Home Page

الدكتور علي جمعة يجيب على الأسئلة الرمضانية...

الحجاب, د. علي جمعة, ثمار البحر, الصيام, الإفطار, علماء الدين, شهر رمضان, المخالفة الشرعية, حكم الشرع, مخالفة الشرع

09 يوليو 2012

قبل بدء شهر رمضان الكريم، تنطلق في الأذهان عشرات التساؤلات التي تخص أحكام الصيام الصحيح في كل ما يتعلق بحياتنا اليومية. بعض هذه التساؤلات يكون مثار جدل، وبعضها الآخر يتكرر كل عام، والبعض الثالث منها تفرضه المستجدات، ومن هنا تأتي أهمية الفتاوى القاطعة للحيرة التي تنتاب الصائمات والصائمين.
«لها» طرحت على الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، مجموعة من التساؤلات الحائرة حول الصيام وأحكامه، فرد علينا بكل وضوح من أجل الوصول إلى صوم صحيح في الشهر الكريم.


- يأتي رمضان هذا العام في أشد أيام الصيف حرارة، فهل يجوز للصائم أن يكثر الاستحمام في البحر أم أن هذا ‏الاستحمام يفطره؟
الاستحمام في البحر وكذا الاغتسال بالماء ‏للتبرد والتلفف بالثوب المبلول أشياء لا تفطر الصائم، حتى وإن ‏وجد برد الماء في باطنه، وأفتى الإمام أبو يوسف بعدم ‏كراهته. فقد ورد أن النبي، صلى الله عليه وسلم، صب الماء ‏على رأسه وهو صائم من العطش والحرارة، وكان ابن ‏عمر يبلل الثوب ويلفه عليه وهو صائم، ولأن في ذلك ‏عوناً له على أداء الصوم ودفع الضجر الطبيعي. ودخول ‏جزء من الماء في الجسم بواسطة المسام لا تأثير له، لأن ‏المفطر إنما هو الداخل من المنافذ، وقد كره الإمام أبو‏حنيفة ذلك لما فيه من إظهار الضجر في إقامة العبادة ولكنه غير  مفطر.


النساء والبحر

- في المصايف، هل يجوز للمرأة الصائمة نزول البحر؟ وما هي ضوابط هذا النزول؟
ليس هناك مانع من نزولها البحر، بشرط أن تكون بعيدة عن أعين الرجال، كأن يكون للنساء مكان خاص بهن مع ضرورة الاحتشام وعدم إظهار العورات. فهناك ما يسمى المايوه الشرعي الذي يمكن أن ترتديه أمام النساء في البحر، وليس أمام الرجال الأجانب عنها. وننصح الصائمات في المصايف أن يحافظن على أنفسهن من رفيقات السوء اللواتي يستهنّ بالمحرمات.

- هل الاختلاط بين المراهقين والمراهقات في المصايف يبطل الصيام؟
يتوقف هذا على المعنى الدقيق للاختلاط، فإن أدى إلى معصية فهذا يقلل ثواب الصيام وقد يضيعه، أما إذا كان كلاماً عادياً دون مخالفة شرعية فلا شيء فيه، لكننا نحذر من الاستهانة في هذا الاختلاط حتى لا يحدث ما تحمد عقباه.


يوم الشك

- قبل بداية رمضان نسمع كثيراً عن يوم الشك، فما هو هذا اليوم؟
رغم اختلاف العلماء في تحديد يوم الشك، إلا أنه عند الجمهور هو يوم الثلاثين من شهر شعبان، إذا تَحَدَّث الناس بالرؤية ولم تثبت أو شهد بها من رُدَّت شهادتُه لفسقٍ ونحوه.

- ما هي الحكمة من تحريم صومه؟
لأنه إن لم يُرَ الهلالُ كان اليوم من شعبان جزمًا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» أي: أكملوا شعبان ثلاثين يومًا.

- فما الحكم في الذي يصوم يوم الشك؟ وهل يكون آثماً شرعاً؟
حكم صوم يوم الشك حالتان، الأولى أن يُصام عن رمضان بنية الاحتياط له، فهذا هو المراد بالنهي عند جمهور العلماء، ثم منهم من جعله حرامًا لا يصح صومه كأكثر الشافعية، ومنهم من رآه مكروهًا كالحنفية والمالكية والحنابلة، أما الحالة الثانية فأن يُصام عن غير رمضان، ويرى الجمهور أنه يجوز صومه إذا كان تطوعاً أو ضمن صوم القضاء أوالنذر. أمَّا التطوع المطلق من غير عادة فهو حرام على الصحيح عند الشافعية، إلا أن وصله بما قبله من النصف الثاني من شعبان فيجوز. وهناك آراء عديدة في حكمة النهي عن صومه، منها خشية اختلاط النفل بالفرض وهو بداية رمضان.


رؤية الهلال

- لا يمر عام إلا ونجد اختلافاً بين بعض الدول العربية والإسلامية حول رؤية الهلال، حتى أن بعض الدول تبدأ الصيام قبل غيرها، بل إن سكان بعض الدول يصومون ويفطرون حسب رؤية الهلال في دولة غير التي يقيمون فيها، فما هو الحل لتلك المشكلة السنوية؟
الحاكم هو الذي يقضي بصحة بيّنة الرؤية للهلال، عند إمكانها فلكيًّا، فإذا حكم بعدم ثبوت الشهر فإن حكمه هذا يرفع النزاع في الأمر الظني ظاهرًا وباطنًا، ويحسم مادة الخلاف فيه، وليس المسلم مكلَّفًا بالوصول إلى ما في الواقع لكن الأخذ بغلبة الظن واجب شرعي. لكننا نحذر من خطر الشائعات بين أهل البلد الواحد عن طريق تَحَدُّثِ بعض الناس بينهم بالرؤية وإحداثهم البلبلة والفوضى في ذلك، مع عدم الحكم بثبوتها لأن هذا عصيان، لأنه ترك الأخذ بالظن الغالب إذا قضى به الحاكم وخالف الجماعة وشق عصا الطاعة، ويزرع بذور الفرقة والاختلاف بالتشبُّث والدعوة إلى رؤيةٍ قطع الحساب الفلكي ببطلانها، ولم يعتمدها أهل بلده فيكونوا قد وقعِوا في محظورَيْن، هما تفريق الجماعة والأخذ برؤية موهومة عُلِم بطلانُها بالضرورة.

-  لكن بعض الملتزمين يخالفون رؤية الهلال في دولهم ويصومون مبكراً بمجرد إعلان رؤية الهلال في أي دولة، فماذا عن هؤلاء؟
بالنسبة الى رؤية هلال الصوم يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما»، وأقول لأمثال هؤلاء: «إذا كنتم تستطلعون الهلال في بلدكم فعليكم الالتزام بما تسفر عنه الرؤية، ولا يجوز لكم التحول عن رؤية الهلال في بلدكم إلى بلد آخر إذا رأيتم هلال رمضان».
محظورات

- قبل بداية الشهر الفضيل، نريد أن ننبه المسلمات والمسلمين الى محظورات الصيام ليبعدوا عنها.
يجب على الصائم ألا يُعرِّض صيامه لما يفسده ويُضيع ثوابه، فمثلاً عليه أن يمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويضيع الصوم، كالغيبة والنميمة والقيل والقال والنظر إلى ما حرّمه الله تعالى والخصام والشقاق وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم عملاً بقوله، صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ». أي يجب بعبارة أخرى أن يجتنب كل ما من شأنه أن يذهب التقوى أو يضعفها، لأن الصيام شُرع لتحصيلها حيث قال تعالى: «يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» آية 183 سورة البقرة.


إهداء ثواب الصيام

- هل يصلح إهداء ثواب الصوم لأصحاب الحقوق والمظالم  بدلاً من ردها لهم، كأن يكون قد أخذ من مال شخص دون إذنه ويريد أن يتوب، فهل يفيده أن يصوم ويهب ثواب الصوم لصاحب المال أم لا بد من الأداء؟
من المقرر شرعًا أن حـقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الإبـراء، وقد قال رسول الله، صـلى الله عليه وسلم: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ»، وعلى ذلك فإن إهداء ثواب الصوم لصاحب الحق لا يكفي في أداء حقه، بل لا بد من إيصال حقه إليه أو تنازله عنه، ومن شروط التوبة من حقوق العباد رد المظالم إلى أهلها مع الندم، والإقلاع والعزم على عدم العودة إليها.


الحجاب الرمضاني

- سؤال يتكرر باستمرار لتواصل المشكلة سنوياً هو: ما حكم ارتداء الحجاب في رمضان فقط وخلعه بعده؟ وما هي مواصفات هذا الحجاب خاصة أن غالبية من ترتديه في رمضان تهتم بأن يكون أقرب للموضة من حيث الألوان والضيق والشفافية؟
يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم الحجاب الشرعي في رمضان وفي غير رمضان، وهو ما كان ساترًا لكل جسدها عدا وجهها وكفيها، بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف عما تحته، ولا يكون لافتًا للأنظار مثيرًا للفتن والغرائز، وأنصح الأخوات بأن رمضان هو شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء ويجعله منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى وتجعله في محل رضاه. وعلى ذلك فعلى المسلمة التي أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره في شهر رمضان أن تستمر على ذلك بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلى الحسنة بعدها.


موائد الرحمن

- وصف البعض وجود موائد الرحمن التي ظهرت بكثرة في السنوات الأخيرة بأنها بدعة، فهل هذا صحيح؟
ليست بدعة، لكننا ندعو إلى إخلاص النية حتى ينال فاعلها الثواب العظيم، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»، وقوله صلى اللهَ عليه وسلم أيضاً: «مَنْ فَطَّرَ فِيهِ -أي في رمضان- صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِه وَعِتْقَ رَقَبتَهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أن يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفَطِّر الصائم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يُعْطِي الله هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ عَلَى شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ»، وهذا يدل على عظيم ثواب من فطر الصائم، ولِعِظَمِ هذا الثواب صار دعاءً يُدْعَى به ويُرجَى قبولُه من الله، حيث كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول إذا طَعِم عند أحد من الناس: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ».

- لكن البعض يقيمها رياءً أو دعاية!
كما سبق أن قلنا إنه على المسلم أن يتنبه إلى ضرورة إخلاص النية لله تعالى في ذلك، وأن يكون قصده رضا الله تعالى، لا رياءً ولا سمعة، حتى يكون عمله مقبولاً عند الله تعالى. والأعمال عند الله حسابها بالنيات.


أحكام المسافر

- على أي توقيت يُفطر المسافر بالطائرة، خاصة أن البعض أفتاهم أنه حسب توقيت البلد المسافر منه في حين قال آخرون حسب توقيت البلد المسافر إليه؟
علق الشرع الإفطار والإمساك بتَبَيُّن الصائم غروبَ الشمس وطلوعَ الفجر، فقال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ» آية 187 سورة البقرة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَل اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»، وهذا يدل على أن العبرة في الإفطار تحقُّق الصائم من الظُّلْمة إمّا حِسًّا برؤيته هو أو خبرًا بتصديق من يُعتَدُّ بإخباره في ذلك، وكذلك الحال في الإمساك، العبرة فيه بتحقق المكلَّف من طلوع الفجر الصادق إمَّا حِسًّا أو بإخبار من يُعتَدُّ بإخباره. ومن المعلوم أن الإنسان كلما ارتفع عن سطح الأرض تأخر غروب الشمس وذلك بسبب كُرَوِيّة الأرض، وحينئذٍ فمقتضى القواعد الشرعية أنه لا إفطار حتى تغرب الشمس في حق الصائم نفسه، ولهذا فإن الإفطار المعتبَر في حق المسافرين بالطائرة إنما هو برؤيتهم غروب الشمس بالنسبة إليهم، وفي النقطة التي هم فيها ولا يفطرون بتوقيت البلد الذي يُحَلِّقُون عليه ولا الذي سافروا منه، ولا الذي يتجهون إليه بل عند رؤيتهم غروب الشمس بكامل قُرصِها.

- لكن المدة هنا قد تطول جداً فماذا يفعلون؟
إن طالت مدةُ الصيام طولاً يَشُقُّ مثلُه على مستطيع الصوم في الحالة المعتادة، فلهم أن يُفطروا للمشقة الزائدة المركبة في السفر، وليس لانتهاء اليوم، وعليهم أن يقضوا الأيام التي أفطروها.

إفطار اللاعبين

- منذ سنوات أفتى أحد كبار العلماء بأن لاعبي الكرة، وغيرهم من الرياضيين، لا يصومون رمضان بحجة مشاركتهم في المباريات أو التدريبات لعدم استطاعتهم الصيام مع المجهود المبذول فيها، وحدث جدل فقهي كبير حول تلك القضية. فما حكم الشرع في ذلك؟
اللاعب المرتبط بناديه بعقد عمل يجعله بمنزلة الأجير الملزَم بأداء هذا العمل، فإذا كان هذا العمل الذي ارتبط به في العقد هو مصدر رزقه، ولم يكن له بُدٌّ من المشاركة في المباريات في شهر رمضان، وكان يغلب على الظن كون الصوم مؤثرًا على أدائه، فإن له الرخصة في الفطر في هذه الحالة. فقد نص العلماء على أنه يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ في فقه الحنفية على أن من آجر نفسه مدة معلومة، وهو متحقق هنا في عقود اللعب والاحتراف، ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم في عمله، فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه، هذا عن المباريات التي لا مفر للاعب من أدائها. أما التدريبات فما دام يمكن التحكم في وقتها فيجب أن تكون أثناء الليل حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام.

- لكن المسؤولين هنا هم من يقررون إفطار اللاعبين بالتدريب واللعب نهاراً؟
إذا تعمد المسؤولون اللعب والتدريب نهاراً مع قدرتهم على جعلها ليلاً فهم آثمون، لأنه لا يخفى أن ما جاز للضرورة أو الحاجة القائمة مقامها لا يجوز أن يتعداها، والضرورة تقدر بقدرها، والله سبحانه وتعالى يقول: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ» آية 173 سورة البقرة. وهنا جعلت الآية ارتفاع الإثم بعدم البغي والاعتداء.


مضغ اللبان

- سمعت من أحد الدعاة أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يمضغ اللبان في نهار رمضان لأنه لا يفطّر فهل هذا صحيح؟
اللبان قديماً كان قاسياً كالحجارة أو كالصمغ لا يتحلل، وقد عرف العرب قديماً نوعاً من أنواع الزلط أبيض شفافاً يضعونه تحت ألسنتهم ليمنع العطش، وكان هذا الزلط لا يتحلل بمعنى أن وزنها قبل الاستعمال وبعده ثابت، بل قد يزيد من تخلل اللعاب فيه، وقد أفتى الفقهاء أن من يستعمل هذه الزلطة ويضعها تحت لسانه في الصيام فلا يفطر وكذلك اللبان.

- هل هذا الحكم على مضغ اللبان ينطبق على اللبان في عصرنا؟
اللبان الآن أصبح ذا طعم ورائحة ولون، وبالتالي فهو غير اللبان المقصود قديماً.


زوجها يمنعها من الصيام

- زوجة تحب صيام النوافل مثل الاثنين والخميس وغيرهما ولكن زوجها يمنعها فماذا تفعل؟
طاعة الزوج فرض وأكثر ثواباً من النوافل، ومنها صيام النافلة، وذلك حرصاً على تهدئة الأسرة، ولهذا لابد من ترتيب الأولويات وطاعة الزوج، كونها فرضاً أولى من صيام كل النوافل.

- لكن استجابة الزوجة لزوجها في منعها من صيام التطوع قد تمتد إلى محاولته منعها من صيام رمضان أو بعض أيامه فماذا تفعل؟
لا تطيعه مهما كانت الأسباب، لأن صيام رمضان فرض وإفطاره معصية «ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».

- وماذا لو هددها بالطلاق إذا لم تفطر؟
عليها أن تنصحه بالحسنى، وذلك بأن توضح له أن صيام رمضان فريضة، فإذا لم يستجب يمكنها أن تستعين ببعض أقاربه الذين يؤثّرون فيه، أو بعض علماء الدين الذين يوضحون له الجريمة الكبرى التي يرتكبها، وهذه الوساطة واجبة شرعاً لقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا أن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا أن اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» آية 35 سورة النساء.

- هل التشات بين الجنسين يبطل الصيام؟
التشات بين الجنسين يتوقف حكمه على طبيعة ما يقال، فإذا كان في مصلحة أو عمل دون أي تعد للضوابط الشرعية فلا يؤثر على الصيام، أما اذا كان فيه من الكلام الفاحش الذي يحرك الغرائز، بل قد يؤدي إلى الإثارة والإنزال، فهذا حرام قطعاً ويبطل الصيام.