فيصل اختفى وحطمت سيارة العم مبروك

المملكة العربية السعودية, قضية / قضايا إجتماعية

04 ديسمبر 2012

أثارت القضية الاجتماعية المتعلقة بفيصل أحمد «هــ»،  البالغ من العمر 16 عاماً، شقيق اللاعبين المشاهير في أحد أندية المنطقة الغربية، المجتمع السعودي والرأي العام، بعد طرح القضية عبر برنامج «قضية رأي عام»، في قناة روتانا خليجية،  لتجد قصته المليئة بالتراجيديا الواقعية والتي لا تزال أحداثها مستمرة على أرض الواقع، تعاطفاً كبيراً بين الناس.


«
لها» تابعت القصة كاشفة كثيراً من الأحداث التي تعرض لها فيصل والعم مبروك.


أكد فيصل أحمد أنه شقيق لاعبين في أحد أندية المنطقة الغربية، مشيراً إلى أن والده الثري انفصل عن والدته منذ ساعات الولادة الأولى، وتركه لدى مقيم يمني كان يعمل في مؤسسة والده في المقاولات العامة، وهو بدوره أقام دعوى على والد فيصل الحقيقي، مطالباً بنفقات رعايته لفيصل طوال السنوات الماضية.


فيصل وبداية الحكاية

 لم يطالب فيصل والده وأخوته سوى بإصدار بطاقة هوية خاصة لأنه بلغ السادسة عشرة من العمر، ويريد الاطمئنان إلى مستقبله. إضافة إلى أنه طالب في الصف الثالث المتوسط،، ولديه سيرة طيبة في مراحله الدراسية، وفق ما أكده احد معلميه في المدرسة.

فيصل شاب سعودي في ربيع العمر، ضحية لقضية طلاق، ليس له فيها ذنب سوى أن والده سيطرت عليهم الأنانية، وعدم الشعور بما سيعانيه الابن من مشاكل نفسية واجتماعية ينجم عنها العديد من المشاكل التي يصعب حلها. والده قذف به بين أحضان عائلة مقيمة، ووالدته تزوجت من رجل آخر ورفضت الالتفات إليه.

العم مبروك المقيم اليمني الذي تحمل أعباء حضانة فيصل دون أن يتلقى أي مساعدة مالية من والده الحقيقي، رغم محاولته أقناع الأب بأن يتسلم أبنه، أو يؤمن له المصاريف، فلم يجد منه أي تفاعل، مما جعله يتقدم بشكوى ضد والد فيصل أحمد «هــ»، مطالباً تعويضه عن السنوات التي قام فيها بتربية ابنه.


العم مبروك يكشف تفاصيل جديدة

من جهته، صرح العم مبروك إلى «لها» عن تطورات وتفاصيل جديدة عن القضية، وهو مثقل بالهم والحزن قائلا:» في اليوم الثاني من عرض القضية على شاشة قناة «روتنا خليجية الفضائية»، بادر مدير الأحوال المدنية في منطقة مكة المكرمة بالاتصال يخبرني بحضور فيصل لإصدار البطاقة الوطنية  الخاصة به، كما تلقى اتصالاً في اليوم نفسه من مدير الضمان الاجتماعي في منطقة مكة المكرمة أخبره بأن يحضر فيصل للقيام بإجراءات تسجيله في الضمان».

ويستمر العم مبروك في حديثه: «ذهبنا أنا وفيصل إلى الأحوال المدنية، ثم إلى مقر الضمان الاجتماعي، لعمل الإجراءات الرسمية للحصول على البطاقة الوطنية السعودية، والتسجيل في الضمان، حينها شعر فيصل بالارتياح، وخفف عنه الهم، والحزن الذي يسكنه جراء ما يعيشه من جحود ونكران من قبل والديه دون أسباب مقنعة».

وبعد أن ذهب العم مبروك برفقة فيصل الى الأحوال المدنية والضمان الاجتماعي،  تناول وجبة الغداء مع أسرته، وفيصل ثم تلقى اتصالا من شقيقته التي تسكن بالقرب منه تريد أن يبعث لها بفيصل لحاجة تريدها، وبالفعل اتجه فيصل الى العمة إلا انه اختفى، ولم يتنبه الى طول غيبته سوى والده الذي بدأ بتفقده في الحارة ولم يجده، ليتصل على هاتفه المحمول، فأجاب فيصل وتحدث والخوف يعتريه قائلا: «أخذني أهلي من أمام باب بيت عمتي»... بعد هذه العبارة انقطع الاتصال وأغلق الجوال.

ويضيف العم مبروك: «بعد ذلك تلقيت ثلاثة اتصالات من أشقاء فيصل المشاهير في الرياضة السعودية، وأصحاب الجماهيرية العريضة، يوجهون لي التهديد والوعيد، وحطموا سيارتي التي هي مصدر رزقي... ماذا جنيت ليكون هذا جزائي، اعتنيت بابنهم، وعلمته إلى أن وصل الى المرحلة المتوسطة، وتحملت مصاريفه، وكسوته، وعاملته كابني».

وأكد العم مبروك أنه سيستمر بالمطالبة بحقوقه الشخصية في تربيته لفيصل، مضيفاً:» المملكة العربية السعودية فيها قانون ينصر المظلوم، ويعطى كل ذي حق حقه. أتمنى أن يصل صوتي الى أولياء الأمر لإنصافي، وإعادة حقي».

ومن جهة أخرى قدم العم مبروك شكوى لقسم الشرطة بشأن تحطيم سيارته.


ياسر العمرو مقدم برنامج «قضية رأي عام»: القضية استحوذت على تعاطف كبير

مقدم برنامج «قضية رأي عام» ياسر العمرو قال: «قضية الشاب فيصل تعاطف معها المجتمع ووسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لتصبح قضية رأى عام يتم تداولها في أروقة المحاكم السعودية. والقضية ليست مجرد كون فيصل أخاً لمشاهير في الرياضة السعودية، ولكن ما يثير الجدل ويندى له الجبين كيف  أن أباً وأماً يتخليان عن فلذة كبدهما دون السؤال عنه لمجرد حصول خلاف بينهما، ومن ثم الانفصال ليكون الابن هو من يدفع الثمن». وأضاف: «الشرع والقانون وحقوق الإنسان يجب أن تكون لها وقفة حقيقة تجاه مثل هذه القضية الإنسانية، كما أتمنى أن يكافئ «العم مبروك»، نظير ما قدمه من وقفة إنسانية وعاطفة كبيرة تجاه الطفل السعودي فيصل أحمد (هــ)».   


أشقاء
فيصل يمتنعون عن الرد على اتهامات مبروك
مبروك
مطالباً بمبلغ خمسة عشر ألف ريال لتصليح سيارته

من جهة أخرى حاولنا التواصل مع أشقاء "فيصل أحمد هزازي"، لاعبي نادي الإتحاد "نايف هزازي وإبراهيم هزازي"، لمعرفة وجهة نظرهم في القضية، ولتوضيح حقائق غائبة عن القراء، وإذا ما كان هناك بعض النقاط المغيبة التي حرمت فيصل من العيش في حضن والديه وبين أشقائه، وما سر عدم تقبلهم له قبل طرح القضية التي تحولت للرأي العام، وفي أروقة المحاكم، وما الذي دفعهم لأخذه العيش معهم،  وردهم على الاتهامات والشكوى المقدمة من مبروك المقيم اليمني الذي تولى حضانة وتربية فيصل ضد والد فيصل مطالباً بدفع النفقة على مدى ستة عشر عاماً، إضافة لاتهامه أشقاء فيصل بتحطيم سيارته وتهديدهم له عبر هاتفه الجوال، إلا ان شقيقه نايف هزازي لم يرد على الاتصالات وكذلك إبراهيم هزازي، إذ اكتفى نايف الهزازي بالتغريدة اليتيمة عبر توتيتر بأنه في يوم سيكشف حقيقة فيصل مشيراً إلى أن أخطاء الإباء لا يتحملها الأبناء.

من جانبه قام العم مبروك بزيارة أحد مكاتب الصحف في محافظة جدة حيث عمل المحررة بالجريدة التي تبنت القضية وقدمتها لقناة روتانا خليجية، مطالباً بمبلغ خمسة عشر ألف ريال سعودي حسب تقديرات شركة هوندا ليتمكن من تصليح خرابات سيارته بعد تحطيمها على حد قوله من قبل أشخاص مجهولين تم إرسالهم من أشقاء فيصل بسبب الشكوى التي قدمها ضد والد فيصل وطرحه للقضية في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.