التحرُّش الجنسي في المجتمع اللبناني
رشيدة داتي, الإعتداء الجنسي, تحرّش جنسي, دعاوى, عنف جنسي, جرائم الشرف, المجتمع اللبناني
31 يناير 2011حقيبة سلوى لمكافحة التحرش الجنسي
أطلقت الرابطة العالمية للناشطين IndyAct حملة «مغامرات سلوى» لمكافحة كل أشكال التحرش الجنسي الجسدي واللفظي ضد النساء.
وقد بادرت خمس فتيات إلى تقديم فكرة الحملة وتنفيذها، بهدف زيادة الوعي حول كل ما يتعلق بالتحرش الجنسي. وقد نشرت حملة «مغامرات سلوى» مغامرات «سلوى» بالرسوم والفيديو في كل الوسائل الإعلامية المتاحة، خصوصاً الفايسبوك. وقد أفضى الأخير إلى اعترافات غفيرة لنساء تعرّضن للتحرّش، وقد سردن تجاربهن المختلفة اليومية مع سائقي الأجرة أو تلك التي طبعت في ذاكرتهن. «لها» التقت المسؤولة الإعلامية للحملة لين هاشم.
للأسف، أرد بكلمات نابية أحياناً «ما بقى فينا نتحمل كلنا منتعرض للتحرّش اليومي»، تقول المسؤولة الإعلامية لحملة «حقيبة سلوى». تضيف: «أنطلق من واقعي، لا أستطيع أن أمشي بحرية على رصيف منطقة المنارة دون أن تنهال عليّ عبارات: «يقبش» و«يا قشطة» و«يقبرني». أشعر بالضيق لدى سماع هذه العبارات، وأرد أحياناً بالكلمات النابية للأسف. كما أن الشبان يعلقون كثيراً على تسريحتي «ليش قاصص شعرك يا حلو» و«يقبرني هالستايل». وتلفت إلى أن التحرش «ليس بالضرورة احتكاكاً (الكتف بالكتف في الباص أو الجامعة مثلاً) بل قد يكون لفظياً يعرض المرأة للإحراج لدى سماعها عبارات غير أخلاقية كونها كائناً جميلاً أو ضعيفاً لا يجرؤ على الرد. وهذا مردّه إلى غياب المحاسبة والوعي في فرض المحاسبة من قبل الضحية أحياناً، مما جعل جسد المرأة ملكاً عاماً يستطيع أي عابر سبيل أن يلطّشه». وهذا تحديداً ما ترفضه وانتفضت تجاهه لين وزميلاتها. فكانت حملة «حقيبة سلوى».
سلوى، شخصية كرتونية، «ارتأينا أن تكون كذلك حرصاً على استمالة الفتيات الصغيرات كونهن معرضات للتحرش بشكل كبير. وقد تلقينا حالات تحرّش بالفتيات الصغيرات من قبل الجيران وأشخاص يصعب توقّع قيامهم بهذا الأمر». وقد أعدّت سبع حلقات «مغامرات سلوى»، «كل حلقة مدّتها ثلاثون دقيقة، وهي تمثّل موقف تحرش في سيارة الأجرة أو الجامعة أو الشارع أو مكان العمل».
حقيبة سلوى هي مصدر قوة المرأة. وسلوى "هي الفتاة التي اعتدنا أن نردّد أغنيتها منذ الصغر «يا سلوى ليش عم تبكي ...»، وهي مطبوعة في أذهان كل الفتيات. ما جديدها ؟ «حملة جديدة تجوب كل المناطق اللبنانية لتوزيع حقيبة سلوى التي سنضع داخلها أدوات حماية من التحرّش، صفارة ونحن قيد درس إمكان وضع بخاخ لاعتراض المتحرّش». تضيف لين: «كما نعدّ حالياً إرشادات خاصة بالأهل والفتيات للتوعية في مواجهة التحرّش وتجنّبه». وتبدي لين استنكاراً تجاه عدم تحديث قانون العقوبات اللبنانية كذلك تجاه تبرير البعض للتحرش، مشيرين إلى جرأة زي الفتاة وتهكّم بعض مراكز الشرطة عند عملية إخبار عن تحرش: «لا يتردّد البعض في قول «عنا شي أهم منِّك». وتختم أخيراً: «علينا أن نحدّ من هذه الظاهرة بعدم السكوت عنها والاعتراف بأنها مرض إجتماعي ونفسي ذكوري وإثبات رجولة مغلوط. تأثرت كثيراً حين قرأت حالة تلميذة (13عاماً) يتحرّش بها أستاذ الكيمياء في المختبر. كانت تخاف أن ترسب في مادته إذا اعترفت بفعلته. وأخرى كانت تتعرض للتحرش اليومي على يد جارٍ شارك في تربيتها».
حبّذا لو حياة سجّلت صوته وسلوكه النزق قصّة حياة (25 عاماً)...
طلبتُ مساعدة قسم شؤون الموظفين، فنصحوني بترك العمل دون تردّد كانت تخال نفسها مساعدة المدير إلى أن اصطدمت بواقع جديد. «شو هالجمال؟ متى سنخرج ؟» سؤالان يوميان روتينيان ينضم إليهما ثالث حين تصل حياة إلى مكتبها مكتسبة بشرة برونزية. «المشوار القادم على البحر حنروحو سوا ؟»، نعم ذاك المدير مصري. هو رجل ثلاثيني متزوج ولديه ثلاثة أولاد. عاشت حياة عاماً كاملاً من الصراع النفسي والتهديد الإقتصادي، فنصف راتبها تنفقه لشراء أدوية والديها، أمّها تعاني مشاكل في القلب ووالدها سبق أن تعرض لجلطة دماغية. موقف حياة ضعيف جداً في ظل واقعها، التحرّش الكلامي والسلوك الشاذ غير الموثّق الذي يطلق عليه Mobbing.
«كان مكتبي ملاصقاً لمكتبه ويكلفني بمراجعة ملفات عاجلة قبل عشر دقائق من انتهاء الدوام. كنت أتوسل بعض الزملاء أحياناً بانتظاري، لكن الأمر كان يتكرّر. كانوا يشعرون بسلوكه المتعمّد تجاهي وكانوا يخافون من خسارة وظائفهم. وهذا منطقي. اضطررت للعمل نهار السبت الذي كان يوم إجازة، فما كان به إلاّ أن ألزمني بالعمل نهار إجازتي نتيجة رفضي للامتثال لرغباته في الخروج معي. كان وضعي في المؤسسة يتأزم يوماً بعد يوم خصوصاً حين طلب حضوري إلى مكتبه. وعرض علّي مشاهدة فيلم جنسي شاذ لامرأة وكلب. بدأت بالبحث عن عمل آخر، فالضغوط باتت خانقة جداً، سلوك شاذ ومحرج وتهديد اقتصادي حين اتهمني بضياع فاتورة وطلب اقتطاعها من راتبي.
كان زملائي يطالبونني بالتريث والصبر، فيما كان يستفزني بهدوء وبأن لي مطلق الحرية في ترك العمل لأنه من الغد سيملأ مكاني الشاغر. تركت العمل لحظة وجدت آخر، لم أعد أتحمل الذل والإهانة. لكنني ووجهت بواقع آخر، عليّ العمل شهرين إضافيين. طلبت مساعدة قسم شؤون الموظفين، فنصحوني بترك العمل دون تردّد لأنهم لن يتخذوا أي إجراء تجاهي. حين علم بالأمر أعلمني أنه باستطاعته اتهامي بالسرقة لكنني لم آبه لكلامه، فأنا لا أملك إلاّ جوالي. ما يمكن سرقته ؟ بعد شهر من ترك العمل، فوجئت ببلاغ. عليّ أن أحضر إلى المحكمة. أنا اليوم موقفي ضعيف وليس باستطاعتي حتى دفع أتعاب محامٍ يساندني كوني تركت العمل قبل انتهاء مدة العقد الذي وقعته مع المؤسسة. هو اليوم المدّعي رغم الإعتداء النفسي الذي حصدته. هو رجل نافذ في المؤسسة، المدير الإداري والمالي ويريد تحطيمي وإذلالي لأنني رفضته بكل بساطة.
لا تعلم عائلتي ولا خطيبي بالأمر».
هبة راجحة ... كتاب ورأي في التحرّش
رأي قاسٍ في التحرّش البيروتي... كلمات بتوقيع هبة راجحة (21عاماً)
عنونت هبة: «المرأة تمرّ والكلاب تنبح" !
«شو هالسحبة يا ...»، «إجا إجا... زيحولو»، «شو هال ... يا كنافة». كلّ هذه، تعابير من ال«عيار الخفيف» تسمعها الفتاة إذا تجرّأت ومشت وحدها (أو مع صديقتها) في شوارعنا اللبنانية ... ونسمع أكثر منها أيضاً من كلام...
يجهل البعض أنّ هذه العبارات السّخيفة تنضوي تحت عنوان التّحرُشِ الجنسيّ اللفظي. وهو يسيء حتماً إلى المرأة ويعتبر من الشتائم المشينة ولا يقل أهميّة عن التّحرشِ الجنسي الجسدي. يسمح البعض لأنفسهم بالتفوّه بتلك العبارات... طبعاً لأنّ «الحكي ما عليه جمرك». ولكن ماذا لو دفع المتحرّش ثمن الكلام الذي تفوّه به ... كما يدفع ثمن أيّ مخالفة قانونية؟ لأنّ هذه مخالفة أيضاً، بحقِّ السلوك والمبادئ الإجتماعية وإستقرار المرأة النفسي والمعنوي. الأسوأُ من هذا كله، هو أنّنا تعوّدنا على ذلك الواقع، وأصبحْنا نتعامل معه وكأنّه أمر طبيعيّ ! لا ليس من الطبيعي أن يرمى جسد المرأة بتلك الأقوال وأن تتحمّل كبت الرّجل الجنسيّ فتخفض رأسها وتخجل ! وهو بوقاحته «يعرّم» ويفتخر بقدرته على «شدّ الحريم» وعلى «التّجغيل»...
المخزي في كلِّ هذا هو أوّلاً: النّساء اللّواتي يستمتعن بهذه الهتافات فينتظرن غزلا رخيصًا يشعرهنّ بأنوثتهنّ وجمالهنّ، لأنهنّ يجهلن تماماً أنّ المرأةَ الأجمل والأكثر أنوثة هي: الحريّة وأنّ الرّجل الأكثر لياقةً ورجولة هو: التحرّر.
والثاني هو التّبرير الذي نسمعه: «ألحقّ عليها، ماشية بالزلط، النّظر ما بينحجب» حسناً دعني أراجع نفسي، أنا حرّة ، حرّة أن أخلع عني جميع القيود الإجتماعية وأن أسير كما يحلو لي لأنّ هذا الجسد ملكي أنا، ملكي وحدي، ومن واجباتك عدم انتهاك حقوقي بالحرّية وصون لسانك وترويض نظراتك...
هناك فئة من النّاس تعتبر أنّ هذا الأمر ليس بخطير وليس بمهم... «وإذا لطش يا لطيف!... ولا يهون على البعض أن ينتهك جسد أخته أو أمّه بشتيمة حتى! فيتقاتلون وتلتم الدنيا على صراخهم ويأتي الدرك ويسأل ماذا حدث ؟ فيجيبونه: «سبّلو إختو !»... هذا يعني أنَّ الكلمات يمكن أن تجرح الشّرف. ماذا لو كان للكلامِ ثمن؟ أيلتزم النّاس حينها بجمارك الأخلاق ؟».
قصّتها... «في عالم حيث الرجال آلهة»
هبة راجحة كاتبة. باكراً كانت لها تجربة أدبية خلال الدراسة الثانوية لشدّة تأثرها بواقع فتاة ليل كانت ضحية زوج أمها. فقد كان يتحرّش بها منذ الصغر. وقد أسمت بطلتها «فاتنة»، «امرأة عانت من طفولة خنقت البذور الصغيرة ونمت أشواكاً في حقول الليل والملاهي الليلية...». وقد كتبت نقلاً عن فاتنة: »لم اكن أعلم ما الذي كان يفعله والدي (زوج أمها).. ولكنه كان يلامس جسدي العاري من الرأس إلى القدمين بنعومة فائقة... ثم بدأ يقبلني... وشعرت بالرغبة والشوق وفرح كبير جهلت مصدره.... بعد سنوات كبرت لأصبح فتاة أو بالأحرى امرأة فائقة الجمال نشأت في منزل ساقطة تزوجت غولاً...». فاتنة، نتاج التحرّش المنزلي والبيئة العشوائية.
استغلال، استئساد، استفزاز، استيلاء، استحواذ، استباحة على الطريق وداخل سيارة الأجرة وبين أروقة العمل... ماذا بعد؟ كل أنثى معرّضة عنوة لمواقف مماثلة في موقع الضعف، كونها أنثى أو جميلة أو في مرتبة أدنى وظيفياً أو أرقى أخلاقياً.
وما هو أسوأ أن التحرّش قد يكون غير صريح ضمنياً وغير مباشر، تكتيكياً حتى الإستفزاز إن لم يكن عابراً. لمكافحة التحرش الجنسي الجسدي واللفظي كما «حقيبة سلوى» وحكاية ذاك المدير وقصة «في عالم حيث الرجال آلهة».
لفهم معنى التحرّش يحدث لغط كبير لأنه غالباً ما يكون ردّة فعل نزقة تجاه الجمال. وفي لبنان ما من أنثى لم تتعرض له وإن تمّ توظيفه تحت مسمّى «الغزل» و«الترجيح» الذي نعيش رهنه في كل تفاصيل حياتنا.
تعريفات وتعريفات مقتطفة من دراسة "دعاوى التحرّش والإعتداء الجنسي" لرئيس أكاديمية العلوم الجنائية والأبحاث القانونية المحامي نزيه نعيم شلالا الذي أشار إلى أن التشريعات العقابية للأوبئة النفسية والجنسية المرضية لا تزال خجولة.
مصطلح «تحرّش جنسي في مكان العمل» غير وارد في قانون العقوبات اللبناني
لكنه ينطبق على مادتي 503 و506 و507 من قانون إشتراعي رقم 340 من عام 1943
في الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة
الفصل الأول
في الاعتداء على العرض
المادة 503
من أكره غير زوجه بالعنف وبالتهديد على الجماع عوقب بالأشغال الشاقة خمس سنوات على الأقل.
ولا تنقص العقوبة عن سبع سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره.
المادة 506
إذا جامع قاصراً بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة من عمره أحد أصوله شرعياً كان أو غير شرعي أو أحد أصهاره لجهة الأصول وكل شخص يمارس عليه سلطة شرعية أو فعلية أو أحد خدم أولئك الأشخاص عوقب بالأشغال الشاقة الموقتة.
ويقضى بالعقوبة نفسها إذا كان المجرم موظفاً أو رجل دين أو كان مدير مكتب استخدام أو عاملاً فيه فارتكب الفعل مسيئاً استعمال السلطة والتسهيلات التي يستمدها من وظيفته.
في الفحشاء
المادة 507
من أكره آخر بالعنف والتهديد على مكابدة أو إجراء فعل منافٍ للحشمة عوقب بالأعمال الشاقة مدة لا تنقص عن أربع سنوات. ويكون الحد الأدنى للعقوبة ست سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره.
إن الأحكام الخاصة بإساءة استخدام السلطة وبالأمور الجنسية في فرنسا تذكر أن التحرّش الجنسي في مكان العمل كجرم جزائي يعاقب عليه بالسجن والغرامة بموجب قانون العمل وقانون العقوبات.
أما قانون العقوبات اللبناني، وإن لم يرد فيه بصريح العبارة مصطلح "تحرّش جنسي" تطرّق إلى الأفعال المنافية للحشمة والآداب العامة في العديد من الفقرات والمواد التي يعود إصدارها إلى عام 1943: الباب السابع : في الجرائم المخلّة بالأخلاق والآداب، تحت عناوين الإغتصاب والفحشاء. كما تكلّم القانون عن الخطف بالخداع أو العنف والإغواء والتهتّك وخرق حرمة الأماكن الخاصة بالنساء وفي الحض على الفجور والتعرّض للأخلاق والآداب العامة.
التحرّش ظاهرة عالمية ومعالجتها عربياً شديدة السوء
التحرّش ظاهرة عالمية غير مقصورة على المرأة العربية، فقد كشفت دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الإسبانية مدريد عن تعرّض مليون و310 آلاف عاملة لنوع من أنواع التحرّش الجنسي عام 2005. وهو ما يمثّل 15 % من مجموع عدد العاملات في أسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين و425 ألف عاملة. وأشارت الدراسة إلى اعتزام نحو 40 ألف عاملة تغيير محل عملها لهذا السبب. وتقول مسؤولة المساواة بين الرجل والمرأة في المعهد سوليداد موريو أن رد فعل العاملات تجاه التحرّش هو عدم التقدّم بشكوى بصورة عامة عندما يكون التحرّش بسيطاً وتزداد احتمالات رفع الشكوى وفقاً لطبيعة التحرّش الذي تعرّضن له. فيما تتردّد بعض الفتيات في الإدعاء للملمة للموقف.
مدوّنة سلوك المفوضية الأوروبية بشأن تدابير مكافحة التحرّش الجنسي
... التحرّش الجنسي هو أي سلوك غير مرغوب فيه له طابع جنسي أو أي سلوك قائم على الجنس يمس بكرامة الرجل والمرأة في مكان العمل. ويشمل التحرّش بهذا المعنى السلوك الجسدي واللفظي وغير اللفظي مما ليس مرغوباً فيه. وعلى هذا الأساس ، فإن هناك نطاقاً واسعاً من أنماط السلوك غير المقبول، عندما يكون مرفوضاً ومستهجناً لدى المتلقي ومسيئاً له. والتحرّش الجنسي هو أن يستخدم رفض هذا السلوك أو الخضوع له من جانب أصحاب العمل والعمّال (بمن فيهم الرؤساء والزملاء)، صراحة أو ضمناً، أساساً لقرار يؤثر على إمكانات حصول الشخص على تدريب مهني أو توظيفه أو إستمراره في عمله أو ترقيته أو تحديد راتبه أو أي قرار يتعلّق باستخدامه، و/أو عندما يخلق هذا السلوك للمتلقّي بيئة عمل مهدّدة أو معادية أو مهنية.
تعريف واقعة التحرّش الجنسي
اللمس أو إبداء الملاحظات أو سرد النكات أو تعليقات حول ثوب أو قوام
تنطوي واقعة التحرش عادة على أفعال مرفوضة وغير متبادلة من شأنها أن تخلف آثاراً مدمرة على الضحية. فالتحرّش الجنسي يمكن أن يشمل اللمس أو إبداء الملاحظات أو النظر أو اتخاذ المواقف أو سرد النكات أو إستخدام لغة بمقاصد جنسية أو التلميح إلى الحياة الخاصة للشخص أو الإشارة إلى توجه الغمز بعبارات جنسية مبطنة او إبداء ملاحظات عن ثوب أو قوام أو الحملقة المتواصلة في شخص أو في جزء من جسده.
الحملقة والصفير والأسئلة الجنسية الشخصية
التحرّش الجنسي هو سلوك جنسي متعمّد من قبل المتحرّش وغير مرغوب به من جانب الضحية، حيث يسبب إيذاء جنسياً أو نفسياً أو حتى أخلاقياً، ومن الممكن أن تتعرض له المرأة في أي مكان وليس من الضروري أن يكون سلوكاً جنسياً معلناً أو واضحاً، بل قد يشمل تعليقات ومجاملات غير مرغوب فيها مثل الحملقة والصفير والعروض الجنسية والأسئلة الجنسية الشخصية، إضافة إلى بعض الإيماءات الجنسية والرسوم الجنسية واللمسات غير المرغوب فيها... وكلّها أشكال من الإيذاء والتحرّش الجنسي التي تمارس بها مجموعات قوية هيمنتها على المجموعات الأضعف وعادة ما يستهدف الرجال بها النساء.
رشيدة داتي: تحرّش جنسي عبر الجوال بعد زلّة
وقعت وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي (من أصل مغربي) في موقف شديد الحرج حين هاجمت صناديق الاستثمارات الأجنبية وارتفاع الأسعار لكنها نطقت بعبارة جنسية بدلاً من كلمة التضخم.
وقالت داتي في لقاء مع إذاعة أوروبا الأولى: "عندما أرى الصناديق الاستثمارية تتطلع إلى عوائد من 20 إلى 25% في وقت وصل فيه التضخم إلى الصفر تقريبا". وبدلاً من عبارة «التضخم المالي» Inflation قالت كلمة Fellation، التي تعني الجنس الفموي. ولاحقاً، تم احتجاز رجل فرنسي يومين في السجن، لتوجيه اتهامات جنائية إليه بعدما بعث رسالة إلكترونية تتضمن عبارات خادشة للحياء إلى البرلمانية الأوروبية رشيدة داتي.
وكان المتحرّش الفرنسي الأربعيني استمع إلى المقابلة التي أجرتها إذاعة أوروبا الأولى مع داتي.
وفوجئت في اليوم التالي بالمتهم يبعث إليها رسالة إلكترونية يطلب منها أن تمارس معه ما أخطأت في نطقه. فسارعت داتي لإبلاغ الشرطة. ووجهت الشرطة للرجل تهمة احتقار موظف عمومي، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن شهراً وغرامة 10 آلاف يورو.