تحدث إلينا محمد الشقيق الأكبر لخالد نافيا الاتهامات التي وجهت إلى أخيه في الولايات المتحدة، علما أن نتائج التحقيقات الفيدرالية قلصت حجم التهم المنسوبة إليه من خمس إلى واحدة ألا وهي حيازة مواد تستخدم في تصنيع أسلحة ومتفجرات.
وعن بداية القصة قال محمد الدوسري: «أصابنا الذهول عندما علمنا بالمسألة عن طريق الصحافة السعودية، وتحديدا مساء يوم الخميس. وفي صباح يوم الجمعة هاتفتنا سابك (الشركة التي إبتعثت خالد للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية) وتحدث مع الوالد لإبلاغه باعتقال خالد على أيدي السلطات الأميركية وأن لديهم محامياً سيتابع القضية هناك».

أنهى خالد دراسته الثانوية قبل ثلاث سنوات وتم ابتعاثه عن طريق برنامج سابك الى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة الكيميائية.
وعن أبعاد التهم قال محمد الدوسري: «لا يمكن أن يصدق العقل ولا المنطق اتهام خالد بقضايا ارهابية، فهو شخصية اجتماعية ومسالمة الى أبعد الحدود، ورياضي من الدرجة الأولى. حتى أنه وخلال سنوات وجود في ولاية تكساس الأميركية كان يتابع معنا الدوري السعودي عن طريق اتصالاته المستمرة بنا. على مدى ثلاث سنوات كان يتحدث معنا بشكل أسبوعي ولم ألحظ عليه أي تغير في الشخصية أو الحديث، بل وحتى في إجازاته السنوية كان يمضيها في الرياض مع أهله وذويه محدثا الجميع عن حلمه الذي تحقق بوجوده في أميركا، ودراسته الممتعة، ومعاملة الجميع له بشكل راقٍ».

اشترى خالد شحنة من مادة (T N P) التي تدخل في صناعة المتفجرات، فأبلغت عنه الشركة التي باعته الكمية بناء على التعليمات الأمنية الصادرة من الجهات الأمنية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر.
يعمل محمد ووالده حاليا على استصدار كل الأوراق والتأشيرات اللازمة لسفره إلى الولايات المتحدة للقاء خالد في محنته والوقوف بجانبه. ويقول محمد: «عائلتنا تتكون من والدتي ووالدي، وأنا وشقيقتين إضافة إلى خالد، والوالد حاليا يعمل مع السلطات السعودية التي تواصل جهودها الكريمة للوجود بجوار خالد سواء عن طريق السفارة في واشنطن، أو في السعودية. وحاليا نعمل على إصدار تأشيرات الدخول للولايات المتحدة للوقوف على أبعاد القضية، ومعرفة حالة خالد في ظل هذه الاتهامات الجائرة التي ليس لها أي أساس من الصحة».

وأوضح أن خالد واجه تهما عدة من أهمها حيازة مواد تدخل في صناعة أسلحة متفجرة، وأيضا استهداف منزل الرئيس الأسبق جورج بوش في دالاس، محاولة تفجير ملاه ليلية، واستهداف مفاعلات نووية، إضافة إلى استهداف سدود. وكل هذه التهم تقلصت إلى تهمة واحدة هي حيازة أسلحة دمار شامل.
ويذكر أن محاكمة خالد الدوسري (22 عاماً) كانت مقررة في  الثاني من أيار/مايو، إلا أنها أرجئت إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر لعدم كفاية الأدلة، فيما ذُكر أن محامي الدفاع وجد عددا من الأدلة التي تثبت براءة الدوسري من كل التهم المنسوبة إليه وطالب بتأجيل المحاكمة ليتسنى له تقديمها.


والدة الدوسري: ولدي اجتماعي بطبعه ولا يمكن أن يساهم في دمار الدولة التي حلم بتحصيل العلم فيها

أما والدة خالد أم محمد فقالت: «كان خالد منذ طفولته يحلم بالدراسة في أميركا، وعندما تحقق حلمه عن طريق برنامج سابك للبعثات كانت فرحته لا توصف، وكان يتحدث عن دراسته في الهندسة الكيميائية التي سيواصل تحصيلها هناك. ولكن فجأة وبدون سابق إنذار حصل ما حصل، وأنا لا أصدق أي من هذه الاتهامات كونها باطلة، فخالد تربى على مخافة الله، والتعاون مع الآخرين. وهو اجتماعي، يحب الناس، وكان متواصلا معنا طوال فترة وجوده في أميركا».

ثمانية آلاف ونيف يدعمون حملة «كلنا خالد الدوسري»

أثرت قضية خالد الدوسري في نفوس شباب السعودية مما جعل التفاعل مع قضيته عن طريق وسائل الاتصال الحديثة في أوجه. وخُصصت صفحة على موقع «فيسبوك» للتضامن معه، وتوضيح الصورة الحقيقية.
«لها» تابعت الحملة التي وصل المشاركون فيها إلى 8208 أشخاص في غضون أسابيع قليلة.
وفي إتصال مباشر مع المشرف على الحملة سعود متعب بن قويد قال: «كنت خارج السعودية قبل شهر ونصف تقريبا وكنت متابعا جيدا لقضية خالد الدوسري سواء عن طريق الإعلام الغربي، أو ما تنشره الصحف السعودية مما جعلني ألاحظ أننا نستقي كل المعلومات عن طريق ما تنشره وسائل الإعلام الغربية هناك وننقله بحذافيره، مما شوه صورة خالد الدوسري في الولايات المتحدة، وحتى في السعودية. وكان هدف وسائل الإعلام الغربية تشويه سمعة خالد من بداية القضية، فقد تم تضخيم الموضوع دون أي وجه حق، وصدمت عندما وجدت أن الإعلام السعودي ينقل الصورة المشوهة بحذافيرها ليصبح خالد مظلوما خارج وطنه وداخله».
وقد فوجئ مشرف الحملة بالعدد الضخم من التعاطفين مع قضية خالد.

مصادر سعودية تؤكد حصول الدفاع على وثائق تبرئ خالد الدوسري

نقلت صحيفة «عكاظ» عن مصادر سعودية أن قرار تأجيل محاكمة خالد الدوسري جاء لمصلحته نتيجة حصول محامي الدفاع على أوراق ثبوتية جديدة تبرئ موكله من التهم الموجة إليه، وقد طلب محاميه تأجيل الجلسة حتى يتسنى له تقديمها. وقد تكفلت وزارة الخارجية السعودية الدفاع عن الدوسري وتكوين فريق من المحامين للدفاع عنه، وتحمل مصاريف سفر والده وشقيقه إلى الولايات المتحدة للقائه.

موقع اللغة الإنكليزية يخاطب وسائل الإعلام الغربية

قال قويد: «بعد توقيع عقد مع شركة مختصة نحن حاليا بصدد  إنتاج مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» ومن ثم صنع فيلم كامل مدته عشر دقائق  باللغتين العربية والإنكليزية، فقد أصبح توجهنا اليوم للإعلام الغربي. ووزارة الخارجية منذ بداية القضية دأبت على دعم هذه القضية من حيث توكيل ثمانية محامين للدفاع عن الدوسري في ولاية تكساس بعد أن حولت القضية من سابك  إلى وزارة الخارجية».
وأضاف: «منع خالد حاليا من التحدث مع وسائل الإعلام، وهذا إجحاف حقيقي في حقه، اذ انه لم يثبت على خالد أي إدانة حتى هذه اللحظة».

حين انهى دراسته الثانوية أصبح الحلم حقيقة، فها هي أميركا تلوح له بيديها لتجذبه طالبا على مقاعدها الدراسية، ولتكون «سابك» هي العصا السحرية التي حققت له الأمنية. إلا أن ما حدث لم يكن في بال خالد الدوسري الطالب الذي حزم حقيبته قبل ما يقارب الثلاث سنوات منطلقا إلى الجامعة ليجد نفسه خلف القضبان متهما بخمس قضايا إجرامية مصنفة من الدرجة الأولى. وهو يواجه حاليا القضاء الأميركي جاهلا المصير الذي ينتظره بعدما طلب شحنة من المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة المتفجرات وفق الادعاءات الأميركية. «لها» هاتفت والدته وأخاه الأكبر في الرياض لمعرفة ملابسات القضية.