زواج قاد إلى جريمة

جريمة, حبس / سجن, مواقع الزواج الإلكتروني, عصابة, قسم الشرطة, عقوبة السجن

02 نوفمبر 2012

كلمة السر هبة، الزوجة الشابة التي لم تتجاوز الثلاثين، ورَّطت زوجها الشاب في جريمة عقوبتها السجن مدة لا تقل عن عشر سنوات. قبل هذه اللحظات كانت هبة تستخدم رصيدها الضخم في قلب زوجها لتقنعه بالاستجابة لها ومشاركتها جريمة سرقة، من تأليفها وإخراجها وتمثيلها.
ظهر التردد على وجه الزوج الشاب الذي لم يكمل عامه الحادي والعشرين، لكن قلبه الضعيف قاده إلى الجحيم، فاستجاب لزوجته التي وعدته بآلاف الجنيهات بعد تنفيذ جريمتها، لكنها لم تجن في النهاية سوى الخراب
... فشلت الخطة، ولم تجد وزوجها أمامهما إلا السجن.


حين تحدى وائل الجميع ليختار هبة زوجةً له، رغم أنها تكبره في السن، لم يكن يدرك أنه سيدفع الثمن غالياً، وبدلاً من الحياة الحالمة التي كان يتمناها وجد السجن أمامه، بعد أن تورط في جريمة جنائية بسبب زوجته.
دمرت الزوجة حياة زوجها الشاب الهادئ الذي انقلبت حياته رأساً على عقب بعد أن ظهرت فيها هبة. كانت زميلته في الغرفة التجارية التي كان يعمل بها موظفاً بسيطاً، جمع الفقر والطموح بينهما، وصوّب الحب سهامه إلى قلب الشاب وائل، ورغم أنها تكبره بثماني سنوات، أحبها بجنون وصمَّ أذنيه عن سماع نصائح زملائه الذين طلبوا منه الابتعاد عن هبة التي خاضت من قبل مغامرة زواج فاشل لم يستمر إلا سنوات قليلة، وانفصلت بعدها عن زوجها بسبب طموحاتها الزائدة وعدم قدرة زوجها على الاستجابة لطلباتها التي لا تتوقف. لكن وائل لم يستجب لنصائح أصدقائه وأقاربه، واستسلم لعواطفه بعد أن نجحت هبة في اجتذابه، وشعر بأنه لا يستطع الاستغناء عنها مهما حدث، وأكد لأسرته أنه سيتزوج هبة مهما كان الثمن، حتى لو اضطر لمقاطعة الأسرة كلها. والدته أدركت أن ابنها سيتعرض ل مشكلات لا حصر لها بسبب زميلته في العمل، لقاء واحد كان يكفي الأم لتحكم على زميلة ابنها، فكررت رفضها لإتمام هذا الزواج، وأكدت لابنها أنها تحبه وتخشى على مستقبله، لكن الابن كان كالمسحور.

رفض وائل النصيحة، وكان يغضب بشدة إذا وجه أحد أصدقائه أو أقاربه النصيحة إليه بأن يتروى في اختياره، وحسماً لكل هذه المشكلات عقد وائل العزم على الزواج من هبة في غياب أسرته، واكتفى ببعض زملائه ليحضروا زفافه الذي أقيم في أحد النوادي الشعبية.
كانت هبة تدرك كم التضحيات التي بذلها زميلها حتى يتزوجها رغم أنف الجميع، حاولت أن تخفف عنه همومه، وأكدت له أنها ستسعى إلى أن تحول حياته جنة، وأن تنسيه كل ما لاقاه من مشكلات. وابتسم وائل، وظهرت على وجهه بوادر الأمل في مستقبل جديد مع زوجته. انتهى الزفاف البسيط وانتقل الزوجان إلى منزلهما المتواضع، ومنذ اللحظة الأولى للزواج استطاعت هبة أن تستوعب زوجها، حتى أصبح مثل الخاتم في أصبعها، لكن الحياة أدارت وجهها للزوجين، وسرعان ما بدأت المشكلات تواجههما. أدرك وائل أنه لا يستطيع أن يواجه طلبات زوجته التي كانت تتعمد أن ترهقه بطلبات تعجيزية، رغم أنه حاول أن يبحث عن عمل إضافي في الفترة المسائية، لكن راتبه الجديد كان يكفي بالكاد للوفاء باحتياجات الأسرة، وأبدت الزوجة تذمرها من صعوبة الحياة، وحاولت أن تحمس زوجها للبحث عن عمل جديد ودخل أكبر. فطلب منها ذات يوم أن تدله على وسيلة يحصل بها على المال الذي تعشقه، وظهرت على وجه الزوجة علامات التفكير العميق، وأكدت لزوجها أنها تملك الحل لكنها تحتاج إلى بعض الوقت حتى تتبلور الفكرة في ذهنها.


الخطة

في هذه الأثناء كانت الزوجة تدرس جيداً خطتها، وتضع عليها بعض اللمسات التي تضمن لها أن تقل نسبة المخاطرة إلى الصفر، والهدف هو خزينة الغرفة التجارية حيث كانت الزوجة تعمل مع زوجها، مدركةً أن الحصيلة ستكون كبيرة، لكن بشرط اختيار اللحظة المناسبة للجريمة. في منتصف إحدى الليالي الحارة استلقى وائل على فراشه بعد يوم عمل شاق، لكن زوجته أيقظته من نومه ووجهها يشعّ فرحاً! أخبرته أنها توصلت إلى الخطة المحكمة التي ستمكنهما من الحصول على الأموال التي يحتاجانها حتى تتغير حياتهما، وطلبت هبة منه أن يصغي إليها جيداً، وأن ينفذ تعليماتها بكل دقة حتى يصلا إلى النتيجة المرجوة. أبدى الزوج استعداده للاستجابة الفورية، وبهدوء بدأت الزوجة حديثها قائلة: «سنسرق خزينة إدارة الغرفة التجارية». ظهر الذهول على وجه الزوج الذي قاطع زوجته صارخاً: «هل تعين ما تقولين؟ سيتم القبض علينا حتماً، إجراءات الأمن في الغرفة التجارية شديدة التعقيد». لكن الزوجة أسكتت زوجها بحسم، وطلبت منه أن يستمع إلى النهاية، وواصلت كلامها: «لقد درست كل شيء بعناية فائقة ولم أترك نسبة للخطأ، وسأقوم بدوري على أكمل وجه، والمهم أن تقوم بدورك بالكفاءة نفسها».

وأكدت أنها اتفقت مع أحد الأشقياء الخطرين للاشتراك معهما في الجريمة، فظهر التردد على وجه الزوج، وهم بمقاطعة زوجته لكنه خشي غضبها فتركها تكمل شرح خطتها، فأكدت أنها تعرف جيداً إجراءات الأمن في الغرفة التجارية خاصة في فترة المساء، وتعرف أيضاً أن يوم السبت يشهد امتلاء خزينة الغرفة بأكثر من 200 ألف جنيه، وكل هذا المبلغ سيكون من نصيب هبة وزوجها. سال لعاب الزوج حين فكر في هذا المبلغ الذي سينقل أسرته نقلة كبرى، وأصغى جيداً إلى زوجته التي أدركت أن زوجها تجاوب معها وأصبح على استعداد لأن يطيع أوامرها بكل دقة، وطلبت منه أن يراقب مقر الغرفة جيداً ويتأكد من انصراف جميع الموظفين بعد انتهاء أوقات العمل، وبعد ذلك يتصل بها فتسارع بالمجيء إلى مقر الغرفة ومعها وجبة دسمة من الفتة والأرز الممزوجة بالمخدر، وذلك لتقديمها إلى أفراد الأمن في الغرفة التجارية. في اليوم المحدد،ةدست الزوجة كمية كبيرة من الأقراص المخدرة في الوجبة المغرية، واتجهت إلى مقر إدارة الغرفة التجارية وأكدت لأفراد الأمن أنها تفي بنذر قديم وطلبت منهم أن يتناولوا الفتة، وبنهم انهال أفراد الأمن على الطبق، وانصرفت هبة لكنها وقفت مع زوجها بعيداً لتراقب الموقف. وبعد نصف ساعة أشارت هبة لزوجها وشريكها المسجل خطر باقتحام مقر الغرفة، في هذه الأثناء كان أحد أفراد الأمن ينازع الموت، فسارع وائل الى شل حركته ووضع شريطاً لاصقاً على وجهه وربط يديه، فيما كان المسجل خطر وجدي يحاول كسر مزلاج باب الغرفة حيث الخزينة.


السقوط

مضت أكثر من نصف ساعة والغرفة مستعصية، فشلت كل محاولات العصابة لكسر الباب، وفي هذه الأثناء اتصلت هبة من خارج الشركة بزوجها، طلبت منه سرعة مغادرة المكان بعد أن شاهدت الوردية الجديدة لأفراد الأمن تستعد لتسلم عملها. وبسرعة لملم وائل أدوات السرقة وغادر المكان مع شريكه، وعاد إلى منزله وهو يجر أذيال الخيبة، وانهار باكياً وهو يؤكد لزوجته أن مستقبله ضاع، فسرعان ما سيفيق أفراد الأمن من تأثير المخدر ويرشدون الشرطة إلى العصابة، لكن هبة أكدت له أنها وضعت كميات مضاعفة من المخدر الذي يقتل من يتناوله، وطلبت من زوجها عدم الإفراط في المخاوف. في هذه الأثناء تمكن رجال الإسعاف من إنقاذ حياة أفراد الأمن ونقلهم إلى المستشفى في حالة حرجة، وبعد ساعات استرد أحدهم وعيه وأرشد الشرطة الى مكان المتهمة التي دست المخدر لهم، وعلى الفور استصدرت الشرطة إذناً من النيابة وتم إلقاء القبض على الزوجة، ومواجهتها بتهمة الشروع في القتل والسرقة. لم يكن أمام هبة سوى الاعتراف بجريمتها التي شاركها فيها زوجها الشاب والمسجل الخطر وجدي، فألقت الشرطة القبض عليهما، واعترف الزوج بأنه تورط في الجريمة بدافع حبه الجارف لزوجته وعدم استطاعته مخالفة رأيها، وقررت النيابة حبسه بتهمة الشروع في القتل والسرقة بالإكراه.