمر به ولا ننهى عنه لأن الفريضة هي الحجاب بنص القرآن، أما النقاب فهو في حقيقته من العادات المرتبطة ببيئة معينة كالزي العربي القديم وليس من الدين، ولذلك نرفض الادعاء أن من لا تنتقب آثمة شرعاً.

- هل سيختلف أسلوبكم في التعامل مع الطالبات المنتقبات عن أسلوب شيخ الأزهر الراحل الذي كانت له مواقف ضده؟
 كان فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي - رحمه الله - يرى أن منع النقاب هو الحل، وليس في هذا إثم شرعي، ولكنني قلت له: إن منعه سيزيد انتشاره بحكم القاعدة التي تقول: «الممنوع مرغوب»، ولهذا رأيت أن الإقناع هو الحل حتى لو استغرق وقتاً.

- هل يثمر هذا الأسلوب من ناحية التطبيق العملي؟
كنت أتبع هذا الأسلوب وأنا رئيس جامعة الأزهر، وبفضل الله استطعنا بهذا الأسلوب إقناع كثير من الطالبات بالحكم الشرعي في قضية النقاب، ووصل الأمر إلى أن بعضهن خلعنه بعد أن عرفن الأدلة الشرعية، وتفنيد ما يروج له البعض أنه فرض وأن من لا ترتديه آثمة شرعاً.

- ولكنكم منعتموه أثناء رئاستكم لجامعة الأزهر، وبالتالي لم يكن الإقناع والحوار هو الطريق؟
هذا غير صحيح إطلاقاً، ولكن ما فعلته أنني منعت ارتداءه في لجان الامتحان التي تقوم بالمراقبة فيها سيدات، وبالتالي لا معنى أن تنتقب الطالبة أمام بنات جنسها، لذلك رأينا خلع النقاب داخل لجان الامتحانات‏ لضمان عدم وجود أي تلاعب أو غش.

- كثيراً ما تشتعل الخلافات الأسرية بسبب اللحية التي يقرر الأبناء إطلاقها رغماً عن الأمهات والآباء، فما هو حكم الشرع في ذلك؟
يحدث هذا الصدام بسبب قلة الوعي الديني واختلال المفاهيم حيث وقع الأبناء في العقوق، وهو من الكبائر، من أجل أمور غير مهمة. ومن هنا أنصح الأبناء بأن يحسنوا اختيار من يأخذون عنهم الفتوى حتى لا يدخلوا النار بحسن النوايا وسوء الاختيار الذي يجعل كثيراً من الأمور المرتبطة بالتدين الشكلي مقدماً على أمور جاءت فيها نصوص شرعية قطعية في القرآن والسنة.

عمل المرأة
- عمل المرأة رغم أنه أصبح حقيقةً في كثير من دولنا العربية والإسلامية ما زال البعض يحرّمه، بل أن هناك من يترحم على عصر لم تخرج فيه المرأة إلا مرات معدودات، فماذا تقولون في مواجهة هذا التيار؟
من عظمة الإسلام وعوامل بقائه هو ما يتسم به من وسطية ومرونة في غير ضعف، ورفضه للإفراط أو التفريط، ولهذا فإن عمل المرأة لا شيء فيه، خاصة إذا كانت المرأة في حاجة الى العمل أو كان العمل في حاجة إليها، ولكن إذا لم تكن في حاجة الى العمل وفرّطت بحقوق زوجها وأولادها، وخرجت متبرجة، وفعلت كل ما يؤدي إلى معصية وغضب الله فهل نستطيع هنا أن نقول: إنه حلال بإطلاق وبدون ضوابط.

- نشأتم في صعيد مصر الذي تعاني فيه المرأة الكثير من المشكلات فما أهمها؟ وكيف يمكن رفع الظلم عنها؟
من المؤسف أن بعض الرجال جعلوا العرف والعادات والتقاليد بديلاً للدين، ويبحث عن مبررات لذلك السلوك. ولهذا فإن المرأة في مختلف البيئات العربية والإسلامية وليس في الصعيد فقط تعاني من الظلم باسم الدين وهو من ذلك براء، حيث يتم حرمانها من حقها في الميراث والتعليم عكس الولد، والنظر إليها نظرة قاصرة وغيرها من وسائل الوأد المعنوي الذي حرّمه الشرع بدليل أنه دعا إلى الإحسان إلى النساء. حتى إن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء عديدة. ولكن المشكلة أن هناك من يتاجرون بقضايا المرأة، رغم أن الشرع لم يهضم حقاً للمرأة ووفر لها كل مقومات الحياة الكريمة، لكن المشكلة الحقيقية في سيطرة بعض العادات والتقاليد على عقول الرجال.

- ما هو الحل؟
الحل يتمثل في الوعي الديني وأن يتنازل الرجل الشرقي عن طباعه المرفوضة من الناحية الشرعية، وهذا لن يكون إلا بقيام علماء الدين وأجهزة الإعلام والتعليم والثقافة بدورهم في نشر الوعي.

أسماء النساء
- مازال البعض يخجل من ذكر اسم أمه أو زوجته بل ويرفض استشارتها ويردد مقولة منسوبة ظلماً للرسول صلى الله عليه وسلم: «شاوروهن وخالفوهن»، فما رأيك؟
هؤلاء لا يفهمون دينهم فهماً صحيحاً وإلا فما العيب في ذكر اسم النساء بدليل أن القرآن ذكر مريم وسمى سورة باسمها، بل إن القرآن نزل في بعض المواقف مؤيداً لما طالبت به النساء مثل يمين الظهار في سورة «المجادلة»، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بمشورة بعض زوجاته في بعض المواقف، ثم إننا نعرف أسماء زوجات النبي وبناته وكذلك اسم أمه.

التعقيم
- هل يجوز التعقيم (منع المرأة من الإنجاب بوسائل طبية) بسبب الفقر، كما تقترح بعض القوانين الجديدة؟
الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، والتعقيم لا يصح إلا لضرورة طبية مثل الخوف على حياة الأم من الإنجاب لظروف صحية، وذلك بشهادة الأطباء الثقات الذين يخشون الله وليس ممن يرون أن الإنجاب والفقر وجهان لعملة واحدة. ونحن نرى الثروة السكانية نعمة علينا استثمارها لما فيه خير البلاد والعباد، وفي الوقت نفسه لابد أن يتصف الزوجان بالعقلانية في التعامل مع قضية الإنجاب دون أن يمس ذلك صميم الاعتقاد بأن الله هو الرزاق.

الدعاة الجدد
- غالبية جماهير الدعاة الجدد من النساء اللواتي تظهرهن الكاميرات وهن يبكين بتأثر شديد، ومع هذا فإنكم ترفضون ذلك، ما هو السبب؟
أرى أن قضية الدعاة الجدد هي نوع من تسطيح الدين والدعوة إلى التدين الظاهري، والذي يتم من خلال حصر الدين في قصص مؤثرة يقدمها الداعية بأداء تمثيلي رائع، حتى أنه يبكي بشدة أمام الكاميرات أو ينجح في التأثير على عاطفة جماهيره وخاصة النساء، فيظهرن أمام الكاميرات باكيات.

- أليس هذا دليل نجاح الدعاة الجدد؟
هؤلاء لا يخدمون الدين بل يضرون بالإسلام والمسلمين، لأن الدين ليس مجرد قشور وقصص، بل إنه أعمق من ذلك بكثير ولا يعرف ذلك إلا من تعمق في دراسته. ولكنني في الوقت نفسه أدعو دعاة الأزهر إلى تطوير أسلوبهم الدعوي دون إسفاف أو ابتذال، لأنني من أعداء مسألة «الجمهور عايز كده»، فينبغي أن يقود الداعية الجماهير وليس العكس.

الفضائيات
- ما هو موقفك من الفضائيات الدينية التي ارتفع عددها أخيراً؟ وهل ترى أنها أفادت الدعوة أم أضرتها؟
يؤسفني القول إن الكثير من هذه القنوات لم تنشأ خالصةً لوجه الله من خلال الدعوة إلى الوسطية الإسلامية، ولكنها نشأت للانتصار لأفكار معينة وتهميش الدين في التدين الظاهري، وغاب عنها ترتيب الأولويات الدعوية، بل إن الهدف التجاري يقف وراء كثير منها، حيث عملت على صنع دعاة جدد يهاجم بعضهم الدعاة الحقيقيين في الأزهر بكل قسوة، وأصبح لديهم النقاب فرضاً والحجاب مرفوضاً شرعاً، وروّجوا للتعصب الممقوت شرعاً، حيث حذرنا الله أن نكون من المتنطعين أو ممن يعانون من تناقض الأقوال والأفعال فقال تعالى: «يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»، وقال صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون». وقد تحوّلت هذه القنوات إلى وسيلة للتعصب المذهبي والفكري واستبعاد الآخر حتى وإن كان من دعاة الإسلام الحقيقيين.

تعدد الزوجات
- متى يكون تعدد الزوجات إساءةً الى الإسلام وإهانةً للمرأة؟
إذا استحل دعاة التعدد ما نهى الله ورسوله عنه بأن أضاعوا حقوق الزوجات، وأكثروا من التعدد بدون داعٍ حتى إنه يغيّر الزوجة كما يغير سيارته أو أثاث بيته مثلاً، ويكون الاستمتاع فقط هدفه، وبهذا غابت غاية الزواج الحقيقي، ولهذا قال تعالى: «وعاشروهن بالمعروف»، واشترط التعدد بالعدل والقدرة على الإنفاق ومراعاة الحقوق وألا يكون ممن ذمهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الذواقين والذواقات»، ونهى المسلم عن أن يكون مزواجاً مطلاقاً.

- كثر الطلاق ودفعت الزوجات وأولادهن الثمن. في رأيك ما هي أسباب انتشار الطلاق بهذا الشكل المخيف؟
أسباب كثيرة أهمها غياب الدين الحقيقي وإهمال الكفاءة عند اختيار كل من الزوجين للآخر، وبهذا أصبح أساس الاختيار خاطئاً وما بُني على خطأ لابد أن ينتهي بالطلاق لأنه يبدأ في كثير من الأحيان كما لو كان صفقةً تجاريةً، ولهذا فإن الطلاق يتم لأتفه الأسباب، حتى إننا رأيناه يتم للاختلاف حول العقيقة مثلاً مع أن كثيراً من الصحابة لم يقم بها لأنها مستحبة وليست فرضاً. ونقص الوعي الديني عند الزوجة يجعلها تطلب الخلع لأن زوجها رائحة فمه لا تُعجبها أو لأنه لا يغير لها السيارة كل عام، إلى هذا الحد وصل أمر الاستهانة بالطلاق.

- يرى البعض أن جعل الطلاق بيد الزوج إهانة للزوجة، فما ردكم؟
بالعكس فإن الزوج يتحمل تبعات هذا القرار المصيري من الناحية المادية سواء بالنسبة الى المطلقة أو أولاده، وإذا كان الإسلام أعطى الزوج حق الطلاق فقد أعطى الزوجة حق الخلع.

- تحاول العديد من المنظمات الدولية فرض نموذج المرأة الغربية كمثال يُحتذى، ويتم العمل على فرض اتفاقات ملزمة على الدول العربية والإسلامية بهذا الشأن. ما رأيك؟
الأزهر موقفه ثابت عبر التاريخ فهو ضد كل ما يُناقض الشريعة الإسلامية ولا يمكن أن ننسى موقفه التاريخي تحت قيادة الإمام الأسبق الشيخ جاد الحق حين تحفّظ عن العديد مما كان يدعو إليه المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي تم تنظيمه في مصر عام 1994. وتواصل تصدي الأزهر للأجندة الغربية التي يريدون فرضها علينا من خلال مؤتمرات المرأة في بكين وغيرها. فمثلاً يدعون إلى المساواة في الميراث وتجريم تعدد الزوجات والاعتراف بالزواج المثلي، وغيرها من الأفكار التي لا يمكن أن يقبلها عقل أو فطرة سوية، وسيظل موقف الأزهر ثابتاً في مواجهة هذه الأفكار والمخططات التي تدعمها المنظمات الغربية.

الختان
- مازال بعض العلماء يرون أن ختان الإناث فريضة رغم معارضة الغالبية لذلك، فما موقفكم من تلك القضية؟
أنا مع غالبية العلماء الذين يرون أن الختان ليس فريضةً وأنه عادة وليس عبادة، وأن الأطباء الثقات هم أهل الذكر في تلك القضية، وقد قرروا أضرارها على البنات، ولهذا فإنها محظورة ما لم تكن هناك ضرورة لذلك يقررها الأطباء أنفسهم في حالات استثنائية تحتاح إلى الختان للعلاج، وليس كأمر ديني. والقاعدة الشرعية هنا «لا ضرر ولا ضرار». 

- تذكر مواقع الإنترنت فتوى عجيبة منسوبة إليكم أثناء توليكم مسؤولية الإفتاء في دار الإفتاء المصرية، وهي أنكم أفتيتم بإباحة عمل المسلم في تقديم الخمر لغير المسلم في الدول غير الإسلامية أو حتى في الفنادق، هل هذا صحيح؟
هذه الفتوى مدسوسة عليّ ولم أُصدرها مطلقاً، ومن عنده دليل عكس ذلك فليأتني به، لأنه من المعروف أن الخمر أم الخبائث، وقد جاء النهي عنها في كل مراحلها ومنها تقديمها، ولهذا لا يمكن أن أُبيح عملاً محرماً بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: «يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون» (آية 90 سورة المائدة). والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل فقال‏:‏ يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها‏‏ وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وبائعها‏ ومبتاعها وساقيها‏».

الدكتور أحمد الطيب

  • ولد في السادس من كانون الثاني/يناير عام 1946 في قرية القرنة بالأقصر في جنوب مصر، وهو أب لولد وبنت.
  • حصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة واستمر في دراسته حتى حصل على الماجستير ثم الدكتوراه عام 1977.
  • عمل معيداً في الأزهر منذ عام 1969 وتدرّج علمياً من مدرس ثم أستاذ مساعد حتى أصبح أستاذ العقيدة والفلسفة في الأزهر عام 1988.
  • عام 1999 اختير عميداً لكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية العلامية في باكستان وشغل هذا المنصب لمدة عام، بعدها صدر قرار بتعيينه رئيساً لجامعة الأزهر.
  • من أبرز مؤلفاته «مباحث العلة والمعلول» و«أصول نظرية العلم عند الأشعري»، و«مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية»، و«مباحث الوجود والماهية»، و«مدخل لدراسة المنطق القديم»، بالإضافة إلى العديد من البحوث في الثقافة الإسلامية.
  • ومن المهمات الأخرى التي تولاها: رئيس اللجنة الدينية في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو الجمعية الفلسفية المصرية.
  • تميز بأنه صاحب اتجاهات تنويرية، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضراً جامعياً لبعض الوقت في فرنسا.
  • منذ توليه رئاسة جامعة الأزهر، وقعّ العديد من الاتفاقات للانفتاح على العالم الإسلامي، وأنشأ بعض الكليات والمعاهد فوق المتوسطة.