أسرار الجلسات المقبلة في قضية سوزان تميم

سوزان تميم, محسن السكري , هشام طلعت , عبد الستار تميم, قضية, المحامي بهاء أبو شقة, إتفاقية القضاء

15 يونيو 2010

قبل أيام من عودة جلسات قضية سوزان تميم، عادت المفاجآت من جديد، خاصة مع تأجيل عبد الستار تميم والد سوزان المؤتمر الصحافي الذي قرر عقده في القاهرة عقب تنازله عن الادعاء بالحق المدني في القضية ضد هشام طلعت مصطفى فقط. ترك عبدالستار تميم لمحاميه كمال يونس المجال ليكشف بعض أسرار هذا التنازل وآثاره على القضية، وذلك بعد خلافات بين رؤساء محاكم الجنايات حول هذا الأثر. فكشف المحامي عن بعض الأسرار الخاصة بتورط آخرين مع محسن السكري في الجريمة، بعيداً عن هشام طلعت مصطفى. وكشف الدكتور عصام الطباخ محامي عادل معتوق أسراراً أخرى لتسير القضية في اتجاه غامض.

 

«لها» سألت مصدراً قضائياً كبيراً في مكتب النائب العام هل من الممكن إعادة التحقيق في القضية؟ فأجاب: أن من صلاحيات النائب العام أن يُعيد التحقيق في أي قضية، ومنها هذه القضية، في حالة ظهور أدلة جديدة قاطعة تؤثر في سير المحاكمة وتغير الاتهام. وفي الوقت نفسه قد تعاد التحقيقات بأمر من المحكمة نفسها في حالة أخرى وهي تراجع الشهود، أو بعضهم، عن شهاداتهم، أو اعتراف شخص ما بتورطه في القضية، وكلها أسباب مطروحة!.
وتؤكد المؤشرات أن الجلسات المقبلة سوف تشهد مفاجآت من شأنها مطالبة دفاع هشام طلعت مصطفى بإعادة التحقيقات، اذ أكد الدكتورعصام الطباخ محامي عادل معتوق أن الأسرار لا تزال تحيط بحادث سرقة جواز سفر سوزان تميم أثناء إقامتها في أميركا، حين سافرت سوزان مع والدها عبد الستار تميم لإقامة حفلة في أحد الفنادق الكبرى. فقد سرق مجهولون جواز سفرها، وحررت محضراً بهذه السرقة لدى أجهزة الأمن هناك، وغادرت الولايات المتحدة متجهة إلى مطار القاهرة الدولي، حيث قام آخرون بتسهيل دخولها مصر دون جواز سفر. وطلب معتوق من محاميه عصام الطباخ المقيم في مصر إبلاغ الشرطة بوجود سوزان في القاهرة دون جواز سفرها!
ولم تمض أيام على وصول سوزان إلى القاهرة حتى اضطرت السلطات لترحيلها لعدم وجود أوراق رسمية معها، ويثار التساؤل الذي سيستعين به فريق الدفاع عن هشام طلعت في المحاكمة، من أين عرف معتوق بما حدث رغم إحاطة الأمر بالسرية؟

شاهد عيان
أحد أفراد فريق الدفاع عن هشام طلعت أكد أنه قد يطلب مثول عصام الطباخ في المحكمة للشهادة والإدلاء بأقواله في هذه الواقعة التي يهدف الدفاع منها إلى إثارة الشكوك حول عادل معتوق كأحد المستفيدين من مقتل سوزان تميم.
وسوف تشهد الجلسات المقبلة أيضاً تناول القضية التي تم تلفيقها لعبد الستار تميم، حين التقاه عدد من الأشخاص الذين انتحلوا صفة مندوبي شركات إنتاج وتوزيع فني تمهيداً لإقناع سوزان بالتوقيع لشركتهم الوهمية. وبعد مفاوضات وزيارات متكررة لبيروت وافق عبد الستار تميم على إبرام التعاقد بين هذه الشركة وسوزان، وطلب منه هؤلاء المندوبون إيصال هدية إلى المطربة الراحلة، وكانت عبارة عن ساعة أنيقة داخل علبة مبطنة بالقطيفة. وحين غادر عبد الستار تميم مطار القاهرة الدولي تم الإبلاغ عنه من شخص مجهول، وتم ضبط العلبة والقطيفة المبطنة بالكوكايين!
وتثار شائعات عن تعرض سوزان لمحاولة قتل في اليونان، حيث كانت في رحلة مع أحد رجال الأعمال، وقام مجهولون بتفجير اليخت لإبعاد سوزان أو التخلص منها حتى لا تستمر علاقتها برجل الأعمال الشهير.
تُثار هذه الألغاز قبل أيام من الجلسات الحاسمة في القضية، وينوي فريق الدفاع عن هشام طلعت إثارتها من جديد لتأكيد وجود أيادٍ خفية وراء الجريمة!
وأكد  المحامي بهاء أبو شقة أنه سيصر على استدعاء وكيل نيابة دبي علي شعيب، خاصة أنه حقق مع محسن السكري خلال الجولة الأولى، وهو نفسه الذي حبس الإنكليزي إليكس كازاكي سمسار العقارات الذي تشير الدلائل الى تورطه في الحادث، فقد عثر على بصماته في مكان الحادث، وأكد بعض الشهود أنه صعد الى شقة سوزان تميم في توقيت الحادث.
والمثير أن السلطات الإماراتية أبلغت المستشار عادل عبد السلام جمعة رئيس محكمة الجنايات أن الظروف غير مواتية لمثول وكيل نيابة دبي أمام المحكمة لانشغاله، في الوقت الذي تردد أن علي شعيب ترك العمل في النيابة.
وأكد مصدر قضائي أنه لا يوجد في القانون ما يلزم وكيل نيابة دبي بالمثول أمام المحكمة، وقال اللواء منير السكري والد محسن أن وجود شعيب في المحاكمة أمر جوهري لن يتنازل عنه الدفاع، خاصة أنه يحمل أسرار التحقيقات التي كانت تسير في اتجاه وتم تغييرها إلى اتجاه آخر يشير بأصابع الاتهام الى محسن السكري.

30 ملاحظة
وأكد فريد الديب لـ «لها» أنه سيركز خلال الجولة المقبلة من المحاكمة على تناقض أقوال الطبيبة الشرعية الإماراتية فريدة الشمالي، وقال: «هناك أكثر من 30 ملاحظة في تقريرها وأقوالها في التحقيقات، حيث أكدت أمام المحكمة أنها حضرت الى مسرح الجريمة في العاشرة مساءً، ولكنها في الواقع، وكما تقول الأوراق الرسمية، ثبت وجودها في العاشرة وخمسة وخمسين دقيقة، وهذا يؤكد عدم مراعاتها الدقة في عملها المخبري». وأضاف: أن فريدة «لم تقم بتحريز الأغطية والملابس الموجودة على الجثة لفحصها، معملياً، ولم تحصل على مسحة للحمض البيولوجي، بالإضافة إلى فساد العينة بعد عرضها على الكلاب البوليسية عدة مرات». وأعد الديب ملفاً بهذه الملاحظات التي من شأنها تشكيك المحكمة في صحة تقرير الشاهدة الذي تم التعويل عليه في إدانة محسن السكري.
وأكد محامي أسرة سوزان تميم كمال يونس أنه سيحضر جلسات المحاكمة، وقد يقدم شهادته التي تعتمد على حديثه مع والد سوزان تميم الذي برر تنازله عن الادعاء بالحق المدني بأنه أدرك أن هناك آخرين تورطوا في القضية مع محسن السكري، وهناك محرض آخر غير هشام طلعت مصطفى.
وأضاف يونس: «عبدالستار تميم يعتقد أن هشام لا علاقة له بالحادث، لكن لم تتزعزع ثقته في ثبوت الاتهام ضد محسن السكري، وهو يتمنى إعدامه حتى تستريح سوزان في قبرها».
ولا تزال الخلافات قائمة بين رجال القانون حول جدوى هذا التنازل، اذ أكد رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار نصر فريدأن التنازل لن يلغي الحكم في حالة إدانة المتهمين، ولكنه سيسقط الحق في الادعاء بالحق المدني. وأكد مصدر قضائي أن القاضي قد يقتنع بجدوى هذا التنازل الذي يحمل اعترافاً من أسرة المجني عليها بأن هشام طلعت ليس له دور في الجريمة، ويحق للقاضي أن يأخذ بهذا التنازل أو لا.
في حين أكد رئيس محكمة استئناف القاهرة السابق المستشار عادل أندراوس ان المحكمة تأخذ بالشهود والمستندات والأدلة، وتنازل أسرة المجني عليها عن الشق المدني لا يعني وقف المحاكمة، لأن النيابة العامة هي صاحبة الحق في تحريك الدعوى الجنائية.