شوّهت وجه زوجة طليقها...

طلاق, جريمة, رجل / رجال مباحث, مستشفى, الحياة الزوجية, قسم الشرطة, ضابط المباحث

02 أبريل 2012

قديماً قالوا إن الانتقام أعمى، وهذا ما يرصده الواقع الفعلي، خاصة حين يكون الانتقام من امرأة تريد الثأر لكرامتها وحبها، فهي لا تفكر في أي شيء سوى تحقيق هدفها... هذا ما فعلته أسماء التي أرادت أن تكسر زوجها الذي هجرها من أجل زوجته الرسمية أم أبنائه، ورغم أنه كان يهيِّئ أسماء لقبول هذا الأمر جن جنونها، ولم تفكر في شيء سوى إذلال زوجها السابق، ورد الصفعة إليه. اختارت أسماء الزوجة الأولى لزوجها السابق وسيلة لتنتقم منه، ونفذت خطتها بمشاركة إحدى صديقاتها، وتنفست الصعداء حين نحجت خطتها، وتركت الزوجة التعسة في حالة يرثى لها، بعد أن شوهت وجهها.


كان رجال المباحث يدركون أن الانتقام يذهب بصاحبه إلى أبعد مدى، وهذا ما حدث مع أسماء التي استعانت بإحدى صديقاتها للانتقام من زوجها السابق هاني...
للقصة بداية مثيرة، الأحداث بدأت في الثامنة مساء، الهدوء كان يسود منطقة المرج الشعبية وسط برودة قاسية، ومناخ لم تعتده البلاد. الآلاف التزموا منازلهم مبكراً، وكانت السيدة شكرية تنظر إلى ساعتها بقلق وهي تنتظر زوجها الذي تأخر على غير عادته، رغم تأكيده لها أنه سيعود مبكراً.

دق جرس الباب، اندفعت الزوجة بسرعة لتفتح ظناً أنه زوجها، وليتها ما فتحت... توالت الأحداث بشكل مثير، فوجئت بسيدتين منقبتين تندفعان إلى داخل شقتها، فشلت المفاجأة تفكير شكرية التي لم تر هذا المشهد من قبل إلا على شاشات السينما، وقبل أن تصرخ أو تستنجد بالجيران وضعت إحدى السيدتين يدها على فمها وهي تهددها بسكين، وأسرعت الأخرى بشل حركة شكرية وأوثقتها بحبل غليظ، ووضعت على فمها شريطاً لاصقاً.
كانت أنظار شكرية معلقة بساعة الحائط وباب الشقة، وابتسمت إحدى المنقبتين بسخرية، وقالت: لا تنتظري زوجك فهو لن يعود الآن... مجهول اتصل به وأخبره أن والدته في المستشفى، وسيضيع وقتا طويلا قبل أن يتأكد أن هذه المكالمة كاذبة، وسنكون قد فعلنا معك ما نريده.
ظهر الذعر على وجه الزوجة التي أدركت أن المنقبتين تجهزان لها سيناريو بشعاً.


تعذيب

لم تكن المنقبتان تعرفان المزاح، وبلا مقدمات أخرجت إحداهما من فستانها مقصاً وقصت به كل شعر الزوجة شكرية التي انهمرت دموعها بغزارة دون أن تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة. كررت إحدى المنقبتين تهديدها لشكرية، وأكدت لها أن أي محاولة للهروب أو المقاومة أو الاستغاثة ستدفع ثمنها غالياً.
وانتهت المنقبة من فاصل التعذيب الذي مارسته على شكرية بقص شعرها، وضحكت وهي تؤكد لها أن هذا جزاء ما فعله زوجها. لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، بل أشارت المنقبة لصديقتها وتناولت منها شفرة حلاقة وأنهالت بها على وجه الزوجة بشكل بشع.

سالت دماء شكرية التي تشوهت ملامحها تماماً، دون أن تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة... أنهت المنقبة مهمتها والسعادة تشعّ من وجهها، أحست بالارتياح الشديد حين نفذت جريمتها وهي تتمتم أن هاني سيتذكرها دائماً كلما نظر إلى وجه زوجته وشعرها.
ودون أن تضيع وقتها أشارت لصديقتها لتتجها معاً إلى غرفة النوم وتسرقا مجوهرات الزوجة وأموالها وبعض الأجهزة الكهربائية، وسرعان ما غادرت المنقبتان المكان تاركتين الزوجة شكرية في حالة يرثى لها.

بعد ساعة كاملة وصل الزوج، فاكتشف أن باب شقته مفتوح، وأصابه الذعر حين لمح آثار البعثرة في ردهة المنزل، وكانت الصدمة عندما لمح مشهد زوجته المغمىعليها وهي مقيدة. وسرعان ما تمكن هاني من إنعاش زوجته التي شُوّهت تماماً، سقط شعرها المقصوص على ملابسها وعلى الأرض في مشهد مؤلم، وانهارت الزوجة مرة ثانية حين شاهدت زوجها.
اتصل الزوج بالإسعاف والشرطة، وامتلأت الشقة برجال المباحث الذين أخذوا يعاينون المكان ويرفعون البصمات، فالجريمة رغم أن ظاهرها السرقة، عكست ملامحها رغبة جارفة في الانتقام البشع.

في هذه الأثناء، كانت الزوجة تحت المراقبة الطبية في المستشفى، ورجال المباحث ينتظرون تماثلها للشفاء حتى يتمكنوا من أخذ أقوالها، فهي تملك الكثير من مفاتيح الجريمة الغامضة.
مضت ساعات قبل أن تفيق شكرية لتنهار بمجرد مشاهدة صورتها المزرية في المرآة، لكن الأطباء تمكنوا من السيطرة على انفعالاتها، وأكدوا لها أنها ستتعافى من هذه الجروح التي تركت آثاراً مؤلمة على وجهها.
التقطت شكرية أنفاسها، وقدمت لرئيس المباحث وصفاً دقيقاً للأحداث التي عاشتها على مدار ساعة ونصف الساعة، هي الأصعب في حياتها، وبدأ ضابط المباحث يدون ملاحظاته ويسأل الزوجة أسئلة شديدة الدقة ليعرف المزيد من التفاصيل.

 

أدرك الضابط أن مفتاح القضية عند الزوج، فالحادث وراءه رغبة في الانتقام منه. غادر الضابط المستشفى واستدعى الزوج إلى جلسة مغلقة في مكتبه، وطلب منه تفسيراً لما حدث.
الضابط أكد بحكم خبرته أن الزوجة لم تكن المقصودة بهذه الجريمة وإنما الزوج، فالمتهمة المنقبة كانت تسعى للانتقام منه في شخص زوجته، وطلب من الزوج أن يساعده للتوصل إلى الجانيتين. وبدت على وجه هاني علامات التفكير العميق، وكأنه ينازع سيلاً من الأفكار، لكنه لم يجد في النهاية مفراً من أن يبوح بالسر الذي أخفاه عن زوجته.


زوجة في السر

أكد هاني لرئيس المباحث أنه ارتبط منذ سنوات بإحدى السيدات وتزوجها عرفياً، واشترط عليها أن تحافظ على سر زواجهما حتى لا يتسبب له بمشكلات مع زوجته وأسرته. ولم ينكر أنه أحب زوجته أسماء ولم يبخل عليها بشيء، لكنها بدأت تثير له مشكلات، خاصة بعدما حملت منه رغم تحذيراته لها بضرورة عدم وجود أطفال، وأجبرها على التخلص من جنينها عدة مرات، وهددها بقطع علاقته الزوجية معها.
لكن المشكلات استمرت خلال ثلاث سنوات، مما اضطر هاني للتفكير جدياً في إنهاء هذا الزواج، رغم أنه يحب أسماء بشدة، لكنه وضع مصلحة أسرته وأولاده فوق كل الاعتبارات.

صارح هاني زوجته عرفياً برغبته في الانفصال عنها، لكن أسماء رفضت بشدة هذا القرار، وهددت برد فعل عنيف في حالة تنفيذه تهديده. إلا أن الزوج لم يتراجع وطلق أسماء في وجود شهود... وبعدما انهى هاني سرد أقواله، حصل ضابط المباحث على إذن من النيابة، وألقى القبض على أسماء التي أنكرت بشدة كل صلة لها بالحادث، لكن الضابط حصل على بصماتها فتطابقت مع البصمات الموجودة في مكان الجريمة، وأجبرها الضابط على ارتداء نقاب وتم عرضها على الزوجة المصابة التي تعرفت بسهولة على أسماء من صوتها وحركاتها.


اعترافات

لم تجد أسماء مفراً في النهاية من الإدلاء باعترافاتها المثيرة، وقالت: «نعم أنا العقل المدبر لهذه الجريمة. الرغبة في الانتقام أعمتني عن كل شيء، قررت تدمير زوجي السابق لأنه دمر حياتي وتنكر لحبي وللأيام الجميلة التي أمضيتها معه. ألقاني في الشارع ليعود إلى زوجته وأبنائه، فقررت أن أسرق منه سعادته».

تكمل أسماء: «ما زلت أحبه رغم كل ما حدث، وحاولت بكل السبل استعادته لكنه لم يتراجع عن قراره، فقررت أن ألقنه درساً لا ينساه. في البداية فكرت في قتله، وطلبت منه أن يقابلني لآخر مرة وخططت أن أدس له السم في الشاي، لكنه رفض مقابلتي، فقررت البحث عن خطة جديدة للانتقام، أهداني الشيطان إلى فكرة دس مخدرات له في منزله ثم الإبلاغ عنه، لكنني لم أستطع الحصول على المخدرات، وخشيت أن أتورط أنا شخصياً في هذه التهمة. فبدأت البحث عن فكرة جديدة، وانتهيت إلى زوجته التي قررت أن أدمرها حتى أرد لزوجي السابق الصفعة».

تواصل أسماء: «طلبت من جارتي أن تشاركني الجريمة مقابل حصولها على جزء من المسروقات فوافقت، وارتدت كل منا نقاباً وطرقت باب شقة شكرية التي كانت تنتظر قدوم زوجها، فأقدمت على قص شعرها وشوهت وجهها، وأحسست براحة نفسية كبيرة حين حرمت هاني متعة النظر إلى زوجته التي أصبحت دميمة. كنت أريده أن يشعر بالندم على فعلته، وسرقت محتويات المنزل وأعطيتها لشريكتي، ولم أتوقع أن تتوصل الشرطة بسهولة إلى مكاني».
قررت النيابة حبس المنقبتين ووجهت إليهما تهمتي السرقة بالإكراه والضرب المفضي إلى عاهة.