كاميرا المحمول قادت أسرتين إلى السجن!

جريمة, حبس / سجن, كاميرا, رجل / رجال شرطة, عقوبة السجن

16 أغسطس 2011

قضية مثيرة راح ضحيتها زوجان، دخلا السجن بسبب زوجتيهما... المشكلة بدأت بين الزوجتين وتصاعدت أحداثها التي كانت أشبه بفيلم درامي محبوك المشاهد قد لا نصدقه إذا شاهدناه على شاشة السينما، ولكن الأوراق الرسمية تؤكد أنه حدث بالفعل! الأكثر إثارة أن الزوجتين دخلتا السجن مع زوجيهما ليدفعا ثمن ما حدث، والمتهم الأول في هذه الجريمة هو كاميرا المحمول التي أصبحت كارثة على كثيرين، فكم دمرت بيوتاً عامرة، وكم أدخلت العشرات السجن.


بدأت القصة حين زارت شيماء صديقتها الحميمة منى، وكان التوتر الشديد يكسو ملامح شيماء فبدت وكأنها تريد أن تتحدث في أمر ما من غير أن تجرؤ.
لم يخف على منى ما تعانيه صديقة عمرها من مشكلات لا تبوح بها، فشجعتها على أن تفتح قلبها وتتحدث. ومرت دقائق ثقيلة قبل أن تنهمر دموع شيماء بغزارة وهي تقول: «أنا في كارثة يا منى، لا أستطيع أن أبوح بها لأي مخلوق، وكدت أنتحر بسبب ما أعانيه، لكنني في النهاية لم أجد أمامي سواك، فأنت صديقتي الوحيدة القادرة على مساعدتي في هذا الموقف»...

انتفضت كل حواس منى التي غلبها القلق الشديد على صديقتها، وطلبت منها أن تحكي كل شيء، ووعدتها بألا يعرف مخلوق هذه الأسرار. وبعد تردد عادت شيماء للحديث وكأنها تقاوم جبلاً يجثم على صدرها، وقالت: «ما حدث قبل أيام بات يهدد سمعتي، وقد يهدم منزلي ويشردني وأولادي، وتطاردني فضيحة ليس لي ذنب فيها».
صمتت شيماء لثوانٍ وعادت لتضيف: «أنت تعرفين جارنا هشام الذي كان يحبني، ويطاردني منذ سنوات لكنني رفضته زوجاً لي بسبب سوء سلوكه، وهو رغم زواجي لم يكف عن مطاردتي وسبب لي مشاكل عدة. والحمد لله أن زوجي كان بعيداً عما يحدث. .. تمكن هشام من أن يأسرني بشيء يهدد حياتي، والأمل الوحيد هو الحصول على هذا الشيء قبل فوات الأوان»!


المطاردة

تواصل شيماء حكايتها لصديقتها وتقول: «كنت عائدة من عملي بعد غروب الشمس، ومن سوء الحظ كان الشارع الذي يقع فيه منزلي خالياً من المارة، فجأة ظهر أمامي هشام وهو يمسك سكيناً، كتم أنفاسي، ووضع السكين في جانبي واقتادني إلى منزله».
احتبست أنفاس منى وطلبت من صديقتها أن تواصل حديثها، وأكملت شيماء قائلة: «تحت تهديد السلاح جردني من ملابسي والتقط بعض الصور السريعة وهو يبتسم ابتسامة شيطانية، وحاول أن ينال مني لكنني قاومته بشراسة، وتركني في النهاية أعود إلى منزلي، ولكنه لم ينس أن يهددني بنشر هذه الصور، مع إرسال نسخة إلى زوجي في حالة إبلاغي الشرطة».

وتؤكد شيماء لصديقتها أنها عادت إلى منزلها ولا تدري ماذا تفعل، هل تخبر زوجها؟ هل تبوح لأمها بالسر؟ أم تبلغ الشرطة؟ لكنها في النهاية قررت التزام الصمت على أمل أن يكون ما حدث مجرد كابوس ويعود بعده هشام إلى رشده!
لكن الأحداث لم تسر كما أرادت شيماء، فبدأ جارها يطاردها في كل مكان، يهددها هاتفياً، ويطلب منها أن تزوره في منزله... لكن الزوجة رفضت بشدة، وراحت نبرة التهديد تعلو حديث هشام الذي أوشك على فضح ما حدث. بكت شيماء وتوسلت إليه أن يرحمها حتى لا يدمر منزلها، لكنه رفض أن يستمع إليها، مؤكداً أنه لن يقبل إلا استجابتها لتعليماته!
وحين أعيتها الحيلة لم تجد إلا صديقتها منى لتبوح لها بالسر وتبحث عندها عن حل لهذه الأزمة.

 

وبلا تردد قررت منى بشجاعة أن تواجه هشام بهذه المعلومات، وتتوسط عنده حتى يرحم صديقتها. وبدأت بالفعل تتصل به، وتطلب منه تحديد موعد للتفاوض حتى تعرف منه ما يريد، واستجاب لها هشام وقابلها مرارا، وبدأ يُظهر استجابة لرأيها، ولكنه طلب منها أن تأتي معه لمنزله حتى ينهي الاتفاق معها. وبنية سليمة صدقته منى التي اعتقدت بسذاجة أن قضية صديقتها انتهت، لكن كانت في انتظارها مفاجأة قاسية.
زوجها كان يراقبها بعد أن شاهدها بالمصادفة وهي تلتقي هشام، وتابعها وهي تصعد معه درجات السلم في طريقها إلى شقته، فهاجمهما، واعتدى بالضرب على هشام، لكن منى صارحت زوجها بالحقيقة التي أكدها هشام وقدم له صور شيماء.

أساء صلاح زوج منى التصرف، فأشاع في المدينة حكاية الصور العارية التي تم التقاطها لشيماء، مما أثار حفيظة زوجها عادل الذي واجه زوجته بهذه المعلومات، فلم تجد شيماء سوى أن تصارحه بما حدث وتلقي باللوم على صديقتها التي فضحتها. وجن جنون عادل، خصوصاً أن منى شاركت زوجها في فضح صديقتها شيماء، وفي هذه الأثناء تمكن هشام من الهرب إلى الإسكندرية.


الانتقام البشع!

غلبت الرغبة في الانتقام على زوج شيماء الذي أدرك أن منى وزوجها صلاح وراء الفضيحة التي لحقت به وبزوجته، فخطط لأن يسقيهما من الكأس نفسها، رغم أن زوجته نصحته بإبلاغ الشرطة واتهام منى وزوجها بالتشهير، لكن عادل رفض بشدة إقحام الشرطة في هذا الموضوع، وقرر أن يحله بنفسه بعيداً عن الطرق الرسمية!
لم ينم ليلته وهو يفكر في وسيلة لرد الصفعة الى صديقة زوجته التي خانت الأمانة رغم أنها كانت في الحقيقة مغلوبة على أمرها، ولم تكن تملك سوى أن تبوح لزوجها بالحقيقة حتى تدفع عن نفسها تهمة الخيانة.

قرر عادل أن ينفذ خطة مماثلة لخطة هشام، وراح يراقب منى ليتحين الفرصة لخطفها، وتصويرها عارية لابتزاز زوجها ورد الصفعة له. لكن صلاح ظل ملازماً زوجته لأيام عدة، وكان خروجها من منزلها نادراً، ومع ذلك لم ييأس زوج شيماء ورابط أمام منزلها وساعدته زوجته شيماء في تحديد خط سير منى.
وأخيراً جاءت اللحظة التي كان ينتظرها بعد أسبوع كامل من الانتظار، فقد خرجت منى ومعها ابنها الرضيع لشراء بعض احتياجات المنزل، وانتظر عادل حتى تأكد من عدم وجود من يراقبه، واندفع وراءها ومعه سكين. كادت منى تصرخ لكنه سارع ووضع يده على فمها، وفي كلمات موجزة أكد لها أنه سيذبحها وابنها إذا حاولت الصراخ!

نظرت منى بذعر إلى السكين ثم إلى ابنها وامتثلت لأوامر عادل، واصطحبها إلى منزل حديث الإنشاء، وتحت تهديد السلاح أجبرها على خلع بعض ملابسها... بكت منى بحرقة وأكدت له أنها بريئة، وليس لها ذنب في الشائعات التي نشرها زوجها عن شيماء، لكن عادل لم يهتم بحديثها وأخذ يلتقط لها صوراً، ثم أنهى عمله وطلب منها أن تغادر المكان.
عادت منى إلى منزلها منهارة، وصارحت زوجها بما حدث. وحاول الزوج أن يستل سكيناً ليقتل عادل لكن أسرته نصحته بإبلاغ الشرطة، وقدم مع زوجته بلاغاً بما حدث، وألقت أجهزة الأمن القبض على عادل ومعه هاتفه المحمول الذي يحتوي على صور جارته!

اعترف عادل واتهم صلاح بالتشهير بزوجته واستعان بشهود أكدوا صحة حديثه، وتم القبض على الزوجتين اللتين وجهت لهما النيابة تهمة التحريض على جريمة! وقررت النيابة حبس الأسرتين معاً!